رسالة البرلمان الثقافي العراقي في المهجر 1
عشية انتفاضة شبيبة الشعب العراقي
رئيس البرلمان الثقافي العراقي في المهجر
توطئة
لقد عاش الشعب العراقي ثماني سنوات من الآلام والتضحيات ومن اختراق مؤسساته حتى قمتها، بما حرفها بعكس تطلعاته حيث سادت قوى الطائفية السياسية بخلاف نهج الشعب العراقي في وحدته وفي احترام تنوعه.. بينما جاءت الطائفية السياسية تأسيسا وتوكيدا لمشروع الدكتاتورية الدينية فأوغلت في التطهير القومي والديني لبنات شعبنا وأبنائه من أطيافه المسالمة المتعايشة منذ آلاف السنين، وأوغلت بجريمة استغلال نسوة العراق وتعطيلهن تماما عن أداء أدوارهن العامة والخاصة واستباحتهن في إنسانيتهنّ فضربت طبيعة تركيبة المجتمع العراقي التعددية من جهة وشلّت نصف المجتمع العراقي عن العمل والمشاركة في مسيرته..
كما وفرت أحزاب الطائفية وقواها خيمة رسمية لأكبر وجود مؤسسي للفساد في العالم ما فضحته أوضاع أبناء شعبنا المزرية طوال تلك السنوات العجاف وأعلنته المؤسسات الدولية على رؤوس الأشهاد.. وبين حكم أحزاب الطائفية وطغمتها التي عدّت العراق غنيمة والعراقيين سبايا لقواها وبين قوى المافيا المنظمة في عصابات وميليشيات نبتت بذرة الإرهاب وتوافرت لها ميادين مشرعة لجرائمها بحق شعبنا العراقي التي ضارعت جرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية الأمر الذي ما عاد الصمت والسكوت عليها أمرا ممكنا..
معالجة
وردا عقلانيا موضوعيا سديدا على من سرق مشروع العراق الجديد وجيَّره لسلطة مثلث (الطائفية الفساد الإرهاب) فإن شبيبة العراق الواعية تخرج اليوم في تظاهراتها الاحتجاجية بانتفاضة وطنية تتسع لجميع العراقيين الأحرار لتعبر عن تفجّر ما في صدور العراقيين وبخاصة شابات البلاد وشبابه، اللواتي والذين يأخذون زمام المبادرة من أجل تطهير المسيرة ووضعها في طريق الديموقراطية التي تلبي مطالب الناس بإزاحة الفساد والمفسدين وبمحو الطائفية من وجه العراق الديموقراطي الموحد..
استقلالية الحركة الاحتجاجية وبُعداها الوطني الشعبي غير المجيّر
إنّ المنتفضين العراقيين يسيرون اليوم بوعي جمعي وبجهد جمعي مشترك لا طرف منهم في الأمام وآخر في الوراء بل الجميع عراقيون بنهج واحد منطلقه العراق ومنتهاه وهدفه العراق؛ وبهذا يجبّون من يتحدث عن تسلق مسيراتهم الاحتجاجية ليكون زعيما آخر يسرق حقهم في توجيه البلاد في دروب البناء والتقدم.. فهم من الوعي ما لن تغشهم دعايات ولا أعمال تخريب ولا اختراقات، سواء انطلقت من قوى أحزاب الطائفية السياسية في الحكومة أم من بعض أدعياء نصَّبوا أنفسهم بمقام مرجعية دينية أو وجاهة اجتماعية أو سياسية ممن تسللوا إلى حكم الشعب أم انطلقت من قوى ومجاميع شاذة من مافيات وعصابات إرهاب وأدعياء مرجعيات مزعومة دينا أو سياسة من خارج الحكومة...
إنّ المحتجين يدركون ما يحيطون بهم من تهديدات ومصاعب وعقبات معقدة ستنطلق مع انطلاقتهم ولكنهم يتمسكون بكونهم حركة شعبية وطنية واحدة موحدة طاهرة من كل أمر وما يعترض طريق احتجاجاتهم السلمية هو من أمراض الواقع الذي خرجوا من أجل معالجته بإزاحة أمراضه وتثبيت البديل الإيجابي المتمسك بالديموقراطية وسلطة الشرعية التي تؤمن بسيادة الشعب وسمو صوته وقراره..
الهدف الوطني الإنساني الأشمل
ولا بديل في حركة الاحتجاج والانتفاضة الشعبية، سوى محو مثلث (الطائفية الفساد الإرهاب) والاتجاه بالعراق إلى حيث ما تطلع إليه الشعب، كل الشعب بقواه ومكوناته سويا ومعا لبناء العراق الجديد حقا، المنفصم جوهريا عن تاريخ من الطغيان والجريمة ليحيا ديموقراطيا تعدديا يحترم العراقي ويرتفع به ويسمو ..
انطلاقة احتجاجية ترفض الاختراق وتبيط الهمم وتتطلع للاستمرار حتى التغيير المنشود
ومن هنا فنحن نؤمن بأن المنتفضين سيأكدوا أنْ لا تراجع ولا انقطاع عن مسيرتهم وخروجهم إلى الساحات والميادين على الرغم مما يجري من محاولات تثبيط من رأي أو آخر يريد أن يكون وصيا عليهم؛ وعلى الرغم من وقائع باتت تعترضهم وتحاول استباق حركتهم الشعبية الواسعة، بعشرات ومئات المخططات من قوى الطائفية والفساد المتسلل بعضها في قيادة الحكومة من داخلها ومن قوى الإرهاب والفساد من خارج الحكومة.. إن الشبيبة الواعية ستؤكد أن لا تراجع؛ فطريق اختاروه يدركون أنه يتطلب الإصرار والمواصلة والاستمرار رغم ريح صرصر عاتية تجابههم.. فهم متأكدون من أن حركتهم ستتسع وتنتصر مع ديمومة الحركة..
مخططاتت لحرب ضد الحركة الشعبية لا لحمايتها؟!!
ولقد أطلقت الحكومة استباقا مخططا لا يعبر عن مسؤوليتها تجاه حماية الشعب المتظاهر سلميا ولا عن مسؤولياتها تجاه المواطنين وممتلكاتهم العامة والخاصة، بل ينذر المخطط بحرب دموية تصفوية تخوضها ضد المتظاهرين، ومررت معها أصوات تصادر حق المتظاهرين وتحدد لهم المسموح لهم بالمطالبة به والمحظور عليهم المطالبة به، واضعة ممثلي الحكومة ونوابها فوق شرعية الشعب وصوته ووجوده كما تنص عليه كل دساتير الأرض وقوانينها.. ونأمل ألا يكون هذا هو الخط الأساس للحكومة في تعاملها مع الاحتجاجات السلمية، متمنين أن تؤكد الوقائع على الأرض خلاف المعلن؟!
تحذيرات لمن يفكر بتخريب الاحتجاجات السلمية
ونحن هنا، نحذر المؤسسات الحكومية المعنية من تنفيذ أية خطط قمعية للتظاهر السلمي تحت أية ذريعة مخطط بها خوض الحرب ضد الشعب وصوته السامي دستوريا إنسانيا. وندعو قوى الشرطة والجيش للانحياز إلى جانب الشعب بحماية مسيراته الغاضبة على جرائم عاش في ظلالها سنوات عصيبة.. ونثق بأن الأخيار من قوى الجيش والشرطة سيكونوا مع مسؤولياتهم التاريخية في التزام حماية المتظاهرين ورفض أية أوامر قمعية دموية خُطِّط لها وجرى تبييتها..
كما نحذر من أدوار مريبة للميليشيات والعصابات التابعة لأحزاب الطائفية سواء ممن تحتمي بوجود أجزابها داخل الحكومة أم من خارجها من قوى الإرهاب الذي ذاق منه الشعب الأمرَّيْن، ما يتطلب من المتظاهرين أرقى التفاعلات والرد بقدرات التنظيم والحماية الذاتية.. وسيكون من بين أول مهام المتظاهرين التعرف إلى بعضهم البعض والاتجاه لتوحيد لجان التنسيق وتشكيل لجان الحماية وصد الاختراقات المخطط لها من جميع القوى التي يعنيها بقاء الأوضاع الشاذة في البلاد بين ديموقراطية عليلة وعناصر ظلامية متسللة تحضر للطغيان والاستبداد، إلى الدرجة التي باتوا يطلقون على خيرة أبناء شعبنا ونخبته وعقله الواعي شتى التهم والألفاظ النابية كما أهانوا رجال الدين الذين لم يدخلوا طوع جريمة الطائفية والفساد والإرهاب وأعملوا التصفيات بالأخيار الموجودين في الحياة العامة، مثلما شاهد شعبنا كل هذه المجريات والوقائع الفاغرة ألما ومعاناة علنا ويوميا..
شرعية ودستورية صوت الشعب وسموه فوق أية شرعية دستورية أخرى
إننا نؤمن بأن تظاهرات اليوم التي تؤكد دستورية صوت الشعب وسموه على كل ما دونه من أدعياء الحرص على القانون والدستور، هي التي ستبقى في الميدان مزيحة كل أوباش الطائفية الذين تسللوا في غفلة وبمخططات باتت مفضوحة..
الاحتجاجات السلمية هي انتفاضة شعبية لن تنثني حتى تحقق مطالبها المشروعة العادلة:
لن تثني تظاهراتِ الشعب كلُّ مخططات الخزي والجريمة، عن المواصلة والاتساع حتى تتحقق المطالب بتطهير العملية السياسية وحتى يجري تلبية كل المطالب كاملة في انتفاضة سلمية شعبية واعية تفضح من يريد ركوبها وتوقف جرائم التخطيط لتخريبها من كل منافذ الاختراق الحكومية وغيرها..
فــ من أجل شرف الأرامل ونسوة العراق
ومن أجل حقوق الأيتام والفقراء والمعدمين والعاطلين عن العمل
من أجل الحقوق الإنسانية تامة كاملة لكل مواطن عراقي
من أجل كل المجموعات القومية والدينية في عراق التنوع والمساواة..
من أجل نصف مجتمعنا من أجل الأمهات والأخوات والزوجات من أجل المرأة المضطهدة المظلومة
من أجل العقل العراقي العلمي وحمايته ومنحه فرص التخطيط والبناء
من أجل محو جرائم الطائفية والفساد والإرهاب
تحيا شبيبة العراق الوطنية الواعية
يحيا عراق التنوع والديموقراطية الحقة
يحيا العراق بلد تراث الإنسانية وثقافة التنوير والحريات
تحيا انتفاضة الشعب العراقي وتظاهراته السلمية المتمسكة بأمن مواطنيه والمحافظة على ممتلكاته العامة والخاصة..