أكاديمي
ومحلّل سياسي
\ ناشط في حقوق
الإنسان
2004\ 12 \ 17
E-MAIL:
t.alalousi@chello.nl
الأيزيدية
تعايش معها العراقيون
عبر تاريخ
بعيد وعريق.
ولم يكن
العراقيون
يوما إلا في
حال من الوئام
والسلام
وطيدة متمكنة
من قلوبهم مع
المجتمع الأيزيدي،
على الرغم من محاولات
عزل
الأيزيديين
سواء بتجهيل المجتمع
العراقي
معرفيا بهم أم
بفرض السلطات
الغاشمة
لستار حولهم
بما يمنع من
تواصلهم مع
مكوِّنات
المجتمع
العراقي
عامة.. وهكذا
بقيت اللحمة
بين
الأيزيدية
وعموم
المجتمع
العراقي
صحيحة على
الرغم من
أطواق العزل..
لقد احتفظ
العراقيون
بمكانة
أخوتهم
ومكانهم، ولكن
ذلك لم يكُ بيِّنا
لأسباب تتعلق
بالنظم
المتعاقبة
على عراقنا في
ظروف جرى فيها
حظر التعددية
بجميع
مستوياتها. ولقد
اُرتـُكِبت
جرائم
عهدذاك، وتجري
متابعة لها ولعمليات
إجرامية بحق
الأيزيدية
اليوم من قبل
أولئك الذين
ينتمون إلى
فكر العزل
والفصل العنصري
الفاشي
المهزوم..
فتقوم
فرق إجرامية
ومجموعات
التطرف
الأسلاموية
وغيرها باغتيال
ومطاردة
متعمدة مفضوحة
المقاصد. ولقد
شهدت
الأسابيع
الأخيرة عددا
من الجرائم
المقصود بها
ابناء عراقنا
من الأيزيدية
تحديدا فكان
قتل عدد من
شبيبتنا
الأيزيدية
بالطرق الإجرامية
المعروفة عند
الإرهاب
وقواه الإجرامية
وبلطجته..
ولكن الأمر
في ظرف التوجه
لبناء عراق
جديد والتأسيس
لتكوين
مؤسسات
الدولة
الديموقراطية
ووضع الدستور
الدائم لعراق
تعددي تداولي
ينعم به العراقيون
كافة
بالمساواة
والعدل يظل
أمرا يحتاج
لمراجعات
جدية في مختلف
المجريات في
الساحة
العراقية
الجديدة...
فأولا
ينبغي أنْ
ينهض
العراقيون
بفئاتهم
ومكوناتهم
وحركاتهم
السياسية
ومنظمات
ومؤسسات
المجتمع
المدني
الجديدة
بمهمة إدانة
الجرائم المرتكبة
بحق الأيزيدية
والعمل على
التصدي لها
بما لديها من
تصورات
وبرامج تضمن
سلامة هذه
المجموعة العراقية
المتجذرة
تاريخا
ووجودا
اجتماعيا في
بلادنا..
فمثلا
يمكن للمرجعيات
الدينية أنْ
تفتي مثلما
تفعل في قضايا
الشأن العام
الخاص بفئة
بعينها، في
أمر الجرائم
المرتكبة بحق
فئات أخرى من
مجتمعنا،
ويمكن للقوى
الدينية
[المعتدلة
المتنوِّرة]
أنْ تسحب
البساط من تحت
أقدام أولئك
الذين يحرثون
في أرض
الاختلاف
الديني
معولين على
فلسفة
التكفير
والتحريم وبهذا
نقلل من مصيبة
تسخير
الديانات
بطريقة تتعارض
مع جوهرها في
الجنوح للسلم
والمجادلة
كما يفعل
المتشددون
المتطرفون...
كما ينبغي
للقوى السياسية
أن تضع في
برامجها ما
يجعلها تتجه
لضم
الأيزيديين
وتفعيل
أدوارهم في
الشأن
السياسي
العام.. ولا
يمكن
الاكتفاء بالتنظير
عبر برامج
عامة تشير
لدور ما
يسمونه "
الأقليات" بل
من الواجب في مبتدأ
الأمر إزالة
مصطلح أقليات
هذا والتوجه
للتعامل
الإنساني على أساس
من المساواة
والعدل
والإنصاف لمثل
هذه المجموعات
وقضاياها،
وينبغي في
النهاية النصّ
على وجود مميز
وتأكيدي في
مرحلتنا للفقرات
الخاصة
بتحريك دور
الأيزيدي في
العمل الحزبي
والمؤسساتي..
من هنا
كان لوجود هذه
المجموعة
العراقية في
العمل العام
أمر مهم
وواجب..
وعلينا حتى
عندما لا يكون
لحزب أو منظمة
أو مؤسسة
أعضاء من
الأيزيديين
أن يتجهوا
لمناقشة التي
تهمّ
المجموعة
معهم مباشرة
وليس
بالنيابة
عنهم من أحد..
كالتوجه
للأكاديميين
من المجموعة
وللسياسيين
والمرجعيات
المعنية منها
ومحاورتهم
للخروج
بنتائج
عملية..
فقط هنا
يمكن أن يكون
حقا قد رضي
العراقيون عن
أنفسهم حيث
مارسوا
التفاعل بين
مكوناتهم ولم
يهملوا أو
يهمِّشوا فئة
أو مجموعة
دينية أو
عرقية أو
قومية كما هو
حال
الأيزيدية
وأنْ يكونوا
قد غادروا
فلسفة فُرِضت
عليهم دهرا
طويلا..
مكان الأيزيدية
اليوم هو
المكان الذي
تجد كل كفاءة
أيزيدية حقها
في المنافسة
المشروعة
عليه وفي شغل
المناصب
العامة بعدل
ومساواة ومن
دون مواقف
واشتراطات تمييزية
مسبقة حيث
العراق
الجديد يحترم
حق المواطنة
بكل تفاصيلها
ويرفض أي شكل
من أشكال
التمييز..
ومن أبرز
ما ينبغي
الإشارة إليه
هنا هو
المشاركة في
الانتخابات
مع الأحزاب
السياسية
وقوائمها ومع
مجموع
الحركات في
قوائم مخصوصة
ومستقلة كما
يجب أن يُمثلوا
في اللجان
التي تصوغ
الدستور وأن
يحتفظوا
بحقهم الكامل
في الاعتراض
على أية عبارة
قد تنتقص من
مكانتهم
ومكانهم في
العراق
الجديد..
كل ذلك
مما لم يعد
يقبل التأجيل
فهل عدَّلت
الحركات
قوائمها؟
لابد من إعادة
النظر
والتنفيذ على
عجل بالخصوص
وإنْ كان قد فات
قطار
الترشيحات
وهو ليس كذلك
فهناك مسألة لجان
الصياغة وهي
الهيئات التي
ننتظر أن
تتشكل
بتوافقات
موضوعية لا
تستثني أحدا
وأخص هنا
الأيزيدية
بما تعرضوا له
ويتعرضون..
فهل نحن
فاعلون؟ أم أننا
سنتابع جولة
أخرى من
النضالات وسرقة
فرصة تاريخية
أخرى؟
إنَّ
مَن يمكنه
التصدي بقوة
للأمر هم
الأيزيدية
أنفسهم وما
عليهم إلا
العمل من أجل
ألا تذهب فرصة
الظهور تحت
شمس العراق
الجديد بمكان ملائم
ومكانة
مناسبة تليق
بتاريخهم العريق
بقواهم
المتنوِّرة
اليوم.. فهل هم
فاعلون ومعهم
كل عراقي مخلث
لعراقيته
ولإنسانيته؟