أيامُ المدى الثقافية: مهرجانٌ ثقافيّ مُتجَدِّد يَسْتحِقُ الثناء
انعقدَ قُبَيل أيام مهرجان الثقافة العراقية بأطيافها وتنوعاتها على أرض الوطن بكردستان بعد أنْ كان ينعقد في الغربة بضيافة دمشق. ومن الكتابات والتعليقات التي تابعت برامج الجلسات والندوات ومحاور النقاش والسجالات ومفردات الأنشطة الغنية يمكن القول: إنَّ مهرجان المدى الثقافي قد حقق عددا من المنجزات..
فاللقاء هو الأوسع من نوعه طوال مسار الحدث الثقافي الوطني منذ سنوات ثلاث خلت، وهذا بحد ذاته منجز مميز يُحسب للقائمين بالمهرجان ولداعميه.. كما يُحسب أمر مهم للملتقى الثقافي الكبير ألا وهو التعبير عن روح المواطنة والمرجعية الوطنية ليُغرّد السرب الثقافي العراقي في رحاب الوطن "العراق" وأسرابه الوفية المتمسكة بالهوية العراقية لوجودها الإنساني المتفتح.. ولقد كان هذا أمرا طبيعيا ألا نجد لغة التشطير الطائفي والمحاصصة القطاعية التي حولت بلادنا وشعبنا إلى أرقام يجري تقسيمها بين تلك القوى الغربية على الروح الوطني العراقي الموحد..
وبالسؤال عمَّن كان وراء هذا المهرجان الذي ألقى بصخرة هائلة في البركة الراكدة محرِّكا الأجواء ستجد جمع مَن علَّق وعالج مسارات الملتقى المهرجان مشيرا بوضوح إلى عناصر وشخصيات خدمت وتخدم الثقافة العراقية والأجواء عامة.. وقف في طليعة من ذُكِروا في قائمة الشكر والامتنان من مثقفينا الأستاذ فخري كريم وهو رأس مؤسسة المدى الناشطة في ميادين المعرفة والثقافة عراقيا وعربيا كما ظهرت أسماء الرائعتين غادة جوني وغادة العاملي اللتين كانتا بلسما لعديد من المصاعب كما يصف الأمر عديد من الـ 500 مشارك, كما يُذكر المكوك الفاعل السيد عبد الزهرة زكي وزملاء عديدون يمثلون مؤسسة المدى النابضة ببركة حركة الثقافة السومرية التي كما قيل: خضع العراق مرات للعسكرتارية والاحتلال والانكسار ولكنه بثقافته السومرية ظل دوما حرا أبيا شامخا لم يخضع يوما بل أخضع الآخر لثقافته التنويرية المتمدنة ممثلة تراث الإنسانية..
أكتب هذه الكلمات باسمي وباسم رابطة بابل للكتّاب والمثقفين الديموقراطيين العراقيين في هولندا وباسم البرلمان الثقافي العراقي في المهجر ولجنة الأكاديميين العراقيين في المهجر مؤكدين حرصنا على دعم هذه التظاهرة التي كنّا دوما ندعو لانطلاقها وما زلنا نؤكد الحرص على تفعيلها لتكون منارة وحدتنا وهويتنا ومساراتنا الإبداعية والفكرية.. وإذا كانت ظروف غير مؤاتية قد منعت من حضور الفعالية الحالية فإنَّ موعدا لنا معها لن يكون بعيدا والأكف تتعانق من أجل مسيرة الإ[داع الحقيقي والوجه الثقافي الناصع لمثقفينا جميعا..
نحيي هنا جهود الزملاء في المدى الثقافي ونشد على أيديهم ونحن متأكدون من تواصل المسيرة وتصاعد الوتائر الفاعلة الناشطة بالتشارك بين جميع أطراف الثقافة العراقية بهويتها الحضارية الخالدة ونثق بأن المرة القابلة ستكون حشدا وطنيا وإنسانيا كرنفاليا أكبر وأوسع بما يؤكد صدقية الحدث وعمق معانيه وأهدافه والتحامه بالهوى عراقيا سومريا وطيدا مثابرا...
وحتى لقاء العام التالي نأمل لكم نجاحات واستعدادات جدية أنتم أجدر بتحمل مسؤوليتها للتوسع بدائرة الثقافة ونورها الساطع وسنكون معكم في مركب المعرفة وطريق العلم وميدان الثقافة.. فطوبى لكم ما عملتم من منجز كبير وبورك في كل كلمة كانت الفعل البلسم في زمن معكوس مقلوب... لكم كل التبريك والثناء من لدن مثقفينا العراقيين وحتى ملتقانا القابل...
أ. د. تيسير عبدالجبار الآلوسي
رئيس رابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا
البرلمان الثقافي العراقي في المهجر
نائب رئيس الأكاديمية العربية المفتوحة في الدانمارك
2006\ 05 \ 12
E-MAIL: tayseer54@hotmail.com