ظلامية
إسقاط
القدسية على
التقليد زورا
وتضليلا
(دور
التكرار
وكثرة
الإعادة
والترديد في
منح القدسية)
أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان
2004\ 01 \ 09
E-MAIL: TAYSEER1954@naseej.com
تطالعنا
القراءات
التاريخية
بما لتقادم
الوقائع ومضي
زمن الأحداث
من دور في
إسقاط نمط من
الحنين
والاشتياق
لتلك الصور
بوصفها قيمة
رومانسية
يُلـْتـَفت
إليها
باهتمام روحي
خاص. ودارس
تيار الرومانسية
يعرف تفاصيل
هذه
الإشكالية..
ومن هذه العلاقة
الرومانسية
الشفافة
تراكمت في الوعي
البشري مسائل
من نمط احترام
الأسبق
والأكبر في
إطار منطق
تقدير
الخـَلـَف
للسلـَف مسبِّبا
ذلك بتثمين
تناقل
المعرفة
ميراثا ينمو مع
الإضافات
الجديدة...
ولكنَّ
الإسقاط
يتضخـَّم مثلما
حصل مع
التجمعات
البشرية
الأولى حيث
تحول
الاعتزاز
بالأوائل
والاحترام وشديد
التبجيل إلى
مبالغة غير
موضوعية تمثل
هوسا في
الانتماء إلى
الماضي
والماضوية بل
تحول إلى
تقديس وتأليه!
و تحول الجد
الأكبر في
إطار
المنافسة مع
الآخر وجدِّه
وتراثه أو
ماضيه إلى إله
يُعبَد! وصارت
الماضوية
وجودا فكريا
مقدَّسا
يمتنع عن المناقشة
والجدل...
وكثيرا
ما كانت
الأمور
المرتبطة
بالعلاقات
الإنسانية وبالفكر
والحياة
والسلوك
وأصول
التفاعل والمشاركة
ومبادئها, هي
التي تتعرض
للتكلـّس والتجمد
أو للثبات
بذريعة
القدسية.. إذ
زالت منذ عصر
النهضة
الأوروبي
أغلب المواقف
التي تخص الثبات
والقدسية على
أوليات
العلوم
الصرفة ولكنّها
ما زالت تقاوم
في ميدان
العلوم
الإنسانية..
ولاحظوا
معي أنَّ قيم
الماضي ـ بهذا
الشأن ـ
تجد أسبابا
أخرى لادعاء
القدسية
وإسقاطها على
وجودها, تلك
هي حالات
التكرار
وكثرة
الإعادة
واستمرارهما.
حيث تؤدي
عملية مواصلة
تكرار الفكرة
على ما هي
عليه من دون
تغيير إلى حالة
من الثبات
الذي يوحي
بالأهمية ومن
ثمَّ بالقدسية
عندما تتداخل
قيم الماضوية
بأجمعها
ويُصبِح كل ما
جاء من الماضي
تقليدا ثابتا
يُحظـَر
المسّ به أو
محاولة
التغيير
لأنَّه من
(التقاليد
والعادات
والأعراف)
التي تشكل جزءا
جوهريا
وعمادا من
أعمدة
(القدسية الدينية)!
وباستطاعة
أيّ كان أنْ
يبحث في رؤى
الماضوية ليغربل
منها كثيرا من
الأمور
الخطيرة التي
علقت بالنص
الديني وأ
ُلـْحِقت به
فمُنِحت تلك
القدسية
المزيَّفة. ونحن
هنا بصدد قوة
العادة
ومخاطر
استمرار تكرار
فكرة لدرجة
الثبات التام
طوال قرون من
الزمن ما يؤدي
إلى جعلها
طلاسم دينية
فوق الاعتراض
والمحاجّة
والمعالجة.
ولسنا في موضع
الحديث عن أمر
آخر قريب من
نمط النحل
والوضع على
النصوص
الدينية الجوهرية
ممّا عمل
أوائل
المجتهدين
على تجاوزه وحلِّ
مشكلاته عبر
عمليات الجرح
والتعديل والتثبّت
وما إلى ذلك...
فما العمل
تجاه عشعشة
تلك الأفكار
السلفية
الأصولية التي
رفضها متنورو
العهود
الماضية
ولكنَّها
داومت على
البقاء
وقاومت
التغيير
بذرائع القدسية
وبكونها جزءا
من الاعتقاد
الديني الثابت
وركنا منه لا
يجوز
الاقتراب من
منطق فروضه
وفرضياته
الجبرية
الممتنعة على
الحركة؟؟
إنَّ
أول أمر ينبغي
فعله لمناقشة
الإشكالية
المعضلة هو إعادتها
من موقع إسقاط
القدسية
الدينية المفتعلة
المزيّفة إلى
أرضها
الواقعية الحقيقية
حيث ميدانها
الطبيعي هو
ميدان الفكر
والفلسفة
وسجالات
الخطابات
الثقافية
والسياسية
والاجتماعية
وهي ميادين
إنسانية يخطئ
الفرد فيها
ويصيب بمقدار
ما للآخر من
منطق الخطأ
والصواب؛ ومن
ثمَّ ما قد
يكون صحيحا
عند طرف قد لا
يكون كذلك عند
الآخر, وما قد
يكون صائبا
اليوم
وملائما قد
لايكون كذلك
في الغد
ويتطلب
المعالجة
والتطوير أو
التغيير..
ومثالنا
القائم اليوم
في العراق
الجديد ما يقوم
به المتطرفون
من نقل قضايا
البلاد
ومشكلاتها من
ظرفيتها
البشرية إلى
إسقاطات
أصولية تعود
لفكر ماضوي
يزعمون قدسيته
بإحالة كلّ شئ
فيه إلى
العقيدة أو
الاعتقاد
الديني..
فيمنعون
الناس من
المناقشة الحرة
ويكبّلونهم بسلطة
قيود ما أنزل
الله بها من
سلطان.
وعمليا
نجد ظرف
انهيار
الحكومة ومؤسسات
الدولة
وغيابها عن
القيام
بمسؤولياتها
قد أدى إلى
اندفاع تلك
القوى نحو
تسخير الجوامع
والمعابد
بطرائق مضللة
وهم يكرهون
الناس بليِّ
أذرعهم من حيث
يخضعون
لقراءاتهم
التي ما عادت
تنطلي على أحد
ولكنّها تعود
مرة أخرى
بسلطان قدسية
العقيدة التي
تعني عندهم
قدسية ما يقول
السيد
(الدعيّ) في كل
أمر يفتي فيه..
وللخلاص
من هكذا قنبلة
موقوتة ينبغي
تفعيل نشاط
القوى
المتنورة
وتنشيط
فعالياتها
وأداء مهامها
واتصالها
بجموع الناس
ومخاطبة العقل
ومنطقه وفضح
ألاعيب
التستر
(الديني) في
أمور حياتية
بحتة. إذ لا
يمكن للبسيط
العادي من الناس
إلا أنْ يخاف
مخالفة
الاعتقاد
فينصاع لكل ما
هو ماضوي من
دون مناقشة
تكشف له زيف
ما يخضع له
بالإكراه
والتخويف
والتضليل..
وأقصد
في هذا الموضع
مسائل عدة
منها: أنْ
نعود لتطبيق
شروط التعديل
والتجريح
وشروط مَنْ يحق
له الافتاء
والحديث في
الأمر
الاعتقادي وعمليا
لابد من تعزيز
الدراسات
المعرفية
الإنسانية ولابد
من التعامل مع
الدولة
والحياة
الإنسانية
للمواطن بروح
(مدني) لا تسطو
عليه أية حالة
تزييف وادعاء
وتضليل.. وفي
الوقت الذي
يعود فيه مثل
هؤلاء إلى
تعاطي
القيادة
الدينية مع
معالجة أمور
الدولة
المدنية في
ظروف تاريخية
معلومة فإنَّ
هذا ما ينبغي
أنْ ينتهي
بالتأكيد على
قراءته وعلى
دراسته
بتمعّن وبكشف
كل معطياته
وتداخلاته
التاريخية ..
إنَّ
قتل القديم
بحثا كما يقول
الباحثون أمر حيوي و مهم
لإنهاء تلك
الأكذوبة
التي تؤطِّر
التقاليد
البشرية
والأفكار
السلفية
بالقدسية
الدينية..
ولذا كان على
متخصصينا من
التنويريين
أنْ ينهضوا
بهذه المهمة
بخاصة مع ظهور
بعض أدعياء [الشهادات]
العليا
بأنّهم
يمتاحون من
التراث للتأصيل
لمصطلحات
ولأفكار في
الحقيقة هي لا
تختلف كثيرا
عن التضليل
الذي يمارسه
مَن مررنا
عليهم للتو..
إنَّ
هؤلاء يمثلون
خطورة أكبر
لأنهم
يمارسون
السلطتين
الدينية
والعلمية فهم
[علماء أصحاب
شهادات
وكفاءات] وهم
يقدمون
آراءهم في
ظلال (قدّس
الله سر فلان)
نحن أتباعه
وغيرنا أتباع
أعدائه
وقتلته, من
نمط إباحة دم
[أحفاد يزيد]
ولسنا ندري
أأحفاده من
صلبه أم يمتد
الأمر لأحفاد
[عشيرته
الأموية] ولسنا
ندري إذا كنا
نعود اليوم
بعد 1500 عام
من دين أنهى
القبلية
والعصبية
لنحييها على
أيدي [علماء]
القرن الواحد
والعشرين..
لقد
مرَّ في ظروف
حكم
الدكتاتورية
والظلامية
جمع من الجهلة
والمتخلفين
ممن يسمونهم
حملة شهادات
وحسنا فعل
مجلس الحكم
حين سحبها من
عدد منهم إذ
أنها ليست إلا
تضليلا
وكذبا.. وعليه
فليس كل من
اشترى شهادة
أو حمل لقبا
أو سرقه في
غفلة من الزمن
يمكنه أنْ
يؤصِّل
للمصطلح أو
للدفع بفكرة
وعلينا أنْ
نلتفت إلى
حقيقة ما يجري
من تفاعلات
خطيرة تعمل
على ترسيخ
قيم وأفكار
عبر فعل
تكرارها على
مسامع الناس
من جاهل (من
حملة
الشهادات)
ليطبِّل خلفه
ويزمِّر جمع من
الأتباع
مرددين
مكررين عن قصد
بهذا الترديد
والتكرار ..
ويكفي
بلادنا ما
فيها ممّا علق
من ماضِ ِ
كثير الأوبئة
والأمراض؛
ولا يمكن أنْ
نقبل بمرور ما
يضلِّل الناس
أو يصادر
حقوقهم في
المناقشة
والمساءلة
والمجادلة
الحرة .. فتلك
هي أمور
حياتهم
البشرية
الصرفة ولا مجال
للقول بأنَّ
تطور الوعي
لاحقا هو الذي
يؤدي لكشف
الصحيح من
العليل..
لأنَّنا بذلك
نترك للعلة
فرص التمكّن
من مجتمعنا
ومن ثمَّ الرسوخ
لمدى زمني
جديد لا نعلم
متى يمكننا
الخلاص من
إساره بعد
ذلك.. إنّها
مهمة صريحة للعلماء
وللأفاضل من
المتنورين من
المرجعيات
العلمية
والدينية
التي يعوَّل
عليها في فتاوى
الخير
والصلاح
بعيدا عن تطرف
قوى التكفير
واستباحة
دماء البشرية
رخيصة
لأهوائهم..
إنَّ
أدوات
الاتصال
اليوم تثير
الشئ ونقيضه وهي
مملوكة لجهات
مضللة أكثر
منها تلك
التنويرية الصحيحة
الفكر
والمعالجة, ما
يؤدي إلى
تكرار الغلط
والخطأ
والعليل من
الفكر
والسلوك .. فلا
يسكتنَّ أحد
من العارفين
على مسار سلبي
ولنتجه
للتكاتف لنشر
قيم التجديد
والتغيير وقد
قيل في تراثنا
الإيجابي
البركة في
الحركة ..
ولنا
بعد هذا
الموضوع
مراجعة في
تراثنا الفلسفي
وانعكاساته
في يومنا
وغدنا سلبا
وإيجابا...