في اليوم العالمي للتسامح: إصباحات خير وعيد للإخاء والمساواة واعتراف بالآخر وتوكيد التعايش السلمي
لتعلو قيم الإخاء والاعتراف بالآخر على أساس المساواة والعدل
لتصفو القلوب ونتجه معا وسويا نحو محو سلبيات الماضي وفتح صفحات الحاضر والمستقبل إيجابيات مشرقة
ولنعزز قيم التعايش السلمي وأنسنة حيواتنا وتمدنها ورقيها
اليوم، يا رُسُل التسامح، تتصافح القلوب صفحا وغفرانا لتصفو وتعطي من صفائها النقي كلون الثلج أفضل ما لديها من مشاعر إنسانية تتلاءم وروح التآخي والاعتراف بالآخر وحق الاختلاف في إطار تعددية وجودنا وغناها بتنوعات أطيافنا ومستحقات هذا التنوع. اليوم، يا رُسُل التسامح، نحتفل معا وسويا بــ عيد للأفئدة الإنسانية تلغي قيم الثأر والانتقام من معاجمها وتمحو تفاعلات المخاشنة وما يجرح في وجودنا المعاصر من تمدن حضارتنا ووجودنا، ليعلو بديلنا في مدنيتنا، في قيمنا السامية النبيلة التي تمحو سلبيات الماضي وما وقع من افتعالات تعارضت والإخاء والمساواة. اليوم، يا رُسُل التسامح، نؤكد لأنفسنا أننا لا نترك الأمور غابوية، متوحشة، همجية بل نبحث عن كل ما يعزز مبادرات التسامح التي تعني قوة لنا وسلامة لخلفية ثقافتنا وقيمنا ونجدد التوكيد على صواب منطقنا وعدم قبوله الخضوع لسلوك قيم الخطأ والخطيئة وما يتعارض مع أنسنة وجودنا.
ها نحن اليوم، يا رُسُل التسامح نلتقي معلنين وجودنا وأدوارنا فاعلة في تجاوز الماضي وأحداثه ووقائعه على المستويين الفردي – الجمعي. نلتقي على عهد برفض كل أحابيل الشرّ التي حاولت الإيقاع بيننا وبين أنفسنا: فبتنا في حال من التذمر وعدم الرضا عن النفس أو بيننا وبين الآخر الصديق والجار والزميل والأخ بدءا بوجودنا العائلي الصغير حتى وجودنا بمحيطنا الإنساني وتركيباته... نلتقي على عهد برفض أجابيل الشر التي ولَّدت بيننا حالا من التشنج والتوتر، كما بين أتباع مجموعة قومية أو دينية أو مذهبية أو فئوية أو سياسية وأخرى بسبب من بعض ما جابهنا ويجابهنا من تجاوز أو اعتداء أو هضم لحق أو أية مظلمة أو ضيم أو فعل سلبي أو حيلة ومؤامرة أرادت لنا التفرّق..
ها نحن اليوم، يا رُسُل التسامح نضع جهودنا المتواضعة بين أيدي أهلنا كيما تقود المسيرة نحو التصدي الأسمى لمحاولات اختلاق التناحر والإيقاع بيننا فرادى وجماعات وأمما وشعوبا وفئات وقبائل، ولنمارس جهودا في تنقية الأجواء وفضاءات قيمنا المتمدنة المتحضرة؛ فنُظهِر عمقنا أنسنة حيواتنا مشرقة بالخير ومفرداته...
أيها الرائعون كافة، إنّ طريق الثأر والانتقام والتشاحن لا يملك سوى تنغيص حيواتنا وإشاعة العتمة والألم والفجيعة وسوداوية المسار! وليس لنا اليوم بعد مسيرة آلاف أعوام الدروس البشرية في دروب الصراع من أجل التمدن والتحضر الذي لا يحيا إلا في فضاء السلام، ليس لنا سوى أن نعود لقيم أنسنة وجودنا باعتماد قيم التسامح بيننا جميعا وكافة. وفي إبعاد كل عناصر الشر والحقد والمرض.
إنّ إدامة إشعال النيران، هي تعبير عن إعادة تكرار جريمة نرفضها ولا نرضاها، وحتى ننتهي من مسلسل التناقض والتناحر والاحتراب والاقتتال يجب أن نختار طريقا يعبر عن أعماقنا الإنسانية الأسلم والأصح والأكثر صوابا.. يعبر عن الإخاء في وجودنا على أسس المساواة والاعتراف بالآخر وبحقوقه كما تلك التي نريدها لأنفسنا... ولن تستقيم حياة مادام الميزان يميل في كفة أحدنا ولابد من اعتدال الميزان وتحقيق العدل والإنصاف وسيادة قانونه بديلا لهمجية قوانين الثأر وجريمته.
أيتها السيدات، أيها السادة
كلنا مسؤول عن المبادرة ومن يسبق إليها يعبر عن عطاء أكثر وممارسة أنضج وصلابة إرادة وقوة عزيمة وسلامة رأي وسداده وحكمة عقل ورشاده... ونحن لا ينقصنا إلا فعل المبادرة ونكسر الجمود والتحجر، المبادرة لننهي زمن قطيعة بين طرفين أو نزيل الحواجز المصطنعة بينهما فيما قوى الشر وقيمه تضحك مستغلة جميع الأطراف لسلبيتها في الوقوف مع الذات وفي الوقوف مع الصحيح الصائب وفي ممارسة البديل الصائب وإدلاق المبادرات.. ألا يجب علينا أن نطلق تلك المباردات التسامحية بشجاعة وجرأة وبلا تردد بدل الانصياع لمطالب من يريد الوقيعة بيننا وأنفسنا فلا يجعلنا راضين عنها وكأننا نحمل خطايا الأزمنة كافة على أكتافنا ومثل ذلك التصدي لمن يريد الوقيعة بيننا والآخر وكأننا لا نحيا ولا يستقيم لنا وجود إلا بإدامة المواقد واستمرار إشعال نيران الحقد وما يخدم مزيدا من مشاعل احترابنا!!؟
ها هو اليوم العالمي، اليوم الأممي لمجموع وجودنا الإنساني في كل الأمم، كل الشعوب، كل المجموعات القومية والدينية والمذاهبية والفئوية تلتقي لتحقق أسس ندائنا الذي أطلقناها معا وسويا ويحمله اليوم رُسُل التسامح وتحملونه أنتم قبلنا في أعماق وجودكم الإنساني الصحي الصحيح...
ها اليوم العالمي للتسامح وها هي كرنفالاتنا تنطلق لنجدد فيها النداء من أجل:
1. اعتماد العام 2014 عاما للتسامح بخاصة هنا لدى كل شعوب منطقة الشرق الأوسط ومجموعاته القومية والدينية. وربما سيكون نموذج اختيار العراق والعراقيين هذا العام عاما للتسامح فرصة للاتساع بالممارسة وشمولها بلدانا وشعوبا ومجموعات أخرى تمتلك إرادة القرار اليوم لتتجه نحو إعلاء قيم أنسنة وجودنا وتنقية فضاءات هذا الوجود.
2. اعتماد مبادء التسامح وقيمه مادة ذات أولوية في مناهج التعليم بدءا بالتعليم الأساس وانتهاء بالتعليم العالي وبحوثه ودراساته، ومنح الأولوية ذاتها في برامج التوعية والتثقيف في الفضائيات والصحف والدوريات وإدخال مادة التسامح والدعوة لإشاعة قيمه وممارساته في جميع تلك البرامج التعليمية والثقافية والإعلامية.. وربما سيكون إصدار مؤلفات وكتب ودوريات ومساحات متخصصة ضرورة تأسيسية بهذا الشأن.
3. البحث في صياغة عهود ومواثيق وقوانين تستمد مفرداتها من المعاهدة الدولية ومواد تبنتها الأمم المتحدة في إعلانها لليوم العالمي للتسامح. وتأسيس مبادرات ومشروعات تشجيعية بكل المستويات من منتديات وجمعيات ومنظمات وحركات تقوم على منح مبادرات التسامح مكانها ومكانتها ذات الأولوية والسبق.
4. عقد المؤتمرات الدورية والسمينارات والملتقيات والاجتماعات التي تدرس أسس مسيرة التسامح عمليا في ميادين وجودنا المجتمعية المتنوعة سياسيا، تربويا، تعليميا، اجتماعيا، ثقافيا ودينيا مذهبيا حيث التفتح والتفاعل إيجابا بين أتباع متنوع الديانات والمذاهب...إلى آخر المجالات والفضاءات التي تنتظر جهودنا جميعا.
ونعد هنا اليوم بأن ينعقد ملتقى التسامح في 16 نوفمبر 2014 لتقييم مسيرة عام التسامح هذا ومنجزه والاستفادة من التجربة وصبها في توثيق مناسب لوضعها مجددا بين أيدي الجميع لمواصلة تلك المسيرة.
إننا بهذا اليوم نحيي كل أولئك الجنود المجهولين الذين حملوا رايات التسامح طوال المدة المنصرمة وشاركونا في حملتنا ومازالوا وندعوهم لتبني مواصلة المشوار في اعتماد عام 2014 عاما للتسامح. ونثق بأن إرادة الخير ومسيرة التسامح ستكون هي إرادة وجودنا وحيواتنا بتعدديتها وتنوهعها.. وسنلتقي في كرنفالات بهية بالجميع في نوفمبر القابل حيث مهرجانات شعبية واسعة شاملة تجمع كل الأطياف والمكونات على الرغم من محاولات قوى لا تضمر لهذا الجمع بتنوعه إلا الشر وفي المنتهى لا يصح إلا الصحيح ولا يبقى إلا قوى الخير المعبرة عن وجودنا الإنساني المتمدن.
وهذه تحية من لجان تنسيق كرنفالات التسامح بمختلف مدننا وبلداننا وفي أوساط شعوبنا.....
على أمل التحول النوعي من الجهد الأقرب للفردي إلى الجهود الأغنى بالروح الجمعي والأعمق انتسابا لوجودنا شعبيا إنسانيا
وسلمتم بقلوبكم البيضاء النقية كثلج كوكبنا لونا والدافئة بمحبة بشرية ستلتهب بحرارة شموس هي أفئدة الخير والمحبة واحترام الآخر وقيم المساواة وتحقيق كل مفردات معجم التسامح
مباركة ملتقياتكم اليوم وكرنفالاتكم
وبالنجاح والسؤدد
وإلى ملتقى يتجدد كل عام ونحن معا وسويا طوال العام
عن تنسيقيات كرنفال التسامح
تيسير عبدالجبار الآلوسي
برجاء العودة إلى ندائينا وأدبياتهما في الرابطين:
نداء الكرنفال العراقي للتسامح
https://www.facebook.com/events/166807190172116
نداء ملتقى لاهاي للتسامح\ الكرنفالات الأممية للتسامح
https://www.facebook.com/events/172243396292904