حول لقاء وزير التعليم العالي بمرجع ديني والبحث في إلغاء الاختلاط في الدراسة الجامعية
أيها الأحبة المتحاورون [يوجد حوار شجاع في الفيس بوك صفحة الزميل حسين النجار عضو الهيأة التنفيذية لاتحاد الطلبة العام]: بدءا لابد من تأشير خطورة استمرار العلاقة المباشرة بين السلطة التنفيذية وأية مرجعية ةخارج البرلمان والقبة البرلمانية فهذه أخطر ممارسة يتم فيها استغلال الدين من قبل الطائفية السياسية ولا يجوز على وفق القوانين الدستورية أن يتخذ مسؤول في السلطة المدنية للدولة مرجعا دينيا مصدرا يعود إليه في أنشطته.. من حق هذا المسؤول أن يكون له مرجعه الديني فرديا شخصيا ولكنه ما أن تسلم المسؤولية يجب أن ينتهي عن فرض فلسفة مرجعية دينية أو أخرى على عمله وأنشطته التي تتحدد فقط بتوصيفات قانونية مدنية لا تخضع إلا للدستور.. وأبعد من ذلك أن يكون هذا المسؤول ممثلا للعقل العلمي في البلاد أي موضع إنتاج الفكر الوطني ومنجزه المعرفي فمن جهة يلزم فتح الحريات العامة والخاصة ومن جهة يلزم احترام النتاج المعرفي من دون أية تأثيرات غير علمية أكاديمية.. وما يسمى مرجعية دينية بالصيغة التي تبديها العلاقات الوظيفية بين المسؤول وتوصيات تلك المرجعية تخرج عن مهمة العظات الدينية الأخلاقية لتدخل في وظيفة الفرض القسري للقيم والأخلاقيات بطريقة حزبية تماما بطريقة جعل منهج الطائفية السياسية [حزبيا] هو المتحكم بل الحاجز أمام أي فعل علمي.. أما حكاية عدم التحزب في الجامعة فإنها عبارة حق يراد بها أمر آخر مختلف يمكنكم أن تعرفوه بلا عناء من واقع ما يسود الجامعة وما تظهره [الأوامر] المسماة توصيات المرجعية.. أيها الأحبة إننا سنبقى على احترام المرجعية الدينية الحقة ولكننا لن نتخلى عن الدفاع عن حق مجتمعنا ليس في الحريات والحقوق بمعانيها العامة المفرغة بل حقوق الناس بجوهرها الممتلئ بالعمق الإنساني الذي من بينه إعلاء مكانة العقل وحريته وحقه.. ومبدأ حصانة العقل وحريته أول المبادئ السامية إنسانيا وأعلاها وأكرمها حتى في الدين الصحيح دع عنك أخطاء الطائفية السياسية بل جرائمها في تجيير القدسية الدينية لصالح ما تفرضه من قيم لا علاقة لها بالنص الديني الذي نقدسه نحن أيضا ونعليه ونلتزم بأمره في أن [اقرأ] وفي جعل الخالق الإنسان خليفة ليعمر الأرض وليحيا فيها حريته تامة بلا تدخلات قسرية وبلا تحول إلى سلطة ثيولوجية مطلقة بأية تمظهرات كانت.. تمنياتي لكم مواصلة البحث والحوار بما يرشد إلى الطريق الأكثر صوابا وبأن تكونوا أيضا ممن يتحمل الأمانة بجدارة في قيادة الطلبة ومسيرتهم .. الطلبة الذين يتطلع إليهم الوطن كيما يقولوا كلمة الحق المنصفة في مسيرة البناء وآلياته وباتسخدام العقل حرا زكيا نابضا بمنطقه التنويري.. تمنيات بألا نقع في خطيئة أن نكون عرابين للطائفية السياسية وقمع الحريات لخطأ في تقدير أمر كما في الخلط بين احترام الدين وبين القبول بتدخلات رجاله في حياة الناس وفي السلطة المدنية فنعود إلى زمن لاهويتيات رجال الكنيسة الذين لم يمثلوا السيد المسيح وإنجيله في القرون الوسطى بقدر ما مثلوا الظلامية ولم تنجُ البشرية إلا بالخلاص من سلطة الكهنوت المزيف الذي جير الدين سياسيا لمصالح دنيوية.. أنتم الرائعون أحيي وجودكم في داخل الوطن في داخل الجامعات والمدارس وتشكلون العقل العلمي التنويري في وطن تراث الإنسانية مباركة أنشطتكم ومسيرتكم..
* ما زلت أحتفظ باسمي الاتحادي وأنسبه إلى اللجنة التي عملت في قيادتها زمنا.. وما زلت أجدكم اتحاد الطلبة الأكثر فاعلية وحيوية في التعاطي مع الظرف القائم: جمال الحجاج (د. تيسير الآلوسي)