رد بشأن التصريح بانتهاء غزوة خفافيش الظلام على معلم بغداد التراثي
عزيزي السيد ستار محسن علي المحترم
تحية طيبة وبعد
قرأنا تصريحك بشأن انتهاء غزوة خفافيش الظلام على معلم بغداد التراثي ممثلا بميدان المتنبي شارعا للثقافة والتنوير. ونحن نحييك وطيبتك الصافية النقية ونود أن نشير إلى أننا في البرلمان الثقافي العراقي كنا من بين أول المبادرين لفضح الغزوة الهمجية على شارع المتنبي وكنا من القرب من شارعنا التراثي المهم كحبل الوريد.. ونتمنى فعلا أن تتحقق مطالب الثقافة والمثقفين التي أكدناها في بياننا.. لكن التجاريب الأخيرة، أثبتت أن قوى الظلام وخفافيشه باتت تمارس بطريقة الكر والفر هجماتها متدرجة في إشاعة وباء الجهل والتخلف وفرضه قسرا على مجتمعنا.
ونحن نرى أن ذات الجهات التي مارست نزواتها العنفية القمعية للحقوق والحريات هي ذاتها التي مازالت تواصل إغلاق المنتديات الثقافية الاجتماعية بحجج وذرائع واهية.. وهي اليوم لم تفعل شيئا بتشكيلها لجنة أو زيارتها ميدان الغزوة بل تكاملت هذه المماحكة مع تصريحات شعبوية رخيصة تملقت الثقافة وبغداد والمتنبي ولكنها في الحقيقة عبرت وتعبر عن طبيعة ممارستها التقية والتخفي فيما هي تتقدم إلى أمام بجرائم محاربة الفقراء وثقافتهم الشعبية الأصيلة. وهي تواصل إشاعة الظلام ومحاربة التنوير..
إننا لا نرى أن القضية انتهت بل يجب الاعتذار الرسمي من جهة وإدانة الممارسات التحقيرية والاستهانة بالباعة وبقامة تراثية كالمتنبي شارعا للثقافة والتنوير.. وأن يتم ذلك علنا وبوضوح. مع الانتقال لمحاسبة من أمر ونفذ الفعلة الشنعاء ومعاقبتهم بما ينص عليه القانون. و تعويض المتضررين ماديا واعتباريا أدبيا. أما من جهة الواقع فالمطلب يقوم على العناية بالمتنبي بكل مستويات الخدمات والمطالب ورعاية أصحاب البسطيات وبيع الكتب وتقديم ما يمكنهم من مواصلة مشوارهم بوصفهم علامة من علامات هذا الشارع..
أما قشمريات تشكيل لجان تحقيق ولفلفة الموضوع وطمطمة الجريمة فقد شهدناها حتى تجاه دماء مثقفينا حيث ما زال دم الشهيدين هادي المهدي وكامل شياع لم يبردا وهاهما يختلطان بالفرات ودجلة ليتجها نحو الشط يستصرخانه ألا يذهب الدم هدرا بين لفلفة التحقيقات وأعمال التخفي وجرائم الكر والفر لقوى الظلام والتخلف وخفافيشه..
لا نسكت ولن نصمت على جريمة جرت بحق الفقراء وبحق الثقافة وبحق تراثنا وتاريخنا وبغدادنا ووجودنا وهويتنا، حتى تتحقق مطالبنا في الانعتاق من قوى الظلام ويأتي من يستحق ويستطيع بناء الدولة المدنية لا الزاعمة دينيتها زورا وبهتانا ولا المتخفية بجلابيب وأعمة ولا ببدلات البهرجة؛ فإنْ هي إلا ثيوقراطية من مجاهل مغاور القرون الوسطى ليس غير فهل تثق بوعود وتقبل أن تلدغ مجددا للمرة المائة والألف بل المليون!..
لكم التحايا المخلصة ومطالبنا ثابتة فهي مطالب الغلابة الفقراء ومنطق التنوير ضد ممارسات خفافيش الظلام.
وصرختنا كفى ستبقى مدوية حتى تحققها
عن البرلمان الثقافي العراقي في المهجر
تيسير عبدالجبار الآلوسي