المرصد السومري لحقوق الإنسان مطالبة المجتمع الدولي بتعقب أثر المجرمين بشأن اختطافهم حوالي الـ500 امرأة أيزيدية
تابع العراقيون ومعهم العالم مجريات الهجمات الإرهابية لتنظيم داعش وحلفائه واحتلاله مدناً عراقية أخرى بعد احتلال الموصل. ومن بين أبشع الجرائم المرتكبة في الأراضي العراقية المحتلة بعد جرائم الحرب التي تضمنت عمليات النحر والذبح الجماعية لرجال من أتباع الدين المسيحي وتالياً من أتباع الدين الأيزيدي؛ جاءت جرائم ضد الإنسانية بخاصة منها تلك التي طاولت النساء والصبايا والفتيات اللواتي تمّ اختطافهن وتعريضهن لأبشع أشكال المعاملة وأكثرها تحقيراً ومهانة. حيث مورست جرائم الاغتصاب الجماعي بذريعة كونهن (سبايا) في استعادة لأعراف عصر العبيد وقوانينه في إذلال المرأة كونها سلعة تباع وتُشترى... وفي ضوء ذلك جرى حجز ما يقارب الـ 500 امرأة وفتاة وطفلة من أتباع الديانة الأيزيدية لعرضهن في سوق النخاسة للبيع على مجرمي داعش وحلفائهم الإرهابيين!!
ولقد سبق لقوى إرهابية شبيهة أن مارست ذات الجريمة؛ بخطف مئات النسوة كما فعل مجرمو بوكو حرام في نيجريا وتابعت الجهود الدولية البحث كما هو معروف باهتمام مستحق. ونحن هنا إذ نعرض لما جرى ويجري من جرائم وحشية بحق نسوة الأيزيدية العراقيات نطالب بإجراءات فورية عاجلة تتخذها المنظمات الدولية المعنية كمنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة ومجلس الأمن كأعلى سلطة دولية والمحكمة الجنائية الدولية لاستقدام المسؤولين عن التسبب في تلك الجريمة نتيجة الإهمال المتعمد لواجب الحماية؛ وعرض المجرمين أمام العدالة والقضاء الدوليين وإنزال أشد العقوبات بهم.. على أنّ مطلبنا الذي نضعه على طاولة الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن هو سرعة التفاعل مع القضية الإنسانية الملحة بوجه فوري وعاجل...
إننا نؤكد تطلعنا لحسم ميداني لهذه القضية الإنسانية الفاجعة حتى إن اقتضت تدخلا عسكريا لحسم المعركة الجارية في مدن العراق المختلفة؛ وطبعا مثل هذا برهنت الأحداث أنه خارج إمكانات سلطة الحكومة الاتحادية ببغداد العاجزة عن الدفاع عن بغداد أمام هجمات الإرهاب هناك! الأمر الذي يتطلب دعماً دولياً وأوروبياً لتسريع تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تخضع لأهواء من وقعت في ظل انفراده بالسلطة كل هذه الوقائع الإجرامية، كما يتطلب الوضع سرعة دعم قوات البيشمركة التي تقاتل وحيدة ببسالة منقطعة النظيرعلى الرغم من كل ظروفها المعروفة.. وليأتي القرار إعلاناً رسمياً بواجب حماية تلك المكونات والأطياف التي باتت اليوم مستباحة واقعةً بين فكي رحى ميليشيات التطرف الطائفي وقوى الإرهاب التكفيرية الظلامية المتشددة.
إنّ عيون الضحايا، سبايا الإرهابيين، تتطلع بعيون مفجوعة إلى هذا التدخل المنتظر من أجل حسم المعركة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل هذه الظروف المعقدة التي تجري تحت سلطة احتلال منظمة إرهابية محظورة دولياً. إننا ندعو جميع الأخيار والفاعلين في حقوق الإنسان لتفعيل الجهد المخصوص بتلك النسوة الأسيرات لدى قوى الجريمة بأولوية عليا.. متطلعين لتكثيف الاتصالات من أجل تحريرهن بأسرع وقت تتيحه الجهود الدولية المنظمة المشتركة.
ننحني لمجموع الشهيدات والشهداء، والضحايا المأسورين بظلال همجية قوى الظلام ونحن على العهد حتى تحرير نسوة الوطن وجميع المدن ومن فيها من دنس الجريمة والمجرمين وإيقاع أقسى قصاص بهم... مذكرين بهذه المناسبة مجتمعنا وأهلنا جميعاً أن ينظروا بعين الاعتبار إلى أنَّ جزءاً من أوليات تلك الجرائم جرت بسبب فلسفة الطائفية السياسية وتضليل قوى الإسلام السياسي بكل أجنحتها الأمر الذي يدعوهم للانسحاب الفوري من أي تعامل مع تلك القوى التي تسببت بالجرائم البشعة التي حلت بنا؛ كما نطلب من النخبة الثقافية والعقل العلمي مزيداً من جهود التنوير ونشر ثقافة الإخاء والسلام بديلا لثقافة العنف والكراهية والثأر والانتقام ولإزاحة القواعد المتكلسة للأعراف والتقاليد التي تحظر التحدث بالجريمة، وسنرفع راس بنات وطننا عاليا فهنّ صاحبات الحق ضد الضيم والظلم فيما المجرم هو من سنفرض عليه تنكيس الرأس والخضوع للعدالة ولعقابها الأقصى..
الأمانة العامة للمرصد السومري لحقوق الإنسان
اللجنة التنفيذية للبرلمان الثقافي العراقي في المهجر
هولندا الثامن من آب أغسطس 2014