العراقيون
مدعوون اليوم لتوكيد
موقفهم من لغة
العنف
والإرهاب
أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان
2005\
02 \ 16
E-MAIL: tayseer54
@hotmail.com
أَعـْلـَنَ
الشعبُ
العراقي
موقفَهُ من
سياسةِ
العنفِ الدمويةِ،
ومن سلوكِ
التطرفِ
العدائيّ
لكلِّ ما هو
إنساني ولكلّ
ما يمت بصلةِ
ِ للبناءِ وإعادة
إعمار الذات
واستنبات
الأرض خيراَ َ،
مؤكدا رفضه
الإرهاب بكل
أنماطه
وتفاصيل
تمظهراته
المتسترة
بهذا الشعار
أو ذاك
الاعتقاد من
خلال حجم
التصويت
والمشاركة في
الانتخابات
الوطنية التي
جرت قبيل
أيام...
أما
الإرهاب
فمعروفة
سياسة التطرف
والعدوانية
عنده من جهة
تستـُّرِهِ
بادعاءات
كاذبة مزيفة
وأقنعة
وبراقع وهمية كالزعم
بأنّه موجه ضد
الاحتلال
الأجنبي في حين
جلّ عملياته
الدموية تحصد
أرواح أطفال
العراق
ونسائه
وشيوخه
وتستبيح
كرامة
الإنسان العراقي
وأمنه
ومصالحه..
ولمْ
يعُدْ خافِ ِ
على أحدِ ِ
احتجازُ
مناطق عراقيةِ
ِ واسعةِ ِ
وأخذ
المواطنين
رهائن فيها،
لتحقيق مآرب
رخيصة لِشيوخ
الجريمة
وعصابات
الموت الأسود
الذي يحلّ في
ربوعنا
الخضر،
فيقلبها
خرابا وبؤساَ
َ.. كلّ
هذا وغيره من
لهيب حرائقهم
كان دافع
العراقيين
ليخرجوا بتلك
النسبة الكبيرة
الرائعة
المشرقة
بشموسهم وليصوِّتوا
ضد الموت
الأسود، ضد
العنف والدموية،
ضد الإرهاب
والإرهابيين...
هذا
المعنى،
هذا المحتوى
والمضمون هو
كلّ ما حصل
عليه العراقيون
من
الانتخابات
الوطنية
العامة التي
جرت قبل أيام
في احتفاليات
وأعياد
مهرجانية
وكرنفالات
فرح غامر
اختلطت فيه
المشاعر بالإرادة
والإصرار
وعزيمة
القرار بأنْ
يقول كل عراقي
حريص على
إنسانيته وكرامته
لا للإرهاب
والعنف والدم
وكفى استهتارا
بمصالح
العراقي
الإنسان،
العراقي
المواطن ...
أما
لماذا نقول مع
العراقيين
جميعا أنّ ما
حصلنا عليه هو
فقط تصويتنا
ضد الإرهاب
وإعلاننا
موقفنا في
اتخاذ طريق
البناء
السلمي وليس غير؛
فإنّ ذلك يعود
لحقائق كثيرة
يدركها العاقل
ويستشفها من
غير حاجة
لتحليلات
معقدة.. ومن
ذلك ظروف
إجراء
الانتخابات
لم تكن عادية
طبيعية..
فالشارع كانت
تسيطر عليه
بهذا الشكل أو
ذاك قوى حزبية
وحركات
مختلفة في
تكوينها وفي ارتباطاتها
وفي امتدادات
دعمها
اللوجيستي حتى
خارج الحدود
هذا فضلا عن
سطوة عدد من العصابات
والمافيات
السياسية
والميليشيات المسلحة
على مناطق غير
قليلة!!
ولن
يكون غريبا أن
نقول إنّ
إجراء
انتخابات مباشرة
بعد انهيار
سلطة الطغيان
والدكتاتورية
ليس أمرا سهلا
وطبيعيا،
بخاصة وقوى
معينة استغلت
الخطاب
الديني
التكفيري
والأمري الذي
يصادر صوت
المواطن على
خلفية
اعتقاده
ومرجعيته
بخطورة
مشابهة من
جهة النتيجة
لاستلاب هذا
الصوت في ظل
الطغيان
السياسي.. كل
هذه الحقائق
يدركها
الوطني
العراقي الذي
وافق على
الانتخابات
على هذه
العلات، بقصد
واضح منه في
التخلص من
مشكلة
الشرعنة
للإرهاب خارج
التصويت
الشعبي
المباشر.. وهو
ما أنجزته
الانتخابات
والتصويت
المباشر حيث
رفض الشعب أن
تمثله قوى
العنف الدموي
وأن تقوم
بجرائمها
باسمه..
الخطوة
التالية بعد
أن حصلت القوى
الوطنية على
الصوت الشعبي
في خيار
الحلول
السلمية تكمن
في التوكيد
على هذا
الخيار ومنع
تلك العصابات
المافيوية في
استدراج
الأمور من
جديد بعيدا عن
نتائج
التصويت الشعبي..
وعليه لابد من
تفعيل دور
البرلمان
المنتخب من
جهة وحكومته
المختارة في
التعاطي مع مفردات
مهامها
الكامنة في
تأكيد
الأنشطة السلمية..
أيّ أنشطة
تحريك
الاقتصاد
الوطني والمبادرة
بتفعيل كل
مفردة ممكنة
بدءا من
الأشغال
البلدية
وتفاصيل
الأمور
الخدمية التي
تمسّ حياة
المواطن وهي
المهمة
الحيوية التي
ينبغي الشروع
بها فورا..
والموقف
من لغة العنف
والإرهاب يمر
من هنا، من
التشغيل، ومن
التفعيل
لأنشطة
الاقتصاد والحياة
اليومية.. من
المدرسة
وحراستها من
الحكومة وليس
من
الميليشيات
من المستوصف
والمستشفى،
ومن الخدمات
البريدية
والاتصالات،
ومن السوق
والدكاكين
والمخابز ومن
حافلات النقل
وشوارع
المدن.. ومن
الكهرباء
والماء
والغاز
والنفط
والبانزين..
ومن كل مفردة
خدمية..
الدولة
مطالبة بتحمل
معركة الخسائر
المادية مهما
غلا الثمن
وعلا ومهما
تراكمت
الديون
للميزانية
العامة لأننا
إن لم نخرج من
دائرة تلبية
مطالب
الحاجات على
أرضية الخراب
التي وُجدنا
فيها فإننا لن
ندخل بوابة
الانتاج
وتسديد ديون
حياتنا التي
تمّ تخريبها وإفقارها
بلغ حدّا تحت
الصفر بدرجات
خيالية..
الموقف
من العنف يكمن
في ألا نضع
العراقي الإنسان
مشروعا دائما
للخسارة
والتضحية
المادية
والمعنوية لا
يمكن القبول
بمزيد من
التضحيات
ومزيد من
المعارك
اليوم.
العراقي
الإنسان لكي
يعود العراقي
المواطن أي
المنتمي لهذه الأرض
والدولة
والهوية
ينبغي أن نقدم
له من كل
المنافذ التي
يمكننا أن
نوجدها؛
وأرضنا ليست فقيرة
وقليلة ثروة
لكي نتحجج
ونتذرع فما
يُسرق يوميا
منذ
الدكتاتورية
وحتى بعد
هزيمتها يمكننا
بشئ من الفطنة
والحكمة أن
نسدّ به أوضاعنا...
لكي
نقف ضد
الإرهاب لابد
من وقفة
مراجعة ومن ممارسة
حقيقية
للديموقراطية
وليكن
البرلمانيون
الجدد
الأوائل في
مسيرة عراق
آخر، عراق
جديد نموذجا
للتوجه إلى
الشعب
وللتعبير عن
تصوراته
وأحلامه..
صحيح أنّه لن
يملك طرف كلمة
سحرية ليقول
كن فيكون
ولكننا نملك
ما نسد به رمق
الجائع
ونروي
ظمأ العطشان
ونعالج ألم
المريض ..
ولكن
أيها العراقي
لم يعد اليوم
الدكتاتور موجودا
ليكتم
الأنفاس
ويصادر الأصوات؛
فلا تترك صوتك
الذي أعلنته
بروح التحدي
الصريحة ضد
الإرهاب لا
تترك هذا
الصوت يضيع من
جديد لابد من
التوكيد ومن
مواصلة
المشوار
وليكن الآتي
هو مباشرة
كتابة
الدستور بأقلام
كل الشرفاء
اكتبوا مبادئ
دستور العراق
واقطعوا
الطريق على من
حرّف وزوّر في
تناسبات الأصوات
ليرسم عراقا
آخر غير عراق
الديموقراطية
والتعددية
والفديرالية
امنعوا عليه
محاولته
وقولوا
بالصوت
العالي أنّكم
تريدون عراقكم
الذي عشتم فيه
قوميات
وأديان
ومذاهب وأثنيات
وأعراق
ومجموعات
متحابة
متآلفة متآخية...
هنا
يبرز دور
منظمات
السلطة
الخامسة، سلطة منظمات
المجتمع
المدني لتضغط
ولتكون
الرقيب الفاعل
للشعب ولصوته
فوق كل
السلطات
الأخرى وليكون
وجودها مؤثرا
ونابضا
بالحيوية
لابد من أن نعزز
وجود هذه
المنظمات وأن
نفعل آليات
عملها وأن
نتعاطى مع
وجودها بوصفه
الوجود
الأعلى حيث هو
صوت الشعب
الواعي
لمصالحه
ولما يريد وكيفيات
معالجة أموره
وموضوعات
حياته...
لابد
من برامج
وطنية للوحدة
والتآلف
والتعدد
والتنوع
والتكاتف
والتفاعل
الإيجابي البنّاء
بين الجميع
والكافة بلا
استثناء أو
استبعاد أو
اقصاء لأي سبب
كان إلا حرمة
دم العراقي
على العراقي
وصيانته
أخوّته
وعِرضه وكرامته
فهذه هي ثوابتنا
التي لا نقبل
فيها لطرف أن
يتخطاها فلا
تسمحوا لأحد
أن يكون وصيا
على صوتكم
النبيل وأنتم
الأدرى
والأخبر
والأوعى من
نصح الناصحين
في عمق وحدتكم
وتكاتفكم ...
وليكن
انتماؤنا
لعراقنا
ولهويتنا
الوطنية هو
قاسمنا الذي
نحيا به لأجل
أبنائنا
وبناتنا
ولأجل يومنا وغدنا
فأكـِّدوا
رفض العنف
والدم والموت
الأسود
وأكّدوا طريق
السلم والعمل
والبناء. فتلك
هي الخطوة
التالية
الآتية ولكن
بفعلنا ومشاركتنا
.. اخرجوا
في مظاهرات
وكرنفالات
الرأي وصوتوا لعراق
الحياة
والحرية..
وعلى قوى
الفعل
السياسي ألا
تتراجع وأن
تدرس العبرة
من درس التفاصيل
التي حوّرت
النتائج
الانتخابية لكي
يأتي
الاستفتاء
المؤمّل
القادم
عراقيا ممثلا
لصوت الشعب
كما هو في
حقيقة أمره
ولكي لا يسرق
الصوت لأمر لا
يريده لأن
القادم يكمن
في رسم
الميثاق
الوطني
والعقد
الاجتماعي
الذي يعترف
بعراقيتنا
التعددية
أولا وآخرا..
ومثل
هذا العقد
الاجتماعي
الذي يحترم
الحريات والثوابت
العراقية في
تعددية وتنوع
الطيف في وحدة
وجوده
الفديرالي
الحر لن نحصل
عليه بغير استعداد
كاف وبغير
توكيد على
منهج ووسيلة
مناسبة في
العمل
السياسي ..
علينا أن
نراجع باستمرار
أنفسنا وأن
نعود للعراقي
الإنسان
وللعراقي المواطن
وأن نتصل به
ونتواصل معه
لكي نضمن أننا
نخدم هذا الذي
نضعه هدفنا
أبناءنا
وبناتنا
وحرياتهم
جميعا
ومصالحهم
الحقيقية....