العراق:
الأمن وإعادة
الإعمار
والمحيطين الإقليمي
والدولي
أكاديمي
ومحلّل سياسي
\ ناشط في حقوق
الإنسان
2005/05/20
E-MAIL: tayseer541@hotmail.com
تتزايد
حالة الوضوح
في قراءة
أسباب تدهور
الوضع الأمني
في العراق. وتتكشَّف
منابع
الإرهاب
وتفتضح مصادر
دعمه اللوجيستي.
وإذا كانت
الحرب على
الطاغية
الدكتاتور قد
جرَّت معها
حالة انهيار
المؤسسات
الأمنية للدولة
والجيش منها
بالتحديد
فإنَّ أسباب
المشكلة
الأمنية لا
تقف عند حدود
عدم وجود
مؤسسات بديلة
قادرة على ضبط
الوضع العام
بقدر ما تنفتح
على دوافع
أخرى أخطر في
تهديد أمن
البلاد
والعباد!؟
فالجريمة
الشائعة
اليوم ليست من
الجرائم العادية
التي تتمثل
بالسرقة حسب
بل تتسع بحجم
خطير كمَّـا
وكيفا،
لتدخل في إطار
إرهاب الناس
بالاختطاف
والاغتصاب
والقتل
والابتزاز
والاغتيال
والفساد
بأشكاله
ومستوياته؛
ويأتي على رأس
قائمة
أسباب اتساع
الجريمة
وتفشيها،
تسرّب أعداد
هائلة من
عناصر
الجريمة
السياسية أو الإرهابيين
الذين يجدون
في ترويع
الإنسان فسلفتهم
ووسيلتهم
لغايات مرضية
لم تعد خافية
على بسيط...
فهل أمطرت
السماء
كل أولئك
المجرمين
الدخلاء؟ أم
أنَّ المسألة
بيِّنة واضحة
في طريق دخولهم
عبر منافذ
الحدود
المفتوحة؛
أيّ من دول
الجوار التي
تمتلك
استقرارا في
أوضاعها تضبطه
يد حديدية بما
لديها من
الأجهزة
الكافية لضبط
وضعها
وحدودها!
فلماذا لم
تتمكن من ضبطها
عندما تعلق
الأمر بمرور
قطعان
القـَتـَلـَة
في وضح النهار
بكل أعدادهم
المهولة تلك؟
الحصيف
سيرى أن
المصالح
الآنية
المستعجلة قصيرة
النظر هي دافع
تسريب أو
تسرّب
المجرمين إذ
من مصلحة دولة
غزو العراق
بسبب حجمها
السكاني
وضغوط أخرى
فدفعت بمئات
ألوف
المتسللين
لتغيير الوضع
الديموغرافي
كدأبها عبر
عشرات السنين
من تاريخ
المنطقة
المعاصر.. ودولة
أخرى لديها
تبريراتها في
التهديدات
الكامنة فيما لو
تغيرت
الأوضاع في
العراق لصالح
الدولة الأولى،
فيما دول
المنطقة
جميعها تعرف
ما يعنيه وجود
الدولة
العراقية
القوية
المتطورة الديموقراطية
الفديرالية
ففي كل مفردة
من هذه
المفردات ما تعدّه
تهديدا
لمصالحها
ومطامع
الأنظمة القائمة
فيها...
ولقد تسترت
أغلب
السياسات
بعباءة دينية
أو مصالح قومية
عليا! فمنها
التي شرعت في
التباكي على
شيعة بدأت تضفر
لهم مظالم
العصور
والدهور وهي
لا يعنيها من
أمر الشيعي والتشيّع
إلا ما يدخل
في كيس
مطامعها
وسياساتها.
وهكذا
افتعلت
كثيرا من
التهديدات وارتكبت
ما ارتكبت بغية
إضفاء
المصداقية
المزعومة على
ما صوَّرته..
ومنها التي
ردَّت بادعاء
عروبة
المنطقة
والمحافظة
على هويتها
وانتمائها
بوجه تهديدات
الريح
القادمة من
الشرق؟
وأدخلت
قراءاتها في
موضوعة
المذهبية
الدينية وصراعاتها
المرضية
المفتعلة
وارتكبت هي
الأخرى ما هو
أشنع وأعظم.
وذهبت دولة
[محدثة]
للحديث عن
أهمية نفوذها
من خلال
الجدار
الجديد لتطبيع
أوضاعها مع
دول الشرق
الأوسط!
إنَّ
النظر إلى
احتلال موطئ
قدم في العراق
الجديد من كل جهة
أمر لا ينطوي
على رويّة
وحصافة؛ وهو
تدخل سافر قد
لا ترده
مؤسسات دولة
العراق
الجديد لخضوعها
وضعفها
المسبق
وحداثة
خبراتها ولاختراقها
وللفساد
المستشري
المتعمد
المقصود فيها
إلا أن الشعب
العراقي
بمكوناته
كافة لن ينسى
مواقف كل طرف
عندما استباح
الجميع أمن العراقي
وحياته
ومصيره
وتفاصيل يومه
العادي وهذا
ما يشكل
تأسيسا
لثقافة
التعادي
والاحتراب...
وستتوقف
الاستجابات
المنتظرة
لتلك المصالح
عند حدود لا
تعود على
المنطقة ولا
على أيّ من
دولها ناهيك
عن شعوبها
بأية فائدة
مرتجاة.. حيث
ستدخل
المنطقة
بأسرها في
دوامة ثقافة
العنف والموت
الأسود،
الطاعون الذي
سيستشري ويرتد
حيث منابعه
ومصادره وقوى
الدعم
اللوجيستي..
وحينها لن
يكون تحت
السيطرة ضبط
الإرهاب وعصاباته
ومافياته؛
وسيتجه إلى كل
عالمنا المعاصر
ودوله ومنها
دول أوروبا
وأمريكا!
لهذا
السبب وجب على
جميع الأطراف
ألا تتمادى أكثر
باللعب بنار
المحرقة
العراقية
وتنهض
بمسؤولياتها
في وقف مدّ
أصابع التدخل
بالطريقة
الخطيرة التي
تجري عبر ترك
الحدود
المشرعة
أبوابها على
مصاريعها
فحتى لو خضع
العراق كله
للدولة
الفارسية أو
الصفوية
الجديدة وحتى
لو خضع العراق
كله للدولة
الهاشمية
الجديدة أو
للبعثية والعروبوية
الجديدة أو
لأية جهة أخرى
أو حتى لو
تمَّ تمزيقه
وتقاسم
أشلائه فإنَّ
ذلك لن يكون
إلا وبالا على
المنطقة
بأسرها
وأولهم الطامع
في المنتهى
المبتغى
لعراق اليوم
والغد...
إنَّ
تفتيت العراق
هو أول الطريق
لتفتيت المنطقة
إلى ما يمكن
تجاوزا
تسميته
دويلات ولكنها
في الحقيقة
إمارات
عشائرية
ظلامية تخضع لسلطة
أبوية
مافيوية أو
لعصابات تشكل
منطلقا خطيرا
لإرهاب بقية
أقاليم
العالم
ودوله.. أما
وضعه ضعيفا
مهشما متهالك
القوة فيعني
طبخة على نار
هادئة ليكون
منطلقا
لعدوانية
جديدة تستفحل
فتمتد لتحرق
أوسع ما يمكن
فالعراق ليس قطعة
أرض منسية أو
مجموعة بشرية
ساكنة، إنه بركان
إذا ما أريد
له أن يشتعل
لن ينطفئ قبل
أن يحترق سبب
إشعاله أو
اشتعاله..
من هنا
فإنَّ من
الروية
والحكمة
والمنطق العقلي
أن يكون
التدخل
المؤمل
متحددا في
التعامل
الإيجابي
لتعزيز
المؤسسات
السيادية
للدولة
العراقية الجديدة
وبالتحديد
منها حكومة
وطنية ومجالس
منتخبة وقضاء
عادل..
ومساعدة
الجمهورية
العراقية
(الخامسة) على معالجة
مشكلاتها
الكبرى
والتفصيلية
والبدء
يتحريك
مشاريع إعادة
الإعمار
لأهمية موضوع
تحريك
الاقتصاد
بسبب من تداخل
الحلول بين الضبط
الأمني للوضع
وبين تحريك
مشروعات
الاقتصاد
وبدء عجلة
تطبيع
الأوضاع...
إنَّ
متطلبات
مصالح الدول
المجاورة
ومنطقة الشرق
الأوسط
والمصالح
الدولية لا
تتحقق بالتدخل
السلبي
السافر بقدر
ما تتحقق
بتبادلية
المصالح
المشتركة على
أساس من
احترام جميع الأطراف
بعضها بعضا
وبالتحديد
على أساس احترام
السيادة
الوطنية
العراقية
وعدم التدخل
بل المساهمة
بقدر من
المسؤولية في
منع التدخل
بخاصة لدول
الجوار التي
عليها قدر من
مسؤولية اختراق
الحدود ودول
قوات التحالف
التي يوجب
القانون
الدولي عليها
ضبط الوضع حتى
تخرج من البلاد..
وهكذا
ينتظر
العراقيون من
تلك الأطراف
الإقليمية
والدولية عقد
مؤتمر دولي
وليس إقليميا؛
تجتمع فيه
الإرادات
السياسية ومن
ثمَّ الاقتصادية
والأمنية
العسكرية
لتقرير ما تأخر
كثيرا تقريره
بعد أن صار
جليا أن جميع
الأطراف
ضالعة في مد
أصابع التدخل
في أخص
خصوصيات البلاد
والعباد..
إننا لن
نخرج من
محنتنا بعد الخراب
المتفشي
بالتمني
والتظلم ولا
طلب المساعدات
وما أشبه..
عراقنا اليوم
حطام متهالك سيفضي
إلى القضاء
على أهله مرضا
وجوعا وتخلفا مميتا
وسننتهي إلى
شتات وتمزق
حتى مع
ذواتنا.. ومن
غير مكابرة
وتكبر نمتلك
الطاقات
المعرفية
والاقتصادية
المادية
ولكننا لم نعد
نمتلك
الإرادة
الوطنية الجمعية
بعد تمزقنا
وتشتتنا
وضياع فرصة
البدائل المؤسساتية
الصحيحة بسبب
اختلاط
الأوراق ولأسباب
الأمراض التي
غرست فينا عبر
عقود أربعة خلت
وعبر زمن
الانفلاش
وصعود نجم
المافيات السياسية
وعصاباتها
وفرض فسلفة
الطائفية والتقسيمات
الانعزالية
الأخرى..
لقد
حذرنا من
اختراق
البلاد
والعباد في
أول أيام
هزيمة
الطاغية أما
اليوم فقد فات
زمن التحذير
وصرنا أمام
مواجهة من نوع
جديد.. لا يمكن لادعاء
المقاومة
الشريفة أو
العفيفة ولا
للإرادة
الوطنية
المُقامة على
انتخابات
منقوصة
تـُتعِب
الشعب وتضعه
بمواجهة
احباطات خطيرة
وتخذل جهود
أبناء الوطن
والشعب وتذهب
بها أدراج ريح
سوداء صرصر
عاتية قادمة
لا محالة إذا
ما استمر
التدهور يمضي
بنا من سيئ
إلى أسوأ!!
اليوم
نحن أمام
مسؤولية
الدعوة لعقد
مؤتمر دولي
يجب أن يكون
على أرض بغداد
بالتحديد
تحضره كل
القوى
اللاعبة في
الميدان
العراقي أو
التي لها
مصالحها في
العراق في
المدى القريب
أو البعيد..
وسأعود في
موضع آخر
لتوكيد مهام
المؤتمر
ومخاطر تأخير
انعقاده
واتخاذ القرار
الدولي
وتشكيل هيئات
متابعة
حقيقية وجدية
مسؤولة
بمشاركة
عراقية
وبشفافية
كافية أمام
الشعب
العراقي أولا
وأمام الأمم
المتحدة [ليس
المنظمة
الدولية
المعروفة] بكل
الطاقات الدولية
المؤملة...
فهل
ستفعل
الحكومة
الحالية
وتدعو لهذا
المؤتمر أم
ستفعل ذلك
الأمم
المتحدة
[المنظمة الدولية]
أم الاتحاد
الأوروبي
وأمريكا في
مارشال جديد
لاستصلاح
ميدان سيكون
النجاح فيه
نهاية
الإرهاب
الدولي
وإقلاق العالم
أم وروسيا
والصين
واليابان في
مشروع يبدأ
لقاء كانت
تنتظره شعوب
الدول الكبرى
الثلاث
بصفتها
الآسيوية
وبصفات
تفاعلات
العلاقات
بينها منذ
الحرب
الكونية
الثانية، في
وقت هي بحاجة
لقاسم مشترك
يعالج جراح
علاقاتها ومستجدات
تلك
العلاقات اليوم...
من أين
نبدأ؟ وبم
نبدأ؟ أيها
السادة في دول
الجوار
والمنطقة والعالم:
من هنا، حيث
العراق
طريقكم
للسلام العالمي
والأمن
الدولي ولمنع
الإرهاب. فإنْ
استمر
التمادي في
التدخل
بطريقة استباحة
الميدان فلن
يكون إلا
طريقا لهلاك
العالم ووضعه
في محرقة حروب
العدو فيها
يتخفى ويتقنَّع
ولا توجد
وسيلة
لإنهائه
بالطرق
التقليدية
كخوض حرب
كالحروب
العالمية
السابقة؟
المطلوب إرادة
سياسية تنبع
من لقاء مشترك
في مؤتمر دولي
خاص بالعراق
الآن وليس غدا
وإن لزم
الإعداد
والتحضير له..
طبعا ليس
المقصود هنا
مؤتمر الدول
المانحة ولا
على شاكلته..
المؤتمر يمكن
أن يضم دولا
صغيرة
كـــقطر أو
دول ما زالت الأوضاع
لم تنتهِ معها
إلى مصالحة أو
تطبيع بل ولا
إلى علاقات
دبلوماسية من
أي مستوى ولكنها
لاعب في
الميدان وحضورها
المؤتمر لا
يعني إقامة
علاقات مباشرة
ولكنه يبدأ
مشوار
إلزامها بحل
مشكلات الشرق
الأوسط
القائمة على
حل قضايا
احتلالها
أراض دول
مجاورة
وامتلاكها
أسلحة الدمار
الشامل وحل
القضية
الفسلطينية
وإقامة
دولتين
متجاورتين
تساهمان في إشادة
السلام
والأمن في
المنطقة
والعالم.. وينبغي
هنا تذكر أن
أصابع
المتطرفين في
تلك المنطقة
الملتهبة موجودة
في بلادنا وأن
تلك الأصابع ليست
بعيدة عن عديد
من المشكلات
الخطيرة لدينا؛
ما يدفع ليس
لافتعال ضم كل
الأطراف
الشرقأوسطية للمؤتمر
الدولي بل إلى
تقصّد ضمها لأهمية
الأمر
وخطورته..
ولكن
الدعوة لهذا
المؤتمر
الدولي لا
ينبغي أن
تنشغل في أمور
أخرى على
أهميتها بقدر
ما ينبغي أن
تتجه لتحقيقه
بالسرعة المناسبة
لتحقيق المهمة
الساس منه في عراق
ديموقراطي تعددي
تداولي
فديرالي موحد
قبل أن نصل يا
[جماعة الخير]
مرحلة [الصد ما رد]
وحينها قد
يدرس أبناؤنا في
الشتات
الجديد في درس
التاريخ عن هوية
دولة كان
اسمها العراق
ولكن في ظل
أوضاع
تستلبهم لا
هويتهم بل
شخصيتهم الإنسانية
وتضعهم في
سياقات لا
تحمد عقباها..