محاصرة الأجندة الوطنية بالأجندات الأجنبية اللاعبة بقوة في الميدان العراقي
دور أجندة النظام الإيراني نموذجا
تيسير عبدالجبار الآلوسي
ومضة أولى:
هذه تداعيات من آلام مجريات الأمور في العراق وأوضاع شعبه المغلوب على أمره.. هذا ليس تحليلا لموضوع بعينه ولكنه قراءة وصفية في الوضع من جهة الأجندة الوطنية وتلك التي حملتها الريح الصفراء مع حركات الطائفية السياسية التي تحكمت بالبلاد طوال سبع عجاف.. وهذه التداعيات لا تلغي الحاجة لوقفة تحليلية دقيقة للوضع بمجمله وبكل تفاصيل مفرداته من اقتصاد وأمن ومؤسسات دولة وغيرهما... كما أنها لا تزعم سوى كونها تداعيات تحت وطأة الألم وجراح التعساء وصرخات الثكالى ونداءات الاستغاثة.. هذه التداعيات ليست موجهة ضد إنسان بعينه أو تخوين جهة فكثير من أعضاء أحزاب الطائفية السياسية جذبهم الاضطرار والفاقة والتجويع والتركيع وعديد منهم لا يستطيعون تقدير الخطر الداهم لموقفهم وانتمائهم كما أن كثيرا من هؤلاء ليسوا مسؤولين عن الجرائم المرتكبة بتخطيط (بعض) زعامات وجهات غير وطنية وغير عراقية... لعل هذه القراءة تمنح فرصة لمناقشات مفيدة تعيد للوطني دوره ومكانه ومكانته والارتقاء بفعله وتأثيره..
والملاحظة الأهم أننا بهذه التداعيات لا نتخذ مواقف مسبقة مع شخصية ضد أخرى أو مع تنظيم ضد آخر ولكننا نقف مع كل صوت وطني أو مع الأجندة الوطنية التي تقربنا من تطهير العملية السياسية من الاختراقات والأجندات الأجنبية..
تفضلوا بقراءة هذه التداعيات شاكرا لكم التفاعل الموضوعي.. تحديدا شكري لكل عراقي يلتزم الاتحياز لهويته الوطنية العراقية بجوهرها الإنساني ولكل عربي أو إيراني أو تركي يبادلنا نحن العراقيين العلاقة الأخوية الإنسانية الصادقة وضمنا علاقات التعايش السلمي بين النظم السياسية القائمة من دون تدخلات تتعارض ومنطق المصالح المشتركة وبعيدا عن حال اسغلال الظرف العراقي الخاص ومدّ أصابع التدخل المرفوضة في العلاقات الدولية السليمة..
توطئة ثانية:
بعد سبع سنوات من الصراعات ومحاولات ترتيب عمليات بناء مؤسسات الدولة والمجتمع المدني في العراق الجديد، ما زالت سماء العملية السياسية ملبدة بالغيوم وأجواء الشعب تكتنفها العواصف وتمرّ عبرها الرياح العتية من كل الاتجاهات في وقت لم يتم ترميم جدران البلاد وبواباتها بعدُ!
الوقائع وليست الاختلاقات [ولا السجالات وصراعات المنابر الإعلامية] هي التي تتحدث عن عراق اليوم.. وما زال الأمر كذلك فلنترك الأمور تتحدث عن هذا الواقع المزري وعن آلام العراقيين وجراحاتهم الفاغرة. وقبيل ذلك لابد من القول: إنّ كثيرا من التغطيات السائدة في صحافة اليوم وفضائياته هي تلك التي تتملص من الحديث المباشر عن هذا الواقع الذي نصفه بالمأساوي المؤلم!؟ فهي منشغلة بالدفاع عن بعض (ساسة) الحكومة منتهية الولاية والإغارة بهجمات مصنوعة بغاية التجديد لسياسة الطائفية ومواصلة مشوار السبع العجاف!
إنَّ المهمات الرئيسة لهذا التطبيل والانشغال تكمن في إشاعة التضليل المناسب لتمرير [وإعداد أرضية] الوسائل التي تتيح استمرار ساسة الأجندة الطائفية في مقاعد السلطة.. وتكمن في إثارة التشويش بما يمنع من ظهور الأجندة الوطنية وتمكينها من تطوير العملية السياسية وتطهيرها من سلبياتها..
إنَّ مهمات التطبيل والمشاغلة المثارة تتبع طرائق وبرامج محددة الخطوات ومدروسة في أشكال الأداء.. ومن وسائلها في تحقيق التشويش والتضليل ما نلاحظه في المحورين الإعلامي والسياسي بممارساتها الآتية:-
بإيجاز ما يمارس في المحور الإعلامي نجمل الآتي:
1. منع ظهور الأصوات الوطنية على الفضائيات وفي الصحافة أو التقليل والحدّ من هذا اللقاء الممكن بين الوطني وجمهوره..[هناك تابوات مسبقة كثيرة في عديد من الفضائيات على الأصوات الوطنية المعروفة].
2. في حال الاضطرار لتقديم الوطني يوضع في أضيق سقف زمني بما لا يتيح له إيصال فكرة (أية فكرة) بصورة ناضجة وتامة وعادة ما تتم المقاطعة والحذف بما يشوه خطاب الصوت الوطني..
3. في البرامج الحوارية الإعلامية يجري محاصرة الصوت الوطني بضيوف آخرين وباتصالات مصنوعة مفتعلة للتقليل من فرص الإجابة والتوضيح ولتشتيت المتلقي من التركيز مع الصوت الوطني، وبالتأكيد لسحب هذا الصوت الموضوعي عن معالجة المحاور الجوهرية بإدخاله المتعمد المقصود في طرقات وسجالات هامشية.
4. من جهة أخرى يجري توجيه الأسئلة ومحاور الجدل في مستويات لا ترقى لاستنطاق ما يمتكله الصوت الوطني من إجابات على مجريات الواقع ومطالبه الرئيسة ولا على ما يمتلكه من حلول للمشكلات الكبرى.. وضمنا توجيه عناصر إعلامية هزيلة المستوى للتعامل ولإظهار هذا المستوى الهابط من العمل...
5. عادة ما يوضع الصوت الوطني في محور منتقى بدقة [من جهة المخططين غير المرئيين] ليتم إحاطته بمعالجات أخرى على ذات الصفحة بما يثير تساؤلات بحاجة لإجابة فإن لم يتم إثارة تشويش فعلي على تلك المعالجة هنا فعلى أقل تقدير إظهار صورة (الوطني) قاصرة أو عاجزة لينتقل التخطيط لمراحل تالية بإجابة يجري توجيه أذهان القراء (صحفيا) أو المشاهدين (تلفزيونيا) إليها..
6. الصوت الوطني في امتلاكه لحيظات من فرص اللقاء ((منزوع الممهدات)) الوافية لعقد الصلة مع جمهوره، فيما الأصوات المرضية من طبالي السلاطين يمتلكون ممهدات بكل البرامج (الإعلامية على الشاشة) وفي الأدوات (الصحافية) التي تتحدث وتضخ سمومها ليل نهار..
7. دفة إدارة الحوارات بالمجمل بيد مخططين أما يعون أدواتهم وغاياتها ومعهم دعم لوجيستي خارجي أو بيد جهلة موجَّهين بهذا المرجع الأجنبي، فيما الصوت الوطني محاط بكل هذه الأجواء والأدوات وتأثيراتها السلبية!؟
وأيضا نوجز ما يجري من محاصرة للأجندة الوطنية في المحور التنظيمي السياسي فنشير إلى الآتي:
1. الصوت الوطني لا يمتلك الإمكانات المادية للفعل والحركة بمقابل امتلاك الصوت الطائفي المرضي ثروات الدولة بأكملها فضلا عن ((نهب)) الثروة الوطنية بجرائم منها المفضوح ومنها المتخفي.. وبين من يملك الدينار لقوت عياله وبين من يمتلك فوهات آبار الثروات الوطنية لا يمكن المقارنة في إمكانات الأداء والحركة!
2. الصوت الوطني مقموع بالمطاردة الأمنية لحكومة الطائفية بذرائع جاهزة سواء منها تلفيق تهم (الإرهاب) أم غيره من قدرات تخليق التهم وإلصاقها بمن تريد.. وهو مطارد من ميليشيات الحرب الدموية الطائفية ومافيات التقتيل والتصفية مدفوعة الأجر والحاضرة حيثما يوجد مال الفساد السياسي وغير السياسي والمخابرات الإقليمية والدولية، ومن بعد هذا فالوطني محاصر بين هذه الجبهات الإجرامية كافة..
3. التنظيم الحزبي الوطني مغمور في ربكة الانقطاع عن الصلات الجماهيرية لأسباب ذاتية وموضوعية فالجماهير ذاتها مُساسة باتجاه منع أية فرصة لا للاتصال والتعرف إلى وجود تنظيم وطني حسب بل ممنوعة من السؤال عنه مباشرة أو حتى التساؤل في الأنفس عن إمكان وجود فرصة للوطني ومعالجاته.. وبهذا فـ((الأفراد ولا نقول الشعب بالتعميم)) هنا يُساقون بالنظر إليهم من حكام الطائفية بوصفهم قطيعا خانعا تابعا خاضعا، وبهذا فالوطني بتنظيم مقطوع عن جمهوره بالحجم النوعي الحقيقي..
4. الشعب يعي مطالبه في الحياة الحرة الكريمة ويعي من خبرة تاريخية أنّ من يعبر عن هذه المطالب ويدافع عنها هو الوطني النبيل.. لكن المشكلة تكمن في قدرات الطائفي على الفصل بين الوطني تنظيما قائما فعليا وبين هذا الشعب بما يرسّخ مفهوم (تاريخية أو ماضوية) وجود الوطني بمعنى إشاعة الشعور بـ(انقضاء زمن) إمكانات الوطني وحركته الحية.. فيرْثون لحال الصوت الوطني تنظيما ولا يرون فيه [اليوم] القوة الكافية التي يستطيع بها الدفاع عن مطالبهم فكيف بتحقيقها؟ إن صورة العجز عن تحقيق المطالب هي دافع يمهد للوقوع في براثن الحاضن المرضي الذي يمكنه توفير حماية ما تبقى من حياة بشرية ولا نقول هنا من حقوق آدمية ولا من كرامة إنسانية فيها ولكنها حال الانكسار والاحباط بما يملي تمضية أيام العيش قدريا وبالحد الأدنى المتاح في ظل مطحنة السلطة الأوتوقراطية الثيولوجية وإفرازاتها...
5. الصوت الوطني مطموس مهاجم في محيطيه الإقليمي والدولي بالاستناد إلى تراجع قوى السلام والديموقراطية التي تستجيب لتطلعات الشعوب كما أن هذا الصوت مضطر لعلاقات الأمر الواقع في التعاطي مع المستوى الدبلوماسي إقليميا ودوليا بما يتيح استخدام أدوات المرحلة بكل تعقيداتها.. وهذا ما قد يُستغل للتشويش على خطابه ومرجعياته الوطنية والإنسانية في عمقها وهويتها..
6. لا يمتلك الصوت الوطني النبيل كوادر تنظيمية فاعلة [كافية] مثلما يفتقر (أحيانا) إلى نضج البرامج المتعاملة بواقعية وليس بروح الحلم الرومانسي المتغرب واقعا وأبعد منه فهو مفتت بين تنظيمات لا تنسق جهودها بل تدخل في (صراع وجود) في بعض أحيان حيث يلغي خطاب طرف خطابات الأطراف الأخرى مستخدما خطاب التكفير والشطب على الآخر...
7. يعاني الصوت الوطني تنظيما من خلل عبر الاختراقات التنظيمية وعبر التأثرات في أشكال الأداء والتعاطي مع العلاقات في أرض الواقع السياسي.. كما يعاني من انحسار قدراته في قيادة منظمات المجتمع المدني بعد أن صارت موجة الاستيلاد والتناسل القائم على التلفيق وسوق التفريخ والتفقيس لأسباب تتعلق بتبييض نهب المال العام طاغية ومركَّبا عاديا في يومنا..
سياسة الطائفي في مواجهة الوطني:
والآن لنتحدث عن خطاب إشاعة الاتهامات والهروب من مواجهة الأمور كما ينبغي معالجتها مباشرة وليس باللف والدوران.. أي عن نموذج واقعي من طرائق التشويش والتضليل لمحاصرة الأجندة الوطنية وحامليها..
فأنت عندما تتحدث عن الأجندة الوطنية من جهة وعن أحجام التدخل الإقليمي والدولي وعن أولويات ما يحدد هذا الحجم ومسؤولياته من جهة أخرى، تجابه تملصا بالحديث عن أمور أما تقع في خانة الهروب من معالجة الموضوع مباشرة أو بما يشوش ويضلل بطريقة طائفية معهودة..
* وبات من يريد الحديث عن الطائفية وفلسفتها ومخاطرها بحاجة لتوكيد مبدئي كيما لا يقع فريسة المغالطات في قراءته بما يضلل القارئ المتلقي ويبعده عن الوطني وبما يشرعن للطائفي وجوده.. ومن أجل ذلك نؤكد هنا على أن الطائفية السياسية كما هي حقيقتها وكما نراها لا تنتسب لمذهب أو طائفة ولا إلى دين ولكنها تنتسب إلى أجندات مصالحها الضيقة وإلى مرجعياتها ربما الأجنبية اللاوطنية ومن ثم فهي لا تنتمي للشعب ووحدته المدنية المعاصرة ولا إلى ايّ من فئاته ومكوناته فالطائفية السياسية وجود فوقي يدعي أمر انتمائه ودفاعه عن مجموعة دينية بعينها للتغطية ولتمرير مآربه وجرائمه
وعلى سبيل المثال، ننبه هنا على أنّ أيّ وطني ينوي وصف التدخلات الأجنبية التي مزقت البلاد وشرذمت العباد، والتي باتت مفضوحة لا يمكن إنكارها؛ سيبدأ هذا الصوت الوصف من أوضح تلك التدخلات وأبرزها وأنه بالتأكيد لن يغفل فضح [وإدانة] أقلها شأنا ولا أصغرها حجما.. وللوطني الذي يريد وصف التدخلات سيشير إلى مجموع مصادر التدخل في الدول المجاورة وسيبدأ بها واحدة فواحدة محاولا وضع توصيف دقيق لصورة العلاقات وطبيعة التدخل وحجمه..
ويبدو لي وأنا أحاول إبراز الوطني وأجندته، من المناسب الإشارة مجددا ودائما وبتوكيد مستمر إلى أنه أي الوطني يتعاطى مع جميع الأجندات الخارجية من منطلق مصالح الوطن مصالح العراق والعراقيين وهو لا يملك روحا عدائيا مع أية جهة أجنبية لكنه يمتلك شرطا مبدئيا يتمثل في التعايش السلمي وفي مبدأ المساواة وتبادل المصالح وشفافية العلاقات وهو لن يقدم جهة على حساب أخرى بل يبني علاقاته على وفق ما يلبي الأجندة الوطنية ومتطلباتها... ولا يقبل بمنطق التبعية والخنوع أو الخضوع لأشكال التدخلات الخارجة على منطق القوانين الدولية ومصالح الشعوب وعلاقاتها السليمة..
قراءة في بعض مظاهر التدخل والخلل في العلاقة مع دول الجوار بما يطغى على الأجندة الوطنية ويحاول دفعها إلى الانزواء لحساب أجندات خارجية:
لربما نبدأ الحديث في خلفيات الأجندات الأجنبية من الجارة الشمالية تركيا حيث وجود قطعات مسلحة لها على الأرض العراقية في كوردستان وحيث جرائم القصف المستمرة للمدن والقصبات وتخريب ما فيها من أبنية ومزارع وحرق غابات واتلاف محاصيل وإبادة مواشي وثروة حيوانية فضلا عن طبيعة الامتدادات التي تحوكها (تركيا) في ظلال توظيف بل استغلال أوضاع العراقيين التركمان والمرور عبر بعض الواجهات التنظيمية المتظاهرة بالدفاع عن هؤلاء مع جرائم خطيرة ترقى لمستوى التهديد بالإبادة الجماعية بقطع مياه الأنهر كدجلة والفرات والتغييرات البيئية الناجمة فضلا عن تهديد شرايين الحياة في العراق ويمكن بالمرة الإشارة إلى أشكال استغلال السوق المحلي والاستثمارات المزيفة التي تضع أشكال السمّ والفساد مثلما تصدير البضائع الفاسدة أو التشطيبات الرديئة للأبنية وربما إدخال مواد محظورة في مواد البناء وما شابه مما يتطلب التحقق النزيه والأمر لا ينتهي عند هذه الممارسات.. وبالتاكيد تم إدانة تلك الجرائم وفضحها باستمرار فشعبنا وقواه الوطنية بالمرصاد لما يطاولهم من جرائم واعتداءات.. ولكن السؤال أين الموقف الرسمي و (المفروض) أجندته الوطنية؟ وأين الأجندة الوطنية أمام هذا التعرض الخطير؟
ولمتابعة ما تتعرض له الأجندة الوطنية سيصف الوطني العراقي التهديدات المتأتية من غربه حيث استغلال النظام السوري لبقايا البعثفاشية سواء منها من يمالئونه التفكير أو من يختلفون معه في بعض التفاصيل (أيديولوجيا) وسيشير إلى حالات اختراق الحدود من عناصر الإرهاب التي قد يجري تدريب بعضها هناك في معسكرات سرية أو ربما شبه علنية بسوريا على وفق ما تتناقله المعلومات الاستخبارية والإعلامية ربما غير الموثقة بدليل ولكنها المطروحة بمنطق بعض الأحداث الجارية..
ولن يتردد الوطني في قراءة الضغوط التي تتعرض لها أجندته عن وصف احتمالات عبور إرهابي الحدود الأردنية ولكن ما لا ينسى الوطني تذكره في مثالي سوريا والأردن هو وجود ملايين العراقيين بأوضاع قاسية تتطلب موقفا مسؤولا من الجهات العراقية الرسمية وعدم تركهم لرحمة طبيعة تعاطي المستضيفَين وظروفهما وأدائهما ما قد يصل الأمر لحد الاتجار بعراقيي المهجر وسحقهم بضغوط وتوريطات لتجنيدهم ضد مصالح أهلهم ووطنهم..
وسيشير الوطني إلى الممر عبر السعودية وما يصادف الحدود من عبور إرهابي يلزم الالتفات لحجم مخاطره والارتقاء لمسؤولية التصريحات التي يطلقها الخطاب الرسمي [مثلما جميع دول الجوار] بالتصدي لضبط تلك الحدود التي باتت مسرحا وممرا سهلا لعناصر الإرهاب؟! ولابد هنا من الإشارة إلى خطاب القوى السلفية هناك والفتاوى التي يطلقونها صريحة عالية ما شكل ويشكل تهديدا بعيدا على مستوى الدعم المعنوي الخطير لقوى الموت المجاني.. كما لن بغفل سجل الصوت الوطني وأجندته الإشارة إلى الإرهابيين القادمين من السودان والصومال ومن اليمن ومن دول أفريقية وآسيوية أخرى كما لن يغفل الإشارة إلى ممر الكويت لبعض عناصر هذه القوى الإجرامية..
والأمر الآخر الذي لا يمكن إهمال حجم مخاطره هو انفتاح بل انفلاش الميدان العراقي على مصاريعه لقوى استخبارية معلوماتية وتخريبية من دول المنطقة وغيرها.. إذ لم يعد الميدان العراقي يخلو من مخابرات دولة في العالم لها مصلحة قائمة أو مستقبلية في العراق...؟!؟
مثلما لن يغفل عن أدوار مافيوية دولية منظمة تمد أذرعها بين المستويات الرسمية والعصابات الدولية والمصالح التي تمارس عبرها أنشطتها المعروفة..
كل هذا يعرفه الوطني العراقي.. ويتعامل معه بهدوء وصبر وليس من عراقي يتقاطع سلبيا مع تشخيص الصوت الوطني النزيه ومع تشخيصه وسائل المعالجة وكيفيات التعاطي معها رسميا وشعبيا..
التدخل الأخطر والعقدة الإيرانية في العراق الجديد:
كل هذه التهديدات في كفة والتهديد الأخطر نسبيا في كفة أخرى.. فالمشكلة التي باتت مؤرقة (لأصحابها) هي مؤشر مستوى الاختراق لا رسميا حسب بل وبين الناس وتنظيماتهم أيضا، هي تلك التي صارت تطفو حالما يريد شخص وطني أن يتحدث عن مخاطر الوجود الإيراني وتدخلاته وحجمه الكارثي في محاصرة الوطني وأجندته.. هنا بات لإيران لا الأذرع ومواطئ الأقدام بل الأناس [يبقون أفرادا وإن بات عددهم كبيرا] في القواعد وفي مفاصل الحياة اليومية مثلما في أعلى القيادات الرسمية والحزبية وتلك المنتشرة في مؤسسات تتلفع بكونها مؤسسات مجتمع مدني قبل مؤسسات الحكومة..
لم تنكر تنظيمات حزبية أو ميليشياوية [معروفة] أنها تلقت وتتلقى مرتباتها وتمويلها كاملا أو جزئيا من إيران [بدر على سبيل المثال لا الحصر].. كما لم تنكر ولا تنكر تلك الجهات وشبيهاتها وضمن ذلك قيادات وشخصيات في أعلى مستويات الحكومة [عشرات من أعضاء البرلمان العراقي] تلقيها أشكال (المال السياسي) وأشكال (الدعم) الأخرى وضمنها أيضا وأيضا العلاقات المباشرة وغير المباشرة باطلاعات (المخابرات) الإيرانية..
ووصل الدور والأمر حتى إلى طائرة أعلى مسؤول في الحكومة منتهية الولاية إذ طاقمها بأكمله (إيراني!!!) ولا يمكن للجهات الأمنية الوطنية العراقية تجاوزه بل لا يمكن للمسؤول [الكبير] بعينه أن يتجاوز الطاقم وقراراته في أثناء الحركة والتنقل!!!
و.... التسليح والتدريب لميليشيات أحزاب الطائفية السياسية الحاكمة [بل والدعم اللوجيستي الكامل لقوى إرهابية على وفق مصادر استخبارية محلية ودولية] ما زالت إيرانية بالكامل وأبعد من ذلك فإن في تلك القيادات عناصر إيرانية الأصل والفصل؟ وليس هذا منتهى المطاف فقد سهّل مزدوجو الجنسية العراقية الإيرانية فرص دخول عناصر اطلاعات وغير اطلاعات إلى أعلى مستويات الوظائف وأهمها موقعا استراتيجيا ممن يُنتظر الإفادة منهم وتوظيفهم في المديات البعيدة مثلما القريبة ولكل توقيته وبرنامجه وهدفه المخصوص..
وطبعا فإن وجود [اندساس] أمثال هؤلاء يبدأ من الخدمة في الحسينيات إلى الخدمة ضباطا في وزارة الداخلية وقياداتها إلى ولوج أبعد نقاط الأمن الوطني ليس حبا بخدمة العراق وأهله.. فــ ((دريلات)) مثاقب الحديد والاسمنت المسلح التي استخدموها في تعذيب السجناء ليست الشاهد الأوحد ولا الأبشع لأن الشواهد الأنكى ستنكشف يوم يكون للوطني مكانه ومكانته في قيادة البلاد بأجندة وطنية حقة تخدم الشعب العراقي بلا مواربة ولا اختراقات وتشويهات مرضية أو لربما لحظة الهزيمة النكراء الأخيرة وتفكك العراق لا سامح الله..
ولاحظوا في قراءة المشهد الإعلامي وفي أي حوار يوجد فيه صوت وطني عراقي، وطالما تحدث هذا الصوت عن أخطاء في العلاقات البينية العراقية الإقليمية بكل أطرافها دعمه طبالو الدجل الطائفي المتصدر للمشهد والسلطة وسكتوا عنه حتى إذا هو تحدث بالاسم عن التدخل الإيراني صاروا يبررون بشتى الطرق عن وعي وقصد أو غيرهما..
فأنت تتساءل لماذا القصف الإيراني للأراضي العراقية بمدن وقرى كوردستان فيكون الرد هل أدنت القصف التركي حتى تتحدث عن إيران؟ وما علاقة إدانة تركيا بضحايا القصف الإيراني؟ ألا يعرفون أن الصوت الوطني يدين كل أشكال الاعتداءات من أين صدرت وهو يدينها ليس بقصد ولوج الحرب ولا بقصد التقاطع مع أطرافها بقدر ما قصده وضع البديل بالمصالح المشتركة المتبادلة القائمة على مبادئ التعايش السلمي وحسن الجوار، لكنهم على الرغم من معرفتهم بهذا يناورون تضليلا للمستمع \ المشاهد \ المتلقي كيما يقولوا إن هذا الصوت لا يدين القصف الإيراني لأنه وطني بل لأنه مع طرف آخر ليكون هذا مبررا لتمرير جريمة القصف الإيراني بخاصة عندما يستتبعون هذا التبرير بأن القوات الإيرانية تلاحق متمردين!! في إشارتهم وتسميتهم لعناصر حركة التحرر القومي التقدمي الكوردية في إيران؟! أليس من الخطيئة مناصرة نظام في مطاردة قوى شعبه الحية؟ أليس من الخطيئة والجريمة الوطنية قبول اعتداء قوات دولة على أبناء شعبك؟ ألا يخرجك هذا من الأجندة الوطنية لتخدم مباشرة الأجندة الأجنبية على حساب الوطني وعلى حساب أهلك وشعبك؟ هذا كله يُنسى لحظة الدفاع عن نظام غيران والتبرير له!
والسؤال الذي يرد به الوطني على هذا التخرص والتضليل والمماحكة هو أن الوطني يدين الاعتداءات من أية دولة انطلقت كما أنه لا يوجد أي مبرر وبالمطلق للقبول بالعدوان على مدننا وقرانا وسيادتنا وعلى أهلنا في تلك القصبات والقرى الحدودية التي يجب أن نكون مسؤولين بحق في الدفاع عن سكانها الآمنين في بيوتهم وبدل هدم تلك البيوت على قاطنيها وتهجيرهم وإخلاء تلك القرى باتلاف حقولها وسرقة مواشيها وتهديد بناتها وأبنائها يجب توفير أعلى مستويات الحماية والخدمات لهم وإدانة الاعتداءات المتكررة والعمل على وقفها فورا ونهائيا بكل الوسائل السلمية المتاحة والممكنة..
إيران السلطة القائمة ودبلوماسييها من ضباط اطلاعات وفيلق القدس يصولون ويجولون في مدننا كافة وليس في العاصمة وحدها.. ولطالما صادف أن جرى تصفية أناس أبرياء بعد تلك الزيارات مباشرة لمجرد أنهم لم يكونوا على ذات السبيل الذي تحدث به هذا القنصل الإيراني أو ذاك والفاعل مجهول وإن كانت القرائن تصرخ في وادِ ِ بلا صدى يسمع؟؟؟؟؟
القوات الأجنبية في العراق اعتقلت دبلوماسيين إيرانيين بتهم شتى ليس أقلها حيازة أسلحة وخطط تخريبية في داخل العراق!! وعراقيون قدموا أدلة دامغة في مثل هذه الجرائم ولكن من يعنيه الأمر من بعض ((مسؤولين حكوميين)) هو من يدافع عن مرتكبي تلك الجرائم ويقوم بكل ما يمكنه من أجل إخلاء سبيل المجرمين والتغطية على أفعالهم الإجرامية بحق العراقيين.. وهو ذاته الذي تتجه إليه أصابع الاتهام في تهديده الدبلوماسيين الآخرين من دول المنطقة من غير إيران، كيما يُبعد أية علاقات توازن وتبادل مصالح بطريقة موضوعية صحية سليمة بمعنى الشطب على العلاقات العراقية العربية؟!
أيها السادة انظروا وشخصوا بوضوح من يدافع عن العدوان الإيراني على أراضينا وعن القصف الإيراني للبيوت الآمنة وعن التجاوزات العدوانية الإيرانية على حقوق وثروات بلادنا مثل احتلال بئر الفكة وحقول مجنون فيما لا وجود لمن يتحدث ويكشف الحقائق سوى مواطنينا المغلوبين على أمرهم هناك و\أو أولئك الذين لا يسمع لهم صوت من الوطنيين المحاصرين وأجندتهم الوطنية في زوايا السحق وضغوط التدخلات ومرجعياتها..
ولإيراد أمثلة مضافة بعض أمثلة نقول: عندما يتحدث الوطني العراقي دفاعا عن حقوق العراقيين في المياه ويحتج على قطع مياه الأنهر بالعشرات ومنها قطع النظام الإيراني لنهري الكارون والوند [وقطع الأنهار هذا يدخل في خانة الشروع بجريمة إبادة جماعية للعراقيين] يدافع (بعضهم) بسذاجة عن هذه الأعمال الإجرامية فيقولون إن هذه الأنهر تنبع من إيران ولهذا فهي تمتلك الحق بالتحكم بها!!!! وكأنه لا يوجد قانون دولي يضبط تقسيم المياه بين دول المنبع والمصب ولا حقوق إنسانية كحقوق الشعب العراقي في استثمار تلك المياه بإنصاف وعدل.. وهؤلاء يتناسون عن عمد أو عدم دراية جرائم إرسال [السلطة الإيرانية] كائنات قضت على الثروة السمكية في أهوارنا بما يشبه جرائم نظام الطاغية في تسميم الأهوار وتغيير البيئة وطبيعتها وهم يتجاهلون السموم الكيماوية التي يرسلها نظام إيران عبر الكارون إلى أهالي مدينة البصرة فضلا عن بنائه النووي على مقربة من مدننا الجنوبية بما يشكل تهديدا صارخا حاضرا ومستقبلا!!
نظام إيران يريد إغراقنا بالأمور الاستهلاكية لكنه لم يرسل الكهرباء المطلوبة التي دفع ثمنها من دماء الأبرياء ولم ترسل أدوات إنتاج بل سيارات بعيوب ليست بسيطة فتخرب على فلاحنا وإنتاجه بقطعها الماء وقصفها الأرض وتلويثها ثانية وتبويرها ثالثة وترحيل فلاحيها رابعة وهكذا...
واستهداف البصرة استهداف استراتيجي بعيد وخطير فهي ثاني مدننا حجما سكانيا والأولى في الحجم النوعي للثروة ولحركة الاقتصاد وبوابة الحياة العراقية كاملة.. أليس من يقول كفى لعبا بالنار؟ فيسمع صوته..؟؟؟!
هذه هي الموازنة بين الأجندة الوطنية وبعض الأجندات الأجنبية ومن يمالئها في الداخل...............................
التدخل الأعمق تاثيرا وخطرا في محاربة الأجندة الوطنية العراقية ومحاصرتها والاتجاه نحو خلق عراق هزيل تابع:
وبعد كل هذه الأدوات فإن إيران ليست بحاجة لإرسال فيلق القدس بقضه وقضيضه فهي تمتلك أدواتها اليوم في الميدان ومن هنا لعبها المباشر وعلى المكشوف في قضية تشكيل الحكومة ومَن تضع عليه الخط الأحمر لا يمكن أن تمرر له التداولية في السلطة على وفق إرادة العراقيين..
اللعبة هنا بطريقة حصر رئاسة الحكومة مثلما أغلب المناصب بمسؤول يحظى بخط إيران الأخضر لأنه المحتضن ولأنه من خط ((أحزاب الطائفية السياسية)) التي يجري التخطيط لأدوارها هناك خلف الحدود! بعلم ومعرفة ووعي من أعضاء تلك الحركات وبعدم علم ولا معرفة من عدد آخر من أولئك الأعضاء الذين يدخلون تنظيمات توفر لهم الحماية في زمن لا توجد حكومة تحميهم ولا أية جهة رسمية... وكما كان العراقي مضطرا يوما لدخول حزب الحكومة في يالنظام السابق صار اليوم بلا تزكية حزب الطائفية السياسية لا يملك فرصة للعيش في البلاد..
ومن هنا بات ملايين العراقيين بين أن يشرعنوا فلسفة الطائفية ويخضعوا لها أو يرحلوا وإلا فالتصفية تنتظرهم... ألا ترون الكلداني والصابئي المندائي والأيزيدي والعراقيين من كل ملة ودين ومذهب في كل واد يهيمون! لماذا؟ هل تركوا أغنامهم ومواشيهم وزرعهم وضرعهم ونفطهم وماءهم ليشتروا به صدقات المنافي القصية؟!
خطر الطائفية السياسية على الوطني وأجندته الوطنية الممثلة لمصالح العراقيين كافة:
الطائفية السياسية أداة المرجع الإيراني في احتلال البلاد والعباد هي التي تتحكم اليوم بالمشهد العراقي بل برقاب العراقيين وهي ذاتها الطبعة أو النسخة الإيرانية التي تتلفح زورا بالادعاء بشيعيتها وبدفاعها عن الشيعة كذبا والشيعة ودمائهم منها براء! وإلا فأين دفاعها عن الشيعة وهي تقطع المياه عنهم وتلوث ما لا تستطيع قطعه؟ وأين دفاعها عن الشيعة وهم يحيون بلا كهرباء ولا ماء نظيفة؟ وأين دفاعها عن الشيعة وهم بلا بيوت صحية ولا خدمات صرف صحي ولا مدارس ولا مستشفيات ولا حتى مستوصفات ولا أي شكل للرعاية الصحية؟ وأين دفاع أحزاب الطائفية السياسية عن مصالح الشيعة وهي تنزل بهم ترهيبا فيما تنغنغ وتدلع القادمين من سخت إيران حتى في الزيارات الدينية؟ وأينها من حقوق هؤلاء في التعبير عن مطالبهم ألم تهدد نقابات عمال الموانئ والنفط وغيرها من نقابات لمجرد ارتفاع الصوت بمطالب حق الناس من العراقيين الأصلاء؟ ألم تهدد بالويل والثبور فقصفت المدن بحجة مطاردة الإرهاب وقتلت في الناس الأبرياء فيما الإرهاب يسرح ويمرح؟ أي دجل للطائفية السياسية في دفاعه عن الشيعة وعن حقوقهم وهم عرضة للطرد من الوظائف وقطع الأرزاق بكلمة من (السيد)؟ وأي دجل وهم يتعرضون لمذابح يجري تخطيطها في إيران مرجع [بعض] قيادات تلك الأحزاب ومصنع عديد [من] زعاماتها من الخطوط الأولى؟
إن لعبة أحزاب الطائفية الحاكمة في كونها تنتمي للشيعة ثم تقدمها في زعمها الباطل لتدعي تمثيلها للشيعة ولتتوغل أبعد فتتقول برديء الأفكار أو لتقول إنها الشيعة أنفسهم فتلغي الشيعة وتكون هي البديل!!!؟
أما حكاية شرعنة وجودها الطائفي، وانتمائها للشيعة وتمثيلهم ثم استبدالهم لتكون هي الشيعة فيما تترك الشيعة حقا لمحارق الحياة اليومية وعذاباتها، فتأتي من اصطناعها مقابل طائفي يتسمى بالسنّة ويدعي تمثيلهم ومن ثمّ يستبدلهم أيضا وهكذا تكتمل خطط التقسيم والاحتراب ووضع الشعب بتشظيات تشبه دويلات الطوائف التي قامت قبل قرون فانهزمت ومعها كل ما جلبته من آلام وكوارث ومآس... واليوم يكررون اللعبة بتصنيع كانتونات الطوائف واحترابها الذي يشرعن وجودهم.. فيما الحقيقة الساطعة هي أن الشعب العراقي واحد ومن يُعنى به وبمصالحه لا ينتمي لمن يقسمه ويشرذمه ويشظيه بين مجموعات متحاربة...
إن إشاعة فكرة أن الشيعة يحتمون بإيران من السنة المدعومين من العربان كما يحلو لـ[الؤلائك] السخرية والهمز المحرم في القرآن، المنبوذ في القيم السلوكية هو بهدف شرعنة بقائهم في رأس السلطة لينهبوا ويعيثوا في البلاد فسادا ويستغلوا العباد لا بوصفهم عباد الله الآمنين بل عباد لهم هم عتاة السلطة بالولاء الإيراني!!
فيما لسان حال الشعب العراقي شيعة وسنة وقبلهم ومعهم مسيحيين وأيزيديين ومندائيين يقول: لسنا ضد أحد لا من العرب ولا من الترك ولا من الإيرانيين فإنّ لنا مع جميع جيراننا تاريخا رسميا وشعبيا من السلام وتبادل المصالح خيرا وبناءَ َ بخلاف ما جاء من بعض [نظم] هذا الجار [الإيراني] وفي بعض أزمنة موتورة من طابع العداء وافتعال الحرب بالضد من تطلعاتنا المشتركة وتطلعات شعوب المنطقة...
إن الأجندة الوطنية العراقية مهما تعاظم الضغط عليهيا ومحاولات الحصار والقمع لن تخرج عن تصميمها في تعميد أفضل علاقات حسن الجوار والتعايش السلمي مع جميع دول المنطقة والعالم وأنها عبر تجاريب الحروب العبثية التي خاضتها على الرغم منها تعمل على إزالة خطابات التهديد والتدخلات وتمرير الأصابع والأجندات الأجنبية..
كما أن خبرة الأجندة الوطنية تشير إلى أهمية التدرج في التعاطي مع العلاقات بين القوى العراقية والتعامل مع الواقع الذي يكتنفه الكثير من زخم الضغوط والأمراض والتراكمات.. وبهذا فليس للعراقيين سوى هذه الأجندة القائمة على تحقيق مصالحهم على وفق منطق العراقي أولا وهو الأمر المتضمن محاربة فكر الطائفية السياسية وفي الوقت ذاته العمل على إدماج جميع القوى العاملة في إطار مصالحة وطنية والدفاع عن حقوق العراقي وجعلها القيمة العليا في مسيرة بناء العراق الديموقراطي الفديرالي التعددي الموحد...
إن معركة الأجندة الوطنية لا يشغلها صراع وجود تصفوي دموي كما تفعل فلسفة الطائفية السياسية وغيرها من الأجندات المعادية لحقوق العراقيين ووجودهم ولكنها معنية بجذب جميع العراقيين نحو محاور جهدها الرئيسة ليكونوا بناة عراقهم بيتهم الوطني جميعا..
ولربما قريبا نشهد انتصار إرادة الوطنية العراقية والأجندة الوطنية بهويتها الإنسانية فيكون ذلكم متجها لا لخدمة العراقيين لوحدهم بل ولجميع شعوب المنطقة ودولها..