المحاضرة
الجامعية
العامة
ودورها في
إغناء الحياة
العلمية
والثقافية
أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان
2004\ 01 \ 12
E-MAIL: TAYSEER1954@naseej.com
للجامعة
وجودها
الخطير في
الحياة
العامة عبر ما
تقدِّمه من
نقل المعرفة
العلمية
المتخصصة من
جيل لآخر. فهي
مركز إعداد
الكوادر
العلمية المنتجة
وهي مركز
الإشعاع
المعرفي
والتنوير العقلي
بصورتيه
المباشرة
وغير
المباشرة. وبمقدار
رقيِّ العمل
الأكاديمي
يمكن التعويل على
الكادر
المتخرج فيه
ومنه.. وكثرما
تأكّد ما للجامعة
العراقية من
دور مميّز في
الحياة العامة
عبر عدد كبير
من العلماء
والأساتذة
والأكاديميين
الذي تخرّجوا
فيها...
فإذا
كانت تلك
الجامعة قد
تمَّ تغييبها
طوال عقود
الدكتاتورية
المعادية
للعلم
والمعرفة
ولقيم التقدم
والتطور,
فإنَّها
اليوم مدعوّة
للعودة بكلّ
إمكاناتها
وطاقاتها
لخدمة إعادة
بناء الذات
العراقية..
ولكنَّ هذا
يتطلب تضافر
جهود متنوعة كبيرة
لكي تستطيع
الجامعة
العودة
بقدراتها الجدية
الفاعلة.. ومن
تلك الجهود
دور الباحث الأكاديمي
وجهوده
الفاعلة
الناشطة..
إنَّ
العلاقة بين
الجامعة
والمجتمع لا
تقف عند تخريج
المتخصصين
للعمل في
مواقع
الإنتاج حسب
بل هي تتخذ
وسائل ومنافذ
كثيرة أخرى من
بينها منفذ المحاضرة
الجامعية
العامة.. وهذه
المحاضرة ليست
محاضرة
المناهج
الأكاديمية
المحددة ببرامج
معينة وبأطر
معرفية
تخصصية محضة
تخضع لضوابط
كثيرة
معروفة..
ولعلَّ
المقصود
بالمحاضرة الجامعية
العامة يكمن
في انفلاتها
من إسار تلك التقييدات
التخصصية
المحضة
والتحدّد
بمستويات
علمية تندرج
بالجهة التي
تخاطبها..
وتنطلق
محاضرتنا هذه
إلى آفاق رحبة
من حيث تفتح
محاورها
الرئيسة
أسئلة فكرية
ومعرفية
تشكـِّل
قاعدة للبحث
الجامعي
العلمي
وتقدّم للطلبة
والأساتذة
تصوراتها
الأولية في
البحث
العلمي.. وهي
أكثر من ذلك
وأعمق تركيزا
تعمل على ربط
المفردات
التخصصية
الدقيقة
بمعالجة
قضايا المجتمع
وأسئلته
الحيوية وهنا
تكمن أهميتها
وترتقي
خطورتها.. إذ
تكون
المحاضرة
الجامعية العامة
الجسر بين
العلوم
الصرفة من جهة
وبين أسئلة
الحياة
العملية في
المجتمع من
جهة أخرى..
وعليه
فإنَّ بلادنا
اليوم هي أحوج
ما تكون لكسر
جدران الفصل
بين الجامعة
(موئل البحث
العلمي)
والمجتمع
وإذابة
الجليد الذي
أسَّست له عهود
الظلام
المهزومة..
ونحن بحاجة
للتأسيس لعلاقة
جدية فاعلة
بين الأستاذ
والباحث
الجامعي
الأكاديمي في
طرف وطلبة
العلم
والمعرفة ورجل
الشارع
المهتمّ
بإيجاد
إجابات
معرفية لأسئلته
من طرف آخر..
والموضع
الأكيد لخلق
الرابط بين
الطرفين ولإيجاد
مكان اللقاء
بين السائل
والمجيب ليس طبعا
قاعة الدرس
التخصصي لما
لها من ضوابط
ومن تخصصية
تقنية
وإجرائية
ولأمور أخرى..
ولكنَّ
الموضع
الحقيقي لهذا
اللقاء هو
قاعة
المحاضرة
الجامعية
العامة..
أما
كيف نحيي هذه
المحاضرة
فنحن أولا
بحاجة لتشكيل
هيأة مشرفة في
كل قسم وكلية
وجامعة للنشاط
الثقافي
والبحثي
العلمي
اللاصفي ونحن
بحاجة بعد ذلك
لوضع جداول
زمنية لمحاور
وتساؤلات
المجتمع
وجهاته
المختلفة
المتنوعة لكي
يعمل الأكاديمي
على الإجابة
عنها وعليها
وأنْ نعلن عن مواعيد
إقامة
المحاضرات
بعد تثبيتها
في جوهر
برامجنا
الجامعية
ومنحها
الاهتمام
الكافي ..
ولابد
من إشراك
مؤسسات
الثقافة
والمعرفة في المجتمع
في مثل هكذا
ملتقيات
مؤكدين عل
أهمية إشراك
المتلقي
الآخر من خارج
الجامعة
وأسوارها..
لأنَّ ذلك
اليوم من
عناصر تفعيل
دور المعالجات
العلمية
ودورها
المعرفي
العقلي التنويري
بالضد من
أدوار خطيرة
أخرى تنهض بها
ظروف خلقتها
آليات تفكير
النـُظـُم
السابقة, آلية
اعتماد
التجهيل
وخطاب
الغيبيات
المفتعلة ولا
نقصد بها
(الدين بنصوصه
المقدسة) بقدر
ما نقصد الدجل
والتضليل
السياسي
المحتمي
بادعاء تمثيل
الفكر الديني
وقدسيته..
بمعنى
واضح وصريح
فإنَّ
المحاضرة
العامة في وقت
تؤسس للعلمية
في خطاب
معالجة
مشكلاتنا الحياتية
وقضايانا
فإنّها تنهض
بمهمة هزيمة بقايا
الجهل والتخلف
والدجل بكلّ
أشكاله..
ويمكن
لزيارات
علماء العراق
وأكاديمييه
أنْ تحظى بفرص
استثمارها في
إقامة مثل تلك
المحاضرة
مركزين على
تناول الأمور
العاجلة
المباشرة
الموجودة على
ساحة الحياة
اليومية
العراقية
الشاخصة
أمامنا
اليوم..
حيث
يتم نقل
الخبرات
وتفاعلها من
جهة ويتم
توظيف تلك
الطاقات التي
ظلت معطلة
بعيدة عن خدمة
مجتمعها وهي
الأدرى
بشؤونه
ومفاتيحها..
كما يجري
جذبها للعودة
إلى ميدان
فعلها الحقيقي
وربطها
بتقديم
مشاريعها
البحثية المعرفية
في إطارات
عراقية
صميمة..
لقد
قرأ الأستاذ
العراقي
الأدب العربي
وخطاب
الثقافة
الأوروبي
وبحث العالِم
العراقي في
محاور علمية
تجابه
المجتمع
الإنساني
عامة وهي
عملية تشهد للمساهمة
العراقية في
المنطقة
والعالم, ولكنَّنا
وبلادنا
اليوم أحوج
لتلك الجهود
ولتركيزها
أوعلى الأقل
لربطها
بأحوالنا
وأسئلتنا
العراقية بعد
زمن الغربة
والمهجر..
ونحن
هنا لسنا بصدد
التفصيل
بطبيعة
المحاضرة
الجامعية العامة
لمعرفة
أكاديميينا
وأساتذتنا
بها ولكنَّ
التذكير
بغاية
التنشيط مهمة
حيوية .. ولتكن
تلك المحاضرة
بين مدارين
الأول مفتوح
على جمهور
العامّة
والآخر في
إطار
المتخصصين من
الأساتذة
والعلماء
فكلاهما يلعب
الدور الأكيد
في تفعيل
علمية الجدل
وموضوعية
التناول
وتعميم الخبرات
لما له من
انعكاسات
إيجابية
واسعة..
فهل
سيكون
لجامعاتنا
التفات إلى
هذه الفعالية
الثقافية
العلمية بقدر
من الاهتمام
الكافي
والتوسع بها
اليوم قبل
الغد إذ من
المهم اليوم
أنْ تتجه
الجامعة إلى
الجمهور وإلى
خدمة الحياة
بدلا من أنْ
يقبع العالم
في برج عاجي
وينظر إلى
مجتمعه
بمنظاره من
وراء الأسوار
البعيدة
المعزولة وهو
ما خلق سابقا
أوضاعا ليس
لعزل الجامعة
والأساتذة
ولنخبوية
النزعة بل لخلق
حالة العداء
بين الطرفين
ما جعلنا
نجابه مشكلات
عويصة وهي
اليوم شاخصة
تنتظر
المعالجة والحلّ
أو الإزالة
وبالتأكيد لن
يكون هذا سهلا
ولكنّ مؤدّاه
التوفيق
والنجاح لما
عُرِف به
العراقي من
تطلّع
للمعرفة وشغف
بها وبمعالجاتها..
وحتى
نضع خطونا على
الطريق
ليفكّر كلّ
زائر عراقي من
الأكاديميين
والعلماء بما
يمكن تقديمه
بقصد أنْ
نتحول بعد ذلك
وفي ظروف مؤاتية
نخلقها نحن
بسياساتنا
الخاصة إلى
منهج التعاطي
الرسمي
البنّاء مع
المحاضرة
العامة
ونعطيها ما
تستحق من
اعتبار وقيمة
مؤصّلة في
برامج
جامعاتنا...
www.geocities.com/modern_somerian_slates