أقلام
حرة شريفة X أقلام
مأجورة
رخيصة؟!
أكاديمي
ومحلّل سياسي
\ ناشط في حقوق
الإنسان
2003 \ 12 \ 03
E-MAIL: tayseer54@maktoob.com
تنقسم
حياتنا
الإنسانية
على ما هو
نبيل شريف
وآخر وضيع
رخيص بين
الفضيلة
والرذيلة؛
وينقسم البشر
على هذين
المسارين على
وفق قاعدتين
أو مبدأين
مختلفين.
فالالتزام
بمبادئ الخير
والسلام لا
يحتاج
لمبررات بل
ينبع من دواعي
أصالة إنسانية
وسمو
نفس وكرم
أخلاق, فيما
لا نجد للرذيلة
إلا التبرير
واللف
والدوران
لتقديم أية حالة
تنتمي إلى
الشرِّ وما
يتبعه من
اعتداء على
قيم
الإنسانية
الفاضلة, وليس
أقل من خواء النفس
وافتقاد
الضمير
والحسّ
الإنساني
لأولئك الذين
يبيعون كلّ شئ
حتى ذواتهم
بلا مقابل...
ما
نقرأ
عنه اليوم وما
نسمع ونشاهد
يخصُّ
الأقلام
التي انبرت
تحرِّر
أوتحبِّر
أوتدبِّج المقالات,
فمنها ما
يدافع عن
الإنسان
(بخاصة هنا
العراقي) الذي
يجد مساحة
واسعة اليوم
للتعبير
بحرية ومن دون
حجر وكبت
وقمع.. وفي
الحقيقة
هؤلاء كانوا
ومازالوا
يكتبون في
ظروف معقدة
وصعبة
ولطالما
تعرّضوا
نتيجة
مواقفهم النبيلة
والجريئة في
الدفاع عن
الحق
والعدالة لجملة
من المشاكل
وصل بعضها حدّ
التضحية بالنفس
عندما اغتالت
الأيدي
الآثمة أنبل
الأقلام
المخلصة
لقضية الشعب
والوطن في
محاولة منها
لإسكات تلك
الأقلام وما
تقوم به من
فضح الجريمة ومَنْ
يقف وراءها
(كما في
اغتيال
الشعراء والكتّاب
والأساتذة
والصحفيين
والمثقفين من
كل طراز)...
ومن كثرة
فارغة, ممّا
يسمونه أقلام,
نجد تلك التي
تمَّ شراؤها
بأرخص
ثمن فصارت
تخطُّ
محبِّرة
الصفحات
مؤلِّفة
الأكاذيب
مدبِّجة من
خيالاتها
المريضة
المُباعة القصصَ
والحكاياتِ
وأحيانا
تحليلات
مفبركة قائمة
على الادّعاء
والافتراء.
وهذه الحالة
المَرَضية
توجد في وضع
كالذي تمرُّ
به بلادنا
وبين ممثلي
تلك الأقلام
المتّّسِخة
ما استمرأت وضعها
الذي عهدته
منذ زمن
أسيادها
الذين حكموا البلاد
والعباد
بسياط الجلاد
وأقلام أو أصوات
الفساد كما في
الصحف
الصفراء
وفعالياتها
المفضوحة.
اليوم
نجد من بقايا
هؤلاء ونجد من
أشباههم مستغلين
حالة عدم
الاستقرار
وأبعد من ذلك
كون الطرف
الذي
يناوئونه
ويستهدفونه
فيما يسطِّرون
هو طرف بعيد
عن القمع وعن
عقوبات الموت
التي كانت
تكلِّف
صاحبها
الكلمة
النبيلة في ظلِّ
الدكتاتورية
السوداء
وبعيد عمَّا
يجعلهم
يتعرضون
للألم وهم
يفلتون من
العقاب القانوني
في الوضع
الراهن حيث لا
سلطة تطاردهم
أو تُخضِعهم
للمحاسبة..
أما الحساب
الأدبي المعنوي
فلا اعتبار له
عندهم وقد قيل
إذا لم تستحِ
فافعل ما شئت
(ولا أقصد في
هذا أيّا ممن
سيرد في هذا
المقال من
أسماء)...
نحن
إذن بصدد
قلمين نبيل
شريف يتعرّض
حتى يومنا
للضغوط
والمطاردة من
النظام
المنهار
بالأمس وفي
اللحظة
القائمة من بقاياه
التي تكاد
تلفظ أنفاسها
الأخيرة ومن
سدنة أنظمة
الكبت
والمصادرة
ومن حرّاس
القيم المزيَّفة
مدّعي
التديّن
والتعفّف من
الآمرين
بمعروف لم
يُنزِل الله
به من سلطان
والناهين عن
منكر ما قال
به وليّ صالح
ولا قانون
تسامح لا من
إنس ولا جان.. وقلم لا
يحتاج لتعريف
بل لكشف
خفاياه وفضح
ألاعيبه
وتحجيم مواضع
تأثيره بما
يدسّه من سموم
وأحقاد..
وما
يدفع لهذا
التقديم
المطوَّل هو
ما يحصل في
حاضر عراقنا
من سجال
أحيانا ومن
اصطراعات واحتدامات
بين الأقلام
المتنوعة
الرؤى أحيانا
المختلفة
الأفكار
والمنطلقات
في أحيان أخرى.
فكثرما يدفع
الحماس
والغيرة
الوطنية بخاصة
عند بعض
الأقلام
الشابة في
ميدان الفكر والسياسة
[ومرة أخرى
أؤكد على
التعميم في
الفكرة هنا لا
التخصيص] إلى
الوقوع في
الانفعالية
وما ينجم عنها
من احتدامات
تصل أحيانا
حدّ التجاوز
وحتى الاتهام
والتخوين
نتيجة
التباسات أو
عدم وضوح في
الرؤى أو سوء
فهم أو نتيجة
معلومات
مدسوسة أو غير
دقيقة أو لم
تُقرأ بتحليل مناسب
أو بتأنِ ِ
كافِ ِ. ويبدو
لي أنَّ هذه
الحالة ليست
مستحيلة
الحلّ
مستعصيته
بين أطرافها..
ولكنَّ
مستحيل
القبول هو
النزول إلى
الركاكة
والتدني في
التناول
والمعالجة
حدّاَ َ يمتنع
معه التفكير
بمصالحة بين
النقيضين..
ذلك عندما نجد
طرفا أوغل في
اعتدائه
وأوغر صدره
فطفح لسانه أو
قلمه بكيل من
الابتذال الذي
لا يسئ إلى
شخصية بعينها
وإلى موقف أو
جهة بل إلى
كلِّ أبناء
الشعب وأجزاء
الوطن كافة.
عند ذاك ليس
علينا معشر
الثقافة
والحكمة والمعرفة
إلا فضح
الموقف كاملا
ومن الجذور
وأنْ يحكم
الجمع بتهميش
(بذاءة) أو (عزل)
جرثومة بوصف
ذلك من الأمور
الطبيعية
والمنطقية فليس
للمجرم إلا
السجن عندما
لا يردعه
احترام قانون..
وفي
أبسط أمثلتنا
التي نريد
تسجيلها هنا
هي مواقع
الإنترنت
التي صارت
وسيلة إعلام
وإعلانِ ِ
عامة, وهي تصل
الملايين من
المتابعين. وعليها
ظهرت الأقلام
من كلِّ
الفئات
ولكنَّ المطلوب
هو الفرز بين
الإيجابي
والسلبي من
المواقع
والفرز بين
الإيجابي
والسلبي من الأقلام
وعلى المواقع
أنْ تجد وسائل
دراسة متابعيها
وآرائهم
وتصوراتهم من
جهة ووسائل قراءة
ما يرد إليها
وما ينبغي
نشره وما
لاينبغي لكي
نشير
لقرّائنا إلى
الصالح من
الطالح ليس
بوصاية ولكن
بنصيحة وعظة...
فإذا
قيل هذا يتعارض
مع
الديموقراطية
وجدت من
المناسب التذكير
بأنَّ
الديموقراطية
تعني الحرية
ولكن تلك
الحرية التي
نمتلكها
تنتهي من حيث
تبدأ حرية
الآخرين وإلا
وقعنا في
الاعتداء على
مبدأ الحرية
نفسه وعلى
طريقنا
الديموقراطي
الذي نستهدفه.
وعليه فأول
الأمر يجب ألا
نسمح بنشر الاتهامات
جزافا بل يجب
التروي ووقف
نشر التهم على
الملأ حتى
يتبيّن
صوابها من
كذبها وافترائها.
ويجب على كلّ
مَن يتهم شخصا
أو جهة أنْ يأتي
ببيانه
وبرهانه على
ما يقول وقد
تضمّنت كل الشرائع
والقوانين
والأعراف هذا
الحق ...
وإلا
فإنَّ
التساهل
والانفلات بل
(الانفلاشية)
ـ وهو المصطلح
الذي أحاول
التأصيل له
تعبيرا عمّا
يجري اليوم من
انفلات بل
فوضى باسم الديموقراطية
ـ ستؤدي هذه
(الانفلاشية)
إلى فوضى عارمة
شديدة الوقع
والتأثير
السلبي على
واقعنا بما
يمنح قوى
الرذيلة فرصا
كبيرة لتسيّد الموقف
تحت مظلة
مشوَّهة من
زعم
الديموقراطية
لأغلبية من
الرعاع
والسوَقة وهم
لا يعبرون عن
مصالح
الأغلبية ولا
عن تصوراتهم
بقدر ما
يشوِّهون
أفكارهم
ويجعلونهم في
حيص بيص وحيرة
وتشتت ما بعده
من من دراية
بنهاية النفق
المظلم الذي
يضعون حياتنا
فيه...
علينا
وقف التعامل
مع أي شكل من
أشكال المهاترة
والسب والشتم
والتخوين. وكل
اتهام لا يأتي
صاحبه بدليل
ثابت عليه,
سيكون شتيمة
يعاقب عليها
العقد
الاجتماعي
الذي ينبغي
للمثقفين
والكتّاب
والمبدعين
والعلماء
والحكماء
العراقيين
التوافق عليه
اليوم قبل
الغد. وإنْ
كان هذا العقد
موجودا في
القوانين
التقليدية
وليس بجديد
الحديث عنه
وعرضه للعمل
به. وعلينا
هنا أيضا أنْ
نوقّع على
مقاطعة أي مَوقِعِ
ِ يقوم بنشر
مثل هذه
المهاترات من
دون دليل مقنع
ومرجعيتنا في
القناعة هو
منطقنا المتحضّر
المتمدّن
ولجنة من
العارفين
والعقلاء
يمكن أنْ
تتشكل حيثما
تطلّب الأمر..
أما
ما يخص تهمة
العمالة للنظام
المقبور فلن
أقول
للعراقيين
"مَن كان منكم
بلا خطيئة ..."
لأنَّ جلّ
العراقيين
أناس من الطهر
والتعفف ما لا
يحتاج لشهادة
أكثر من الدماء
التي رووا بها
أرض الرافدين
من أجل تطهيرها
من رجس الطغاة
ولكنَّنا يجب
أنْ نترك الأمر
للمحاكم
العراقية
المختصة
بالموضوع التي
ينبغي أنْ
تتشكل سريعا
لحسم القضايا
ومنع تسلل
المنافقين
الانتهازيين
الذين سيكونون
وبالا على
مستقبلنا إذا
ما سمحنا لهم
بالعمل بيننا
ونحن نشهد ما
يجري اليوم من
وقائع مما
لابد من وقفه ..
ولا يجب
للمثقفين أنْ
يُدخِلوا
أنفسهم في
متاهات المكارثية
ومبادئها في ملاحقة
المثقف
ونياته وما
يفكر فيه وما
يضمر ولنترك
لكلِّ ِ
اختصاصه
وميدان عمله
وهذه ليست
دعوة لمبدأ
عفا الله عمّا
سلف بل لدرء
إدخال مبدأ
ردئ وسلبي على
عمل مثقفينا
ومن ثمَّ أقلامنا
المتنورة
الطاهرة
والنظيفة..
وبمزيد
من التخصيص
أقول إنَّ نار هذه الكلمة
لم تكن نارا
هادئة في
اشتعالها
ودفعها إياي
للكتابة في
الإشكالية أو
المشكلة بل هو
ما قرأت من انسحاب
أحد الأقلام
التي تابعت
صحة ما تتناول
ورجاحة ما
تعالج وهو
كاتبنا
المعروف زهير كاظم
عبود وقرأت
لأقلام
عراقية نبيلة
دعوة مباشرة
صريحة للوقوف
شامخا وبتحدِ
ِ تجاه ما كيل
له من اتهامات
والاستمرار
في الكتابة
النزيهة
الكريمة خدمة
لبناء
بلادنا(السادة
وداد فاخر و
د.سلمان شمسة
وأقلام نبيلة
كثيرة أخرى) وقرأت
تحدي أحد
السادة
الأفاضل (السيد
جواد كاظم
خلف) يقول فيه
فلنحقِّق في
الاتهامات
ووضع الآلية
لما دعا إليه
[وهذا ما خفتُ
أنْ نقع عبره
بالمكارثية
وتحويل
النثقف عن
نهجه وآليات
عمله]...
ولكن ما
الذي يمنع من
الحديث أو
التساؤل
بطريقة أخرى
أعتقدها
موضوعية فما
الذي كتبه
السيد زهير
كاظم عبود مما
ينبغي الرد
عليه؟ هل لأحد
ما يرى في
مقالاته
ودراساته ما
يضير العراق
والعراقيين؟
وهل فيما يكتب
ما يخرج على
مصالحنا
الثابتة؟ أو
ما يسئ إلى
جمعنا؟ أو
لفرد منا؟
فإنْ وجدنا
شيئا من ذلك
فلنسعَ
لمساءلة
الموضوع
والمعالجة
ونرد القول
بالقول .. أما
فعل الجريمة
المتهم بها
فليس من شأن
مَنْ لا يملك
دليلا عليها
الحديث فيها
أو نشرها على
الملأ لأنها
تظل مجرد اتهامات
بلا دليل
بمعنى
الاتهام
الباطل وما
بني على باطل
يخضع لحساب
العاقل...
ويعنيني
هنا أنْ
أسجِّل دعوتي
لكلِّ قلم شريف
ألا يقع تحت
تأثير
المواقف
المتشنجة أو
المنفعلة أو
المريضة
السلبية من
أقلام مأجورة
رخيصة
ومعادية لكلّ
ما هو نظيف
وإيجابي
ومنهم السيد
عبود والسيد
فاخر الذي
صرّح بوضوح
بأنه لن يكتب
في مثل هكذا
أجواء...
لماذا؟ أليس
هذا من ضريبة
الدفاع عن
الحق والنبل
والقيم
السامية
ياسادة ياكرام؟
لا تهِنوا ولا
تفتر عزائمكم
فما زال أمامنا
الطريق شاقا
ومعقدا فإذا
لم يُنِرْهُ أمثالكم
من مشاعل
النور
والهداية
فلمن سنترك
الساحة
وليشدّ
بعضُنا أزر
بعض حيثما
يشعر أحدنا
بألم الضربات
والهجمات
ولتكونوا كما أنتم
ومعادنكم
الجواهر
المتلألئة
أقوياء الشكيمة
أزكياء
الأنفس
أنقياء
الضمائر..
ولنراجع
بعضنا بعضا
فقد يكون شخص
ارتكب خطأ في
مقال قد يكون
سفاهة وقد
يكون إسفافا
وقد يكون قدحا
ولكن ألا يدري
مثقفونا كم
شوَّه النظام
من أنفس وكم
أتعب وكم أصاب
بداء أو آخر
وكم أفسد من العلاقات
ما دفع أحيانا
لمهاترة
وأخرى لمنابزة
رخيصة وبعض
عراقيينا وقع
أو يقع في مثل
هكذا زلات. و
لي ثقة
بأنفسنا نحن
العراقيين
راسخة بأنْ
نتجاوز ذلك,
بخاصة
الشخصيات
الأدبية
الكبيرة
وأعلام
الثقافة
والسياسة
بالابتعاد
قدر ما تحتمله
النفس
البشرية عن
الانفعال
والاحتدام
والاصطدام..
لا
نُخرجنَّ من
صفوفنا إلا
مَن يتأكد
ويتواتر عنه
الإسفاف
والخروج على
عقد احترام
الذات العراقية
والهوية
الإنسانية
النزيهة المتحضِّرة
لها, ولنوقف
حالات ردود
الفعل ولا
أقصد بذلك فعل
مقاطعة مَن
يُهين
الثقافة
والمثقفين
ولا أمر وقف
التعامل معهم
من مواقع وصحف
ودوريات ..
ولكنني أقصد
التواصل
والاستمرار
في العمل فعلا
مؤثرا في حياتنا
ونحن أدرى
بأنَّ البناء
أصعب
من الهدم.
والمخرّب
يؤذي نفسه قبل
الآخرين
ولكنه لا يدري
بينما نحن
ندري بأنَّ
ترك الساحة
للهدّامين
والسلبيين
أمر يعزّ على
الأنفس
العالية .. وبعد
فلا يد لنا
على مَن يختار
مدة لقسط من
الراحة فلكلّ
إنسان الحق في
القسط الذي
يفرضه منطق
الوجود
الإنساني
ونحن معه فيما
يختار وما
يريد وإنْ كان
الزمن يريد من
الأعلام والمتقدمين
ويحمّلهم
أكثر مما يفرض
على العادي من
الناس. وكان
الله في العون
يا سادتي
العراقيين في
أزمنة الشدّة
المتعاقبة
علينا....