أجمل
التهاني إلى
الصابئة
المندائيين
بعيد البنجة مقرونة بأمنيات العيش بسلام في وطنهم الأم
يدور العام وتتجدد التهاني ومعه الاحتفال مع أخوة الوطن والإنسانية، من الصابئة المندائيين بمناسبة عيدهم الأبرز (عيد الخليقة \ (البرونايا).. وإذ تتصافح الأكف احتفالا بهذا العيد وبتجدد العهد بالإخاء وبمسيرة العمل من أجل الاستقرار والسلم فإننا نعانق الأصدقاء الأحبة المندائيين محتفين معهم بعيد البنجة، مؤكدين هنا الجهد المتصل كيما تحلق حمامات السلام في فضاءات العيش المطمئن في الوطن الأم حيث تتحقق للجميع كامل الحريات والعيش الكريم على أساس من العدل والمساواة بين المندائيين ومجموع أخوتهم العراقيين بأطيافهم ومكوّناتهم كافة..
إننا لا نطلق التهاني بكلمات وألفاظ ساحرة تقف عند تخوم الأمنيات والتطلعات الحالمة، ولكننا نعمل بجدية من أجل تعميق ثقافة التنوع واحترام الآخر ومن أجل وضع المبادئ الإنسانية السامية للإخاء والمساواة والعدل في القوانين والتشريعات وفي تجسدها باستكمال بنية مؤسسات دولة مدنية ديموقراطية تعددية في العراق الجديد الذي تمَّحي فيه خطابات الأمس المريضة..
وإذ يحتفل الصابئة المندائيون بعيد الأيام البيضاء البنجة، فإنّ أبناء شعبنا العراقي يشاطرونهم احتفالهم بالعيد؛ ويؤكدون تمنياتهم بأنْ تكون أيامه منطلقا لوقف كل ما طاول الصابئة من شدائد السنوات العجاف، والعودة إلى حيث نبل العلاقة بين أطياف شعبنا العراقي وسمو التفاعل الأخوي، في ظل روح من التعايش السلمي والطمأنينة وثقافة البناء والعمل المشترك بمتين الوحدة الوطنية... ولتجد قابل أيام العراقيين أعظم الفرص للاحتفال سويا بأعياد بُناة العراق الأوائل واحتفالياتهم الباقية في الضمير تراثا مجيدا يحظى بقدسية العراقية الأصيلة، وحيوية المسيرة المتجددة تطلعا إلى شموس الحياة...
إننا لنحتفي بأفراح ومسرات العيد توطيدا للثقة والأمل والتفاؤل بانتصار إرادة الخير وفي أن تكون أصابيح هذه الأعياد التي نحتفل بها اليوم معا وسويا سمة رسمية على المستوى الوطني يُحتفى بها بروح الإخاء وبوطيد علاقات وطنية إنسانية صادقة لا تمويه فيها ولا مخادعة حيث لا ننسى ونحن نحتفي مظهر بعض الأدعياء ممن نثق بأن ثقافة النور والتطهر ستسطع لتمحو فيهم أية آثار للشرور وخروقاتها ومثالبها وآلامها..
أيها الأصدقاء المندائيين، كل عام وأنتم بخير وسعادة ومسرات دائمة تضيء ميادين البلاد بوجودكم البهيّ.. كل عام وأنواركم البهية بهذي الأيام البيض بالمقدس الهادية لكل ما يفيد إعلاء قيم احترام الإنسان لذاته بلا تمييز، وإكرام وجوده ومكانه ومكانته ومجده..
مباركة أيام عيدكم هذا، وإننا لنطلق دعواتنا صلواتنا فيه وإياكم؛ مقدسة أنوار وجودكم في وطن ساهمتم في إشادة حضارته بدماء زكية ومنجزات سامية نبيلة.. وليكن هذا العيد تأسيسا دائب الولادة لقيم التفاؤل والاحتفال معا وسويا لما ينتظرنا من جهود مشرقة بهية لتحقيق حلم العودة من أصقاع المنافي والمهاجر القصية للاحتفال في المندى الأعظم في وطنكم الأم باستقرار هانئ أكيد على ضفاف فراتنا الطاهر خالد الانسياب في أرواحنا جميعا وسويا...
أجمل التهاني وأعمق الأماني وأروعها في عيد البنجة وإلى احتفاليات الخير والمحبة والسلام في وطن الجميع ومبادئهم في التسامح والإخاء والمودة وكل عام وأنتم والجميع بألف خير.
أ.د. تيسير عبدالجبار الآلوسي
رئيس
جامعة ابن رشد
في هولندا
رئيس
البرلمان
الثقافي
العراقي في
المهجر
مستشار رابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا
لاهاي هولندا 17 آذار مارس 2012