الحكومة (الاتحادية) ببغداد: ليس لها القدرة على كف الإرهاب المستأسد ولا معالجة الفساد المستشري وتظن أنها قادرة على قمع المظاهرات السلمية
لا تتردد الحكومة (الاتحادية) ببغداد بل لا تستحي من الحديث عن تركيبتها الطائفية ولطالما استنزفت الناس والوقت سنوات مريرة بمشاغلة بصراعات التركيبة الطائفية وتوزيع الكراسي وتفصيل الأمور على مقاس أحزاب الطائفية ودعاتها من طبالي الخواء والقناني الفارغة التي تتضخم فتنفجر عادة إن لم تجد تنفيسها بقوانين الطائفية المعروفة...
والحكومة الطائفية، أبعد من ذلك لا تملك برامج بناء كما كل حكومات كوكبنا. لأن برامجها ليست أكثر من دوامة توزيع مواضع قوى الطائفية في الصورة والانهماك بترتيبات النهب والسلب وقمع أصوات قد تجابه جرائمها...
إن تلك التشكيلة المسماة حكومة، هي أبعد من ذلك، لا تخجل من الصراخ ليل نهار بآلية عملها الطائفية التي تعيد إلى الأذهان آليات اشتغال دويلات الطوائف وأزمنة الكهوف وما فيها من حروبها الهمجية بكل عبثيتها و وحشيتها...
في ظل هذه الحكومة (الطائفية) جوهرا ووجودا وتركيبا، تعلو آلية المحاصصة لما يرونه غنيمة ويُنسى الشعب وحقوقه بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة..
مثال آخر يتكرر اليوم، ففي صبيحة هذا اليوم وفي ساحة التحرير ببغداد، خرجت الشبيبة معلنة رفضها بلاء الإرهاب المستأسد، معلنة إدانتها العنف بأشكاله؛ محتمية بالقيم التي تعنيها ساحة التحرير وقيم المجتمع العراقي السامية التي لخصتها ملاحم البطولة بنصب التحرير رمز الثورات ومسيرة التحضر والتمدن التي شادها الشعب.
لكن تلك الورود من أبنائنا لم تجد بانتظارها سوى أشد أشكال التنكيل والقمع مع اعتقالات عشوائية واعتداءات همجية عنيفة ودموية ضد تلك الأزهار التي أرادت وقفة احتجاج على العنف وأسبابه وقول كلمة لا للعنف عالية من أجل وقفه واستعادة الأمن والأمان لأهلنا...
يا حكومة الـ(؟)، خطاباتك التي تتعكز على أوهام وعلى ذر الرماد في العيون ومشاغلة الناس بقشمريات لا أول لها ولا آخر، كيف يمكن تبرير جريمة الاعتداء على أبنائنا وهم يحتجون على العنف؟
شبيبتنا العراقية الأصيلة خرجت بسلمية بصدور عارية وبأذرع لا تحمل إلا الأزاهير البيضاء رمزا للسلم ولافتات بيضاء ورايات بيضاء لم تخط عليها سوى كلمة سلام سوى كلمة أمن وأمان سوى كلمة لا للعنف فأي سبب لقمع وقفة ترفع رايات السلام وتدين العنف؟؟
أطلقوا سراحهم فورا واعتذروا عن الجريمة وإلا!
كيف يمكن تبرير جريمة الاعتداء على حاملي ألوية السلام، إلا إذا كان السلام هو عدوكم! وتلكم هي الحقيقة الوحيدة التي تمتلكون والتي عبرتم عن المصداقية الوحيدة التي تجسدونها، حقيقة عدائكم للسلم فقمتم بقمع الوقفة الاحتجاجية واعتقال منشطيها مؤكدين جوهر وجودكم: إنكم أيها الطائفيون لا تحيون إلا بوجود الفساد والإرهاب.. فكيف يمكنكم قبول صورة لحركات سلمية في الشارع! بينما ما تريدونه للشارع ليس غير أن يبقى ملعبا فقط وفقط لا غير للعنف ولدموية الإرهاب.. إنكم تحالف لا يتردد عن ارتكاب كل الجرائم البشعة دفاعا عن وجوده كينونته طبيعته وجوهر مآربه...
تحالف (الطائفية الفساد الإرهاب) لا يمكنه أن يتصور حركة السلام في الشارع.. بمعنى أنه يؤكد توجهه لفرض طغيان الطائفية السياسية وخطاب الدولة الثيوقراطية...
ولتشخيص النظام اليوم يمكننا أن ننظر لمفردات عمله ومنهجه ونحن اليوم لا نرصد سوى الفساد بأعلى المستويات وولادة طبقة كربتوقراط أي طبقة المفسدين وآليات العمل هي قمع كل صوت للنزاهة وتطهير الأداء واستغلال أبشع أدوات العنف بإرهاب ميليشياوي دموي مستأسد بمستويين: إرهاب الشارع والتفجيرات والاغتيالات وإرهاب الأجهزة الرسمية المخصوصة بكل أشكال القمع والمطاردة.. في مثل هذا التوصيف نقترب من تشخيص نظام كليبتوقراطي أي نظام الفساد المتستر بالثيوقراطي أو الخلطة السحرية للتضليل ومحاولة تخدير الناس ومشاغلتها!!
لكن ذلك لم يفلح يوما مع شعب ولن يفلح مع الشعب العراقي وأطيافه!
إن الرد آت وأول الغيث قطرة
أيها السادة في أحزاب الطائفية وطبقة الفساد الجديدة
أيها السادة في طبقة الخواء التي تعتقد أنها سرقت الكرسي ولن تعطيه!
لقد دالت عمائم كثيرة قبلكم
والعراق الجديد اختار له الشعب مسيرة السلام والبناء
وإذا كنتم عطلتم السلام بانفلاش إرهابي، وإذا كنتم عطلتم البناء بانفلاش الفساد؛ فإنّ الردّ هو أوسع حركة سلام ستعيد الشارع لسلطة الشعب وإرادته وستنزل الجماهير بغضبتها الأوسع والأشمل ولن يتأخر الوعد والموعد...
حينها سيضع الشعب الكفاءة والنزاهة ويفرض سلطة القانون ويطلق مؤسسات العمل ويشرع بعمليات البناء والتقدم، ويعود كل شيء لإرادته لتُضمن الحريات وتلبى الحقوق كاملة تامة...
تذكروا أننا لن نقف عند إدانة جرائمكم فقط، ولكننا سنتحول بالكلمة الفعل إلى العمل بميادين الانتفاضة التي فرضها تحالف (الطائفية الفساد الإرهاب)... والشعب أهل للانتفاضة السلمية التي ستكنس كل مخلفات العشر العجاف وفسادها وقاذوراتها...
عاشت شبيبتنا الحرة عاش شعبنا الأبي سلمتم أنصار السلام ولا تكتفوا بإدانة جريمة القمع والاعتقال التي جرت صبيحة اليوم بل اخرجوا دفاعا عن أبنائكم عن الكرامة عن الحريات وعن الحقوق
والنصر للسلام ولخيار الديموقراطية وستسقط كل إفرازات تحالف الطائفية الفساد الإرهاب ومنها نظامي الكليبتوقراطية والثيوقراطية وجها اشتغال هذا التحالف الوبائي المجرم