رسائل مفتوحة وتفاعلات مع ما يجري تحت نصب التحرير:
1. الواقع هو الحكم ومفتاح القرار
باحث أكاديمي في الشؤون السياسية
ناشط في مجال حقوق الإنسان والمجتمع المدني
أعزائي
أقرا من بين ما أقرأ نصائح يطلقها بعض الأخوة تضع للمحتجين حدودا وشروطا يمثل فيها المسؤول الموجود اليوم الخط الأحمر الذي يحاولون فيه أن يلزموا المحتجين من عدم المساس به. وأن تقف الاحتجاجات عند مطالب يلقونها بوساطة ورقة من فوق أسوار قلاع المسؤولين وهو يؤكد أنهم سيطلعون عليها.. أما المواطن المغلوب على أمره مهضوم الحقوق المعتدى على كرامته، فيطالبونه بأن يعطي فرصا مضافة كيما يفسح المجال للمسؤول الذي بادر بــ (منحه) مكرمة بحجم 15000 دينار فلديه المزيد من المكرمات الشبيهة!!
تصوروا الحكاية (إذن) يفرضونها قسرا علينا فــ (هؤلاء) هم (مسؤولو) الشعب؛ والمسموح الوحيد لهذا الشعب يجب أن يبقى في إطار هذه الكوكبة الملائكية التي هبطت بمكرمة سماوية فلا يجوز المساس بالقدسية [المزيفة] المسقطة عليهم..؟! ولأنّ هذه الكوكبة [المعصومة من الخطأ المنزهة من الخطايا؟؟!!] جاءت بــ(الانتخابات) فعلى الشعب ألا يمارس أيَّ احتجاج يتجاوز الخط الأحمر..
ويبدو أن الديموقراطية العراقية [على وفق هؤلاء] مقبول منها وفيها انتخابات مُفصَّلة على مقاس ممثلي القلعة الخضراء الذين جاؤوا وما ((ينطوها)) على حد تصريح دولة السيد... وكل مفردات الديموقراطية وآلياتها الأخرى غير مسموح بها إلا بشروط ومقاسات لا يجوز العبور خلفها!
الديموقراطية لكل الشعوب الأوروبية وغير الأوروبية ومنها الشرق أوسطية تمتلئ تفتحا بآلياتها كافة ومن ضمنها حق تغيير الحكومة بكل طاقمها، حتى قبل انتهاء المدة الانتخابية؛ لكن العراقيين ممنوع أن يتحدثوا عن مساواتهم بالديموقراطيات بعمقها ونضجها ولا بالشعوب الأخرى!!
إن أية (حركة) تحكمها ظروف الإنسان نفسه ومحيطه الذي يحيا فيه.. ففي وضع مزر كما في (عراق الثروات) لا يمكن أن يكون السبب في نكبات المواطن سوى (الفساد الذي ينهب تلك الثروات)؛ لأن القضية لا تتعلق بدنانير الرشوة وسرقة الصغار المضطرين هنا وهناك.. بل القضية الرئيسة الأساس في ماساة الناس تتعلق بمئات المليارات التي يمكن الاطلاع على أرقامها الفلكية بالتحديد عبر ذات الإعلام الرسمي لمن يتحكم بالأمور حاليا ولن نتحدث عن أراجيف ومزاعم واتهامات....
بالمقابل فإنَّ المواطن المبتلى يُشاغـَل بـ لعبة الطائفية السياسية وبهذه اللعبة يجري تعطيل دوره الفعلي عن التفكير والفعل ويجري مصادرته في وجوده بآليتي التكفير الديني والتكفير [الحظر] السياسي..
في ظل هذا
الوضع مَن
يعيش أسوأ
من الكفاف
وأردأ
من معيشة
الحيوان [جلّ
العراقي عن
هذا الوصف] لن
يكون بيده من أدوات
تغيير سوى
بحثه منطقيا
عقليا عن الحل؟
والآن ما
الحل؟ وإلى
مَن يتجه
الشعب
المحروم؟
أليس الحل
كامنا في
استخدام
آليات
الديموقراطية
واستكمال
مفرداتها بما
يلبي تطهير
عمليته
السياسية؟
أليس ممارسة
الحق بإنضاج
مسيرته
باتجاه
الديموقراطية
هو أداة الحل؟
هذا هو توجه
الشعب منذ
اختار
العملية السياسية
السلمية ورفض
العنف وها هو
الشعب يعبر عن
وعيه في إدارة
مسيرته سلميا
وبأدوات الديموقراطية
وآلياتها..
ولكن إلى من يتجه في استكمال آليات العمل الديموقراطي السلمي؟
فأما أن يتجه إلى الفاسد المتسبب في أوضاعه المزرية يستعطفه ويستحلفه بـ (مقدساته) كيما يستجيب على طريقة (خاطب المسؤولين [المتدينين؟!] بشعارات دينية تستدر العطف وتجد القبول عندهم.. وهذه أضحوكة ومهزلة بات الشعب يعرفها ومجّ اللعبة.. فأركان الفساد ليس لديهم مقدس يستحلفهم الشعب به ولا يوجد لديهم وازع ديني أو ضميري، إذ من لديه تمسك بقيم دينية ولا نقول تدينا صادقا لا يحتاجون لاستعطاف لأن الدين في الأصل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وهؤلاء أوغلوا في الفساد حتى باتت ميزانيات الدولة بمئات المليارات وثورات البلاد والعباد لا يحظى منها الشعب حتى بفتات الأمس؟؟!!!
ومن المعيب لعاقل ذي بصيرة أن ينصح الشعب بإعلان الخضوع والخشوع لمسؤول فاسد كيما يحظى بمكرمة على طريقة الـ عشرة دولارات التي ألقيت إليهم بضغط مظاهرات شعوب أخرى، و رشوة [مهينة] كيما يتجنبوا الاحتجاج؟!!
إذن معيب أن يقبل شعب بالذل والهوان والخنوع والركوع حتى أن هذا كفر بكل القيم الدينية والمدنية الإنسانية... فليتجه الشعب إلى أصحاب الحكمة والحل والربط .. فهل هذا ممكن ومفيد في معالجة الأمور القائمة من كوارث طاولت ملايين العراقيين؟
إن النظر إلى أصحاب العقل والحكمة سيكشف أنَّ مئات بل آلاف من ممثلي العقل العراقي الذين عادوا للتغيير والبناء وللعمل على إنقاذ الوضع العام من المآزق، قد تمت تصفيتهم بالاغتيالات وبأشكال التصفية البشعة الأخرى... ومَن بقي متصلا بوطنه وشعبه عبر جسور متنوعة ليقدم استشاراته و رؤاه، فإنه لا يُسمع، على مستوى القرار الرسمي، له صوت بل يعاني من الإلغاء والتهميش والتعمية على وجوده ويجري إنكار هذا الوجود من أصله على قدم وساق؟!
وهاكم أمر الثقافة والمثقفين؛ فالهجوم متصل عليهم وإغلاق لكل منافذ أنشطتهم في الداخل والخارج وميزانية الثقافة لا تمثل حتى الفتات في بلد كالصومال ولا نقول كالعراق حيث يدور حديثنا ولن أتحدث عن التعليم وميزانيته المعدمة وما يعيشه، فأنتم من طلبة وشبيبة ومن أساتذة ومن جموع الشعب أدرى بالحقائق.. وفيكم صاحب حق عندما يقول: عن أي حاجات روحية من تعليم وثقافة تتحدث والعراقي معدم تحت خط الفقر لايجد لقمة عيشه؟!!!
هذا حال العقل العراقي ورجاله بين تصفية واغتيالات وبين ابتزاز وتهجير وتعتيم وإنكار! فهل انتظار أن يحظى هذا المنفذ بالحرية هو الحل كي يلتجئ الشعب إليه؟ طبعا كلا
ماذا تبقى
غير تظاهر الشعب
بنفسه وبضغط
مباشر من
انتفاضة له
كيما يعيد
الأمور إلى
نصابها؟
وكيما يوجه عمليته
السياسية
ويطهرها
ويكنس الفساد
منها؟ لم يتبق
للشعب سوى
النزول بنفسه
لحسم الأمور...
أيها السادة، ليس للجياع سوى أصواتهم قبل مماتهم وكارثية استعبادهم واستباحة مزيد من وجودهم
والشعب
يصرخ بوجوه من
يتفنن في
فذلكة الشروط
والحدود
والخطوط الصفراء
والحمراء: أن
ْ كفى تأليها
لكل من جلس
على كرسي
الواجب الحكومي
والشأن
العام...
وعراقيا في حالتنا المخصوصة، فإن من يجلس اليوم على كرسي المسؤولية، قد أثبت ببرهان واقعنا التراجيدي الكارثي ولأكثر من سبع سنين، جهله التام في أحسن الأحوال إن لم نقل فساده في إدارة الشأن العام..
لنترك الشعب يتكلم فهذا حقه بكل المعايير؛ فعسى أن ينقذ الاحتجاج الشعبي السلمي ما تبقى ويعيد المسيرة إلى حيث الشروع بالبناء
لست في
معالجتي
ورؤيتي هذه ضد
شخص [زعيم أو سياسي
أو وجيه من
الأعيان
الجدد] ولا ضد
حزب أو تنظيم
يحترم الشعب
ودستوره، لست
ضد أحد أو طرف
بمعنى الدعوة
لانتقام أو
ثأر، لأنني
أرفض قيم
الثأر التي
يُفترض أنها
انتهت منذ
قرون بعيدة.
فالبديل الذي
ندعو إليه
ونشارك الشعب
واحتجاجاته
فيه، يجب أن
يكون البديل
المدني
الديموقراطي
وآلياته السلمية
توكيدا وطيدا
وثابتا
ونهائيا.. وأن
يكون هدف
الأنشطة
الاحتجاجية
السلمية، هو البديل
موضوعيا عقلانيا.
ولكنني مثلما
أغلب
المحتجين من
شبيبة العراق
وشعبه، فقط
وفقط تضع نقطة
نهائية
حاسمة، لتبدأ
عبارة واحدة هي
أنني وأغلبية
المحتجين "مع التغيير من
أجل حياة كريمة
للعراقي وكفى
بؤسا وجرائم
ترتكب بحقه"...
لقد بلغ
السيل الزبى
ولا يعقل أنْ نرى في عراق اليوم؛ لا نهب الثروة الوطنية في السبع العجاف حسب بل أن يستبيحنا والشعب، بدل الطاغية طغاة وبدل الفاسد فاسدون وبدل نموذج عدي بتنا بألف منه يغتصبون ويفسدون في الوطن...أليست هذه هي حال المنتفضين!!!
أيها
الأحبة ممن
يقرأ ويبحث
ويناقش عن
البديل، لنقف
مع من أطلقها
صرخة؛ لا
احتجاجا
للاحتجاج بل
للتغيير
والإتيان بالبديل:
كفى فسادا فلا الطائفية نريد (بديلنا عنها هو الوطني الديموقراطي) ولا الإرهاب نقبل به وسيلة لمعالجة الأمور والإتيان ببديل للشعب فكلاهما [الطائفية والإرهاب] كان ويبقى كارثة على شعبنا...
أما حكاية الدفاع المبطن عن حكومة المحاصصة الطائفية وديمومتها بالتعكز على الظرف الذي لا يحتمل والشعب المتعب من الحروب والملل من النضال؛ فإن رده سيأتي من الواقع الذي نحياه ومن الشبيبة والطلبة والشغيلة والعاطلين ومن ساكني العراء بلا بيوت تأويهم ومن الأرامل والأيتام ومن أطفال الشوارع والجياع والمحرومين، من محتجين يتحركون بوعي ظروفهم واكتشافهم سبل الحل الأنجع والوسيلة الأنسب..
إنَّ أولئك
الذين
سيهتفون
لسكان القلعة
الخضراء، سيتحولون
إلى طبالين وذرائعيين
يديمون مسيرة
الفساد أطول
مدة، حين يترك
كلُّ صوت
طبيعة اللحظة التاريخية
الجارية ليخرج
من تأثيرها ودورها
في إحياء روح
الحركة
والفعل ومن
مؤازرة
الأنشطة المطلبية
المحلية
والمهنية
والقطاعية
الفئوية وتلك
الوطنية
الكبرى...
إنَّ
التغيير المنشود
ليس ثأرا
بإخراج شخصية
واستبدالها
بأخرى
انتقاما. بل
تغييرا ينقذ
حتى المسؤول
من سلطة
الفساد
وتأثيراتها،
بإعفائه من
المسؤولية
التي لا
يستطيع
النهوض
بأعبائها
بصدقية وأمانة..
والمسؤول
الذي يريد أن يغيره
الشعب ليس
عليه من أمر
سوى أن يختار
بين ركوب موجة
الفساد
والدفاع عنه
وارتكاب جريمة
التمسك
والالتصاق
بالكرسي أو
ركوب موجة
الانتفاض
والتغيير
والجلوس مع
الشعب في
قطاره يوم
يوافق الناسَ
مطالبَهم
ويستجيب لها؛ لأن المهمة
الاحتجاجية
لم تأتِ للثأر
منه بل لتعديل
المسيرة من
أجل مصلحة
الجميع وفي
إطار الشرعية الدستورية
وفي إطار احترام
قوانين مجتمع
دولة مدنية
تحترم شعبها...
سلميا
وسلميا فقط لا
غير يأتي
الاحتجاج
والانتفاض وبروح مدني
متحضر وديموقراطي
ناضج أصيل، يتحرك
الشعب
العراقي من
أجل وجوده
وحرياته وحقوقه...
ومن هنا
ننتظر من
إعلامنا
العراقي
فضائيات وصحافة
تغطية الاحتجاجات
الشعبية
للشبيبة
والطلبة
والشغيلة
والفلاحين
والمثقفين
والأرامل
والعاطلين..
وعلى ممثلي
العقل
العراقي
توظيف مساحات
مواقعهم
وبريدهم
الكبير في
الإنترنت
لصالح توسيع
الصلات بين
شبيبتنا
ونضالها
الديموقراطي
السلمي..
ستواجهنا
عثرات جمة
وربما ستخفق الحركة
في موضع أو
آخر ولكن
الأساس يكمن
في أن شرارة
اليوم لن تفقد
جذوتها حيثما
بقي
الاستغلال
ينشب أظفاره
الوحشية في
جسد الوطن
والشعب... فلا
تيأسوا......
ولا تحاصروا شعاراتكم بتغيير مسؤول صغير، فقضيتكم هناك في رأس المشكلة والماساة:
لابد من دستور يستجيب لكل معاني الدولة المدنية الديموقراطية ويحفظ لجميع أبناء شعبنا حقوقهم ويحميها ويبعد التفرقة ويلغي انعدام المساواة بين المواطنين وتحديدا على أسس أغلبيات وأقليات على أسس كورد تركمان كلدان آشوريين سريان أرمن صابئة مسيحيين أيزيديين مندائيين كاكائيين شبك يهود وعلى أسس تصطنع وتختلق وتفتعل الذرائع لتتحكم بالعراقي جميعنا عراقيون نؤمن وندافع عن الإخاء والوطنية والمساواة التامة..
لابد من استكمال مؤسسات الدولة المدنية وقوانين تلك المؤسسات وأن يتم وقف نهائي وحاسم للمحاصصات والتقسيمات وعلى رأسها شرذمة الشعب بين طائفة وأخرى ووضعه في احتراب وخانات التشظي بين إقطاعات طائفية التي أعادت الإقطاع والسراكيل المتحكمين بالناس بادعاءات دينية وغيرها..
هتافاتنا وشعاراتنا الرئيسة:
عاش عراق المدنية تسقط أحزاب الطائفية
عاش عراق الديموقراطية تسقط قوى الطائفية
الشعب يريد إنهاء الطائفية والفساد والإرهاب
ومودتي لمن يقرأ رسالتي بقصد التفاعل والإقناع أو الاقتناع بما يوحدنا على سواء الكلمة وحكيمها؛ فالقضية قضية هدر حقوق الناس وكرامتهم ولن يعيدها التبجح بشخصية وزعيم في زمن بات بحاجة لباحث في علم وحكيم في اختصاص ومدير في إدارة نشاط وليس لأي ادعاء وتزييف آخر فما عاد التضليل بقادر على التعمية لأن المصاب جلل أصبح مفضوحا لا يغطيه غطاء..
إنّ الواقع
الذي يعيشه
العراقي هو
الحكم وهو من
يوجه الناس
لمطالبها
العادلة
المشروعة.. كفوا
عن هراء
التمسك
بشخصية أو
أخرى وانظروا
إلى واقع
الناس
وأحوالهم..
بدءا من
الخدمات وليس انتهاء
بحاجات مادية
وروحية وكل ما
يجري قشمريات
الضحك على
الناس.. إن
الفساد في رأس
الهرم.. ومن
رأى منكم
منكرا
فليغيره...
مباركة حركة احتجاجاتكم أيها العراقيون.. لأنكم أهل للحياة الحرة الكريمة في عراق ديموقراطي فديرالي موحد في دولة عراقية مدنية المؤسسات مهمتها الأولى والأخيرة الاستجابة لعقد وطني عراقي يساوي بين جميع بناته وأبنائه بلا تمييز من أيّ شكل ولون وسبب..