افتتاح مشروع الخريف الثقافي في لاهاي لسنة 2010
عرض ومتابعة: إعلام المعهد الكوردي للدراسات والبحوث ومؤسسة ألواح سومرية
في مبادرة مهمة ينظم الاتحاد الوطني الكوردستاني في هولندا بالتعاون مع المعهد الكوردي للدراسات والبحوث في هولندا مشروع الخريف الثقافي 2010. وقد اعتمد في إعداد برامج هذا الموسم الخطابين الثقافي والوطني كيما يكونا محوري جملة من الأنشطة التي تتضمن السمينارات والحوارات والأعمال الأدبية والفنية الوثائقية المرافقة. وتأتي هذه المبادرة توكيدا آخر من جانب الاتحاد الوطني الكوردستاني على أهمية الخيار الوطني العراقي من جهة وعلى اهتمام بارز بدور المثقف وخطابه الثقافي في رفد الحياة العامة بما يغنيها ويجنبها الهزات المعقدة بخاصة في أجواء الاحتقانات السياسية التي يجري فيها إعلاء خطاب الاتهامات وتعريض الثقة في العلاقات الوطنية لمشكلات غير محمودة العواقب.
ويوم أمس الأحد الثالث من أكتوبر تمّ افتتاح مشروع الخريف الثقافي 2010 بحضور لافت من كوادر الاتحاد الوطني وجمهور الجالية من مختلف الأطياف والمكونات القومية والدينية ومختلف الهويات الفكرية والسياسية. وبرز بوضوح تضافر الجهد لتوفير أجواء لقاء بخطاب ثقافي يحترم التعددية ويفتح منافذ جديدة للحوار وجسورا جدية للعلائق بين الأطراف كافة.
وقد حظيت المبادرة برعاية رسمية بحضور السيد سفير جمهورية العراق الفيدرالي الدكتور سعد عبدالمجيد العلي والملحق الثقافي الدكتور مفيد تركي وطاقم السفارة منهم القنصل الاستاذ عباس الخفاجي وقام الدكتور سعد عبدالمجيد العلي سفير جمهورية العراق بمشاركة مهمة بحضوره لافتتاح الموسم الثقافي الوطني حيث ألقى كلمته في افتتاح الفعاليات عبر فيها عن تشرفه بالحضور وشكر أعضاء الاتحاد الوطني الكوردستاني وبشخص الاستاذ عبد الله سور بوسكاني مسؤول تنظيمات الاتحاد الوطني الكوردستاني في بنيلوكس وأكد على أهمية مد الجسور وفتح نوافذ الحوارات على أساس من الإخاء والمساواة بما يعزز لحمة العراقيين في داخل الوطن والمهجر وركز على فكرة التحاور وأهميتها ونوعية التحاور فلم يتفق مع الحوار التعجيزي ولا مع حوار المناورات ولا مع الحوار التسلطي ولا مع الحوار المسدود الذي تغلق فيه الأبواب وليس مع حوار إلغاء الآخر وأكد بأن الشعب العراقي بحاجة الى التحاور المتسامح الهادف الى وحدة العراق الجديد. وأكد أيضا أن يقف الجميع بقوة ضد كل من يريد أن يعيدنا الى الماضي وويلاته والى الأسلوب الشوفيني الديكتاتوري والأعمال التعسفية للنظام البغيض السابق مشيرا إلى جرائمه ومن ذلك قصفه مدينة حلبجه بالكيماوي، واقر بأن العراقيين هم الذين يقررون بناء بلادهم. ثم ألقى مسؤول تنظيمات بنيلوكس للاتحاد الوطني الاستاذ عبد الله سور بوسكاني كلمة ترحيبية جسدت خطاب الموسم الثقافي ومحاوره ودوافعه النبيلة وأكد على أن الثقافة هي منبع تطور الشعوب وتقدمها وهي الطريق الأسرع والأنضج الى تفهم الآخر وأكد بأنّ الكورد لم يقفوا متفرجين على الإشاعات القائلة بأنهم يسعون الى الانفصال وتقسيم العراق فها نحن في الاتحاد الوطني الكوردستاني نجمع العراق والجالية العراقية من خلال مشروع الخريف الثقافي الوطني مؤكدين رفضضنا عمليا مثل هذه الاشاعات وأكد على كوادر الاتحاد الوطني الكوردستاني الاستفادة من هذا المشروع والسمينارات الثقافية التخصصية... وبعدها جاءت كلمة ممثل اللجنة العليا لتنظيمات الخارج للاتحاد الوطني الاستاذ سردار عبد الكريم الذي بدأ كلمته بالترحيب بالسيد السفير والمثقفين والحضور الكرام وأوضح فيها جانبا من تاريخ مؤلم للشعب الكوردي والشعب العراقي مع الانظمة الدكتاتورية السابقة ولكنه أكد أن الحاضر اهم وأن المستقبل اكثر أهمية وما على الجميع إلا العمل من أجل مستقبل زاهر يروي ظمأ الشعب مع المعاناة السابقة وأكد أيضا أن العراق الجديد هو دولة موحدة لا دولة واحدة مركزية رأسية وأثنى على العمل الجماعي لفسيفساء الشعب العراقي للخروج بثمرة تعزيز لحمة التوحيد على اسس وطنية فديرالية متينة.
وأرسل الاستاذ عبد الرزاق الحكيم رئيس البيت العراق في هولندا باسم البيت العراقي برقية تهنئة ومؤازرة لمثل هذه الخطوة للأتحاد الوطني الكوردستاني الهادفة الى لَم شمل العراقي والراعية للثقافة ..
من جهة أخرى جرى عرض فلم وثائقي حافل باللمسات المؤثرة التي تعكس نضالات الشعب الكوردي ودور الاتحاد الوطني الكوردستاني الإيجابي البناء.. وقد عبر الفلم بإيجابية عن دور الخطاب الثقافي ومنه في مجال الإبداع السينمائي في قراءة المشهد الحياتي وتقديم المعالجات الجمالية الفنية الغنية بمحتواها الملتزمة بقضايا الوطن والناس.
بعدها أعلن عن بدء أول سمينار في الموسم الثقافي الذي اختير فيه موضوع مهم من الموضوعات التي تجابه الشعب العراقي ومسيرته في بناء ثقافة وطنية مختلفة عن تلك التي استلبته إرادته وحرياته في التعبير والتغيير.
قدم الأستاذ نهاد القاضي كلمة موجزة باسم المعهد الكوردي للدراسات والبحوث في هولندا حول التهيئة لهذا الموسم الثقافي والطموح لحجم نوعي مميز شاكرا الجهات الأكاديمية التي عاضدته في هذه الانطلاقة ومثنيا على الفضائيات وممثلي الصحافة المطبوعة والألكترونية لتغطيتهم الفعاليات بخاصة في الافتتاح. ثم انتقل لتقديم تعريف بالسمينار الذي كان بعنوان ((الطائفية السياسية في العراق الجديد)) معرِّفا بالأستاذ الدكتور تيسير الآلوسي في مساهماته السياسية والأكاديمية وكونه أحد الشخصيات الوطنية والأكاديمية التي عملت وتعمل بثبات نصيرا فاعلا لنضالات الشعب العراقي ومكوناته القومية والدينية وهو الشخصية الوطنية الذي يحمل لقب (صديق الشعب الكوردي) لجهوده وكتاباته دفاعا عن الحقوق الثابتة للكورد وتطلعاتهم. كما أشار إلى جهوده في نشر خطاب التسامح والسلام وتعزيز مسيرة ثقافة ديموقراطية تجمع العراقيين في طريق البناء والتقدم وكذلك تعالج قضايا المنطقة والإنسانية بطريقة موضوعية بناءة... ثم ترك الكلمة لبروفيسور الآلوسي كيما يبدأ السمينار الافتتاحي في موسم الثقافة الوطنية خريف 2010...
بدأ الدكتور الآلوسي بتحية؛ رفض أن تعدّ مجاملة بروتوكولية معتادة مؤكدا أن توجها نحو رعاية خطاب الثقافة وتوفير إطلالات جدية له، أمر مهم وحيوي في مرحلة بحاجة للارتقاء بخطابات أقل احتداما وانفعالا وذلكم ما يمكن أن نجده في الخطاب الثقافي بموضوعيته وهدوء أجواء معالجاته..
ومن ثم حيّا جهود كوادر الاتحاد الوطني ووعد بلقاءات أخرى معهم من أجل أفضل العلاقات مع الخطابين الثقافي والوطني فضلا عن معالجة آليات الدفاع عن الحقوق الثابتة للكورد ولمجموع أطياف الشعب العراقي.. وأكد تقديره العالي لمجموع قوى التحرر الكوردية وتحديدا هنا في المهجر بين أبناء الجاليات بما يحتضن عوامل اللقاء والتعبير عن التعاضد والتفاعل إيجابا بين الجميع... وبهذه المناسبة حيا ولادة المعهد الكوردي للدراسات وجهده المميز بالتعاون مع حزبي الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني لتنظيم مواسم ثقافية مميزة مع تقدير لجهد ملموس من جانب الأستاذ نهاد القاضي رئيس المعهد بهذا الخصوص.
وقد أكد الآلوسي بأن هذا اللقاء ثقافيا يمثل عناية مهمة وجدية من جانبه بشكل شخصي وبوصفه رئيسا لجامعة ابن رشد والبرلمان الثقافي العراقي في المهجر بالمعرفة وبالتخصص الأكاديمي ودورهما في التقدم بأوضاعنا إلى أمام وفي حل معضلاتنا المعقدة.
ومن هنا فإنّه في هذا السمينار المُعَدّ مخصوصا لافتتاح المشروع الثقافي الوطني لخرييف 2010 يؤكد على أن الإشكالية التي سيجري الحوار فيها ليس من شأنها التعرض الشخصي لأحد أو الإساءة أو اتهام طرف أو آخر بـ (الطائفية) ولكن إشكالية كالطائفية السياسية التي نحن بصدد دراستها هنا، تمثل وضعا هدد وحدة شعوب المنطقة ومكونات مجتمعاتها ووضعهم سياسيا على حافة هاوية خطيرة بسبب من احتدام التفاعلات السلبية المغذاة بطريقة مقصودة أو غير مقصودة. وبالتأكيد هنا ربما يوجد من ألتبس لديه الأمر أو حمل البرامج التي اختبرها على الأرض وأدخلت العراق في ظروفه التراجيدية ما يتطلب شجاعة جدية في التعاطي مع الآخر كيما تتحرك الأجواء تداوليا من جهة وربما يعود ببرامج جديدة استفادت من التجارب وأدخلت تغييرات جوهرية في ضوء إيمان حقيقي للجميع ورغبة منهم في التقدم إلى حيث تحقيق تطلعاتهم في العيش الكريم الآمن..
وبعد انتهاء الآلوسي من عرض مادة السمينار [التي تجدون تفاصيلها في الرابط المرفق] فتح باب الحوار والأسئلة فورد تثمين لهذا الاتجاه الثقافي الأكاديمي وما تقدم به من معالجات أغنت المسار باتجاه ترصين علاقات السلم والتعاون وخطاب التسامح وطرحت أسئلة وملاحظات نقدية تضمنت تحذيرا من ولادة دكتاتورية الأغلبية أو حسبما اسماها الكاتب الأستاذ جاسم المطير الدكتاتورية الشعبية الذي قال أيضا إن الطائفية اليوم هي العدو الأول لمسيرة التطور في بلادنا. فيما أكد الدكتور كامل الشطري أن الطائفية وليد مشوه من الطائفة ودعا إلى وعي ديموقراطي يتناسب والتصدي لهذه المشكلة. وتساءل الأستاذ محمد قره داغي عن أي فشل تحدث الدكتور الآلوسي في برامج الطائفية وما موقف الأستاذ المحاضر من أي اسم لسياسي أو غير سياسي ورد في أثناء المحاضرة ذكره؟ وتحدث المبدع أحمد شرجي مشيرا لاعتقاده بأن الطائفية هي من ترويج الإعلام المعادي للتغيير في العراق الجديد مؤكدا من جهة أخرى مسؤوليتنا جميعا في تمرير مثل هذه الكارثة ومشيرا إلى أن الطائفية هي وليد سنوات السبعينات والثمانينات.. وكانت هناك أسئلة في الاصطلاح لغة من مثل سؤال السيدة مُجده عن الفرق بين السلب والسلبي من منطلق خوض الباحث في سميناره بإشكالية المصطلح لغة.. وتحدث الإعلامي كريم بدر مشيرا إلى أن المحاضر وقف على النتيجة وكان عليه العودة إلى جذور في التاريخ المعاصر للمشكلة وقال لقد ساهم المثقفون في الانشطار الطائفي وأشار إلى نموذج الانتفاضة وضرورة البحث في حقيقتها وخارطتها محذرا من خطورة الانحدار باتجاه التقسيم وطرح تساؤل عن هوية المواطن في بلدان الشرق الأوسط وأكد بالخصوص الاستاذ الكاتب والصحفي كاوا رشيد على غياب المواطنة مع إشارة إلى بروز فعلي لسطوة طائفة على أخرى وسأل الأستاذ مصطفى عن توصيف الأكاديمي الوطني لواجبات المواطن وحقوقه في دولة المواطنة وهل يوجد حل للأزمة الحالية في العراق؟ وتساءل الأستاذ القاضي رئيس المعهد الكوردي للدراسات والبحوث الذي أدار الجلسة هل يمكن القول بوجود طائفيتين هما الطائفية الشيعية والطائفية السنية كما تساءل عن علاقة الطائفية بالإرهاب وأيهما يولد الآخر فيما ورد سؤال عن العلاقة بين الطائفية والمذهبية وعلاقة الأولى بالشوفينية؟
وجاءت إجابات الأستاذ الآلوسي مؤكدة لحقيقة أن ما قدمه تلخص بمعالجة المدخل الثقافي النظري للطائفية السياسية مختزلا بقية المادة في ضوء الوقت المتاح. فيما ركزت االأسئلة على جوانب تمثل مدخلا أو معالجات سياسية بحتة.. ومع ذلك فإن حق الإجابة عن تلك التساؤلات والملاحظات النقدية والحوار معها محترم ومقدر وطلب فرصة للتفاعل مجيبا بالآتي:
بدءا جدد التحية للحضور وللتفاعل الواسع مع الموضوعة قيد التناول ثم اشار إلى أننا بحاجة للاهتمام بالمصطلح وباستخدامنا له بطريقة موضوعية دقيقة إذ لا يجوز توصيف الشعوب بالسمات السلبية المتناقضة مع وجودها وتطلعاتها إنسانيا كمثل استخدام مصطلح الدكتاتورية الشعبية لربما ينبغي وضع توضيحات مضافة كما يمكن استخدام مصطلحات أخرى تعبيرا عن وضع سياسي بعينه لتجنب الالتباس في المصطلح.. ثم أعاد التذكير بأن الجوهري في معالجته أن الطائفية سياسية الوجود والآليات ولا تعبر عن التعددية المذهبية أو غيرها ومن ثم فلا يجوز القول إن الطائفية وليد مشوه للطائفة على أساس أنها ليست تعبيرا عن المجموعة البشرية المؤمنة بفكرة أو اعتقاد وهذا بحاجة لتدقيق وأكد أن احترام التعددية بكل أشكالها لا يقر وجود الطائفية كونها ادعاء تضليلي وفلسفة سياسية منغلقة تختلق التعارضات والتقاطعات على أسس ماضوية سلبية... أما عن اي فشل جرى في البلاد فإن الأستاذ الآلوسي قال علينا أن نقر أن من أضر بالعراق الجديد والعراقيين هو مثلث الطائفية الفساد الإرهاب وأن الانطلاق إلى عراق جديد ديمقراطي يحترم التعددية يلزم أن يعترف بالوضع المأساوي الذي آل إليه الوضع من جهة تحكم البرامج الطائفية التي أفرزت النتائج القائمة من ملايين من الأرامل والأيتام وجياع تحت خط الفقر والبطالة وتعطل الصناعة وخراب الزراعة وآفة الفساد التي أودت بـ300 مليار بلا نتيجة على الأرض فضلا عن مشكلات حقوق الإنسان والظروف العامة والخروقات الجارية... وعن فكرة أننا نطرح موضوعة هي من ترويج الإعلام المعادي فقد أشار المحاضر إلى أننا نمتلك الجرأة والصراحة كيما نتحدث عما نعاني منه وفي الوقت ذاته نمتلك الحصانة كيما نتجنب الوقوع في فخاخ الإعلام المعادي ومن الصائب تماما أن نتعامل مع شعبنا بخطابنا الثقافي بروح مباشر شفاف يكشف الحقائق ويضعها بين يديه ارتقاء بالوعي العام ومعالجة للمشكلات وتجاوزا لها.. أما الخشية من الأبواق المعادية ومن ثم الصمت على معالجة حقيقة أو أخرى فإن ذلكم سيمرر الجريمة ويزيد من ضحاياها من أبناء شعبنا.. وبشأن جذور الطائفية اشار إلى أنها ليست وليدة السبعينات كما أشير إلى ذلك ولكنها ترافق مراحل تاريخية بشروط معروفة جرت الاشارة إليها في أثناء عرض مادة السمينار.. وبهذا فإن المحاضرة لم تقف على النتيجة تاركة السبب كما لوحظ من أحد المتداخلين لأن المادة أو المعالجة انصبت على مفردة واحدة تعلقت بالتعريف النظري بمدخل ثقافي بحت وبالتأكيد عندما نريد أن نتحدث عن التاريخ السياسي المعاصر لمشكلة الطائفية السياسية فسنعود إلى ذكر تلك الجذور بدقة تاريخية أو بتوثيق لا يغفل تسلسل الأحداث والوقائع وهو ما لم يكن هذا السمينار معنيا به مباشرة بقدر المادة التي أتيح تقديمها في السقف الزمني المحدود.. لكن من جهة أخرى بدا واضحا من بعض الأصوات خشيتها من توجه مقصود في التعرض لقوى سياسية معينة وخشية أصوات أخرى من مناقشة مشكلة الطائفية بعد 2003 وكأنه مهاجمة لـ (العراق الجديد وقواه الوطنية الديموقراطية).. وعليه فقد أكد المحاضر أن هذا يطفو بسبب من انعدام الثقة بين أطراف ومكونات جرى بث الفرقة والخلاف فيما بينها كما جرى العبث بأدوات تعاطيها مع السلطة السياسية الجديدة ومسيرة الاحتدامات والتمترس في خنادق الاعتقاد بأن الدفاع عن العراق الجديد مربوط قسرا بالدفاع عن طرف أو آخر أو عن امتيازاته.. وهكذا فإن الحلول تبدأ بتعميد الثقة وفتح جسور العلاقات الأيجابية واختبار البرامج بمحك الواقع ونتائجه فيه والانتقال بشجاعة بترك الأخطاء ومعالجتها وإقرار التداولية في الحياة العامة وقد أكد الآلوسي مرات عديدة على أهمية تذكر أن الطائفية لا تنتمي لدين مثلما لا تنتمي أيضا إلى المذاهب وهي لا تعبر عن التعددية في الاجتهادات والمذاهب ومن هنا فلا وجود لطائفية شيعية وطائفية سنية ولكن هناك طائفية سياسية واحدة في آلياتها ومفردات برامجها وطبيعة فلسفتها تحمل أدوات تضليل بالتعكز على كذبة تمثيل هذه الطائفة أو تلك فيما تضرب هي جميع المصالح عرض الحائط ومنها إهمالها المقصود حتى لتطلعات الطائفة التي تزعم تمثيلها بدليل أنه لا الأحزاب التي ادعت دفاعها عن السنة قد افادت السنة ولا الأحزاب التي ادعت دفاعها عن الشيعة قد افادت الشيعة والوضع الحقيقي ماضِ ِ إلى مزيد من التداعيات الخطيرة بحق أبناء الشعب العراقي جميعا بلا تمييز من أطراف الطائفية السياسية... وحول بروز الطائفية بعد 2003 بهذا الوضوح قال الآلوسي إن العامل الخارجي القائم على التدخلات وإثارة تلك النعرات وانكشاف الأوضاع على ممارسات تم استغلال بعضها بطريقة سلبية فضلا عن طبيعة أدوات التغيير التي جرت ووجود قوى أجنبية وأجنداتها كان السبب الفعلي مع الأخذ بالحسبان الأرضية والمخلفات التي جاءت إرثا عن العقود الأخيرة المعروفة..
وأخيرا حيا بروفيسور تيسير الآلوسي الحضورين الرسمي والشعبي ومشاركاتهم الفعلية وشكر كوادر الاتحاد الوطني وأعضائه والمعهد الكوردي للدراسات والبحوث وتسلم باقة ورد ليهدي لونها الأبيض لنقاء القلوب المتصافحة التي حضرت السمينار..
يذكر أن الجلسة أشير فيها لوجود اقتراح بمتابعة معرفية متخصصة لنتائج هذا الموسم سواء بتوثيقه في إصدار كراس بالسمينارات والتوثيق بتسجيلات مرئية وصوتية واختبارات مخصوصة بالكادر والأعضاء المتابعين بشكل ثابت مستمر وانتظار ما سيفرز من توصيات ونتائج لاحقة بعد الاكتمال.
وتجدون هنا في الرابط في أدناه عرض المدخل الثقافي في إشكالية ((الطائفية في العراق الجديد)) كما وردت في نصها الأصلي
http://www.somerian-slates.com/p700seminar.pdf
http://www.somerian-slates.com/p700seminar.htm
التقرير بالصور يرجى الانتقال إلى الرابط المنشور بصيغةpdf
http://www.somerian-slates.com/v235seminar.pdf