الدكتور سيار الجميل.. شمعة تنويرية يريدون إسكاتها؟!!
للتو قرأت للزميل الدكتور سيّار الجميل ما يفيد أن الرسالة وصلت؟؟ وهو في ضوء تلك الرسالة يعلن مغادرة الكتابة السياسية في الشأن العراقي.. وهذه ليست أول حالة تحصل في الوسط الثقافي التنويري العراقي في إقلاع عديد من محللي الواقع العراقي والفاعلين في معالجة أزماته وجراحه.. ولكنه سيكون من المسغرب أن نتابع ما يجري من دون تعليق جدي مسؤول يوقف الضغوط الهائلة التي يتعرض لها أصحاب الكلمة الحرة النبيلة..
ومن باب أولى أن نركز اليوم في قراءتنا لوصول رسالة يعقبها اعتزال للكتابة السياسية على طبيعة تلك الرسالة التي تضطر زميلا أكاديميا متخصصا ومحللا سياسيا من الطراز الأول لمفارقة العمل التنويري في بلادنا التي تكاد الظلمة تخطف كل مصابيح النور فيها... ومن باب أولى أن نعلن كلمتنا في مقاومة ضغوط الافتراء والضلال والظلام..
ومن هنا فإنني أدعو الحكومة العراقية للارتقاء بمهامها ومسؤولياتها لحماية مواطنينا ومنهم بالتحديد مثقفونا وأكاديميونا وتوفير الغطاء الرسمي اللازم لإيصال كلمتهم بلا ابتزاز ولا ضغوط.. ولابد من ارتقاء حملتنا التضامنية إلى مستوى يستطيع أداء مهمته تجاه كل زملاء المعرفة والقلم والكلمة الفعل وأن تتبنى المؤسسات الثقافية والأكاديمية حملة موحدة بالخصوص...
ومن هنا أيضا فإنني أرسل كلمتي هذه واضحة للعزيز الأستاذ الجميل لكي يؤكد بموقف جدي أن قوانا التنويرية النزيهة التي تعمل ليل نهار لا تتراجع عن كلمة الانعتاق من ربقة العتمة والتخلف.. والتحرر من قيود الاستغلال وأغلاله المأساوية التي عانى ويعاني منها أبناء شعبنا وهم يتطلعون إلى العقل العراقي الفاعل المتحضر المتمدن لكي يؤدي المهام المناطة به في إعادة السير ويضعه على سكة المستقبل الأفضل والأجمل..
وأعلن تضامني الشخصي (ومعي زملاء الإبداع والحرية في رابطة الكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين والبرلمان الثقافي العراقي في المهجر والأكاديميين العراقيين في مغترباتهم) مع الدكتور سيار الجميل ضد أية محاولة للابتزاز والضغط وضد أية محاولات لاغتيال الصوت الحر الشريف وهو ما يزال حيا ناشطا وفاعلا.. وضد أية محاولة لإسكات الصوت النبيل النزيه والعقل العلمي من إعلاء شأن المنطق الموضوعي في معالجة أزماتنا ووضع الحلول الصريحة الشافية لمشكلاتنا...
كما أشدِّد في دعوتي على معاودة قلم الدكتور الجميل ليبقى في موضع المسؤولية التنويرية الواقعة على عاتق العقل العلمي العراقي وعلى مواصلته المهمة التاريخية المناطة بنا جميعا.. وعندما نكون سويا لا مناص سيكون الفوز لشعبنا وللحياة الكريمة له ولمعاودة مسيرة الحضارة السومرية ونسغها الذي يجري في عروق العراقيين وطلائهم الأكاديمية بشخص مفكريهم ومنهم الأستاذ الكبير الدكتور سيّار الجميل..
لا توقف أيها الزميل ونحن معك وسويا نعمل في طريق بناء مؤسسات مجتمعنا المدني وأنت تقف على رأس واحدة من تلك المؤسسات المدنية الوطنية وأنت الناشط في منظمة الخلق والإبداع التي سرت وزملاء لك في طرق حفتها الأشواك ولكنك كنت المثابر لإضفاء منطق العمل القويم... لا توقف وأنتم الذي انطلق قلمكم يرسم شموس النور ويكتب وسائل معالجة همومنا محاولا إزاحة الغمة ومحو الظلمة والعتمة..
أيها العزيز أثق بأنكم لحظة كتبتم تلك الكلمة كنتم تحت ضغوط همجية غير طبيعية ولك الحق في مسارك وخيارك ولكن حق الوطن والأهل من أبناء شعبنا ومن أكاديميينا ومثقفينا يظل في عنقك ينادي لمواصلة مشوار الفعل بالكلمة الحرة النزيهة التنويرية الصادقة..
وتبقى كلمتي هذه معلنة بوضوح تضامن كل زملائك من شرفاء القلم النبيل معك حتى آخر ما ينبغي للتضامن أن يفعل.. وتبقى معلِنة لدعوة مخلصة من جميع زملائك إلى مواصلة مشوار كلمتك الزاهية بأنوار التمدن والمنطق العقلي وحضارة عشرة آلاف من المعارف والعلوم والفنون والآداب فأنتم خزين يمتاح منه أهلك مكتبة جذورها في أوروك ولكش وأكد وبابل ونينوى فدعه يمضي نهرا من الخير وعطاء من النبل وشهامة المواقف الصادقة..
تحية لكم أيها العزيز وليس لنا إلا أن نحمل أقدارنا على أكتافنا المثقلة بكل هموم الأزمات من أجل ألا يكون بين عراقيينا مهموم أو مأزوم رافعين عن أهلنا وكواهلهم أحمال دهر من العتمة وآلام أزماتها.. وأنتم الجدير أيها الأستاذ الكريم بحمل مسؤولية المواصلة على الرغم من كل أهوال الابتزاز والضغوط وآلامهما وتبعاتهما..
فامضِ إلى كلمة الخير لا تتردد وثقتي وزملاؤك بالمواصلة أكيدة...
زميلك وأخوك السومري الدكتور تيسير الآلوسي