عراقُ
الحضارةِ
ينهضُ من جديد
الدكتور
تيسير عبد
الجبار
الالوسي
خرج
العراق
الحديث من
قرون التخلف
لتولد دولته
الوطنية مطلع
القرن
الماضي،
واستمر نضال الشعب
من أجل
استكمال
استقلاله
وتحرره وتعزيز
مؤسسات دولته
ومن ثمَّ
التحول بها
نحو إعلاء صوت
الشعب وفئاته
العريضة ما
كان سببا في
ثورته
الوطنية
التحررية في
الرابع عشر من
تموز يوليو 1958
ولكنَّ
تطورات
الأحداث
بيَّنت متغيرات
أخرى حيث
تسلَّمت قوى
فاشية السلطة في
العراق العام
1963 وعادت
لمواصلة
المشوار بأردية
ملونة أخرى
مسفرة عن
وجهها الكالح المعادي
لاستقرار
العراق
وتطوره
ومصالح شعبه
بخاصة عندما
تسلَّم
[الطاغية
صدام] زمام الأمور
في البلاد..
عندها توقف
الزمن وعدنا
القهقري إلى
الوراء وتمَّ
له تدمير كل
معالم التقدم
والتحضر
ومصادرة
إبداعات
العقل
العراقي وتجيِّيره
لنوازعه
العدوانية
التدميرية التي
لم تكتفِ
بإيذاء شعبنا
العراقي بل
امتدت إلى الجيران
من كلِّ دول
المنطقة
وشعوبها...
ومضى شعبنا
وقواه
الوطنية
والديموقراطية
في نضاله
البطولي
وتضحياته من
أجل عراق
السلم والحرية
والعدالة..
وتسلَّمت
إدارة البلاد
قوى وطنية
بُعَيْد
انهيار
النظام
القمعي وهزيمته
النكراء في
إبريل 2003 التي
ترك فيها
الوطن خرابا
وخسائر باهضة
عادت بنا
عهودا بعيدة
إلى الوراء.. وعلى
الرغم من
تعقيدات
المرحلة
فإنَّه لم يكن
أمام تلك
القوى إلا
مزيدا من
الإصرار على
تحمل عبء
المسؤولية
الخطيرة...
وفي ظلال تلك
الأجواء جرت
مناقشات
وتفاعلات توخيا
لأفضل السبل
التي تعبر عن
رؤى الشعب
وقواه الوطنية
بكلِّ
أطيافها.. ما
انبثق عن ذياك
الحوار المسؤول
قانون إدارة
الدولة في
المرحلة الانتقالية
المؤقتة
المحدودة
بظرفها
المعروف. ولقد
عبر هذا
الإنجاز عن
معطيات قدرة
العقل العراقي
وارتقائه
لمستوى
المسؤولية
التاريخية الملقاة
عليه...
ومن الطبيعي
أنْ نسجِّل
فخرا
واعتزازا
بكون الشعب
العراقي ينهض
بنجاحه هذا من
بين خرائب الدمار.
وهو أمر لم
يكن ليحصل لو
لم يستنطق تاريخه
الحضاري
المجيد، ولو
لم يكن بقادر
على تجاوز
المحن
والمصاعب
والتعقيدات
ليمرق من جراح
أُثخِن بها
طوال العهود
الأخيرة...
إنَّ القانون
الأساس الذي
أُقِرَّ
بالأمس يعكس
طبيعة
التفكير
الرحب لكلِّ
أطراف الشعب العراقي
ومكوّناته من
جهة مثلما
يعكس تطورهم
ونضجهم وسمو
معالجاتهم
لواقع مريض
يحمل مكابدات
خطيرة من
مخلفات ماضِ ِ
بائد.
و[الدستور] أو
القانون
الأساس يمثل
الخصوصية العراقية
وهوية حضارية
حيثما قرأه
المتابعون من
الدول
المجاورة ومن
بلدان التحضر
والديموقراطيات
العريقة..
فلقد سجَّل
لأول مرة
احتراما
حقيقيا لذياك
التنوع في
المجتمع
العراقي الذي
وُجـِد في انسجام
وتعاضد
وتكافل منذ
سومر وأكد
وآشور حتى جرت
في العصر
الحديث
محاولات تمزيقه
وتشطيره..
لكنَّه بقي
عصيا على
التفتيت
والتفكيك
وعبَّر عن
الوحدة
الوطنية
وعراقية
الهوية
وأصالتها
المتمدنة
عندما أعاد تسجيل
خصوصية
التركيبة
ونسيجها
الفسيفسائي المتداخل
تداخلا
بنـَّاء
والمتضافر
تكامليا
مشيدا صرح
عراق
الانسجام
والتوحّد...
ولقد سجَّل
القانون
الأساس تطلع
العراقيين
للممارسة
الديموقراطية
ولروح
التسامح
والسلم
وتبادل الرؤى
وإعلاء شأن
الحريات
وحقوق
الأفراد
والمواطـَنـَة
العراقية وهي
إشارة جذرية
وطيدة لدفاعهم
عن حقيقة
تنوعهم في
إطار وحدتهم
وهو الأمر
الصحي
الجوهري الذي
يعني تقديرا
عميقا للآخر
العراقي من كل
طرف من أطراف
[ومكونات]
المجتمع المتمدن
في بلاد
الرافدين...
إنَّ جديد
المرحلة هو
تمثيلها
للصورة الناصعة
لحضارة الأمس
ولمسيرة
اليوم التي
تتخذ من الوسائل
الديموقراطية
ومن تسامي
العقل العراقي
باتجاه
أفضليات
الحلول التي
تتجه به إلى
مرحلة
الاستقرار، مرحلة
القوانين
الثابتة
والدستور
الدائم ما يوفر
لا تقدم
العراق وتحقق
مصالح شعبه بل
يوفر ويحقق
أيضا
الانفراج
الحقيقي في
دول المنطقة
ووضعها في
طريق التفاعل
والتعاون
فيما بينها
سلميا
وإيجابيا
وبروح البناء
والتطور لما
فيه مصالح
الجميع
المشتركة...
وفي التشخيص
الموضوعي
لإقرار
القانون
الأساس يمكن
أنْ نسجِّل
طموح الشعب
العراقي لبدء
مرحلة من
العلاقات
الجديدة مع
جيرانه بما
يوطِّدها
ويمنحها أبعادها
الصحية
الصحيحة وبما
يوفر الثقة المتبادلة
والتطلعات
السلمية
ويقطع الطريق
على
الحساسيات
التي أثارها
وجود قوى
الطغيان والعدوان
على رأس
السلطة
بالأمس عندما
أدخلوا الوضع
في دوامة
الحروب
والتقاطعات
الدموية
وانعدام
الثقة وهو أمر
ولى وانتهى من
قواميس
العراقيين
ومعاجمهم مع
إزاحة قوى
الموت
والدمار والعداء
من بلاد السلم
والحرية
واحترام
الآخرين
ومبادلتهم
تطلعاتهم
المشروعة
العادلة...
ومن الطبيعي
أنْ ينتظر
الشعب
العراقي وهو
يمدّ يد السلم
والتعاون،
مبادلته روح
عدم التدخل وإعلاء
روح التعاضد
والتبادل
الإيجابي
لعلاقات
بنَّاءة تعود
على جميع
الأطراف
بالخير والتطور.
ولابد هنا من
مقابلة عراق
النهضة الحضارية
عراق السلم
والحرية بلغة
متحضرة وإيجابية
ليكتمل
الحوار وتتمّ
دورته
بأطرافها
وليكون الروح
التعاوني
مشتركا وليس
من طرف واحد...
وفي حقيقة
عودة العراق
المتمدن
الديموقراطي
القائم على
دولة
المؤسسات
واحترام
التعددية ما
يجذب الآخر
إلى طاولة
تبادل
العلاقة بين
حضارات
السلام وحقوق
الإنسان
وتلبية مطامح
الشعوب وتطلعاته
في التحرر
والاستقرار..
وبهذا فإنَّ
اليد
العراقية
الممدودة هي
يد العطاء
الحضاري التي
تنتمي إلى
مبادئ ثابتة
وليس إلى حالة
طارئة مؤقتة.
بمعنى كونها
ستتواصل
وتستمر بشكل
مستقر ثابت في
السياسة
العراقية
الجديدة...
إنَّ عمق
التغييرات
وجذريتها في
الوضع العراقي
تسجل رسوخ
المنطق
الحضاري
وتقاليد الحوار
السلمي
البنّاء بين
أبناء البلاد
المتمدنين
المتحضرين
وتسجِّل
توجها جديا
راسخا وثابتا
إلى علاقات
الجوار
الطبيعية
الحسنة وإلى
التعاون
المثمر مع كل
القوى
الإقليمية والدولية
بما يعكس
حقيقة الروح
النهضوي المتفتح
الحضاري
العائد في
عراق اليوم...
من هنا لا يجد
العراقيون من
بد لتقبل أية
ملاحظة
تقويمية أو
تعديلية
وتصحيحية على
الرؤى التي
تمَّ التوافق
عليها
لإيمانهم
العميق بكون
استمرار
الحوار
التطويري هو
أحد الأسس التي
يريدون
ممارستها عبر
توافقهم على
القانون
الأساس
الجديد وما
يمثله من
مرحلة ينتقل
إليها العراق
الجديد والمنطقة
بأسرها..
كما يرحبون
بالاستماع
إلى كلِّ
الرؤى والملاحظات
القادمة من
دول الجوار
ومن غيرها
بخصوص طبيعة
توجهاتهم من
أجل أفضل
حالات تبادل
مصالح مشتركة
على قدم
المساواة
وبروح مسؤول
يعالج مطالب
الآخر من
منطلقات موضوعية
لا تلغي
التفاعل
الإيجابي
بقدر ما تعمِّقه
وتحترم
دوافعه
البنَّاءة...
وبهذا الحرص
سيكون لنهضة
العراق
الجديد مسارات
ومبادئ لا
تسمح
بالاعتداء
على حقوق الشعب
العراقي من
أية قوة
داخلية أو
خارجية وهي تسجل
الحرص على أنْ
يكون اسم
العراق
والعراقي وهويتهما
حضارية تشكل
الأنموذج
الراقي
والدرس الذي
سبق أنْ قدمته
حضارة سومر
للبشرية وها
هي تعاود تقديمه
بنهضتها
الجديدة.. بما
يضمِّن حرصنا
على اسم
العراق حرصا
مضافا على
احترام الآخر
ومصالحه
بالقدر نفسه..
إنَّ عراق
الحضارة الذي
ينهض من جديد
ليس تبجحا ولا
تشدقا بتاريخ
مضى بل هو سجل
من الوقائع
التي يعليها
العراقيون
بما يخطون من
قوانين
تأسيسية
لوجودهم الوطني
المؤسَّس على
أفضل خبرات
البشرية وما
ضمَّنته
قوانينها من
حقوق الإنسان
وحرياته وطموحاته
وتطلعاته
وأهدافه
النبيلة
السامية.. وهو
ما سينعكس على
علاقاتنا مع
الآخر
ويقدمنا إليهم
بما يفرض
تقدمهم
لشعبنا بروح
إيجابي ومسؤول...
أكاديمي
ومحلّل سياسي
ناشط في حقوق
الإنسان
E-MAIL: TAYSEER1954@naseej.com