تحية إلى الشعب التونسي عشية الانتخابات وخيار الديموقراطية والدولة المدنية
تحية إلى الشعب التونسي وربيع ثورته بمناسبة توجهه لخطوة البناء الأولى ممثلة في انتخاباته الديموقراطية
أيتها التونسيات أيها التونسيون
أيها الشعب التونسي الجليل الذي أشعل أول مصابيح ربيع الثورات الشعبية في المنطقة
هذه التحية التي نوجهها نرفقها مع انحناءة إجلال لشهداء الثورة التونسية، نعبر بها عن عميق الثقة بأنَّكم إذ تشرعون اليوم بأول خطوات بناء دولتكم المدنية الديموقراطية، إنما تؤكدون أنّ التضحيات التي قُدِّمت قرابين غالية للثورة لم تذهب سدى ولن تتركوا الفرصة لتضييعها لأطراف ربما تفكر بالتسلل عبر نوافذ الانتخابات أو تلك التي تتستر بالمقدس الديني أو التي تحاول مرة أخرى تجريبا للمال السياسي أو مسالك الفساد المفضوحة..
لقد أثبت الشعب التونسي بنسائه ورجاله أنّهم الأكثر وعيا بأهمية تتويج الانتخابات بخيار مدني علماني ديموقراطي لأنهم لم يتجهوا إلى الانتخابات كي يأتوا بمن يعلّمهم الأخلاقيات وطقسيات ممارسة الدين بل هم الأعمق وضوحا في تمسكهم بقيمهم السامية النبيلة وبمعتقداتهم الدينية وليسوا بحاجة لكهنوت سياسي بدجل تستره الديني أيا كانت اللعبة التي يمارسونها ومسالك الممرات التي يريدون التسلل عبرها..
إنّ التونسيات المشرقات وعيا وإرادة حرة والتونسيين المحملين بوعي التمدن والحداثة يعرفن جيدا مثلما أخوانهن بأن الدولة المدنية لا تبنيها سوى عقول العلوم والمعارف ممن يمثل العقل التونسي الواعي المتفتح و هم من مهندسين وعلماء واقتصاديين وأساتذة جامعات ومن تكنوقراط أبناء العصر وآلياته في البناء..
وعليه فإنهم لن يختاروا ممثلي مغاور التاريخ والظلام ومجاهل التخلف وممثلي الطائفية ودويلاتها التي انقرضت من قرون لتحاول أن تطل علينا بتسلل من نوافذ ومناطق ضعف هنا أو هناك..
إن التونسيات لن يخترن من يعيدهن إلى القعود في مواخير الاستغلال وعبودية المجتمع الذكوري البائس تخلفا وظلامية بل سيخترن العقول المتنورة التي تحقق لهن مواصلة مسيرة الحرية والتقدم ومشاركة أخوانهن من رجال التنوير والديموقراطية الحقة لا المزيفة بهراء الطقسيات الكاذبة التي لا ترتبط بالدين وجوهره بقدر ما تتخذ من أرديته وأغطيته وسائل تضليل للمجتمع..
إننا نعوّل على هذا العقل المعرفي المتنور لكل التونسيات والتونسيين اللواتي والذين يعرفون بلا تردد مخاطر تكرار تجاريب ماثلة لبلدان المنطقة التي باتت في ظلمة الإرهاب والطائفية والفساد بسبب من خيار التيار المدعي الانتساب للدين ممن يضع نفسه مرجعا وصيا على المجتمع وتوجهاته..
أيها التونسيون جميعا نساء ورجالا شيبا وشبابا لدينا الثقة بأنكم لن تنسوا عمق وعيكم وروح الحداثة والتقدم والتصاقكم بالعقول التي أنجبها الشعب بنضاله وجهوده وبالحكمة التي حملها التوانسة في مسيرتهم من أجل بناء وجودهم المستقل الحر والديموقراطي المستنير
وجِّهوا المسيرة حيث تنتظركم عمليات بناء الدولة والاقتصاد وسط عالم من عواصف الأزمات فأنتم بحاجة لبناء الحياة حيث كرامة الإنسان وحيث التشغيل لا البطالة وحيث العيش الأبي الحر الكريم
إن هذا الخيار خيار الحرية والكرامة والديموقراطية والتمدن لن يكون سوى بالتوجه الذي اخترتموه في ثورتكم من أجل المدنية والحلول المعاصرة لكل مشكلات جابهتموها تلبية لمطالبكم في العيش المرفه
لقد برهن التيار الظلامي المسمى التيار الديني تضليلا أنه لم ينجح في حل مشكلة بقدر ما جلب من مشكلات وأزمات ومآس للشعوب والدول التي تسلل إليها فيما زمننا وعصرنا ينتظرنا حيث الشعوب التي تكرم العقل كما حدثتنا الكتب المقدسة في أن نضع لمؤسساتنا رجال القانون والتكنوقراط والمتخصصين والعقلاء لا أدعياء الطقسيات الزاعمة تمثيلها لله على الأرض وحيث رجل الدين ليس من الكهنوت السياسي وفي مكانه المناسب فيما رجل العلم في مكانه بمسيرة البناء
أيتها التنوسيات أيها التونسيون الأفاضل الأغنى وعيا وعقلا وحكمة
صندوق الاقتراع ينتظر منكم خيار المدنية والحداثة والتقدم والعقل العلمي التنويري
ننتظر صبيحة اليوم التالي لاقتراعكم أن يبشرنا بانتصاركم وإرادتكم في خيار المدنية الديموقراطية والحرية مثلما انتصرت ثورتكم
وسيكون تذكركم مجد الشهداء بخيار أصحاب العقل ونوره لا أصحاب الظلمة وتخلفها وجهلها
ثقتنا وطيدة بخياراتكم وأنكم ستتنادوا جميعا من أجل ألا تفسحوا مجالا ي كي يقرروا نيابة عنكم
سيظهر المدنيون كافة، الديموقراطيون كافة كي يضعوا بصمة الخيار المعاصر لشعب يحيا بعصر الحرية والتقدم
لكم انحناءة التقدير أيها التونسيون أبناء العقل ومنطقه وآلياته والحضارة ومجدها وها أنتم تعيدونها لمسارها بعيدا عن أدعياء القدسية فأنتم لستم بحاجة لمن يعلمكم الدين من الكهنوت السياسي فالدين في كتب مقدسة تحفظونها ولن يمرر غيرها عليكم أي كهنوت مزيف بكل من يقف وراءه ويمده بالمؤازرة ومحاولات التسلل والاختراق
لتعلو تونس الحرية والمدنية والديموقراطية والتقدم
لتعلو تونس الشعب المتنور المتحرر الذي لن يسلم إرادته لسلطة الظلام وأحزابها المتسلقة على أكتاف الشهداء
لتعلو تونس الديموقراطية لا أتوقراطية أحزاب الشمولية الدينية المزيفة
وغدا سنشارككم انتصراكم للتمدن ولتحديث كل وزارات البناء بناء تونس لأهلها في الزراعة والمكننة والصناعة والأتمتة والتعليم الجديد وتحديثاته وتكنولوجيا العلوم والمعارف الجديدة
مرحى بخياراتكم الديموقراطية
* البرلمان الثقافي العراقي في المهجر