وقفة تفاعل إنساني مع الآخر!؟
مقترح التسامح والتعايش السلمي بين المختلفين
تيسير عبدالجبار الآلوسي
بدءا أسجل احترامي لمن يدخل صفحتي هذه صديقا معجبا، ولمن يغادرها ربما مختلفا. وتمنياتي وجهودي تنصب على ألا يقع المختلف في إحراج أو ألم أو إساءة أو مثلبة من طرفي، فيما الاختلاف متروك لمسيرة واعية من الحوار المتصل المستمر الذي أسعى إليه دوما. وهنا في هذه الصفحة الشخصية ستبقى مفتوحة نوافذها، مشرعة بوّاباتها للجميع. وكما ترون في مطلق تقديمي معالجاتي، أجدد دوما التوكيد على طلب الرأي الآخر وعلى احترامي لهذا الآخر تحديدا منه المختلف.. ولم [ولن] تتضمن معالجاتي تناولا سلبيا من بوابة العداء لطرف حتى الذي يمارس فعلا معاديا من طرفه بقصد أو من دونه. فلقد فرضتُ قيودي على ما أتناوله من موضوعات كي تقدم الرأي بوصفه مقترحا يقبل الصواب والخطأ، كما يقبل التفاعل اختلافا وتأييدا..
وما يسرني ليس استقبال تصفيق أو استحسان على أهميته ومكانه ومكانته عندي، ولكن ما يسرني يتمثل في أن ننتهي معا وسويا إلى خطاب يبني ويسعد الإنسان فردا وجماعة. لذا أتمنى على أصوات قد تراني مختلفا معها، أن تقبل اقتراحي خطاب التسامح والتعايش سلميا وأن تتفاعل مع مقترحي، توظيف حوار هادئ وموضوعي. وأن يكون ثابت وجودنا هو حقوق الناس وحرياتهم وتقديس كرامة الإنسان، وألا يضع أحدنا نفسه وصيا أو آمرا ناهيا على الناس؛ وألا تكون الديانات والمعتقدات أداة إكراه ترفضه نصوصها المقدسة وتعاليمها، بخلاف نزعات التشدد والتطرف التدميرية التخريبية.
إذن، أنتظر أن يتشجع من يراني مختلفا فيناقش نصوصي ومعالجاتي بحرية تامة وأتمنى أن يتمّ ذلك بتجرد وحيادية، ربما يساعدانه على التغلب على غلواء النفس ويمنحه فرصة للاحتكام إلى موضوعية العقل وحكمته..
أدري أنّ العامل النفسي ربما يقسمنا بين خندقين؛ تبني متاريسهما قوى التشنج والانفعال وربما شحنات استعدائية غير مقصودة من كلينا ولكنها من إشعاع قوى تعادينا كلينا لأهداف ومصالح ليس لنا فيها لا ناقة ولا جمل.. ولكنني أدري بأن خطاب التسامح والسلام الذي أتبناه وربما تشاركني تبنيه أيضا، يمكنه أن يكسب خطوة متقدمة بيننا، أي أن نتقدم كل منا نحو الآخر وأنا أتمنى على صديقي (الآخر المختلف) أن يقبل فكرة تعايش إنسانية سليمة بيننا. وهي ممكنة ومتاحة إذا ما أردنا.
أرجو أن نفكر بهذا ليس من موقف معالجة أو أخرى تتحدث عن نواقص في إدارة أو سياسة أو إيمان بفكرة أو قضية أو مسيرة.. لأن التفكير ينبغي ألا ينحصر بموقعنا فوق كرسي مسؤولية أو سلطة بل أن ينفتح على ما فيه صواب لمصلحة وجودنا الجمعي حيث البناء نشترك في تلبية مطالبه لأجل الإنسان فردا و\أو جماعة أي أنتَ وأنا وجميعنا..
احترامي وتقديري لوجودنا الإنساني بأمل أن يكون في عالم جديد سعيد نبنيه معا وسويا..
وشكرا لوجودكم في صفحتي من أجل هذا العالم يمتلئ بالمسرة والخير والسلام