السيد
العزيز
عبدالكريم
الكاظمي
المحترم
تحية
طيبة
وبعد
فقد
قرأت آراء
كتبتموها عبر
تداعيات على
ما حصل من
حملة من مثقفي
العراق
وكتابه
ومتنوريه ضد
القرار 137
وفيه تشيرون
إلى كون
المشكلة في
مسألة الطلاق
ثلاثا غير
معترف به في
المذهب
الشيعي وهو مدار
الخلاف.. وأعتقد
أنكم تتفقون
في أنَّ هذه
عجالة في
الحكم على
مواضع الخلاف
والاختلاف...
ثم تنتقلون
إلى القول
بأنَّ مَن
يهاجم القرار
إياه يهاجم الدين
الإسلامي
بالنتيجة وهو
اختزال أخطر
عندما يكون
الدين ممثلا
في قرار شخص
أو مجلس.. ولكنّ
هذه
الاختزالات
توهم أو توقع
في خلط وخطأ
فأما الخلط
فبيّن حيث
الدين أكبر
بما لا يقاس
من قرار أو
قانون أو
إجراء وأعظم
من شخص ومن
مؤسسة ظرفية ..
ومثل ذلك
تحدّث عن
الاختزال في
أمر الفروق
المذهبية
والاجتهادات
وتنوعها
وتباينها
أحيانا..
وأما
الخطأ فهو أنْ
يكون قرار
حاكم يحمل
حرمة الدين
ونصوصه
الثابتة
المقدسة.. إذ
كيف يكون لنص
يكتبه حاكم أو
محكوم مكانة
النص الديني
أو يحتل
قدسيته؟!
اللهم إلا إذا
كان القصد من
وراء إسقاط
هذه القدسية منع
المناقشة
بغاية مستترة
لتمرير
القرار وما
وراءه من
خفايا تطال
الناس في
قيمها ومبادئها
وتصوراتها بل
حتى في
اعتقادها...
فالذي يؤمن
بالقرآن
الكريم لا
يمكنه إسقاط
قدسية القرآن
على نص آخر من
نمط قرارات
مجلس الحكم
الحالي
والمؤمن ليس
ملزما باتباع
تصور فرد وتأويل
آخر ... فلكل فرد
عقله يحكّمه
فيما يختار من
تفسير وقراءة
وفي اختيار من
يتبع وما
يتبع...
والوقوف
ضد قرارات
جائرة أو
خاطئة أو ليست
في موضعها لا
يكون
بالضرورة ولا
بغير الضرورة
معاداة لدين
وإسقاطا
لهيبته.. بل
رفض الجور هو
جزء من عدالة
الدين وروح
التسامح فيه..
والصحيح في
موضع انتقاد
قرار ما أنْ
يناقش في ما
يأتي به
ويعالج
بموضوعية ومن
غير محرمات ومحظورات
ظلت طويلا
تحكم بلادنا
بحجة أو أخرى..
بالأمس
المقدس كان هو
الطاغية
واليوم يراد
للمقدس أنْ
يُسقط على
طاغية ولكن من
نوع جديد..
يومها سيرى
حتى السيد
الكاظمي أنّه
مستهدف في
إيمانه
واعتقاده
ودينه من
طاغية آخر ..
ولابد من منع
اصطفاف
التيار
الظلامي باسم الدين
ليجذب
(بالتضليل)
تأييدا مؤقتا
ويضرب طرفا من
شعبنا ليأتي
على الطرف
الآخر فيما
بعد..
ولنتذكر
من تاريخنا
الوطني
الحديث أنَّه
حيثما ضُرِب
الشيوعيون
ضُرِبت
الحركة
الوطنية وليس
من المفيد
القول بأنَّ
الاعتراض على
القرار هو حرب
شيوعية على
الإسلام
بوصفهم ملحدين؟؟!!
علما أنّنا
نقرأ
للشيوعيين
احترامهم
للمعتقدات
وتحالفهم مع
أحزاب التيار
الديني بل
إنّ
فيهم من يؤدي
الفرائض الدينية
أكثر من
أدعياء
الالتزام
الديني.. إلا أنّ
القضية فيها
لبس عند بعضنا
وفيها إغراض
وعداء من
آخرين لشعبنا
عبر رفع شعار
معاداة الشيوعيين
... أما ترحيل
انتقاد قرار 137
إلى روح شيوعي
يعادي
الإسلام فأمر
لا يجيب على
ظلامية القرار
وهو ما طرحته
الكتابات
التي وردت من
قضاة ومحامين
وحقوقيين
متقين أفاضل
لا رابط بينهم
وبين
الشيوعية
حزبا ولا فكرا
ومعالجات مفكرين
وساسة لا
علاقة لهم مع
الإلحاد ولا
الملحدين فهل
حقا كل من
اعترض على
القرار
شيوعي؟ وهل كل
من اعترض على
القرار كافر
زنديق ملحد ضد
الدين؟
سيدي
الكريم أربأ
بك عن هذا
الاندفاع
وأرى ضرورة
التريث
وللنناقش
أمرنا بمزيد
من الروية والهدوء
حتى تنجلي
الرؤيا
الأفضل ونصل
ببلادنا إلى
أفضل ما يضعها
في طريق
السلام
والبناء
والاستجابة
لجميع
أبنائها
ومطامحهم..
وبخصوص
الموضوعين
الآخرين أشكر
لك إدلائك بالرأي
وليكن صوتك مع
بقية أصوات
أبناء شعبنا لـَبـِنات
الصرح الراسخ
حيثما حسنت
النيات وصارت
الأجواء أكثر
نقاء وتسامحا
وتفاعلا .. وكان
الله في عون
شعبنا في
الداخل على
مافيه من آلام
ومصاعب
ومتاعب
وأوصاب.. وكان
في عونك لمزيد
من عمل الخير
عبر موقعكم
المفتوح لمختلف
الرؤى تتحاور
بعيدا عن
الإسفاف والتوتر
والتشنج بل
عميقا حيث
التفاعل
واللقاء.. وأشكر
لكم صبركم على
قراءة رسالتي
فقد نختلف في
بعض المفردات
وحتى في بعض
التصورات
الأساس ولكننا
سنلتقي حيث
أهلنا
ومصالحهم
ومطامحهم وربَّ
غربة تجعل
صاحبها في وسط
أهله يحيا آلامهم
.....
أخي
الكريم ..
لعلنا بتجنب
لغة الماضي
وانفعالاته
والاحتراب
والاقتتال
الذي أفاد منه
الأعداء هو ما
ينفعنا وينفع
شعبنا.. ولِمَ
بعد ذلك لا
يستفيد من تلك
التجربة
الأصدقاء
الأخوة فيوحدون
الكلمة وتكون
بلادنا كما
حقيقتها بلاد
التنوع
والإخاء
والسلام والحريات
ويكون خطابنا
وطيد
المصداقية لا
نتنافس فيه من
أجل من يفوز
بالسبق لفرض
قيمه ورؤاه على
الآخر بل
لنعيش سويا
على وفق
قوانين نتواضع
عليها سويا
وجميعا
وبالتراضي..