الجامعة
العراقية بين
العقلين
التنويري
والظلامي
أكاديمي
ومحلّل سياسي
\ ناشط في حقوق
الإنسان
01/12/2007
أول
ولادة العقل
معلِّما كان
في غرفة فلاح
سومري، ثم
تتابع الأمر فولدت
المكتبة
الآشورية وجاءت
دار الحكمة
فالجامعة
المستنصرية
لتعتمد جميع
هذه المؤسسات
منطق التنوير
العقلي وتفعيل
التراكم
العلمي
المتنامي في
أرض العلوم وتراث
البشرية
المعرفي.. لكن
ذلك لم يكن من
دون عقبات
وأوصاب
ومحاولات
مهولة
لاغتيال مبدع
الحرف الساطع
نورا ومصادرة
الحرف ومنعه
من أنْ يكون
الكلمة
الفعل، حيث تيقنا
دوما أنه في
البدء كانت
الكلمة...
وعاود
العقل
العراقي
نشاطه لتتأسس
الجامعة
العراقية
الحديثة
ولكنها تبقى
بين شدّ وجذب
بين التنوير
والظلام..
وتصطرع
الأفكار
وتنتصر إرادة
العلم ومنطق العقل
إلا أن شراذم
الظلام
وأشباحه كانت
تعود بين الفينة
والأخرى
لتفرض بقوة
همجية سطوتها
على مؤسسة
البحث العلمي
ومنطقه
التنويري
العلماني... وكان
ذلك بجرائم من
نمط اغتيال
الطلبة واغتيال
الأساتذة
واغتيال رأس
الجامعة
ومصادرة حرياتها
في العمل
ومحاصرة
جهودها
العلمية بل واستلابها
بالمرة...
هذه
المرة، وفي ظل
هجمة دموية
شرسة جرى
استهداف مكثف
ومباشر توجه
لا لتخويف
العقل الجامعي
بل لتصفيته
بين طريق الدم
والاغتيالات
التي فاق
حجمها
الكارثي زَمَني
هولاكو
وهتلر... فلقد
تمت تصفية
جسدية لمئات
وآلاف من
العقول المبدعة
التي لا يمكن
تعويضها وهذا
فوق حالة
استباحة
الحرم
الجامعي وتحويله
إلى ثكنات
لزعران
ميليشيات
أحزاب التأسلم
السياسي
وطبعا فضلا عن
محارق
المكتبات مما
تبقى مما لم
تطله أيادي
النهب
والسرقة
والتخريب...
حتى يمكننا القول
اليوم: إنَّ
حجم الخراب
والتدمير في
الممتلكات
والأصول
الجامعية كان
الجريمة
الأكثر هولا
بعد جريمة
مئات آلاف
الضحايا
العراقيين
بينهم آلاف
مؤلفة من العلماء
والأساتذة
والباحثين
والمتخصصين...
كل ذلك
يأتي في جريمة
مبيتة لفرض
الظلمة على الواقع
العراقي بحجة
دعية رخيصة
تتمثل في ارتداء
العمامة
السياسية لا
الدينية لأن
الدين أيّ دين
لم يكن يوما
جوهره
العمامة
السوداء أو الخضراء
أو الطربوش
ولكنه قيم
التسامح
والإخاء
والسلم
والانعتاق
فيما عمامة
الأدعياء من أحزاب
التأسلم
وميليشياتهم
المتحكمة
بالأمور
اليوم هي رمز
الجريمة يجري
التخفي وراءها
لا لفرض
الظلمة
والانتهاء من
الأمر بل لقتل
كل سمة
إنسانية
صحيحة قويمة..
إنَّ
كثرة كاثرة من
الآيات في
النص الديني تؤكد
قدسية الوجود
الإنساني
وجوهر عمله
العقلي
العلمي وهي ما
يجري طمسه من
معممي التيارات
الدينية
السياسية فيما
يجري تأويل
آيات أخرى
لتبرير
جرائمهم بمساريها
الظلاميين
الطائفي
والتكفيري
وجوهرهما الإرهابيين
وأدواتهما
الدموية في
تصفية أي بصيص
للنور...
لاحظوا
معي مظاهر
أنشطة أتباع
تلك القوى الظلامية..
فأول أمرهم
استخدام
العنف
والتبكيت والمصادرة
والاستلاب
والمنع
والتهديد
بالويل
والثبور وعظائم
الأمور
وسرعان ما
تجري تصفية
أية شخصية
علمية لا تروق
لهم فلا يمكن
لأستاذ أن
يتجاوز سلطة
أولئك
المتحكمين
بالحرم
الجامعي
وداخل الفصول
الدراسية ممن
يرتدون أزياء
النازية
وغيرها...
ولاحظوا
معي منع
الرحلات
الترفيهية
وتعرّض من
يقوم بها
للاعتداء
والضرب
والإهانة والتصفية
الجسدية
والأدبية
بتشويه
السمعة والحط
من المكانة
والقدر [مثال
أحداث حديقة
الأندلس في
البصرة] .. كما أرجو
ملاحظة منع
أية أعمال أو
أنشطة فنية أو
احتفالية
[مثال منع
احتفال
التخرج لطلبة
جامعة ذي قار
على الرغم من
التنازل عن
أية أغنية أو
أنشودة
والإبقاء على
احتفالية
مجردة من كل مظاهر
الفرح مجرد
لقاء رسمي]
وطبعا التصفية
والرد هنا
أيضا بالعنف
والاعتداءات
المتنوعة
الأشكال...
وحين ندخل
الصفوف فإننا
سنجد مراقبين
يتابعون
الطلبة في
أسئلتهم ويتابعون
الأساتذة في
إجاباتهم
وليس ما لا
يروق لهم وحده
مصادر بل وحتى
ما لا
يفهمونه...
من هنا
ارتدت
الجامعة
العراقية
عمامة الادعاء
الظلامية
وجرى تعتيم
الأجواء
وممارسة كل
الموبقات
والجرائم في
ظل عتمة
العمامة
السوداء
والخضراء مع
أنهم يظهرون
بطريقة من
يفرض ارتداء
الحجاب
الإيراني وبرقعة
المرأة
بطريقة
والرجل
بطريقة أخرى
بخلاف ما
يمارسون حقا
خلف كواليس
العتمة والظلام..
والذي
تجدر الإشارة
إليه اليوم بعد
هذا المشهد
داخل الوطن يقع
في حلبة
افتتاح
مؤسسات
جامعية خارج
الوطن يعتمد
في بعض
مشروعاته على
نمط التعليم
الألكتروني
وبعضه
التقليدي،
ولأن هذه
المؤسسات
تضمنت أهدافا
تنويرية
علمانية
ولأنها صارت
تحتضن
العراقيين
الشغوفين
بالعلم وبالمنطق
العقلي فقد
طاردت قوى
الظلام هذه المؤسسات
الوليدة عبر
مسلكين وهو
أمر يخضع لخطة
واسعة في
تصفية علماء
العراق
ومسيرة العمل العلمي
وأية محاولة
تنويرية
محتملة
لإدامة ضوء
المعرفة
وإيصاله
للعراق حتى لو
كان عبر نافذة
المهجَّرين
فذلك أيضا من
المحرمات الممنوعات
المكفرات إذ
من جرى تهجيره
ليس ليبقى
فاعلا أو حيا
بل ليموت عبر
منفذ آخر غير
التصفية الجسدية
التي لم
يستطيعوا
تنفيذها فيه..
وهكذا
جرت في
الأصقاع
البعيدة
للمنافي مطاردة
من نمط جديد
تكمن في
اختراق تلك
المؤسسات للسطو
عليها في ليل
أظلم وتوجيه
دفة إدارتها باتجاه
فلسفة الظلمة
والتخلف..
وحين لم تنفع
الإغراءات
ولا
التهديدات
توجهوا
لإقصاء
العناصر التنويرية
عن الإدارة
وتسلـّم
المهام في
الأقسام
العلمية
وغيرها... لقد
قدمت حركة
إسلاموية ذات
جيش معروف
دولارات الإغراء
من أجل أن
يُمنَح
زعيمها الشاب
الذي لم يُنهِ
بعد مدرسته
الدينية
الحوزوية
شهادة
الدكتوراه
ومبالغ طائلة
لكي ينعقد
مؤتمر بحضور
قادة تلك الجهة
في أوروبا
ويومها رفض
التنويريون
تلك الإغواءات
فتم تهديدهم ولأنهم
لم يخضعوا
لتلك
التوجهات جرت
أحابيل
إبعادهم عن
موقع
المسؤولية في مؤسسة
عراقية
للتعليم
الألكتروني
بأوروبا
واليوم بعد
مدة قصيرة جدا
من ذاك
الإقصاء يجري
الضغط على
طلبة لتوجيه
رسائلهم
البحثية
العلمية بتوجهات
ظلامية كما تجري
أحداث تعتدي
على أطياف من
شعبنا لتزرع الفرقة
الطائفية
والقومية!!!
ولا عجب
في الأمر
فإنَّ
المصلحة
المالية والشخصية
في الحصول على
مكانة بين
ناهبي بلاد الخيرات
تكمن في زيادة
العتمة
وتحولها إلى ظلمة
قاتمة هندس هي
ما سيمرر
الجريمة بحق
شعبنا.. ومن
هنا نجد أن
الأمور في
الجامعة
العراقية
بعامة داخل
الوطن وخارجه تمثلت
في:
1. محارق
المكتبات
ومراكز البحث
العلمي وأجهزتها
ومعداتها...
2. النهب
والسلب في تلك
المؤسسة
الجامعية
العريقة..
3. تعطيل
العمل فيها
بأشكال
مختلفة من
إرهاب الطلبة
ومنعهم
وأساتذتهم من
الوصول
للجامعات إلى
منعهم من دخول
الفصول
الدراسية إلى
منعهم من
الدرس
الحقيقي
والتجارب
المخبرية
المناسبة
[ولنسأل أستاذ
درس التشريح
على سبيل المثال
في كلية طبية
عراقية
ومشكلاته مع
أسلمة الدرس
ووضع عمامة
الزيف على
رأسه]...
4. تصفية
الطلبة
وتنظيماتهم
الاتحادية
ومطالبهم في
تلقي العلوم
والمعارف...
5. بالتأكيد
الجريمة التي
تقف على رأس
جرائم العصر
في تصفية
العلماء
والأساتذة
جسديا وبحثيا
علميا..
6. احتلال
الجامعات
واختراق
حرمها والسطو
على أنشطتها وحصرها
بفعاليات
أحزاب
الإسلام
السياسي حتى
تحولت بعض
مسميات
الجامعات إلى
مجرد مباني للعزاءات
والمقاتل
والأحزان
وآلياتها الطقسية
ليس حبا
بالشهداء بل
استغلالا
لرداء التزلف والتودد
لمآرب باتت
مفضوحة...
7. منح
الجامعات
والإدارات
التي تلتزم
بهذه الرؤى
المرضية
مكانة مميزة
وإغراءات
فضلا عن
التهديد وفي
حال عدم الخضوع
التصفية
وسياسة
الإقصاء
للقوى التنويرية
والسطو على
رئاسات تلك
الجامعات حتى وصل
الأمر إلى
بلاد المهجر!
8. تحويل
المناهج
وتشويهها
واعتماد
مفردات لا تمت
للمنطق
العقلي بصلة
وفرض أدلجة
أسلمة سياسية
طائفية
تحديدا بما هو
أنكى وأكثر
إجرامية من
سياسة
الطاغية المهزوم...
ولابد
هنا من
التوكيد على
أن الاصطراع
بين النور
والظلام
سيبقى ما دامت
قوى الظلام هي
التي تتحكم في
سلطة القرار
وتمتلك
جيوشها
الإرهابية
التي تسطو على
الشارع ودواخل
البيوت
والمنازل
وحرماتها
وحرمات الجامعات
ودور العلم بل
هي تنصب محاكم
تفتيش في عقول
الطلبة
والباحثين
والأساتذة
والناس
لتصطاد كل من
يتطلع للنور
ومنطق العقل
والمعرفة.........
فماذا
نحن
فاعلون؟؟؟؟