الأستاذ
الجامعي
المكانة
والآثار
العلمية
والاجتماعية
والسياسية
أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان
2003\ 12 \ 30
E-MAIL:
tayseer54@maktoob.com
يدخل
مجتمعنا
مرحلة جديدة
مختلفة تماما
عن تلك التي
عاشها طوال
العقود
المنصرمة..
مرحلة تتفتح
فيها آفاق
التطور والتغيير
إذا ما صادفت
الاهتمام
الكافي
بالعلم والعلماء
بالتحديد, لما
لعصرنا من
اعتماد جوهري
على
المتغيرات
العلمية
العاصفة التي
سطت على مسيرة
البشرية
جمعاء.. حتى
صارت تلك التطورات
هي المحدِّد
الأساس لموقع
شعب وفرصه في
الإفادة من
منجزات العصر
خدمة
لمصالحه..
لقد
كان لشعبنا
عبر تاريخه
ذاك الاحترام
المميز للعلم
والعلماء حتى
حفظنا قولا
وفعلا بيت
الشاعر الذي
يقول:
قم
للمعلم وفـّه
التبجيلا ...
كاد المعلم
أنْ يكون
رسولا
وكان
التلاميذ
يختفون من
أعين مدرسيهم
لا خشية بل
احتراما
وتبجيلا من
أنْ يخدشوا
أعين معلميهم
بكونهم يلهون
ويضيعون
أوقاتهم..
وظلّ جيل
الأمس على
تبجيل
المعلّم فحتى
الذي يصبح
عالما معلّما يُبقي
على حظه من
احترام
أستاذه وعدم
تجاوزه والاعتداء
على مكانته
وقيمته
السامية المميزة
في نفسه. حتى
صرنا إلى عهد
الاطاغية
الذي كرَّه
الناس في
معلمين لا
يحملون من
العلم إلا
الجهل وفساد
التعاليم
لتبعيتهم
لتعاليم الطاغية
وخدمتهم
مآربه
وتحويلهم
الدرس إلى مكان
للدعاية
لتعاليم
الطاغية
ودروسه الأخلاقية
الفاسدة..
ولأنَّنا
أمام مواجهة
جديدة مختلفة
فنحن أمام
إعادة
الاعتبار
لكلّ القيم
السامية في
مجتمعنا
وأوّلها
احترام العلم
والعلماء..
لكنَّنا
نجابه اليوم
سيطرة رعاع
القوم وأشقيائه
بقوة الساطور
والبلطة
والفأس
والبندقية
ومتفجرات
الموت التي
يرهبون بها
الناس ويحاولون
دفعهم إلى ترك
الدراسة
ووقفها.. اليوم
هم يركزون على
مدارس بعينها
كمدارس
الموسيقا والفنون
الجميلة
ومدارس
البنات
والمختلطة ومدارس
لا تخضع لسلطة
الجهلة
المنتشرين
بسبب من
الانفلات
الأمني..
اليوم
هم يركزون على
مطاردة
التدريسيين
العلماء في
الفيزياء
والرياضيات
وعلوم الحياة مثلما
يطاردون
علماء
الاجتماع
والتربية والنفس
والفلسفة
محاولين
اغتيالهم واغتيال
العلم معهم
وترويع كلّ من
[تسوّل] له نفسه
رفض الانصياع
لأهوائهم
ونزواتهم
الظلامية.
وليس لهم من
لغة غير
التهديد
والوعيد لا
تعودوا إلى
الوطن فهو
ضيعتنا ضيعة
الجهلة القتلة
من خفافيش
الظلام.. ولا
تتوجهوا إلى
الجامعات
إنّها ضيعة
مَن ينصاع لنا
وميدان لرؤانا..
أما
مجتمعنا فقد
اختار طريقه
منذ آلاف
السنين عندما
أرسل الفلاح
ابنه إلى أول
مدرسة أسسها
المجتمع
الإنساني..
وعندما كان
يرسل للمعلّم
من حليب بقرته
ولحم عنزته
وبيض دجاجته
يقاسمه
الحياة ولقمة
العيش..
وعندما أرسل
الأفندي العراقي
ابنه إلى
المدرسة
المتنورة تاركا
الملالي
وأساليبهم
التي خدمت
لزمن طويل قبل
أنْ تسلّم
الراية
للمدرسة
العصرية..
وعندما أرسلت
العائلة
العراقية
ابنتها إلى
المدرسة
والجامعة
رافضة قيم
الماضي
المتكلّسة.. وعندما
اتخذ العراق
من شعلة النور
رمزا له ووضع
الأستاذ
العالم
المعلم موضع
التقديس مشبّها
إياه بالرسل ..
إنَّ
مجتمعنا
اختار
المعلّم
ليكون وليّ
أمر أبنائه
الثاني بله
الأول بمقدار
بنائه علما ومعرفة
وشعلة بناء
تخدم الشعب
وتشيد الوطن..
لذا كان علينا
اليوم من أجل
عراق متحرر
متطور أنْ
نعيد إجلال
المعلّم وأنْ
نخصَّ
الأستاذ الجامعي
مكانة عليا
سواء في إعداده
وتكوينه أم في
منحه
الصلاحيات
والمكانة
الصحيحة..
لماذا
لأنَّنا
مقبلون على
عهد بناءِ ِ,
وليس عهد
البناء هذا
مجرد بناء سور
حديقتنا
بالألواح
الطينية؛ بل
هو عملية
مسابقة مع زمن
متغيراته
تـُحسب
بالثواني لا
بالدقائق.. ومتغيراته
تقوم على
تكنولوجيا
العلم ومعادلاته
التي لاتدين
إلا لعلماء
خبراء من أساتذة
الجامعات
والأكاديميات
..
وبغير
منح الأستاذ
الجامعي
مكانته لن
نحصل على
المردود
الجدي
الحيوي
الصحيح لماذا
لأنَّنا
لايمكن أنْ
نشغله
بالحصول على
لقمة عيشه من
مصادر غير
جهده الذي لا
يسدّ رمقه وحاجاته
اليومية
ونطالبه في
الوقت ذاته
بالإبداع..
ولا يمكننا
أنْ نشغله
بأمنه
ومتطلبات
عائلته
الحياتية
ونطالبه
بالتفرغ
للإبداع
العلمي
المعرفي!
وهكذا دواليك
الاحترام
يتأتى من
تقديمه في
مكانته ومن
توفير حاجاته
الإنسانية
وتثمين جهوده
العلمية
المميزة
بالقدر الذي
يجعله أفضل من
زملائه في
بلدان أخرى
فعراقنا أحرى
به أنْ يقدم
علماءه بما
يليق بمكانته
الحضارية..
فإنْ
سلكنا هذه
القيمة
فلدينا منها
منافع لاتقوم
على تعليم
أبنائنا حسب
بل الأستاذ
الجامعي هو
عالم جليل
باحث مكتشف
يقدِّم للوطن
خلاصة
المعرفة بجهد
يتحول على
أبنية
وعمارات وشوارع
وجسور ومعامل
ومختبرات
وحقول منتجة
ومزارع غنية وافرة
الانتاج ..
إنَّه كل هذا
وغيره وإلا
بقينا
محدَّدين في
مرحلة بناء
البيوت
الطينية وفلاحة
المحراث
البدائي الذي
تجره
الحيوانات في
زمن تتعامل
الدول مع أحدث
المنجزات في
كل الميادين
الحياتية..
وعلينا أنْ
نختار...
أنمضي
مع بلطجية
الشوارع
ومآسيهم
وفتاواهم
الظلامية أم
نمضي مع
أساتذة العلم
حتى نعيد
العقول التي
أُكرِهت على
ترك
البلاد بدلا
من أنْ يلحق
بها مَن تبقى
بسبب أشقياء
السكاكين والبنادق
العتيقة
واغتيالاتهم
لنور المعرفة
وتعتيمهم
شوارعنا
بحلكة جهلهم؟!
علينا أنْ
نختار...
أنضع
أبناءنا بين
أيدي العلماء
كما فعل الفلاح
الذي انتصر
بالأمس على
الراعي في مدن
الحضارة
السومرية أم
نتركهم عبيد
الجهلة
الأشقياء من
صيّاع
الشوارع
والسوَقة من
أبناء نظام الطاغية
المقبور؟
أنرسل
أبناءنا إلى
مدارس العلم
والنور
ومكارم
الأخلاق أم
نتركهم يتسيبون
متسربلين
بجلباب
الظلام وخراب
أخلاق الأنام؟
علينا أنْ
نختار
أنقف
مع الأستاذ
الجامعي وهو
يشق طريق
العلم والمعرفة
والأخلاق
الحميدة ضد
السوقة ومفاسدهم
أم نترك
الميدان
للدجالين
والمشعوذين من
مدّعي التقوى
والصلاح
والتديّن؟
أنقف مع مدرسة
العلم أم مع
مدرسة الجهل..
وقد وقف
أباؤنا مع
المدرسة
العصرية
مدرسة العلم
وتركوا مدارس
التخلف
والجهل
وأساليبها العتيقة؟
علينا أنْ
نختار
أيكون
مرجعنا في
بناء عمارة
وبيت ودار
وجسر وطريق
حياة أستاذ
العلم
المتخصص أم
فقيه بالادّعاء
والتزييف
والدجل؟
أيكون عالم
الدين الصالح
صالحا إذا أمر
بمنع اتباع
العلماء في
التخصص
ومطاردتهم وتحجيم
دورهم في
البناء
والتقدم؟
أيكون لرجل دين
حق الوقوف
بديلا لعالم
الفلك
والرياضيات والفلسفة
واللغة
والكيمياء
والأحياء؟
علينا أنْ
نقرر ونجيب
أيكون
استبعاد
العالم أستاذ
الجامعة من
الحياة
الجديدة
والاقتصار
على المرجعيات
الأخلاقية
قرارنا
الصالح؟
أيكون لكريم النفس
وقويم
الأخلاق وجود
في عصرنا بغير
العلم
والعلماء؟
أنقف مع
العالِم
الباني أم مع
الدعي الجاني
على حياتنا
وعلى مكارم
خياراتها؟
علينا أنْ
نختار
ولكي
نختار وفي
أمرنا لا
نحتار علينا
أنْ نتذكر
أنَّنا أبناء
عصر العلم والعلماء
وأنَّ
الأستاذ
الجامعي هو
أسّ الحياة
العلمية
وجوهرها
المبدع
المنتج..
وبإكرامه ووضعه
في مكانته
الصحيحة نضع
خطونا على
الطريق
القويم
الصحيح..
وسيكون لذلك
الخيار الموضوعي
الحكيم في
علمنا وفي
مجتمعنا وفي
سياسته أعمق
الأثر وأكثره
منحا للحياة
السامية الكريمة
في عصرنا وفي
غدنا..
www.geocities.com/modern_somerian_slates