يا ضحايا الفساد والإرهاب والطائفية، موعدنا في ساحة التحرير!
رئيس البرلمان الثقافي العراقي في المهجر
بالأمس في فبراير شباط انطلقت أولى شرارات تفجر الغضب الشعبي بشبيبة حملت معها كل تلك الثورة المعتملة في أنفس المظلومين الذين صودرت أصواتهم وسرقوا في الماضي بليل فيما يسرقون اليوم بوضح النهار بل تُغتصب فيهم الحرية والكرامة وهم يُنحرون في الطرقات وفي الأسواق وفي المدارس والمستشفيات وفي الساحات والمعامل والحقول وفي البيوت بل حتى في بيوت الله من جامع وحسينية وكنيسة ومندى ومعبد!!!
من يقبل الصمت على جرائم قتل الأطفال؟ من يقبل الصمت على جرائم تشويههم وامتهان حيواتهم بإدخالهم في سرايا العصابات والمافيات والميليشيات؟ من يقبل الصمت والأبناء يسرقون من أحضان الأمهات؟ من يقبل الصمت والبنات تباع في سوق نخاسة محلي وأوسع وأبعد سوق النخاسة الدولي بدول الجوار ودول الــ.....؟ من يقبل الصمت والطائفيون من أدعياء التشيع والتسنن يمتهنون كرامة الناس ويسلبون الإرادة باسم قدسية المرجعيات ويدعون تمثيل الله على الأرض زورا وبهتانا!؟ من يقبل سرقة المال العام؟ من يقبل أن يستمر نهب مليارات ثرواتنا في نزيف يومي بل في كل ساعة ودقيقة بلا حسيب ولا رقيب؟ النفط ليس لنا! الفوسفات ليست لنا! الكبريت ليس لنا! أية ثروة وطنية ليست لنا! وحتى مليارات العائدات السنوية ليست لنا!
هل من يسرق تلك المليارات هو الموظف البسيط؟ هل من يهدر تلك المليارات هو المواطن البسيط؟
بالأمس لا تعيين ما لم تكن بعثيا واليوم لا تعيين ما لم تكن دعوجيا أو مجلسيا أو من حظي بتزكية أطراف المحاصصة.. ما الفرق؟ ماذا تغير؟ هل هذا هو ما أراده المواطن من التغيير؟ هل هذا هو العراق الذي حلمنا به؟
بالأمس كان الطغيان بلون واحد هو اللون الذي فرضه كرها وقسرا طاغية مستبد فرد.. واليوم يعاني المواطن من أشكال الطغيان من كل لون! وكل طغيان يأتي على وفق حجم الحصة وحجم قوة بطشه في ميليشياه أو عناصره التي احتلت مسؤوليات الأمن والجيش والمخابرات وهذه المؤسسات هي أشلاء ومزق متناثرة المرجعيات!
يخيرون الشعب بين وحدة المتناقضات القائمة على تضاغطات التعطل والتبطل والفشل وسوء السياسات والبرامج أو التشرذم بين قوى المحاصصة المصطرعة على حصصها في الكعكة العراقية! وهم يغيِّبون أي بديل مدني ديموقراطي حقيقي للإنقاذ؛ ولا يسمحون بأي صوت وطني بديل!
الشعب يعرف عدوه.. فالطائفية تفرض عليه كرها ألا يصافح أخيه في الدين والوطن! وعجبا كيف لأبناء مذهب يُحرَّم عليهم ألا يلتقوا أبناء مذهب ثان من دينهم نفسه؟! والمسلم على يقين بأن إيمانه الحقيقي يؤكد عليه واجب لقاء أخيه المسلم وكل من يحضه على غير هذا فهو من مرضى الطائفية السياسية التي ربما انتسبت لدين ولكن ليس دين الوسطية ودين الاعتدال ودين التسامح ودين الدعوة للتحابب والإخاء.. وينطبق هذا على أتباع الديانات كافة ممن يُراد لهم الانقسام طائفيا والتعادي بخلاف أصول الديانات في الإخاء والتعاون...
من يقبل أن يدخل عليه اليوم هذا المفتي الذي يريد له تبرير الاقتتال مع أخيه؟ من يقبل أن يوضع في مجابهة أخيه؟ لمصلحة من يقتتل مع أخيه؟ الجميع من مؤمني كل دين يرفضون الانقسام والتعارض والاحتراب والتشاحن سلبا.. ولا يلبون دعوات الاقتتال بل يرفضونها باللقاء مع أخوتهم وبالتعاون وبخطاب التسامح والإيمان بالوسطية والاعتدال وبحياة العمل من أجل حياة حرة كريمة... الجميع يدركون أن تجاريب الطائفية كانت دوما دماء تسيل بلا مبرر سوى تلبية دعوات همجية لاستغلال البشر ضد إرادة السلام التي أرادها الله في رسالات الأنبياء والصالحين..
هل من يقبل الطائفية السياسية ومطالب الاقتتال فيها دينا بديلا لدينه وإيمانه بالله وبما أمره في تعمير الأرض ليحيا فيها وخيراتها؟ والطائفية سبب بلائنا
والشعب يعرف عدوه.. فالفساد يستشري وينخر في النظام ليس في الناس البسطاء ولا في المواطنين الأبرياء الضحايا بل في قمة الهرم حيث سرقة مئات المليارات التي لا يسرقها موظف بسيط ولا يهدرها مواطن بسيط بل هناك رؤوس لنهب الوطن.. لم يكتفوا بالنفط والثروات بل حتى تراثنا وآثارنا أما رحلوها إلى بلدان تدير النهب الدولي أو خربوها وعبثوا بها! لماذا لا يدان مجرم بسرقته؟ لماذا وكيف يهرب المجرم من وزير وما فوق بجريمته التي تنفضح باحتراب المصطرعين على التقسيم فقط وهي لا تنفضح بطريقة أخرى لأنها تتم في مستويات لا يعلمها موظف مهمش! السرقة لها أشكال أخرى فالميزانية بمئات المليارات تختفي ولا مشروع يجري تنفيذه فلا تبليط ولا مجاري ولا صرف صحي ولا مياه [المياه بأعلى درجات التلوث عالميا!] ولا صحة [الضحايا بالآلاف ولا من يتحدث عنهم وعشرات آلاف المصابين نتيجة التلوث الإشعاعي والكيمياوي ولا من يلتفت!] ولا صناعة ولا زراعة ولا أنهار [الأنهار تختفي تدريجا وعشرات الروافد نهبت وأنهار مهمة تكتاد تختفي ولا من يتفاعل بل يوجد من يبرر!] ولا مطارات ولا موانئ بحرية وربما جرى ويجري خنق البلاد بحريا وتقتيل صيادينا ولا من يدافع ويحمي!] ولا كهرباء والمليارات تختفي ولا من يُحاسَب !] ..
الفساد ليس سرقة بل تشويها لتاريخنا وتشويها لوجودنا وتخريبا في عقول بناتنا وأبنائنا فهل نظرنا في التعليم الذي يقدمونه لأجيال جئنا بها إلى حياة نحن مسؤولون عنها؟! أي تعليم لرياض نغرس فيها الكراهية الطائفية ؟ أي تعليم لزهور تغذيها السموم؟ أي تعليم والطقسيات المصنعة في معامل إنتاج التخلف بديلا للعلوم والمعارف؟ أي دراسة في نظام عفى عليه الزمن منذ دهور؟ أي مكتبات بديلة لما أحرقوا من مخطوطات ومن أمهات المصادر العلمية؟ أي ثقافة والمثقف والأكاديمي مطارد بالكواتم والاغتيالات والتصفيات بأشكالها؟
كل شيء مسروق منهوب أو ملوث حتى هواء البلاد الذي يتنفسه الناس صار منهوبا بالتلوث ويباع علينا بحساب .. فماذا ننتظر ونحن نعرف الحرامي والفاسد الأساس؟ هل تصلح والرأس يجب تغييره؟
والشعب يعرف عدوه.. فالإرهاب الدموي والإرهاب الديني والإرهاب الفكري والإرهاب النفسي والإرهاب الاجتماعي القيمي وغيرها من كل أشكال الإرهاب تتحكم بالناس وتعد عليهم أنفاسهم.. والإرهاب ليس من قتلة يختبئون في جحور غير معروفة!! بل الإرهاب بات من بين المكلفين بأمن الناس وحمايتهم فصار الشاب الذي يتظاهر متهما بالإرهاب تطارده يد السلطة الجديدة في تنمية طغيان ودكتاتورية جديدة في بغداد فمن يحمي البلاد والعباد؟
تظاهروا يا ضحايا الطائفية الفساد الإرهاب، احتجوا وطالبوا بالتغيير السلمي؛ فخير سلاح للشعوب عصيانهم المدني وخير سلاح للشعوب تظاهراتهم السلمية؛ ولقد انتصرت شعوب من قبلكم بنضالاتها السلمية وأعادت المسار إلى الاتجاه الصحيح
التظاهر اليوم تطهير لنا من أدران الماضي ومن أمراض حاضرنا المثقل بثلاثي الطائفية الفساد الإرهاب
التظاهر ليس احتجاجا انفعاليا ينتهي بتفريغ نفسي تحت نصب التحرير.. التظاهر له مطالب يجب أن تلبى
تظاهروا ومعكم تضامن كل بنات وأبناء الشعب في المهاجر القصية ومعهم كل الشعوب الحرة والديموقراطيات العتيدة العريقة
تظاهروا فالحرية لا تمنح بل تؤخذ
تظاهروا ومن يتقاعس اليوم يزيد الآلام ويجلب العذابات ويضاعف العنف ويفسح الطريق واسعا للاستغلال والدم والسرقة والفساد وللطغيان أن يولد من جديد.. لا يمكن أن يعود لبلادنا طاغية آخر جديد! ولا يمكن أن يعود إلى ميادين بغداد سوقة كما نجلي الطاغية المهزوم! أنتم تعرفون بالضبط من المقصود وما القصد؟
تظاهرات التاسع من أيلول تأتي بعد إمهال لا إهمال من الشعب وهي تأتي بعد طلب السلطة أكثر من مهلة تلاعبت في أثنائها ومررت جرائم فساد وتقتيل ولم تقم بدورها
تظاهراتكم ليست انتقاما بل تحقيقا لحقوق واستعادة لمسيرة عملية أردنا فيها بناء العراق لأهله
تظاهراتكم سلما وسلاما
تظاهراتكم للتغيير ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد عقود من دمار وسنوات عجاف من خراب.. فإلى بديل يقوم على مطالب واضحة في حكومة مدنية ديموقراطية لعراق ديموقراطي فديرالي موحد..
موعدنا في التاسع من أيلول من صبيحة الجمعة والكل معا وسويا حتى الإسلاميون ممن يحلمون مع شعبهم بدولة قانون ومؤسسات ديموقراطية تحمي مصالح الناس وترعاها لا مصالح زعامات النهب والفساد والطائفية والمحاصصة حتى أبعد الناس تحزبا يجب أن يكونوا معا وسويا في إعلاء صوت الحق البديل ليس عنكم أنتم حاملو رايات النزاهة بل البديل عن الفاسدين المحاصصاتيين الطائفيين ومؤازريهم من الإرهابيين
موعدنا في ساحة التحرير بكل مدينة وقرية عراقية وأطلقوا تسمية ساحة الحرية على كل ملتقياتكم .. لا تخشوا في إعلاء كلمة الحق لومة لائم
الحق لا يقبل جدل الانتماء لحزب وتثبيت سلطة فرد أو زعيم أو قوة أو تيار .. الحق يطالبنا في الدين وفي السياسة وفي الأخلاق وفي المصالح أن نكون معه حيث نعلي وجوده وأساليب الوصول إليه
البديل الديموقراطي صوَّتنا له بالأمس في دستورنا ومن توجه للتصويت عليه أن يحمي تصويته لخيار الديموقراطية بديلا للمحاصصة وقشمريات التضليل التي ما فتئت تمرر الجريمة بحقكم أنتم أبناء الشعب
المسيحي والصابئي والأيزيدي والشبكي وكل المسلمين سنة وشيعة كل العراقيين بكل أطيافهم وكل الأطياف التي يضعونها بوجه بعضها البعض مطالبة اليوم بوقف حمامات الدم ونزيف التهريب والسرقة فالعراقي يستحق الأفضل والعراقي يمتلك ثروات مهولة والعراقي صاحب عقل وحمة ورؤية ثاقبة والعراقي يعرف الحقيقة والعراقي لا يتبع الغاوون والحزبيات وخياراتها المحاصصاتية المريضة والعراقي يرفض الذل والعراقي صاحب قول وفعل صاحب كلمة نبيلة سامية حرة وكرامة لا يُضام
موعدنا تحت نصب الحرية في ساحة التحرير صبيحة التاسع من أيلول فلا تترددوا واتركوا كل أمر لأولوية ماعادت تنتظر
موعدنا في صبيحة التاسع من أيلول للتضامن مع شعبنا المتظاهر في كل المهاجر القصية بكندا والدنمارك وألمانيا وهولندا وبريطانيا وفي باريس وروما وموسكو واستوكهولم .. موعدنا معا وسويا بصوت واحد نعم للحرية والكرامة والديموقراطية لا للطائفية والفساد والإرهاب
نعم للتغيير لا للماطلة والتسويف وتمرير جرائم المفسدين الطائفيين ومن يصنعون دكتاتورية جديدة.. نعم للتغيير لا للانتقام نعم للقانون لا للثأر نعم لبناء مؤسسات نزيهة لخدمة المواطن نعم العراقي يستحق الأفضل نعم العراقي صاحب حق في ثرواته ووطنه بستانه الأبهى بوجوده وبالسلام والديموقراطية
لتنطلق تظاهرات تبدأ ولا تتوقف حتى تحقق مطالبها في:
1. من أجل تشريع قانون الانتخابات
2. من أجل سنّ قانون للأحزاب.
3. من أجل سنّ قانون مجلس الاتحاد حيث نص الدستور على أن البرلمان يتشكل من مجلس النواب ومجلس الاتحاد وينبغي تكليف متخصصين بكتابة مشروع لمجلس الاتحاد ومن دون هذا القانون الذي يعنى بشكل مباشر بالمجموعات القومية والدينية والمحافظات والإقاليم التي تذبح يوميا لا يمكن الدخول إلى انتخابات حقة.
4. من أجل تغيير مفوضية الانتخابات والاستعداد المباشر لإجراء الانتخابات الحرة النزيهة...
5. تحقيق استقلالية القضاء وفاعليته ولعب دوره المنوط به كاملا تاما..
6. اطلاق الحريات ومنها حرية الإعلام والتعبير وتحرير السجناء غير المحكوم عليهم بجنايات إرهابية..
7. توفير خطط أمنية عاجلة لتطمين سلامة المواطنين..
8. إطلاق عجلة الاقتصاد صناعيا زراعيا وحماية البيئة العراقية..
9. توفير الخدمات بكل أشكالها التي تحمي مطالب الناس وحيواتهم كريمة..
حتى موعدنا يوم التاسع من أيلول صبيحة جمعة الشعب العراقي وانتفاضته المباركة من أجل التغيير السلمي ومن أجل الديموقراطية والحياة الحرة الكريمة من أجل عراق ديموقراطي فديرالي من أجل حقوق العراقيين سيتحدث كل شاب وشابة وكل شيخ ورجل وامرأة عن هذا الموعد تحشيدا لقول كلمة الحق.ز مرجعنا في واجب حضور هذا الموعد رفضنا للانحراف والفساد رفضنا للإرهاب والطائفية السياسية.. مرجعنا رفض أوامر ونواهي الزعامات التي تريد لنا الاقتتال مرجعنا أننا نتملك عقولا وهبنا إياها الله لنقرر بلا تبعية باستقلالية بحكمة أين الصواب وأين الخطأ والخطيئة مرجعنا الحق والكرامة وكلنا نحن العراقيين نستحق الأفضل ونثق بأنفسنا نقول ونفعل وها نحن نفعلها من أجل التغيير نحو الأفضل والغد المشرق بنا نحن الشعب العراقي