أجواء
السلام
والتسامح
والحوار
الموضوعي الهادئ
أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان
2004\ 11 \ 23
E-MAIL:
t.alalousi@chello.nl
يطفو
في الأفق
أجواء من دخان
العنف وروائح
الجريمة
والأعمال
الإرهابية
التي تهدد
الناس في من
بيوت لم تعد
آمنة وشوارع
تجري فيها
دماء الأبرياء؛
ومدارس
ومعاهد تلطخت
جدرانها بتلك
الدماء
الزكية؛
ومعابد من
كنائس وجوامع
وصوامع علا
منابرها لون
الأحمر الذي
يشير إلى
جرائم الاغتيال
والعدوان على
السلام
والأمان!! وفي
ظل تلك
الأجواء
تحتدم
المعركة من
أجل تطهير أرض
الرافدين أرض
السلام
والحرية من
دخلاء الزمن الردئ
الذين وفدوا
إلينا من
مجاهل مغاور
الزمن الأغبر
الغابر
ليعيثوا في
أرضنا فسادا!؟
ومع
كل ضجيج
المعارك
وملابساتها
وبين ادعاءات
الإرهاب
وأصابع
الجريمة
والقوى التي
تقف وراء ذلك
وبين الإنسان
العراقي
البسيط الذي أحروب
الطغيان
والتدمير
والفتك به
وبأرضه وما
بناه ويبنيه؛
يظهر صوت
حشرجة البحث
عن حلول واقعية
لتبين
الحقيقة أولا
ولتبين
الطريق الصائب
أيضا؟ وما
نراه كثير من
زعيق القوى
العدوانية
الدخيلة لأنه
بغير قرقعة
السيوف
وصليلها بغير
اصوات
استمرؤوها
دوما وعبر
تاريخهم الأسود
لا يمكنهم
تمرير سواد
أفكارهم
الجهنمية أبدا...
ويزيدون
الطين بلة
وبلاءَ َ
أنَّهم لا
يكتفون بضجيج
المعارك بل
ينزلون بأكثر
ما يمكنهم كما
عددا مما
يُسمى مقالات
وقراءات وهي
ليست سوى
صريخا وصراخا
وعويلا مهمته
الأساس ليس معالجة
أو مناقشة أو
حوارا بل
إضفاء جو من
التوتر
والشدّ لمنع
لغة التفاهم
ولغة العقل والحكمة
والرشاد من
أنْ تفضح ما
ينهضون به من جريمة
ضد الإنسان
وقيمه
وفضائله...
وفي
خضم كل ذلك
العجيج
والضجيج
تتأثر بعض الأصوات
بخاصة منها
الأصوات
الشابة وهي
تعالج الواقع
في بلادنا بكل
ما يدور من
صراعات سواء منها
بين الإنسان
العراقي
وتفاصيل يومه
العادي ومصاعب
الحصول على
لقمة عيشه أم
ما يتعلق
بصراعه ضد
الموت الأسود
المنتشر لا في
الشوارع حسب
بل تسلل بين
جدران بيته
وعلى أسرّة
نوم أطفاله بل
هناك حيث بيوت
"الله" تمتلئ
اليوم بأسلحة
الجريمة
ووبائها
ومنطلق
الاغتيالات
والغدر..
ولم
يكن يوما في
تاريخ
البشرية ما
يسمح بالتغاضي
عن مثل هذه
الأفعال
الشنعاء
النكراء.. وهنا
تخرج تلك
الأصوات التي
اشرنا إليها
للتو محاولة
قراءة الوضع
والبحث فيه
تحت الأنقاض وفي
أجواء
الدالأسود
الخانقة.. ومن
الطبيعي أن
تكون تلك
الأصوات
منفعلة
بأجواء
ميدان
المعركة حيث
الشد والتوتر
والعصبية ..
فما نحن
فاعلون تجاه
تلك الحالة؟؟
الحق
أقول إنَّه
ليس كل صوت
مشدود ينفلت
أحيانا
بالشتم أو
الاشتطاط لغة
الحماسة
والتوتر هو
صوت معاد أو
صوت وجب
مصادرته
والوقوف ضده... فالحق
هو أنْ تكون
مهمة إعلامنا
وإعلاميينا ومثقفينا
ومفكرينا
كامنة في
إثارة أجواء
الهدوء
والتفاعل الإيجابي
وتطمين فرص
الحوار في
أجواء سلمية
بعيدا عن
ميدان العجيج
والضجيج..
لأنَّ ترك
مسارات
الحوار
والمناقشة
تجري وكأنها
في ميدان معركة
التفجيرات
والسيارات
المفخخة أمر
لن يسمح بسماع
صوت العقل
ومنطقه ولا
يمكن في ظلها تبادل
الرؤى أو
التفاعل
الإيجابي بل
ستكون الغلبة
لما نسميه
حوار الطرشان
وستسطو على
ميدان الحوار
لغة تبادل
الشتيمة كما
هو حال تبادل
إطلاق النار
المتواصل في
ميدان معركة
طحن الإنسان
العراقي في
هدف الإرهاب
القائم ايا كان
المنشأ أو
السبب.
أما
المؤمَّل من
لغة معالجة
أوضاعنا
فينبغي أن تجد
فرصة الاصغاء
والاستماع
للآخر وينبغي
عبرها توفير
أجواء أبعد من
التسامح
والهدوء..
فنحن بحاجة
لأن نغفر للآخر
أخطاؤه
الناجمة لا عن
عدوانيته بل
الناجمة عن
تشنجه وعن
انزلاقه وراء
توتره أو عن
دفعه من القوى
المعادية
لشعبنا
وللإنسان إلى
أجواء الرهبة
والترويع
والحرب
والاقتتال
ومن ثمَّ
تشويش
إمكاناته في
التفكير وفي
تحليل الأمور
موضوعيا...
ومثل
هذه الحالات
من لغة تبادل
الاتهامات وتبادل
الصراخ
تعبيرا عن
الهلع والرعب
من الموقف
وخوفا على يوم
العراقي وغده
ومصيره كاملا نجده
في خلفية
المشهد من
كتابات
وتصريحات ومناقشات
أو سجالات ..
وهذا الأمر
ليس طبيعيا
ولكنه عادي
يجري في مثل
وضعنا القائم
.. والطبيعي هو
أن ننظر بهدوء
وبعين بصيرتنا
لا ببصرنا
المجرد المحض
لكي ننفذ إلى
دواخل
الحالات
القائمة ما
يكشف لنا
الزيف والباطل
من الحق
والصواب...
وتطبيع
الأمور تعني
استيعاب
الآخر
وتطمينه وتهدئته
وتجاوز تشنجه
وغضبه وتصفية
أجوائنا من كل
ما يمكنه أنْ
يسطو على لغة
الحوار
الموضوعي وهي
لغة تحتاج كثيرا
من الهدوء
والتعقل
ومزيدا من
التسامح بل الابتعاد
التام عن لغة
الانفعال
لترسيخ لغة العقل
ومنطقه لغة
الحكمة
والسداد...
ومن
أجل توكيد
التسامح
وغفران أخطاء
الآخر علينا
أن نتذكر أن
الإنسان مزيج
أو كينونة من
التفكر والعقلنة
ولكن
المختلطة
بكثير من
العواطف والمشاعر
والانفعالات
وكثير منها
يشتط ويبتعد
عن جادة الضبط
والسيطرة أي
الانفلات
يمكنه السيطرة
وضبط الأمور
هو مزيد
الاستيعاب
وهضم الآخر
واحتوائه
والعمل على
التهدئة...
لابد
إذن من مغادرة
أوضاع التوتر
والشد
المأساوية ورفض
إخضاع
حواراتنا
لأجواء
ميادين القتل
والاغتيال
والاختطاف
وهي أجواء
الشدالأقصى..
ولابد من
العودة إلى
منطق
الاعتراف
بالآخر وبوجوده
الإنساني
وبالتفاعل
معه حيثما
مالَ إلى خطاب
السلم وألقى
سلاح
العدائية
والعدوانية
وحيثما التجأ
إلى لغة
القبول
بالتعايش مع
الرأي المخالف
من أجل الوجود
الإنساني ...
إننا
لا يمكن أنْ
ننصب أنفسنا
حماة
للديموقراطية
وللغة الحوار
وأنْ نعظ
الآخر
بالتزام منطقنا
الجدلي من دون
أنْ نمنح
الحوار الذي
نبتغيه فرصا
جدية من خلال
تحمل أخطاء
الأجالانفعالية
الناشئة عن
غير قصد والناجمة
عن الصراعات
السلبية المخيّمة
على الأجواء
الراهنة..
علينا أنْ نقدم
الدليل على
حرصنا
وتوجهنا نحو
حوار السلم والديموقراطية
حوار البناء
لا الهدم .. هنا
سيظهر لنا
موضوع التنوع
والاختلاف
جليا على أسس
ديموقراطية
صادقة وإنْ
كان ذلك في خضم
مصاعب جمة
وعويصة ولكنه
يؤسس لغد سليم
معافى في حياة
العراق
والعراقيين..
وفي الإطار
نؤكد على
مسائل الحوار
في قضايا تخص
نشوء مؤسسات
المجتمع
المدني من
جمعيات ومنظمات
وروابط واتوأحزاب
وغيرها فجميعها
مما يلزم أنْ
تتأسس على
الحوار
الحقيقي الذي
يحترم الآخر
وهذا الآخر هو
كل طرف يحمل
تصورا خاصا به
يتعدد ويفترق
عنّا وقد
يختلف معنا أو
حتى يتقاطع مع
حلولنا ولكنه
يفعل ذلك
ويلبي حاجته
سلميا وبعيدا
عن العنف
والشد
والتوتر...
فهل سنمضي
سويا نهدئ من
الروع ونمنح
أنفسنا فرص حوار
موضوعي هادئ
أم سنمنح
أنفسنا سلاح
تخريب حياتنا
حيث كل منّا
يصرخ أين حقي
وأين ثأري وأين
انتقامي وأين
ردي العنيف
الذي يطيح
برأس الآخر
قبل أن يطيح
الآخر
برأسي؟!!! لا عجب
حينها لا فرصة
للحوار وقبله
لا فرصة للتسامح
وللتعايش وحينها
لا وجود
لعراقنا ولا
للعراقيين
إلا اشلاء عراق
و أبعاض
عراقيين لا
يحملون من اسم
العراق إلا
فرض قوم لا
يقبلون بنا
جميعا ومن
جميع أطيافنا
..
في حين
سيقبل
الآخرون
بوجودنا
حيثما أوجدنا
لأنفسنا
شخصية وهوية..
وليست هذه
الهوية غير
عراقيتنا
التي تنشأ عن
تأسيس حوارنا
الموضوعي
الذي يشكل
وجودنا ويؤلف
قلوبنا وإنْ تنوعنا
وإنْ
اختلفنا...
ألا أبناء
أمة العراق
شعب العراق
وجود العراق
حضارة وشخصية
وهوية
فلنُقـْبِل
على توفير قنوات
حوارنا المفتوح
بقلوب عامرة
هادئة
وببصيرة
عقولنا الحضارية
عميقة الجذور
في تاريخنا... ولنحمِ
قيمنا في
الخير
والسلام
ولنتجاوزْ ما
يقع من تشنج
أو من اشتطاط
أو خطأ أو غلط
من أحدنا بحق آخر
ولنحتوِ
الأمور
بموضوعية
وتسامح وعذرا لأسلأشبه
بالأمر بينما
هو يمتلئ
بالطلبية لا
غير .. ألا
إنِّي أستلف
منكم رجاحة
العقل ولنتروَّ
حيثما كان
الأمر يدعونا
إلى التروي والسداد
والرشاد ..