التسامح
والسلم
الأهلي
عنوان رمضان عراقيي العمل وإعمار الأنفس والعلائق؟
أ.د. تيسير
عبدالجبار
الآلوسي
باحث
أكاديمي في
العلوم
السياسية
(*)
مطرقة
الأعداء
وسندان
الحلفاء
يسود
اليوم إرهاب
بشع بكل مصادر
تسويقه ودعمه
اللوجستي،
وتربته التي
يحرثها
التطرف والتشدد
وأمراض
الطائفية
ومافيات
الفساد وأصابع
التدخلات
الإقليمية
والدولية.
ومن تربة هذا
الإرهاب وما
يعتاش متطفلا
عليه، ضعفُُ في
الإدارة أو
نقص يحصل هنا
أو ثغرة تبدو
هناك.. ولعل
المكابرة
والثقة
الفائضة أو
الزائدة
بالوضع الهش
في حقيقته
يمثل مفردة من
هذه المثالب..
والخطابات
الديماغوجية
لأغراض
انتخابية أو
تنافسية بين
أطراف
العملية
السياسية
مفردة أخرى..
ويتسع تعداد
النواقص التي
تعترينا. ولكن
من دون اعتراف
بضعف
جاهزيتنا
وبحاجتنا
لنكون جميعا
معا وسويا في
تشخيص الأمور
ومعالجتها؛
من السياسي
الحزبي، إلى
المتخصص
التكنوقراط
والمثقف المفكر
الاقتصا
سياسي وإلى كل
جهد شعبي ورسمي
بلا استثناء...
فالمرحلة
تظل مرحلة
انتقالية من
فراغات بل ثغرات
من مخلفات
الدكتاتورية
والطغيان،
مرورا بفراغ
المؤسسة
الرسمية
الجديدة
وخوائها
وأمراضها
المستعصية من
هزال وفقر خبرات
ونواقص أدوات
وآليات إلى
اختراقات في الصميم
تصل حدّ
مستويات
متقدمة...
المشكلة
أننا دخلنا
نفق
الاستخدام في
الوظائف
العامة على
أساس مرضي هو
(أساس
المحاصصة الطائفية)
الأمر الذي
بات لا ممجوجا
مفضوحا حسب بل
مرفوضا حتى من
أولئك الذين
تبنوه
ومارسوه
وباتوا يعلنون
ارتداء ثياب
الليبرالية
والوطنية
والديموقراطية
مع أنهم في
الجوهر لا
يستطيعون
التخلي عن
السير به شوطا
آخر بحجج
وذرائع ليس
لها قبول أو
خلفية
موضوعية..
اليوم،
وتحديدا بعد الأربعاء
الأسود
الدامي،
تناثرت
الاتهامات
مجددا بين
الأطراف
ذاتها.. مثلما
تجري محاولات
الترحيل
وإلقاء اللوم
على
(التكفيريين
والبعث
الصدامي).
والصحيح
مبدئيا أن تقف
القوى المتصدرة
للعملية
السياسية
سويا في
مواجهة تلك
التخريبية
الإرهابية.
والصحيح ألا
تستغل قوة الأمر
في مواجهة
أخرى لخطأ
ارتكبته أو
نقص أو ثغرة
أو اختراق حصل
في ضوء خطتها..
فهذا
الاستغلال
لدواعي
انتخابية أو
دعائية مستعجلة
سينقلب مجددا
وبضربات أشد
في الغد على
الحليف
الغادر.. كما
أنه يوحي
بعزوف القوى التي
تستغل الظرف
المأساوي عن
التفكير بالضحايا
وبالخسائر
الإنسانية
المريعة
لصالح مطامع
آنية فئوية أو
حزبية أو خاصة
بزعيم أو
جماعة على حساب
أخرى!
نحن
ندرك أهمية
التحليلات
الموضوعية
التي انطلقت
من قبل
المفكرين
والساسة
الذين ينتظر الناس
كلماتهم
الدالة
وتشخيصهم
للأمور.. بخاصة
من ذلك
المطالبة
باستقالة
العناصر غير
الكفوءة
وتعديل
المؤسسات
وتصحيح
جاهزيتها
والتفكير
ببدائل
مناسبة... لكنه
من المستغرب
أن تنبري قوى
حليفة في
إدارة دفة
السلطة والمؤسسات
لتطلق
تصريحات حادة
لا تنسجم
وسياساتها
المعروفة ولا
تتفق وطبيعة
دعوتها للتحالف
المعروف بـ
(الائتلاف)
إلى حد
المطالبة بتنحية
شخصيات في قمة
هرم السلطة
وتنافس على
زعامة الائتلاف..
إنَّ
هذا لا
يُفسَّر إلا
بحسابات
دعائية قاصرة
ومحاولة
انتهاز الفرص
لمكاسب
انتخابية بعامة
من جهة و
لمكاسب
ميدانية على
حساب الحليف
وزعامة
(الائتلاف) من
جهة أخرى..
فيما تؤكد هذه
الاندفاعات
الشديدة بأن
استغلال
الفرصة يجعل
هذه
الإجراءات
متضمنة لتبني
الواقعة
المأساوية
لأنها كما
يُظنّ صبت الزيت
في جرّة طرف
في الائتلاف
الحاكم على
حساب آخر وفي
محاولة صبه في
جرتهما
كليهما بقدر تعلق
الأمر
باستعادة
المبادرة
الطائفية لاحقا
وتصفية
الحسابات على
وفق
المنطلقات
المحسوبة إياها
أقصد منطلقات
الثأر
والانتقام
والعنف وقمع
خطاب الثقة
والتسامح...
في
حين الأصوات
الشعبية،
وأصوات القوى
الديموقراطية
والوطنية
وممثلي
مكونات الطيف
التعددي
القومي من
كورد وتركمان
وكلدان آشوريين
سريان وأرمن
وصابئة، تدعو
جميعها
وتتحدث عن
واجب الاتفاق
في المرحلة
القائمة بغية
مجابهة
الطاعون الأحمر
(الإرهاب
الدموي) سويا
باستثمار كل
القوى والطاقات
وتعاضدها
والبحث في
أفضليات
برامجها
لصبها في
البرنامج
الوطني
الديموقراطي
الموحد،
برنامج الشعب
ومصالحه.
إن
النقد الذي
وجهته القوى
الوطنية
الديموقراطية
لثغرات
المؤسسة
الأمنية التي
تم اختراقها
يقوم على مبدأ
تصحيح الأمور
ومعالجتها
وليس على
الانتقام من المسؤول
المخطئ ووضعه
بين مطرقة
الأعداء وسندان
بعض الحلفاء
وفلسفاتهم
الخاطئة...
فالمطالبة
بإبعاد
المخطئ لا
تعني ثأرا
شخصيا موجها
ضد مسؤول بقدر
ما تعني
تجنيبه طائلة
تكرار الأخطاء
وإيقاعنا
جميعا وسويا
بمصائد
كارثية أفضع..
وبقدر ما تعني
أيضا الإتيان
بالأكفأ وبالبديل
وبرنامجه
الخاضع
للمراجعة
والاستفادة
من التجربة
السابقة...
الدعوة
للاستقالة لا
تعني عداوة
وتناحرا وإقصاء،
بل تقصد
وتستهدف
تسليم
المسؤولية
لجديد لا
ينقطع عن
الاتصال بالسابق،
من باب محدد
بدراسة تجربة
ذاك السابق
وثغراتها.. من
أجل وضع
الآليات
الأنسب للتالي
من المراحل..
فسياسة البدء
من المربع
الأول بلا
اتعاظ وأخذ
للعبر هو
تكرار لخطأ
بصيغة ارتكاب
جريمة أكثر
هولا.. وتلكم
سياسة انتهاز
الفرص في
الحليف كما
طفا على السطح
في بعض أصوات
التحالف التي
علت فجأة وعلى
غير عهدنا بها...
(**)
التسامح
والسلم
الأهلي عنوان
رمضان العمل والعمار
رمضان
يحييه
المؤمنون
بطقوسه
التعبدية ليس
من باب التعطل
والتبطل،
وليس من باب
الانقطاع
لطقسيات
يتمظهر فيها
طرف أو آخر.
وليس بمزايدة
في أي
الطقسيات
التعبدية
أكثر بروزا
دعائيا
وارتداء
لجلابيب
التديّن
ظاهريا...رمضان
الصحيح يعني
الخشوع لأمر
المقدس في
إعلاء شأن العمل
وتقديسه ومنع
التبطل وفي
تبني السلوكيات
القويمة
وإعلاء شان
الصفات
الحميدة..
رمضان
ليس بجلابيب
صلوات تستهدف
آذان سامعيها
تضليلا...
رمضان فيمن لا
ينقطع عن عمل
الخير بل يعلو
به ويسمو.. ومن
يستهدف
الانقطاع إلى
المقدس لا
يمنعه أحد من
ذلك ولكن ذلكم
يظل علاقة
بينه وبين
المقدس
الجليل وليس
فيه ما يكون
على حساب أحد
أو بتضليل
ومخادعة لأحد
أو طرف... وبهذا
فالشخص فردا
أو مجموعة
محكوم بالعمل
في إطار
علاقات
إنسانية
صادقة صحية
صحيحة.. علاقات
تقوم على
الثقة وعلى
تبني العمل
الإيجابي..
ومن
الثقة تنبني
العلاقات
الحميدة..
ومنها تنطلق
إمكانات
التسامح
وخطابه،
التسامح وممارسته
فعليا،
التسامح
والصدر الذي
يحمله بصبر
وقبول ورضا.
التسامح الذي
نحن أحوج ما نكون
إليه كيما
تمضي سفينتنا
بأمان. فمن
منّا لا
يُخطئ، ومن
منّا الكامل
الذي ليس فيه
من نقص؟ ومن
منّا مَن لا
يسهو ويفلت
منه ما يتطلب
المسامحة
والمغفرة من
أصحابه
وزملائه؟
إذا
كان هو لا
يتسع صدره
لمثلبة أو خطأ
غير مقصود أو
تجاوز من صاحب
أو صديق، فكيف
به ينتظر منهم
أن يسامحوه
يوما على ما
قد يبدر منه؟
لنباشر نحن
بكلمة طيبة
فالكلمة
الطيبة صدقة!
ولنبادر
بموقف يُقبِل
على الآخر ليس
في لحظة خدمته
لنا وتبنيه ما
نريد ونرغب
فيه، بل في
لحظة سهوه
وتقصيره معنا
أو في لحظة
تجاوزه وخطئه
بحقنا ففي مثل
هذه اللحظة
يتضح الصديق
وقلبه الطيب
وصدره
الواسع..
في
الشدائد، وفي
المواضع
المعقدة يتضح
صبرنا
وتحملنا
مثالب
أصدقائنا..
التسامح لا
يأتي بقرار من
فوق ومن
خارجنا.. بل
يأتي من حيث
تدريبنا
أنفسنا على
ممارسات
سلوكية
بعينها. ويأتي
من مساعدة
أصيلة من
داخلنا حيث
قناعاتنا بأننا
لا نحيا
منعزلين ولا
نحيا من غير
الآخر.. نحن لا
نطرب لأغنية ولا
نرقص على
إيقاع موسيقا
ما لم يكن
لدينا قواسم
ومشتركات مع
الآخرين.. ومن
هنا فإننا
بحاجة لقيم في
عيشنا.. ومن
هذي القيم أن
نتذكر حاجة علاقاتنا
لرعاية وصبر
وتفهم...
التسامح
الذي ندعو
إليه لا يأتي
لدعوتنا هذه بل
ينشأ من حيث
تربيتنا
أنفسنا على
التحمل والصبر
وعلى التجاوز
والغفران
وعلى تفهم
الآخر وأن
نبحث له عن
ألف عذر يمكن
أن يكون قد
دفعه لخطئه
بحقنا
والآخرين،
وهنا فقط يولد
خطاب التسامح
وتولد
المسامحة
الحقة عميقة
الغور في أنفسنا
بلا ندوب وبلا
جراح تجعلنا
نخسر علاقات العمر
في لحظة أو في
خطأ أو مثلبة..
وتجعل الحلفاء
ينقسمون
ويغدرون أو
ينكثون العهد
فيسود التشرذم
والتناحر...
التسامح
في السلوك
الفردي
الشخصي يخلق
روحا جمعيا
متفاعلا
يتبادل
التأثير مع
وجودنا في مجتمع
يطمح لتطمين
الاستقرار
القائم على السلم
الأهلي وعلى
إزاحة مشهد
العنف
والانتقام و
دوامة الثأر و
ردِّهِ. بمعنى
انتقالنا إلى
حيث واجب
إدخال
التربية السياسية
بخطاب
التسامح
وثقافة السلم
الأهلي
تخفيفا
لغلواء الحقد
الذي يسميه
بعضهم (المقدس
تسويقا له)
بما يؤدي إلى
لغة الانتقام
والثأر..
التسامح
هو علاجنا
عندما نبحث في
وسائل الثقة
وفي وسائل
الصبر على
ممارسات
بعضنا بحق
بعض.. وعندما
نبحث في روح
المبادرة
لتعزيز
تحالفاتنا
الإنسانية
وقد لا يكون
الأمر بتحالف
نتآخى فيه
تماثليا في
أفكارنا
ومعتقداتنا
ولكننا
نتحالف لضمان
عيشنا الآمن
وتعايشنا
سلميا
بغفراننا
وتسامحنا..
ببرامج
التسامح وخطاباتها
نربي الجيل
الجديد على
خطاب نوعي مختلف
يلغي خطاب
العنف.. ويؤسس
لخطاب السلم
الأهلي. فهلا
وجدنا سببا
واحدا يكفي
لنشرع بخطاب التسامح
اليوم بين
فئاتنا
وقوانا
السياسية وبيننا
جمعيات
وروابطا
ومؤسسات
مجتمع مدني وبيننا
جماعات وشللا
وعوائل
وأفرادا؟
هلا
توجهنا
للتسامح
كوننا جميعا
نملك الخطأ
والصواب ونحتاج
للمغفرة
والمسامحة
وإن اختلفت
نسب كفتي
موازيننا من
الخير
وخلافه؟ هلا
رفعنا العقدة
من المنشار
لنركز جهودنا
في العمل بدل
التوقف في
دائرة الخلاف
الفردي
وتصفية حسابات
الانتقام
الذي نسميه
تقويم
الإعوجاج
خطأ؟ هلا انتبهنا
على أن
الانصراف
لقضايا الثأر
أو التركيز
على تعنيف
المخطئ
وإلغاء خطاب
التسامح هو
طعنة في مقتل
لوجودنا
جميعا المخطئ
والمصيب؟
أليس
من الرحمة
والرأفة أن
نحيا بمعالجة
الخطأ وتجنيب
المخطئ مشقة
تكراره ومشقة
عناده في ركوب
الرأس بسبب من
خطاب التعنيف
فيما خطاب
التسامح بين
أيدينا حمامة
سلام ووئام؟
ألا
فلنُقـْبِل
على بعضنا
بعضا بروح من
الثقة
والمسامحة..
ولنجعل من
علاقاتنا
علاقات مودة
وإيجاب في
الشأن الفردي
وفي الشأن
الجمعي من
منظمات
وأحزاب
وجمعيات
وحركات وفئات
وأطياف...
إنَّ
من يخلق الجنة
في بلد، هم
الناس أنفسهم..
فبلادنا في
احتراب حيثما
بقينا نبحث في
لغة
الانتقام..
ولنتذكر أن
هذه هي في الأصل لغة
الأشرار
وبرامجهم..
فهل نعاقب
المجتمع باستمرارنا
في ممارستها؟
وماذا نكون
فعلنا إذا
واصلنا
ممارستها
بدلا عمن
أزحناهم من التسلط
على رقاب
الناس؟ هل
بديلنا يستوي
وفلسفة الشر
الثأرية
الانتقامية
تلك؟ أم أننا
نغرس فلسفة
جديدة بديلة؟
أليست
فلسفتنا في
التسامح والسلم
الأهلي؟
لمن
يوافق فليشرع
في ممارسة
خطاب التسامح
فرديا وجمعيا
ولمن يختار
البقاء في
دائرة العنف
والدم
والانتقام
ندعوه لحوار
من أجل الوصول
إلى الحقيقة
والصواب حتى
نصل إلى
ممارسته لها
فعليا
ميدانيا
عمليا لا إلى القناعة
نظريا
وتوهما...
ولمن
يرى أن هذا
خطاب إصلاحي
مثالي، نذكره
أننا نتحدث عن
قيم وعن منطق
التنوير
العقلي الذي
لا يتعارض
وبقية
الممارسات
والقوانين
المطلوبة
لسير الحياة
ومنها معاقبة
الجاني بقدر
جنايته
وتحميله مسؤولية
ما ارتكب
بضوابط جمعية
عامة ولكننا
نبقي على
علاقاتنا به
بحدود مرحلة
تقويمه
ومعالجته
مواقفه
وتصويب قيمه
وممارساته
وضمه بعد ذلك
صحيحا لمجتمع
التسامح
والسلم
الأهلي.
وقد
نجد فرصة
للمتابعة في
هذا الموضوع
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=182191
http://www.akhbaar.org/wesima_articles/articles-20090823-74813.html
http://www.alnoor.se/article.asp?id=55430
http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=182191
http://www.aljeeran.net/wesima_articles/articles-20090824-152787.html