حقوق العراقيين كافة، حقوق العراقيين في منافي العذاب، حقوق الأكاديمي العراقي: مجددا حالات استصراخ يومية؟
تيسير عبدالجبار الآلوسي
عاجل إلى دولة رئيس الوزراء السابق والحالي والآتي وإلى كل وزير ومسؤول معني بالأمر..
آجل إلى فخامة كل عراقي يحترم عراقيته وآدميته وحقوقه في كرامة العيش الإنساني
لابد (لـ هوس ومرض) مَن يتوقف وربما توقف بالأمس (شامتا) [بروح انتقامي] وقد اطلعت على مثل تلك الشماتة فيما دُبِّج من كتابة يوما! وهو يسوق استصراح الضحايا اليوم في سجل شماتته وانتقامه...
ولابد؛ من وجود مَن يتحدث عن انشغال بشؤون الكرسي الأول للحكومة وغدا بالكراسي الرئيسة وبعدها بالمهمة وهكذا! أما قوانين الدولة ترعى أبناءها.. وأما واجبات الحكومة في حفظ آدمية من انتخبها، فأمور ليست على خريطة مسؤول ولا في أجندة مسؤولية والمنصب الذي يديرها!!
عراقيون بالملايين في المنافي القسرية [وليس في نزهة بمهاجر اختيارية.. إذ لم يعرف العراقيون هجرات جماعية كما جرى لهم في العقود والسنوات الأخيرة كرها وقسرا وقسوة عنف ودموية..] وعراقيون من بين هؤلاء يموتون كمدا فبعضهم بضغط الدم و وآخر بالسكتات القلبية والدماغية ولا يمد المهدد بهذا الموت يد المهانة.. ولكن أيضا وكذلك ليس مَن يمد يد المسؤولية القنصلية حتى ليعيد جثمان متوفى سيُلقى لا في قارعة طريق بل في محارق (الـــ...)...!!
عراقيون يبحثون عن صلات مع الوطن وجسور تربطهم في أقل تقدير لذياك العمر الذي أفنوه في خدمته وبنائه وفي وظيفة أدوها كما تقول كل الوثائق بأفضل ما يكون.. وليس من يقبل فتح باب ولا نافذة لأضواء بين المقذوف إلى منافي العذاب ورحم الوطن الأم...
عراقيون، يمثلون الشموس والأنجم التي يتباهى بها أيّ بلد لو كانوا فيه.. كرمتهم بلدان وشعوب لألمعيتهم ولِـ ما أفاضوا به من معارفهم وعطاء إبداعهم وكرم أفئدتهم وعقولهم .. والإباء يمنعهم من التوجه لأخذ ثمن لجميل أعمالهم على الرغم من شظف العيش وقسوة الأيام، يتطلعون إلى بغداد وأربيل والبصرة والنجف والأنبار بلا بصيص نبأ لتفاعل!!
عراقيون، يمثل وجودهم مكتبات غنية عامرة بالمؤلفات والإبداعات وما زالوا منتجين؛ يكاد يقتلهم (الزمن) وإهمال ذوي القربى من مسؤولي خيمة الوطن والناس؟! عراقيون، من أكاديميي زمننا وصنّاع العقل الحديث المعاصر يُحاصرون في منافي العذاب والمهانة والموت!؟
عندما عادوا لاقوا ما هو أبعد من التهديد.. لاقوا الأبواب موصدة؛ ولاقوا الإهمال والإهانة كما لاقوا التصفية الدموية البشعة عقابا على وجودهم المستفِز للجهلة والسوقة ورعاع الجريمة وزعران سياسة آخر زمان... وعندما نادوا بحقوق ما قدَّموا من أعمارهم الفانية وأنهم لن يزعجوا أحدا بإعلان وجودهم، لاقوا الصد والاستعلاء والتحقير!!
ما خطب السادة مسؤولي الدولة العراقية؟ ألا يملك العراق ما يعيل أهله؟ ألم يسمعوا بثروات قارون في باطن البلاد؟ أم لم يعرفوا بما أنتج من يطالب بحقه من عمره الذي قدمه للبناء بأمسه القريب.. ما خطب مسؤولي الحكومة العراقية؟ ألا توجد مسؤولية قانونية ومحاسبة قانونية تلزمهم بواجب الاستجابة لحق مواطن في الحياة الأبسط ماديا بما يحفظ كرامة الإنسان وآدميته؟
إن واجب الدول يكمن في أن تُحفظ لكل مواطن فيها حقه في الحياة الإنسانية الكريمة وواجب المسؤول مدنيا تحقيق ذلك والتفاعل معه من فور وجود أي طلب، وواجبه دينا أن يتذكر شرائع وأديان لا استثناء فيها جميعها تأمر بإكرام الإنسان ومنع إهانته أو الاستهانة بحقوقه.. فأين مسؤولي الحكومة العراقية من صرخات مواطني العراق في جهات الدنيا الأربع!!؟ أينهم من استصراخ الجثامين أنْ لا يتركوا من تبقى من الأحياء يلحقوا بهم إلى حيث المحارق والأراضين وأمواه البحار والمحيطات تلتهمهم أطعمة لحيواناتها!!؟
تذكروا أيها العراقيون، أنكم أمام واجب أن تحيوا معززين في وطنكم وأنكم في واجب أن تدافعوا عن أبنائكم الذين سرقتهم طرقات الغربات السبع فهؤلاء ليسوا في نعيم (الصدقات) ولن يقبلوها حتى لو غادروا الحياة...
أقول كلماتي هذه وأحمّل المسؤولية كاملة فيما يجري هنا في المغتربات للبسطاء والعلماء من عراقيي المنافي.. وكل ما عليكم أن توجدوا صندوق الطوارئ الذي يقف بوجه لحظات الشدائد في حياة العراقية والعراقي في منقطع الحياة عن الأهل والبيت.. وأن تمنحوا حقوق الشيوخ الأعلام الذين لم يغادروا اختيارا بل قسرا وبكل وحشية، كيما يعيشوا ما تبقى من أيام العمر بكرامة وعطاء متصل لم ولن يقطعوه عن أهلهم والإنسانية..
كفى، وعلى العراقيين تنظيم أنفسهم للدفاع عن حقوقهم وأن يعرفوا خياراتهم بعيدا عن قشمريات من يزعم امتلاك مفاتيح جنان الله في سماواته وآخرته! وإذا كان من تكفير فليكفِّر الشعبُ من تنصَّب عليه مسؤولا في دينه ودنياه فأودى باستقراره وأمنه وسلامه وبات عنه يقطع رزقه وقوت عياله.. كفى لغوا وتأويلا وضحكا على الذقون واخرجوا في مظاهرات واعتصامات واحتجاجات وسيِّروا الحياة لخدمتكم وافرضوا قرارات تخدمكم وحاكموا السوقة وزعماء الفساد..
أيها المسؤولون، لسنا فخورين بأدائكم وبوجودكم وينتقص منا وجودكم في سدة المناصب والمسؤوليات ولكن واجبكم الآني القانوني ما بقيتم في المهمة أن تؤدوها حتى يحين من يعدّل الميزان بخيار الناس. وأقسطوا واعدلوا وأعيدوا الحقوق لأهلها..
نطالب بميزانية مخصوصة تغطي حقوق المنفيين في مسكنهم وصحتهم وتعليمهم وأول الغيث في حماية آدميتهم وتسوية ما يبعد عنهم غوائل الزمن ويزيح غمة محارق الجثامين..
أما علماء البلاد وأكاديميوها وأساتذتها وباحثوها وكتابها ومبدعوها فحفظ حق الحياة بكرامة. وفي الموقف من حق مواطن لا فرق بين الجميع ولا مجال لازدراء مواطن ومنافقة آخر فالجميع في خيمة الوطن ورعايته سواء. و مَن لكم معه مساءلة سائلوه في موضع آخر وإلا فإنكم تعلنوها صريحة أن لا فرق بين عراق الطغيان بأمسه وعراق العدوان والحرمان في يومه.. لا تتركوا مواطنا في هوان...
هاكم مثالين فرديين واللبيب بالإشارة يفهم:
كم من الجثامين إلى محارق الاستهجان والنسيان، ألا يرى أحدكم الأرواح تطوف حول الجندي المجهول والأحرى اليوم أن نسميه العراقي المجهول لأن ملايين العراقيين صاروا يُسجَّون في كل أرض ومياه إلا في وطنهم العراق ...؟؟؟
كم من العلماء والأكاديميين والمبدعين يختبئون بعيدا عن الأنظار كيما لا يقال هذا المفكر العراقي يقبع هنا في زوايا الإهمال والنسيان والمهانة والحط من الكرامة الآدمية.. ومع ذلك ففي لحظات الأزمات والكوارث ونوازل الحياة ليس من يمنع عنهم الآلام والجراح ولو بمنحهم بعض حقوق ما قدموه يوم بذلوا حيواتهم وأعمارهم في خدمة الوطن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سؤال كما صرخة!! آمل ألا تكون في وديان النسيان فتموت غفلا كما رحل ويرحل كل يوم عالم جليل...
إليكم صورة أبرّئ نفسي من الجريمة التي تحتويها حتى يُعاد حق كل عراقي في الوطن والمهجر.
http://www.pcdk.org/pcdk/index.php?sid=6730
http://www.somerian-slates.com/p676.htm
تفضلوا بقراءة المادتين و ليقل كل منا كلمته وقراره: