مؤتمر المجموعات القومية والدينية المضطهدة في الشرق الأوسط، مشروع ينتظر القرار؟
الأستاذ الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي
رئيس جامعة ابن رشد في هولندا
تم في المدة الأخيرة تقديم مشروع لعقد مؤتمر المجموعات القومية والدينية المضطهدة في الشرق الأوسط إلى وزارة الثقافة في حكومة إقليم كوردستان.. ومبدئيا أبدى مستشارون قانونيون وعدد من أعضاء برلمان الإقليم ترحيبا بالفكرة ووجدنا الموافقة المبدئية من معالي وزير الثقافة الأستاذ فلك الدين كاكائي الذي طالما أكّد حرصه على دعم الإجراءات التي تكفل الاستجابة لمطالب هذه الشعوب وحقوقها العادلة وإنصافها في حياتها التي تبنيها بجهود أبنائها وتضحياتهم...
إنَّ التحول بالموافقة إلى الإجراءات العملية المؤملة وتنفيذ فكرة المؤتمر ستأتي بنتائج إيجابية؛ بخاصة اليوم في ظروف المعاناة المركبة لأبناء هذه المجموعات القومية والدينية ممن يُطلق عليهم ظلما الأقليات إمعانا في التهميش وتوفيرا لغطاء مصادرة الحقوق الإنسانية...
وفي أجواء انعقاد المؤتمرات الدولية المعنية بمثل هذه القضية الشائكة المعقدة وما تعكسه من ظروف أبناء مجموعات قومية ودينية وما يعانونه من جرائم تصفوية وأشكال من القمع والمصادرة والاستلاب، يمكن لممثلي هذه المجموعات أن يتحدثوا عن أنفسهم باستقلالية من جهة وبعمق يستند إلى الدراسات والبحوث الدقيقة التي تجمع بين الخطابين الأكاديمي العلمي والسياسي المعبر عن الواقع وقراءته قراءة وافية وناضجة لا تقف عند أمور وصفية بحتة بل وتعقد المقارنات وتتقدم بالمقترحات والتوصيات التي ترتقي باتجاه وضع الحلول المؤملة من وراء انعقاد المؤتمر التأسيسي لسلسلة من المؤتمرات التي تعالج وتلك التالية التي تتابع رصد تطبيق التوصيات وما ينتظر من أنشطة وأعمال بالخصوص...
إنَّ أية جهة داعمة سيكون لها شرف تبني قضية ما عاد بالإمكان السكوت أو التغاضي عن تناولها علنا بكامل ما ينبغي من وصف للحالة والتبنيِ لمعالجات واجبة ومطلوبة.. وليس من حرج في عقد مثل هذا المؤتمر كونه لا يؤسس تناوله للقضية ولا معالجاته المقترحة على التعارضات وأشكال الاختلاف والتقاطع الموجودة ولا على احتمال تبني إدانات سياسية وخطابات للشجب والاستنكار ولكنه مؤتمر يريد وصف الوضع ومسبباته والتوصل إلى وسائل المعالجة الموضوعية التي تعتمد خطابات التسامح والتعايش السلمي وتبني مبادئ الإخاء والعدل والمساواة جوهرا للعلائق بين الجميع بما يكفل الحقوق كاملة تامة بعيدا عن خطابات التشاحن والتباغض والاحتراب والمواقف المسبقة أو استثارة الحساسيات والتقاطعات غير المحسوبة وغير المفيدة في عالم جديد مختلف نوعيا...
من هنا يأتي مؤتمر للشعوب المضطهدة إشارة لتنامي قدرات العوامل الذاتية ونضجها لدى هذه المجموعات القومية والدينية وتطور أدوات التناول والمعالجة وارتقائها لمستوى معرفي مناسب يستند للقراءات المتخصصة وعلى وفق خطة مرسومة في ملخص للمؤتمر تفاصيله كما تمت الإشارة قد وُضِعت بين يدي المسؤولين المعنيين بانعقاد المؤتمر...
أما فكرة مؤتمر المجموعات القومية والدينية المضطهدة في الشرق الأوسط فتتلخص في الآتي من التصور المأخوذ من مشروع المؤتمر المقدم لوزارة الثقافة بحكومة إقليم كوردستان:
موجز مختزل لبعض مفردات المشروع المقدم
التوطئة والتعريف:
في أبرز بلدان الشرق الأوسط وُجِدت حضارات شادتها المجموعات القومية والدينية التي يسمونها اليوم عدوانا [الأقليات]، إمعانا في جهود التهميش ومحاولات الإذابة ومحو الوجود القومي و\أو الديني والحرمان من الحقوق الإنسانية الصريحة المثبتة في القوانين الدولية والشرائع كافة. فالأمازيغ في البلدان المغاربية وشعب الأزواد (الطوارق) سكان الصحراء الكبرى في شمال أفريقيا.. يتعرضان لمحاولات طمس الهوية والإذابة والمحو وإلغاء الحقوق في اللغة وفي خصوصية الهوية فضلا عن حقوق الإنسان الطبيعية..
ومثل هذا يجري مع شعب دارفور بكل الأطياف التي تعيش في الأقليم حتى وصل الأمر إلى عمليات إبادة جماعية بخاصة في جرائم ذبح الرجال واغتصاب النساء واستيلادهنّ (اغتصابا) من الهمج من أوباش العصابات الإجرامية كما في جيش الجنجويد وداعميه في السلطة وغيرها...
وفي مصر ما زال الأقباط يتعرضون لشتى الممارسات التصفوية فضلا عن غمط الحقوق ومحاولات تحجيم الوجود ومحو الهوية بكل مستويات التعامل معهم... وليس بعيدا عن هذه المجموعات القومية والدينية الأصيلة جرى ويجري تصفية الوجود المسيحي في لبنان بكل المجموعات القومية فانحدرت نسبة هذا الشعب من أكثر من 65% إلى أقل من 26% من اللبنانيين داخل البلاد...
وتستمر المقصلة الهوجاء إذ مورست وتُمارَس أبشع الجرائم في العراق بحق الكورد عبر هولوكست ما سُمِّي في حينه [الأنفال] وحلبجة والجرائم الإرهابية الجديدة التي طاولت مختلف المجموعات القومية والدينية التي بنت التاريخ الحضاري وجذور البلاد وما زالت تعطي وتبني بلا مقابل سوى المزيد من التقتيل ومقصلة الجزار الدموي التصفوية مثلما حصل بكل بشاعة مع الأيزيديين ومع الصابئة المندائيين ومع المسيحيين من الأرمن والكلدان الآشوريين السريان بكل أطيافهم القومية والمذهبية الدينية بلا وازع من ضمير ما أدى إلى محق هذه الآلة الجهنمية لهذا الوجود الذي يمثل عراق التنوع والتعددية لولا مقاومة بطولية ونضال قومي ووطني بخاصة حيث انتصرت الإرادة الإنسانية في كوردستان وما تشهده من الاستقرار..
طبيعة المؤتمر وأهدافه:
المؤتمر إنساني الجوهر ينهض بمهمة تشترك فيها هذه المجموعات القومية والدينية التي عاشت منذ آلاف السنين في بلادها وموطنها الأصلي. وسيكون لاشتراك هذه المجموعات القومية والدينية في مؤتمر دولي واحد دلالات جدية كبيرة وفاعلة للتعريف بوجودهم وهوياتهم المخصوصة وبتسليط الضوء على المعاناة الإنسانية والقومية والدينية نتيجة الابتزاز والاستغلال والمصادرة والتهميش ونتيجة ما يُرتكب بحق أبنائهم من جرائم إبادة وما يقع بحق جميعهم من جرائم ضد الإنسانية وأشكال الاستباحة الخطيرة.. وانعقاد مؤتمر موحد لهذه المجموعات ينسجم مع رؤية المجتمع الدولي ونظرته الموحدة إلى منطقة الشرق الأوسط بأكملها كما يعطي زخما وقوة للفعالية في التعريف بتلك المعاناة ووطأة آثارها الإجرامية... مع ضرورة الإشارة للمؤتمر الدولي المنعقد بالخصوص على المستوى العالمي وما خرج عنه من مقررات... فضلا عن الدلالة المهمة لتوكيد دور هذه المجموعات القومية والدينية في بناء شرق أوسط جديد بكل مضامين احترام مبادئ العدل والمساواة والشراكة والتعايش السلمي المنصف للجميع كونهم أبناء هذه المجتمعات المتآخية لا المنقسمة ولا المتشرذمة المتشظية على وفق مجريات القوى التي تحمل ألوية العداء والبغضاء والتشاحن...
وفي ضوء ذلك فإنَّ أهداف المؤتمر ستركز على تقديم البحوث والدراسات الجدية وعلى وفق آخر القرارات الدولية من جهة إزالة ثقافة التصفية والتهميش وتضع هذه الشعوب المضطهدة في مكانها وتعطيها مكانتها الحقة..
ويمكن انعقاد المؤتمر في كوردستان العراق ونقل المقررات إلى الجهات المعنية وعقد الصلات مع المؤتمرات الأخرى تفعيلا للجهود وأسس تنسيقها لكن انعقاده في مؤتمر دولي في بروكسل مقر الاتحاد الأوروبي (قد يكون مع تجنب عدد من الاعتبارات البروتوكولية أو احتمال إحراجاتها على المستوى الإقليمي الرسمي) وسيكون فرصة لإيصال أفضل صورة عن الأوضاع ومساراتها بخاصة في الظرف الحالي الذي تبحث فيه البلدان الأوروبية والمحكمة الدولية لقضايا تخص جرائم مرتكبة في دارفور وفي عدد من بلدان الشرق الأوسط الأخرى.. وستقدم الدراسات والبحوث مادة علمية دقيقة للمنظمات الدولية والقضاء الإنساني العالمي لإقرار مفردات القرارات والقوانين المناسبة الصحية الصحيحة في ضوء تلك الدراسات الموضوعية الرصينة المنتظرة.. وسيكون من بين الأهداف حشد المجتمع الدولي لصالح حل المشكلات المتبقية التي تطرحها المجموعات القومية والدينية كما في معالجة قضايا شائكة من مثل قضية كركوك والحقوق الفديرالية الصريحة ومشروعات المجموعات القومية والدينية في العراق في إطار منطق التناول الموضوعي العلمي الصحيح...
حضور المؤتمر:
المقترح الأولي المبدئي يتمثل في أن يحضر المؤتمر ممثلو هذه الشعوب من المجموعات القومية والدينية وهم:
01. الكورد 14 شخصية.
02. الأزواد(الطوارق) 03 شخصيات.
03. الأقباط 02 شخصيتان.
04. شعب دارفور 02 شخصيات فيهم ممثلو (?).
05. جنوب السودان 02
06. النوبة 01
07. الدروز 01 شخصية واحدة.
08. الأرمن 01 شخصية واحدة.
09. المارون 01 شخصية واحدة.
10. قضية الأيزيدية 03 شخصيات.
11. الصابئة المندائية 04 شخصيات.
12. الكلدان الآشوريون السريان 07 شخصيات.
13. الأمازيغ 03 شخصيات.
14. شخصيات مناصرة للقضية 05 شخصيات
15. الآذريين إيران 01
16. التركمان 02
17. عرب الأحواز 01
18. البلوش 01
19. المنظمات العالمية المهتمة بالقضية القومية والجينوسايد 05
20. شخصية يهودية 01
المجموع الكلي للمدعوين هو 60 ستون شخصية مع دعوة شخصيات من كوردستان العراق ومن ممثلي الاتحاد الأوروبي في بروكسل.. بعدد بين 10-20 شخصية. ومن بين الستين شخصية يمكن أن يأتي 10 شخصيات من بلدان الشرق الأوسط... المنظمات العالمية المهتمة بالقضية القومية والجينوسايد 5 ويمكن ترشيح شخصية تمثل الديانة اليهودية سواء من المغرب أو من العراق بعد التداول في الأمر ومسألة تعديل نسب المشاركة تتوقف على التداول اللاحق من جهة إنضاج المقترحات ووضعها بالصورة الملائمة لتمثيل جميع الأطراف من دون غمط حق طيف أو جهة بأي حال من الأحوال...
محاور أولية مقترحة لجلسات المؤتمر:
1. الجلسة الافتتاحية وفيها كلمات رسمية كالآتي: اللجنة المنظمة \ الجهة الداعمة \ الاتحاد الأوروبي \ كلمات ممثل كل مجموعة قومية أو دينية...
3. الجلسة البحثية الدراسية الأولى وفيها أربعة بحوث عن الأمازيغ والأزواد والدروز وتطورات القضية الكوردية في العراق بين الأمس واليوم...
4. الجلسة البحثية الدراسية الثانية وفيها أربعة بحوث عن دارفور في السودان والأقباط في مصر والمسيحيين في لبنان وعموم يلاد الشام وعن جريمة الأنفال وطبيعة الإبادة الجماعية..
اليوم الثاني
1. الجلسة البحثية الدراسية الثالثة وفيها ثلاثة بحوث للأيزيدية والمندائيين وثالث لتاريخ القضية الكوردية دوليا...
2. الجلسة البحثية الدراسية الرابعة وفيها بحثان للكلدان الآشوريين السريان...
3. الجلسة البحثية الدراسية الخامسة وفيها بحثان للقضية الكوردية عن الفديرالية وقضية كركوك وعن واقع كوردستان الماضي والمستقبل..
اليوم الثالث
يمكن للمؤتمر أن يتوزع على يوم ثالث لإتاحة الفرصة لإغناء البحوث في حال توافر الدعم المناسب بالخصوص؛ بخاصة لوجود قضايا كثيرة ومهمة تخص التركمان والبلوش والأرمن والأذريين والنوبيين وشعب دارفور وجنوب السودان وغيرهم مع وجوب وجود جلسة مداولات بشأن التوصيات والرسالة الرسمية التي تثبت إرادة المؤتمرين الموجهة للمجتمع الدولي والأوروبي وللمنظمات الدولية والإقليمية لتصحيح النظرة السائدة وتعديل المسارات بما يخدم هذه الشعوب وقضاياها ويحل مشكلاتها المعقدة التي ما زالت تطيح بأبناء المجموعات القومية وبطموحاتهم وبوجودهم الإنساني...
إدارة المؤتمر وتنظيمه:
يمكن للجهة الداعمة أن تشرف مباشرة على تنظيم الشؤون المالية للمؤتمر بالتنسيق مع اللجنة المنظمة المتشكلة من ممثلي جاك السيد علي محمود (وآخرين) وممثل الأمازيغ والأزواد الطوارق السيد جمال كواح (وآخرين) وممثل البرلمان الثقافي العراقي في المهجر البروفيسورالدكتور تيسير الآلوسي (وآخرين) ومن عضوين منتدبين عن الجهة الداعمة مع الالتفات للطبيعة الأكاديمية التخصصية للمشاركين بعامة..
تاريخ انعقاد المؤتمر ومكانه:
ينعقد المؤتمر في منتصف آذار مارس 2009 في مدينة بروكسل نظرا لأهمية أن يكون قريبا من مقر الاتحاد الأوروبي لتبادل الرؤى والمعالجات بخصوص تلك القضايا.. وقد كان مقترح انعقاد المؤتمر قد مضت عليه سنتين عندما انطلقت الفكرة بداية وكذلك كان المقترح أن ينعقد قبل أكثر من شهرين وتم التأجيل في ضوء أمور فنية بحتة...
إعلام المؤتمر:
تنبثق عن اللجنة المنظمة لجنة إعلامية إلى جانب متحدث رسمي باسم المؤتمر (مقترح: أ.د. تيسير الآلوسي) وتتم دعوة الصحف والفضائيات للمؤتمر ومنها تحديدا صحف كوردستان وفضائيات كوردستان تي في والحرية والبغدادية وفضائيات أوروبية وعالمية معروفة... يمكن أن تصدر عن المؤتمر صحيفة يومية تنشر أخبار الجلسات والمناقشات وتكون باللغات المتعددة أهمها الأنجليزية والفرنسية مع نصوص البحوث المكتوبة بالعربية و الكوردية والأمازيغية والسريانية والتي تترجم بالتبادل إلى جميع هذه اللغات أو ملخصاتها وبحسب طبيعة البحث وتوجهه لقضية أو أخرى... وبهذا يحتاج المؤتمر لطاقم للترجمة ضمنا...
سيكون مفيدا وضع البحوث والدراسات مترجمة في كراسات توزع على الحضور وعلى الإعلاميين ويصدر كتاب بمجريات المؤتمر بعد انتهاء الأعمال... ويُرفق برسالة رسمية للمنظمات الدولية...
خلاصة:
إنَّ العالم لا يأبه بالتصريحات والأقوال والنشريات التي تمضي بلا عودة إليها ولكن وجود مؤتمرات بخاصة منها التي تعتمد البحوث العلمية الأكاديمية وبإشراف جهة جامعية متخصصة على سبيل المثال والخطاب السياسي الموضوعي لهذه الجهة سيعني توكيدا للحقوق وتثبيتا لها بطريقة توثيق الدراسات ووضعها في خلاصات وتوصيات رسمية توجه للمنظمات الدولية المعنية بالقضايا الكبرى كقضايا الشعوب المضطهدة وتحريرها من نير الاتفاقات والقرارات التي نكثتها في ظروف معقدة ما يتطلب العمل على استعادة النظر الجدي المسؤول في الوعود الدولية كما في تلك التي جرت بين معاهدتي سيفر ولوزان بشأن الكورد وما يمكن التوكيد عليه لتفعيل دعم حق تقرير المصير... وسيكون مؤتمر كهذا من الأهمية بمكان لتحريك خطوة فاعلة بالاتجاه الصحيح...
ولمتابعة التنسيق فقد تمَّ اختيار البروفيسور الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي (رئيس البرلمان الثقافي العراقي في المهجر\ رئيس رابطة الكتاب الديموقراطيين العراقيين في هولندا) لغرض المتابعة والاتصال بالأطراف المعنية بالحضور وتطوير المشروع قبيل وضعه موضع التنفيذ العملي:
هاتف أرضي : 0031342840208
هاتف نقال : 0031617880910
بريد ألكتروني: tayseer54@hotmail.com
كذلك إمكان الاتصال بالسيد علي محمود المنسق في اللجنة المنظمة:
هاتف: 0031798222331
إيميل: alimm@wanadoo.nl
http://www.doxata.com/modules.php?name=News&file=article&sid=5287
http://www.ana-hura.com/modules.php?name=News&file=article&sid=6881