تداعيات مضمنة في رسالة إلى شبيبة العراق في اليوم العالمي للشبيبة
أ.د. تيسير عبدالجبار الآلوسي
باحث أكاديمي في العلوم السياسية
توطئة:
الأيام العالمية مناسبات مختارة لما هو أبعد من احتفاليات رسمية أو غير رسمية؛ إنها مناسبات للوقوف عن الحدث ولمراجعة مفرداته ووقائعه. وهي محاولة للاستنباط والاستنتاج مثلما هي لقراءة موضوعية متأنية. إنها وقفات سنوية ولكنها استطلاع يستكمل مسيرة العام من المنجز والسنة من العقبات. ولعل عصرنا هو عصر الشبيبة وأدوارها الفاعلة المؤثرة ليس بسبب نسبة وجودهم السكانية، ولكن لطبيعة العصر وآليات حركته ومن يمكنه التعامل مع المتغيرات العاصفة فيه. لكن كل هذه الكلمات التي نقدم بها توطئة عجلى ليست هي غايتنا كما أنها يمكن أن تبى في إطار خطابي مستهلك!
ما يمكن أن نؤكده اليوم يكمن في أن عالمنا بات قرية توحّد وجودنا البشري وأكثر الناس وحدة وتلاحما وتعاضدا وتفاعلا هم الشبيبة. فالشبيبة هي الأقرب لوحدة منطق تفكيرها ولآليات اشتغالها ولتفاهمها بل اتفاقها على قضايا العيش بأطره وقواسمه المشتركة. إنهم أبناء الحركة المعرفية العلمية ومشتركاتهم في هذا قدراتهم البحثية وإمكانات تعاطيهم الدرس العلمي. وهم أبناء جماليات ثقافة العصر وما تمنحهم تلك الثقافة من أدوات تشريحية تفتح آفاقا جديدة للاستمتاع بجماليات زمنهم، وهم هنا يمتلكون مشتركات الثقافة الإنسانية الحديثة.
لكن قبل ذلك وبعده، لابد من الإشارة إلى حيوية الشبيبة وإلى تفتحها الثقافي وقدراتها العلمية وإلى بنيتها حركة موحدة أمميا. هذه الـ لكن لا نريدها في هذه السمات الإيجابية التي ربما تبقى معروفة بأوسع النطاقات، إنما نريدها لقراءة ما يجري من اعتراض حركة الشبيبة وتقييدها وقمع حرياتها. فشبيبة بلدان التكنولوجيا مأسورون في البطالة وفي أنشطة تفريغية تحيد بهم عن البحث في الإشكالية الجوهرية لظروف عيشهم، وتقطعهم عن الاتصال بشبيبة الشعوب المتطلعة للانعتاق من عسكرة المجتمع الدولي والعصا الغليظة للقوى الكبرى.
شبيبتنا وظروفها:
إلا أن شبيبتنا في المنطقة ووسط شعوبها، انتفضت في ثورات الشعوب بتلون الأطياف قوميا دينيا فكريا عقائديا.. ولكنهم لم ينعتقوا في لعبة أسرهم بأحابيل الطقسيات وآليات التفكير الأسطوري.. لقد تمّ استغلال تراجيديا الموت ومآسي التقتيل والتضحيات الجسام والطرق المسدودة في مسيرة بناء البديل، ليوضع الناس في إسار الاحباطات وفقدان الأمل ومن ثمّ إسارالتضليل، عبر استغلال قيمي للدين بطرائق سلبية تعبث بمصائر الناس وأولهم الشبيبة. هؤلاء الذين فرضت عليهم الأمية والجهل وعيش طقوس التخلف الأمر الذي سهَّل على قوى بعينها توجيه طاقاتهم الخلاقة وإحالتها لطاقات تقتتل وتدمر وتخرب، وفي الغالب باسم المقدس الديني!
ماذا يجري في بلادنا؟ أين الشبيبة حاملة رسالة السلام؟ أين الشبيبة بانية أسس الديموقراطية والحوار؟ أين الشبيبة التي تضحي من أجل خياراتها الحرة غير المستعبدة؟ لماذا نجد عشرات أو ربما مئات آلاف من شبيبتنا يستعرضون بهم أردية الموت حيث يلبسونهم السواد ويضعون على أكتافهم الأكفان؟ كيف يمكن أن يسطو الجهلة من تجار المآسي والجريمة على عقول شبيبتنا؟ لماذا سهل انقياد مساحة واسعة من الشبيبة لشخوص لا يزيدون على زعران محدودي القدرات العقلية يؤكد سجلهم أنهم لم ينجحوا في مدرسة ولا في ميدان خطاب معاصر بل أم كثيرا منهم من اصحاب السوابق بل من ممارسي السوابق والموبقات والجرائم؟
شبيبة العراق نموذجا:
وللتطبيق لنلاحظ أوضاع شبيبة بلاد غنية ماديا بثرواتها وغنية بعمق تاريخها وكونها تمثل تراث الإنسانية برمتها. فشبيبة العراق اليوم بمدارس طينية وأخرى من جريد النخيل وإن كانت من المباني فهي هزيلة المرفقات فقيرة الأدوات والأثاث آيل بعضها للسقوط! وهم فوق ذلك لا يحظون بتعليم ينتمي لعصر الحداثة وبعد أن كانوا أسرى أدلجة نظام الدكتاتورية، باتوا اليوم أسرى أدلجة أخرى تعود لتسطيح الدرس العلمي ووضعه في خانة العنعنة التي نقصد بها تخليق خطاب قال فلان عن فلان عن فلان حتى يصلوا بالشبيبة إلى اسم يكون قوله مقدسا فيما هم لا ينقلون صحيح قوله بل يضعون عليه [يقولونه ما لم يقل] ليأسروا العقول ويوجهونها بمآربهم ومبتغياتهم! وغير هذا وذاك فإن زماننا هو زمن التكنولوجيا والعلوم وليس زمن الاتكاء على تراثيات والوقوف على أطلالها؛ ولا يمكن استبدال علوم البناء والتقدم وصناعة حياة كريمة حتى بعقيدة صحيحة، فكل خطاب له مكانه ومكانته ولا يجوز مصادرة المدرسة كونها مركز التعلم وصناعة بناة الوطن في مختلف الاختصاصات ولا يجوز تحويلها إلى تكية أو زاوية أو جامع أو حسينية أو حوزة أو مدرسة دينية فكل أمر يمكن أن يوجد باستقلاله وبخصوصيته...
ولكن ظروف عراق اليوم لا تكتفي بهذا بل تصادر الجامعات وتحظر تدريس العلوم بتوجيهها بأشكال من التحريم والمنع وتحيل المحاضرة إلى ملائية تتخفى بالطقس الديني ومثلما كان الأستاذ يُكره على الهتاف بحمد البعثفاشية بات مكرها اليوم على التسبيح بحمد مرجعيات وطقسيات. وغذا كان لتلك الطقسيات من صواب فإنها لن تفرض نفسها قسرا على محاضرة للفيزياء أو الكيمياء او الرياضيات أو أي علم من العلوم التطبيقية أو الإنسانية! إن آلية الفرض بالإكراه تعني ممارسة الطغيان والانحراف بالحق والحقيقة باتجاهات مرضية مكشوفة. والكارثة أن شبيبتنا من طلبة الجامعات يجابهون اليوم بخزعبلات اتهامهم أما كون الشاب ساقط الأخلاق أو أن يكون مع جوقة الهتافين لطغيان الزيف والتضليل والظلامية..
فالطالبة التي لا ترتدي زيا على طريقتهم هي كافرة تستحق الحدّ!؟ والطالب الذي يتحدث مع أخته أو خطيبته أو قريبته أو زميلته هو مارق كافر يخضع لمساءلتهم واشتراطاتهم وطبعا من بين أوامرهم استغلال الطالب والطالبة في مآربهم الفاسدة! ففي وقت يزعق من نصَّبوا أنفسَهم حراسَ أخلاق كما كانت شرطة آداب الدكتاتورية، بالمحرمات؛ يمارسون خلف الأبواب المغلقة كل أشكال الابتزاز والاستغلال والتضييق بخاصة على الطالبات وفي ممارسات أسهلها تزويجهن بالإكراه زواج ((متعة)) يتناقلونهن بين زمر عصابات (الأخلاق) المزعومة..
الطلبة محرومون من التعليم الأحدث ومن مصادره ومن فرص المحاضرة النوعية ومن البحث العلمي الرصين ومن الأنترنت المناسب ومن أجهزة المختبرات المؤمل وجودها ومن الاطلاع على تجاريب زملائهم في الدول المتقدمة ومن يرسل فيما بات يسمونه البعثات لا علاقة له بالاختيار بأسس الكفاءة بل عدنا لعبث من مع الحزب الحاكم حتى لو كان جاهلا يسذهب مستغلا البعثة للإتيان بشهادة ولو بسقف زمني يتجاوز ضعف المدة لفشله المتكرر..
الشبيبة المتخرجة من المدرسة يرسلونها إلى الشارع فنسبة خريجي المدارس الذين يحرمون من متابعة دراساتهم الجامعية حوالي 40% دع عنك المتسربون من الدراسة. ودع عنك المكرهون على ترك الجامعات لأسباب تتعلق بالفقر المالي وعدم القدرة على سداد الأقساط وتلبية احتياجات الجامعة. والأقسام الداخلية مهملة تكتنفها اشكال الابتزاز والجريمة وهي وكر لأدعياء الترهبن والتدين وفرسان الزعيق باسم الأخلاق وهم فرسان الرذيلة في غرف الإدارة وبيوتات الزنا الحلال، طبعا الحلال عليهم فقط...
أما في ميادين العمل فنسبة البطالة والبطالة المقنعة لا يضاهيها مشكل آخر. وتوزيع الوظائف يجري بحتساب درجة الخنوع والخضوع والتبعية لأوامر السادة الحكام أو الطغاة الجدد وكل فصيل مافيوي يمتلك حصته. إن من حق كل شاب وهو طاقة العمل والحيوية والقدرة الأساس للبناء أن يحظى بعمل في اختصاصه. ومن هنا كان واجب إطلاق الدورة الاقتصادية وتشغيل المعامل والمصانع وتحريك الحياة في الأرض البور ومشروعات إخضرار بيئة مخربة.. وتلكم ستكون ماكنة تشغيل الشبيبة بحق واستثمار طاقاتها في بناء عراق جديد.. لكن ما يجري هو مشاغلة شبيبتنا بعد تجهيلها بممارسة طقسيات ما أنزل الله بها من سلطان وعلى مدار العام بما يبعدهم عن المطالبة بالعمل حقا وواجبا.
شبيبتنا موضوعة بإسار متناقضات ثقافية وبنية سلوكية يكرهون عليها فتجعلهم موزعين بين ميليشيات الحروب الطائفية وفي وقت حركة الشبيبة أمميا موحدة يُفرض على شبيبتنا الانقسام والاحتراب أيضا. فممنوع وجود اتحاد طلبة موحد أو اقتراب اتحادات الطلبة وتنسيقها فيما بينها هذا غير من يعسكرونه ويجيشونه في عصابات تحت يافطات منظمات طالبية! وشبيبتنا مفروض عليها أن تنشغل بمناقشة أوهام مرضية من الخرافات والطقسيات والبدع والظلاميات والضلالات بينما لا يوجد من فرص حريات التعبير ومناقشة مسيرة البلاد ومن تظاهر احتجاجا على القمع والتخلف وعلى استباحة وجوده الحر تم قمعه بالحديد والنار وبمختلف أشكال التصفية..
طبعا الصف الأول للقمع هو تقطيع أوصال المظاهرات ومنعها من الاتحاد في حشود هادرة والصف الثاني في الهجوم على كل مجموعة متظاهرة والثالث بالاعتقالات والاختطافات والتصفية الجسدية والصفوف الأخرى تتمثل بالتصفية تشويها في السمعة وعزلا في الاتصال بالاخرين وحظرا من العمل وفصلا من الدراسة وهلم جرا...
شبيبتنا ليست بلا دراسة ولا عمل حسب إنها بمشكلات لها أول وليس لها آخر... المشكلات الاجتماعية تبدأ من حظر مراكز الشبيبة والعزل بين الجنسين.. من حظر ممارسة الأنشطة الرياضية والفنية والعلمية ومن أشكال الإبداع. الشابة أو الشاب لا يسيران حتى قريبا من باب البيت وهما بمأمن من بلطجة سوقة العهد الجديد أو العراق الجديد. وبعد أن سقط الطاغية فرَّخ نظامه الطغاة من (السادة) الجدد. وطبعا لا نقصد سيدا ذا عقل بل أزعرا لا يفك حروف اسمه ولكن من أصحاب الحواسم والمصطلحات التي أصبح العراقيون عليها في ((ليل))!!
شبيبتنا يعانون عبر ما يرونه من فوارق متزايدة من الاحباط فبينما لا يجدون منفذا لجهودهم ولوضعها موضع العمل والتطبيق يجدون الزمن يغالبهم وزملائهم عالميا يتقدمون. إنّ وقع البطالة في الشبيبة والتعطل أسوأ منه في الأجيال الأخرى وربما وصل لدى الإناث من الشبيبة ضعف ما لدى الذكور من عطالة في مواجهة ثانية تضاعف من الآلام والأوصاب ومن عبث من يتحكم بأقدار الجميع ويوجه وسائل الاستباحة. ففي مجتمع ذكوري الثقافة لا تقف الأمور عند بطالة مستشرية بينهن بل تعاني الشابات من استغلال واستبداد وقهر ومن استباحة وصلت حد العبودية التي لا تكتفي باستباحة الجسد ولا باستغلال في قضايا رخيصة ورديئة بل تصل حد القتل والتصفية مثلما تتصاعد مشكلات ما يسمونه غسل العار وجرائم القتل باية تهمة جاهزة لا يُكشف النقاب عما وراءها من أفاعيل وجرائم كان يمكن فضحها لولا التصفيات الجسدية التي يمررها المجتمع...
مشكلات الزواج لا تجابه النساء بذات القدر الذي يواجهه الشباب والظاهرة التي يسميها المجتمع العنوسة باتت أكبر من مقلقة! والحلول المطروحة بين قشمريات الزواج المؤقت أو ما يسمى المتعة وبين مهانة الزواج الثاني واستعباده للمرأة وبين مخرجات أخرى ليست أقل سوءا من هذين الإطارين. وفي ضوء عمليات التجهيل والاستعباد فإن المرأة صارت بأرفع مستوى وظيفي تشترك به في الغالب عنصرا من عناصر ديكور العمل المستند للذكور ولأنشطتهم الاستغلالية. إننا نخلق حشدا من عبيد ينتمون لقرون منقرضة في عصر الحريات، فماذا نخلق من قدرات مبددة موجهة توجيها سلبيا خطيرا؟
شبكة الأنترنت التي تمثل ميدانا مهما يعكس قدرات الشبيبة هي للنتاج العربي فيلا 23 دولة لا يساوي سوى أقل من 03% وأكثر من 97% من هذه المساهمة هي في عالم السلبية حيث دردشات ونصوص فارغة ومضيعة للوقت.. فكم هي حصة شبيبتنا العراقية وماذا تفعل أمام شاشة الكومبيوتر وهي معطلة التفكير محرومة من الفعل ومن الإنتاج المعرفي الإيجابي البناء؟
لقد خرجت ثورات في دول المنطقة من عباءة الشبيبة وأدوارها الفاعلة كما حصل بتونس ومصر وغيرهما ولكن ظروف حاجبة تجري مع الشبيبة العراقية! ومن هنا فإن اضطلاع حشود شبيبة تشكل حوالي 60% من المجتمع تظل دون مستواها الفعلي وتجري عمليات منظمة لحجب اية تحركات للشبيبة الواعية وللصوت المؤثر الذي كسر ويكسر عوامل الاحباط لمصلحة فضح وقائع الجريمة.
إن وضع الشبيبة بعباءة شيوخ الفساد وسادة الادعاء والتمظهر الكاذب المزيف يحرمهم من أن يأخذوا مكانهم ومقاعدهم فعليا على طاولة إدارة الأمور وتوجيهها.. فأما خانع لدجل الطقسيات المصنعة في دهاليز شيوخ الظلمة ومراجع الضلالة أو لا يوجد لهم مكان إلا في سوق الخردة حيث التفجيرات والتصفيات الإجرامية بكل أشكالها.
إن البديل الذي تتطلع إليه الشبيبة العراقية يكمن في الانعتاق من غطاء الدجل المزيف ممثلا بعباءات العصور الحجرية عصور الظلام والتخلف وإطلاق طاقاتهم ليس في فرص العمل حسب بل في إدارة الأوضاع، وجميعا بحق المساواة بين الجنسين وبحق الانعتاق من الاستعباد المقنن المشرعن سواء بما يتم إسقاطه على أفكار قوى الطائفية السياسية من قدسية مزعومة أم بالبلطجة الجارية خارج القوانين وبطريقة مفضوحة.
إن العراق فيه منظمات طلبة وشبيبة منذ أربعينات وخمسينات القرن المنصرم مثل اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية واتحاد الشبيبة الديموقراطي العراقي ولقد كانت وما تزال هاتان المنظمتان الرائدتان وغيرهما شمسا مضيئة وقائدة موجهة بوعي وبقدرات معرفية وثقافية تحيا العصر ومطالبه، ولابد من منح تلك المنظمات حرية العمل فعليا وإشراكها في كل مفاصل القرار وتوجيه مشروعات البناء في البلاد. وبخلاف ذلك سنبقى جميعا أسرى دجل الظلاميين وقوى التضليل من أدعياء القدسية والعصمة الدينية وزاعمي تمثيل الله على الأرض زورا وبهتانا.
إن إشراك منظمات الشبيبة أولا في قيادة تحالف قوى الديموقراطية والمدنية في البلاد هو منطلق مهم لفرض إشراكهم في الحكومة البديلة وفي مؤسسات الدولة ومشروعاتها وفي استثمارات القطاعين العام والخاص وفي مجمل الجهود الجارية. وسيكون وجود الشبيبة بنسبة مقبولة ليست هامشية في قيادات الحركات السياسية خطوة رائدة في مجتمع جله من الشبيبة. إن ذلك يحركهم ويزيح الاحباط ويقطع الطريق على أشكال الاستغلال. ومثلما كانت الكوتة في معالجة نسبة النساء كونهم طاقة كبيرة مهملة ومستضعفة يجب أن توجد حلول أكبر من الكوتة في بنية الإدارات العامة والخاصة الحزبية والجمعوية السياسية والاجتماعية وفي مجمل الأنشطة.
تحية لشبيبتنا، تنتفض على المستبدين الذين يستغلون فئة منهم بالتضليل وبقناعات واهية متوهمة.. وتحية لشبيبتنا التي مازالت تقارع قوة البلطجة العائدة لعصور التخلف من سكاكين واسياف وبنادق وقوة البلطجة العائدة لأشكال الحظر الفكري السياسي والاجتماعي ولأشكال المنع والتحريم والتكفير المزيفة.
إن الشابة أو الشاب قوتان عقلية وبدنية كبيرتان عظيمتان. لا يمكن أن تبقى ذليلة تحت أقدام مستغليها.. فارموا أيتها الشابات ايها الشباب عباءات الذل والتخلف ولا تخشوا الثورة من أجل الحياة الحرة الكريمة فإن رمي عباءة الجهل تعني سطوع شموسكم شموس الأنفس الزكية النقية المشرقة خيرا .. يومها ستكونوا في ميادين العمل الحقيقي حيث البناء والتقدم وحيث انضمامكم إلى مسيرة البشرية وشبيبة العالم المتحضر عالم الكرامة الإنسانية الحقة لا المزيفة.