الطائفة
والاجتهاد
المذهبي بين
التفتُّح و ضيق
الأفق
أكاديمي
ومحلّل سياسي
\ ناشط في حقوق
الإنسان
2003\ 12 \ 17
E-MAIL:
tayseer54@maktoob.com
مـُذ
ْ
طافَ
الإنسانُ
حولَ ما
يريدُهُ
ويبتغيهِ, صارَ
ينسُبُ
نفسَهُ
للمطافِ فهو
طائف..
والطائفة هي
الجماعة أو
الفرقة التي تدورُ
أو تجتمعُ
[تطوف] حولَ
مذهبِ ِ
وتتبناه؛ والمذهبُ
قصدُ
الإنسانِ
وطريقُهُ وفي
الفكر أو
الدين أو
السياسة رأي
فيها؛
وتمذهبَ اعتقدَ بمذهب
أي
بمجموعة من
الآراء
والنظريات
العلمية أو
الفلسفية؛
ولمثل هذا
التكوين لابد
من مُجتهِدِ ِ
واجتهاد أي
الإتيان بحكم
شرعي أو
تأويل. وليس
من الاجتهاد
ما لم يكن من
عالم فقيه
بالتحديد...
ومن
التصاقِ
الصفةِ
بالموصوفِ
صارَ مفهومُ الطائفي
الذي تحدَّد
بمذهبِ
طائفتِهِ
وطريقةِ
تفكيرِها
وتمسَّكَ
بذلك حتى
وُصِفَ بالتعصب.
ما أردْتُ من
هذا التقديم
المعجمي
الاصطلاحي
إلا تعريجاَ َ
ابتدائيا
يمهّدُ
للتعرّفِ إلى
أولية ولادةِ
الطائفةِ
فتاريخياَ َ
وُجِد في
المجتمعِ
الإنساني
زمنُ
الطوائفِ
ونقاباتِها
بمعنى المهن أو
الحِرَف
وتوارثِها
عبر المجايلة
والسلالة,
وكان ذلك من
تركيبِ
المجتمع في
بنيتهِ التحتية
وفي انعكاسات
تمظهرها في
البنية
الفوقية له.
فلما
جاءت الرسالة
الدينية أو
ظهرت الرسائل الفلسفية
الكبرى وصرنا
إلى ضرورة
قراءتها بعد
انقطاعنا عن
مصدرها الأول,
أصبح لزاما
أنْ نلجأ إلى
مَنْ ينهض
بمهمة تلك
القراءة
اجتهاداَ َ في
التفسير أو
التأويل وفي
تقديم رأي بما
يقرأ المجتهد
ومن الطبيعي
أنْ يتفق جمع
من ملتزمي تلك
الرسالة مع
مجتهد فيما
يذهب بعضهم
الآخر مع
مجتهد مختلف
في القراءة
والتأويل
ولكنّهم
جميعا يتفقون
على كون
الاجتهاد
محاولة تغلـّبِ
ِ واعية على
ما يعترضُهم
جميعاَ َ وعلى
حدّ سواء من
عقبات في
الفهم وفي
التطبيق وفي
التواصل مع
جوهر الرسالة
التي يؤمنون
بها.
وعليه
كان لابد
للمجتهد أنْ
يكونَ عالما
فقيها أجمع
القوم على
الشهادة له
برجاحة العقل
واستنارة
الرأي وتفتحه
ومن ثمَّ
قدرته على القراءة
وفك الأمور
العقدية في
قراءة النصّ
الأول
[الأحكام
الشرعية نشأت
عن اجتهادات
فردية لنفرِ ِ
من الفقهاء].
وبهذا لم تبدأ
المذاهبُ [ونحن
هنا بصدد
تطبيقي يخصّ
الديانات] على
أساس التقاطع
والتصادم
ولكنها أشرقت
بلغة متفتحة
تنويرية
عقلية
ومعرفية
علمية
وموضوعية في
التناول إذْ
لم يأتِ
المجتهدون
الأوائل لتعقيد
أمر أو
لالتباس أو
اشتباه أو
اشتباك, بل جاؤوا
رحمةَ لقاءِ ِ
وتفاعلا
وإجابةَ
سؤالِ ِ أغنى
فأراح..
ما
الذي يجري
اليوم من
قراءة أبناء
[الطوائف] وحتى
من بعض تلامذة
المراجع
والفقهاء؟!
هناك ما هو
أكثر من
العجب! فليس
من تفسير ولا
من قراءة بل
تأويل
واعوجاج
بحاجة
لتقويم.. إذ من
أين يأتي
الفكر القويم
لتلميذ
يتعالم على
مراجعه
ويتفقّه فيما
لم يصل إليه
من درجة علم
وهو في أصل
تكوينه
يفتقد
ما يؤهلّه
للإفتاء
والتفسير
والاجتهاد!!
إنَّها
صرعة أو موضة
على ما ينطق
به أهل الحداثة,
وتكبُّر
بفارغِ عقلِ ِ
وفقيرِ فكرِ
ِ. فأوقعوا
البشرَ في
مطبِّ
الاختلاف
والخلاف والتصارع
والاقتتال,
وهم أخوة في
الإنسانية
فشطَّروها
على مجاميع
دينية مباركة
وأخرى غير
ذلك! وبعضهم
أخوة في الدين
فقطّعوه على
مذاهب تصطرع وبعضهم
أهل مذهب واحد
فشطَّروهم
على فرق تتناحر
وبعضهم من
فرقة واحدة
ففصلوا بين
الأخ وأخيه
وهم بعدُ في
غيِّهم
سادرون..
إنَّهم فغروا
الأفواه
مطالبين بحق
الصِّبية في
البتِّ في
عظائم
الأمور؟ ولا
جدل ولا جدال
فيما نسمع ونرى
ونقرأ!!!
المشكلة
الأكبر عندما
يمتاح بعض
حمَلَة الـ دالـ
.. من الذين
تخصّصوا في
علم ما, من
التاريخ ما
يطوِّعونه
لفذلكة
طائفية
يتكسّبون بها
لـَمَّ شئ أو
بحثا عن
[شعبية] أو
شهرة أو ما
أشبه من أمور
مَرَضية
فيلقون الزيت
في نار الفتنة
بخاصة في زمن
جرى فيه تجهيل
الناس وسادت
فيه عتمة بل
ظلمة كارثية
فيجري استغلالهم
لخدمة مصالح
أنانية تروح
ضحيتها حيوات
الناس
فتزهقها
أفعال تضليل
وخديعة من الـ
"هؤلاء"..
ومن
بعض الـ
"هؤلاء" هذه
من قادة سياسة
لا يتورعون عن
استغلال آخر هو أفحش
وأسوأ
حجماَ َ في
ضحاياه وأكثر
كارثية. وهنا
نسمع جمل حق
لا يراد بها
إلا الباطل.
من مثل
التشديد على
أمر صائب في
ذاته لكنه
يوضع في غير
موضعه فيكون
غلطاَ َ كما
أمرُ
الانتخاباتِ حيث
يطالبون
بعقدها من دون
نظر لظروف
انعقادها بلا
إحصاء وبلا
حسم لأمر
الجنسية العراقية
من مهجَّرين
ومن مسلوبي
الجنسية ومن
مزدوجيها ومن
.. ومن ... إشكالات
بغير حصر.. كلّ
ما يريدون هو
المزايدة
والإصرار بلا رشد
أو حكمة على
أمر أو آخر...
وما
أتيت به هنا
يعود أمر
علاقته
بالطائفية إلى
الجهات التي
تقف وراء
الإصرار على
رسم الحياة
العراقية على
أهوائها,
مستغلين
الظرف
الكارثي الذي
تمرّ به
بلادنا.
مرتاحين إلى
تداعيات
توظيف الانتماء
الطائفي
توظيفا لا يقف
عند مفارقة
منطق التفتح
حسب بل يقبع
خلف ضيق أفق
أخطر من مرحلة
التجهيل التي
أوقعنا بها
نظام الظلام
الدكتاتوري
إنَّ الـ
"هؤلاء"
يوظفون بخبث
كلَّ ما
مهَّدَ
له الطاغية
المخلوع متصيِّدين
في المياه
العكرة ..
ولا
ينجح بل لا
يحيا الـ
"هؤلاء" إلا
في ظلِّ
الاصطراع
والاقتتال
وهم لهذا
يشهرون
سيوفهم
الخشبية
ليصارعوا
وهميا فيما
يغررون
بالبسطاء
والمجهَّلين
ليقتتلوا باسم
المقدّس
والمقدس
ممَّا يبتغون
براء. إذ كيف
للمقدس أنْ
يحيا على
أجداث ضحايا
وبخوض أنهار
الدماء؟!!
إنَّ الشرائع
وفقهها تظل
دعوات سلام
فالمطلق هو
السلام الخير
العدل القدس وليس
القتل
الانتقام
الثأر العداء
الحقد ..
وفيما
نكتب كلمات
المحبة
والسلام
والتآخي والوئام
نجدُ مَنْ
يفعل العكس
تماما. وشعبنا
في حال نهضة
اليوم
واندفاع
وحركة تقدمية
إلى الأمام
وعلينا
الوقوف معه في
مساره الوطني
الواحد فليس
كهذه اللحظة
التوحيدية من
سلطة ومنعة
وقوة ؛ لنفضح
أساليب رخيصة
في اللعب على
عقول
السُّذَّج من
البسطاء, وهم
ليسوا كثر بل
شعبنا اليوم
في حال صحوة
إلى مصيره.
ولا مجال في
الخيار بين
التحضّر
والتمدّن
والتنوّر من جهة
وبين التخلف
والهمجية
والتبلّد إلا
أنْ يختار
شعبنا الواعي
الأفضل
والأسمى وهو
أدرى بما
يختار...
لكنَّنا
سنقصِّر
ونترك الأمور
تسبقنا إذا ما
اعتقدنا أنَّ
عالمنا
الجديد يأتي
أوتوماتيكيا
بلا جهد ولا
عمل ومثابرة
فالطائفية
اليوم تلعب
بالنار
مستغلة روح
الثأر من
الطغاة
ومستخدمة الانتماء
الزائف لخديعة
الناس
وتضليلهم..
ألن يقف أناس خلف
عبارة "لنقض ِ على
أحفاد يزيد من
بني أمية"؟ بالطبع
لأنَّ يزيد
طاغية مريض
ولأنَّه من
السهل الادعاء
بأنَّ القائل
بالعبارة لا
يريد من ورائها
إلا استخدام
تراثنا
لتثوير الهمم
ضد الطغاة؟!!
ولكنَّنا
بمراجعة
بسيطة
للعبارة لا
نجد فيها لا
الدقة بل حتى
لا نجد الصواب
لأنَّنا أولا
في زمن لم نعد
نؤمن بالثأر
فالأديان
حرَّمته ونهت
قطعا عنه
والفكر
المتحضر
المتمدن
العلماني
يقطع بمنعه
فلا شريعة
إنسانية تبيح
الثأر أو
الانتقام
وردود الفعل
السلبية.. وشعبنا
يملك إيمانه
بكلّ ذلك فهو
شعب مؤمن بالرسالات
السماوية
وبشرائعها
المقدسة التي
لا تلاعب في
تفسيرها
وتأويلها وهو
شعب متحضِّر
كتب القوانين
وسنَّ الشرائع
المدنية منذ
عشرة آلاف عام
ولم يترك
عقائده
السياسية
المتنورة
وسطَّر الملاحم
دفاعا عنها في
زمننا منذ
ثورة العشرين
حيث لاشيعة
ولا سنة ولا
عربا ولا كردا
ولا غيرهم من
فئات شعبنا
إلا واشتركوا
فيها ومثلها
وريثتها
الخالدة
انتفاضة آذار
المجيدة العام
1991
...
وباستمرار
قراءتنا لهذا
النهج
نجد استخدام
الـ "هؤلاء"
"بني أمية"
مفردة أو
مصطلحا
سياسيا وهو
استدعاء لغة
العصبية
القبلية التي
نهت عنها
الديانات والفلسفات
ومحت فكرها
واضعة مصطلح
الأمة ووحدتها
وتماسكها فلم
تكن الأمة خير
أمة إلا بأمرها
بالمعروف, وأي
معروف في
انقسامها وفي
تركها الأصل
وليس تمسكها
بالفرع بل
تمسحها
بالذريعة وليّ
عنق الحقيقة
وما هذا من
الاجتهاد في
شئ وما هو من
العلم بقريب
وما فيه من
جوهر مصداقية
ولأنَّه مبني
على الخطأ
والخطيئة فقد
رفضه شعبنا في
شعاره بوقف
الطائفية
والمذهبية
الانقسامية
مؤكدا على
اللحمة ووحدة
الأمة ووقف التعدي
عليها ومنع
أزلام الفتنة
من تبوّء الصدارة..
لا
خيار حياة
ومصير
ومستقبل في
بلادنا إلا بوقف
الطائفية ومن
يلعب على
حبلها ويطلقه
على الغارب
لفتنته لغاية
في أنفسهم
المريضة ..
وليس علينا
إلا تدقيق
مقاصدنا
وقراءاتنا
وتفسيراتنا
بما تصب في
الأصل
والمنبع حيث
الطائفة
تلتزم المذهب
وحيث المذهب
اجتهاد وحيث
الاجتهاد علم
وفقه وعالم
فقيه يُركن
إليه وليس
بغير الصواب
وحكمة الرشاد
ملجأ...
أما
الفتنة, أما
التمسّك
بالذرائعية,
أما الاستغفال
وأما التضليل
والضحك في
الوجوه والطعن
في الظهر فلن
يكون إلا
جريمة
الطائفية المفضوحة
التي سيكشفها
شعبنا
بأطيافه
المتنورة
كافة.. لا مناص
هنا من
التأكيد أنَّ
الحريص على
أبناء هذه
الطائفة أو
تلك إنَّما
ينصح باللقاء
والتسامح
والتفاهم
والتحاور
وليس غير. فهل
لطائفة أنْ
يكون خيرها لا
يقوم إلا على
خراب أخرى؟!! إذن
ليست تلك
الدعوات
التعصبية إلا
خطرا ينخر في
جسم الأمة
فاجتنبوه بل
امنعوه...
www.geocities.com/modern_somerian_slates