أجمل التهاني إلى مسيحيي العراق والمنطقة والعالم بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة
بمناسبة حلول أعياد الميلاد ورأس السنة نبني هالة وإكليلا من أضواء الشمس السومرية والقمر البابلي لنرسم، لأخوتنا من بناة مجد الوطن تاريخا وحاضرا من مسيحيي العراق، ابتسامة ملأى بالتطلعات والآمال في عام ميلادي جديد يحل على وطن الرافدين وعلى البشرية جمعاء بأحلام من الجمال ومسيرة بناء جديدة وسلام يعمّ الجميع...
إنّنا بهذه المناسبة الجليلة العطرة لنودع مع السنة المنصرمة وإلى الأبد كل ما انتفخت به أوداجها من آلام وأوصاب وجراحات نتيجة ما اُرْتُكِب من اعتداءات وجرائم بحق أخوتنا في الوطن والإنسانية من قوى الإرهاب وعبر تلك الثغرات والمثالب التي اخترقت مؤسسات الدولة وأنشطتها؛ مؤكدين أن توديع تلك الآلام والأوصاب يوجب على المؤسسات المعنية أن تثبت في العام الجديد خططا نوعية مختلفة ترقى لمستوى الواقعة الكأداء وتضع الحلول الناجعة التي تحمي حيوات أتباع الديانة المسيحية في وطنهم التاريخي...
لقد تمادت قوى العنف الدموي فأطلقت تهديداتها المكرورة بمنع المسيحيين من ممارسة طقوسهم وعقد احتفالاتهم بهذه المناسبة المقدسة؛ وسيكون من أبسط ردود مؤسسات العراق الجديد أن ترتقي لمستوى الوقائع والأحداث وتتبنى حماية جدية مسؤولة وحقيقية ميدانيا ليس للمسيحيين حسب بل لجميع الأطياف والمكونات الدينية بكل تعدديتها واختلافها.. وسيكون على مجتمع الأغلبية اتخاذ موقف إيجابي فاعل ومؤثر بالتصدي للتهديدات من جهة وبإعلان مشاركة مباشرة بعقد الاحتفالات توكيدا لوشائج العلاقات الوطنية و جوهر روحها الإنساني الراسخ...
إنّ التهنئة اللفظية لن تكون كافية اليوم في ظل تداعيات الأحداث محليا.. ومن هنا فإننا بوارد الدعوة لتوسيع دائرة الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة بأشمل نطاق متاح كيما يكون الرد بالمستوى الذي يمكنه التصدي لتهديدات المجرمين القتلة وحثالة سوق الجريمة ومصنّعيها الأوباش. لقد سبق لنبي الرسالة المحمدية الشريفة أن قال في محفل اطلاعه على طقس صيام عاشوراء: إنه أحق بصيامه ابتهاجا بخلاص النبي موسى؛ وإنّه لأحق اليوم أن يقتدي المسلمون بنبيهم فيشاركوا أخوتهم المسيحيين محتفين بميلاد عيسى سيد الإخاء والوئام وحامل رسالة السلام إلى البشرية.
أيها الأحبة من أخوتنا المسيحيين كلدانا آشوريين سريانا أو أرمنا أو كاثوليكيين و بروتستانت و أرثدوكس أنتم بجميع المذاهب والمكونات التي وُلِدت وعاشت في العراق، نؤكد لكم أننا لن نكتفي بالتهنئة اليوم بل وأبعد من ذلكم نؤكد مجددا امتزاجها بإدانة آلام الأمس بكل تفاصيل أوجاعها وبشجب أفاعيل مسببيها بكل تلاوين ادعاءاتهم ومزاعمهم..
لن تكفينا تهنئتكم بالكلمة مع أنها كانت البدء وهي من الفعل بركة ورحمة، بل وأعمق من ذلكم أننا نشاطركم معلنين هنا الاحتفال بميلاد المخلِّص سيد الحرية والسلام ومشددين على مطلب نهوض المؤسسات الوطنية والدولية برعاية أبناء الرافدين الأصليين وحمايتهم...
وبإدامة حق الحياة الحرة الكريمة وحقوق ممارسة الطقوس والاحتفالات المقدسة وأن يجري تحقيق الانعتاق الكامل التام لأخوتنا في الوطن والإنسانية من نير التهديدات الردية لمجرمي العصر بكل بشاعاتهم وأساليبهم الدنيئة..
هذه خالص دعواتنا بالرحمة وبالذكر الخالد طيبا لمن نفتقده وإياكم اليوم برحيله المأساوي الفاجع.. وهذه أروع آيات الجمال وأمنيات الخير بعام من الاستقرار يطوي صفحة الألم بصفحات الابتهاج وبالعودة إلى بيوتكم ووطنكم آمنين سالمين.. وهذه أجمل التهاني و دعوة لنصنع الأفراح والمسرات معا وسويا... وإننا لنتقبل وإياكم جميل أنغام الاحتفال بمولد سيد السلام الفادي المخلِّص. فلتقرع لاحتفالات عامنا الجديد 2011 أجراس الكنائس عاليا في جميع محافظات العراق وشعابه ولتعلي هذه المعزوفات الخالدة جميع الفضائيات و وسائل الإعلام متزامنة مع تكبيرات الجامع وصلوات المندي وأدعية الكنيس والمعبد...
كل عام وأنتم بالخير ترفلون، كل عام وأنتم بتجدد النماء وكريم العطاء تحتفلون.. ومباركة أيامكم القابلة، مجيدة حبلى بولادات تعلي قيم السيد المسيح الحقة في المحبة والإخاء والأمان والرفاه والعز والسلام
أ.د. تيسير عبدالجبار الآلوسي
رئيس البرلمان الثقافي العراقي في المهجر
مستشار رابطة الكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا