البرلمان الثقافي العراقي: بالغ العزاء في ضحايا الزلزال وعميق الأمنيات بسرعة شفاء الجرحى ومعالجة آثار الكارثة

تلقينا ببالغ القلق نبأ الكارثة التي نجمت عن الزلزال الذي هزّ مناطق في شرق تركيا. ولقد عمّت بيننا مشاعرالألم وساد الحزن والأسى جميع أصدقاء الشعب التركي لوقوع مئات الضحايا بين وفيات وجرحى وتشرد آلاف المواطنات والمواطنين فضلا عن الخسائر المادية في المباني السكنية والخدمية وفي ركائز البنية التحتية...

إننا هنا باسم أعضاء البرلمان الثقافي العراقي وأسرة جامعة ابن رشد في هولندا وأصالة عن نفسي إذ نعبّر عن صادق تعازينا الحارة مترحمين على الضحايا، نشاطركم أيها الشعب التركي الصديق مشاعر الألم والأسى بفقد هذه الكوكبة من بنات الوطن وأبنائه وهول المصاب الجلل.. ونؤكد وقوفنا وإياكم وقفة إنسانية ثابتة راسخة من أجل معالجة الجرحى وسرعة شفاء الجميع من أطفال ونساء وشيوخ ومن بنات الشعب وأبنائه جميعا.. ومن أجل سرعة إزاحة آثار الكارثة حيث تتطلب فعلا جديا كبيرا قبيل حلول الشتاء وظروفه الطبيعية القارصة القاسية...

إنّ أبناء شرق تركيا من جميع الأطياف من تورك وكورد ومن كل المجموعات المتعايشة في تركيا الحديثة يتطلعون إلى بنى تحتية تلائم طبيعة المنطقة وتحدياتها الجيولوجية وترسّم المشروعات والأبنية التي ترتقي إلى استثمار طوبوغرافيا الإقليم لتحقيق العيش الكريم وما يخدم أهلها ويؤمِّن حيواتهم ويضمن السلامة كما هو الحال لدى عدد من الشعوب التي بنت كياناتها ودولها بأفضل سبل التكنولوجيا المتقدمة..

إنّنا بهذا الظرف وما يحمله من شدائد وقسوة نتائج الكارثة ندعو لمزيد من انبعاث روح التآخي وتوكيده وإلى التكاتف لبناء تركيا جديدة، تقوم على أسس احترام مطالب الشعب وأطيافه ومكوناته وما يلبي تطلعاتهم في حياة آمنة مستقرة وعلى سياسة بناء واستثمار الطبيعة بما لا يعرضها إلى مثيرات لبنية القشرة الأرضية وهزاتها وزلازلها  وبما يحمي تقاسم ثروات الطبيعة من مياه وغيرها بين دول المنطقة وشعوبها ويحمي  تفاعلات الإخاء..

ولدينا الثقة التامة بعلاقات الإخاء التي تظهر اليوم ليس بالتعاطف والمشاعر حسب بل وبالتفاعلات المادية الملموسة وأعمال الإنقاذ وإزالة آثار الخراب والدمار بسبب هذه الكارثة الطبيعية البيئية وسرعة بناء ما يحمي المتأثرين وتعويضهم عما لحق بهم من مآس بالعمل وبالكلمة الفعل التي تحيا في القلوب العامرة بإيمان بوحدة مصير شعوب المنطقة ليس في الفكر والسياسة ومشروعاتها حسب بل وفي تحديات الطبيعة التي يحيون فيها..

إنّنا اليوم، شعوب المنطقة المنكوبة بمآسي الكارثة،  يد واحدة معا وسويا في المسح على جراحات المصابين وإزالة آلامهم.. وفي رفع سواعد العمل والبناء مجددا وسريعا...

داعين هنا، شعوب المعمورة ودولها وأولها في منطقتنا لمد يد الفعل والعمل قبل يد التعازي حيث الأحياء يتطلعون لإزالة ضغوط استثنائية تجثم في هذه اللحظات العصيبة على كواهلهم...

ندعو بالرحمة للضحايا والذكر الطيب والخلود لهم في قلوب أحبتهم وذويهم، والشفاء العاجل للجرحى والمصابين وإزالة آثار الكارثة للمنكوبين جميعا.. والصبر والجَلَد وقوة العزيمة والتحدي للشعب التركي الصديق في هذه المحنة الكأداء..

أ.د. تيسير عبدالجبار الآلوسي

رئيس البرلمان الثقافي العراقي في المهجر

لاهاي هولندا الثالث والعشرين من تشرين أول أكتوبر 2011