أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان
2004\ 09 \15
E-MAIL: t.alalousi@chello.nl
أشـْهرَ
عدد من
مثقفينا
وشخصياتنا
الوطنية المعروفة
إعلان اعتزالهم
العمل أو
الكتابة بشكل
نهائي أو جزئي
مقصور على
فريق عمل أو
مؤسسة أو جهة
ثقافية
عراقية.. وقد
حصل في المدة
الأخيرة تكرر
مثل هذه
الحالة من عدد
مهم من
شخصياتنا
التي يكن لها
جمهور
الثقافة
والمتابعين
كل الاحترام
والتقدير..
ونظرا
لأنَّ هذه
المسألأة
تأتي في ظروف
معلومة في
بلادنا بخاصة
وقوى ظلامية تسطو
على الشارع
العراقي
لتجعل منه
حالة من العتمة
واللااستقرار
ومصائب
الجريمة
والتضليل
السياسي
والفكري بما
يخدم أغراضا
رخيصة لا
علاقة لها لا
بقضية
الثقافة
والمثقفين
ولا بمصالح
الشعب لا من
قريب ولا من
بعيد..
وفي
ظل مثل هكذا
أجواء تطفو
على السطح
ظاهرة
الاعتكاف عن
عمل أو نشاط
بعينه في وقت
جميعنا بحاجة
لكل طاقة مهما
صغر حجمها
فكيف بنا
والطاقات التي
تفعل ذلك من
الحجم بحيث
تمثل صميم
العمل وجوهره
وهي المعوَّل
عليها في
تحريك كثير من
مفاصل
أنشطتنا
الثقافية
منها
والسياسية؟!
في
بدء معالجة
مثل هكذا
ظاهرة لابد من
البحث في أسباب
مثل هذه
الحالة هل
تأتي لأسباب
عزوف وتخل تلك
الشخصيات عن
أداء الواجب
الوطني؟ أم هو
ميل للتقاعس
وإصابة غير
مباشرة
بالتعطل أو الفتور؟
أم أمر آخر
تماما؟
إنَّ
قراءة
الحقيقة
ترينا أنَّ
هؤلاء ليسوا من
الذين يتنازلون
أمام الشدائد,
وهم ليسوا من
الانهزاميين
كما إنهم
ليسوا من
موسميي
العمل.. وهم
غير ذلك ليسوا
أصحاب أمزجة
متقلبة ولا هم
يتعاملون بمزاجية
وقتية مع
الأمور وإلا
لما احتلوا
مكاناتهم في
قلوب محبيهم
من أبناء
شعبنا..
إذن
ما أمر حالات
الاستقالة؟ قبل أنْ أجيب
عن هذا
التساؤول أود
التأكيد على
أنني لا أنوي
اختزال رؤى
أصحاب القضية
أنفسهم فهم
وحدهم من يمكنه
التعبير بدقة
عن أسباب
متنوعة ولكل
حادثة أو
واقعة حديث..
كما أنني لا
أميل للقول
بأن ما أعرضه
هنا هو كل شئ
إذ لا يعدو
أمر ما أعالجه
سوى اطلاع على
بعض الحالات
عن كثب كما
يقولون ما
يعينني
للحديث
بالخصوص وما
يساعد على
معالجة
الموضوع
رحابة صدور
شخصياتنا الوطنية
ورجاحة
تعاملهم مع
الأصوات
المحيطة فضلا
عن ثقة
بإخلاصهم
لدعوات جدية
بمواصلة مشوار
الفعل
والبناء..
وللإجابة
لابد من
الحديث عن
حالة عامة هي
حالة
التحولات
الجذرية التي
تمرّ بها
بلادنا ما
يجعلها تشتمل
على مفردات غير
مستقرة..
ويمكنني
القول بلسان
أصحابنا إنهم
يحدثون
أنفسهم بأنهم
لم يتخلوا عن
الميدان في
حال صراعهم مع
السلطة
الدكتاتورية
ومع قوى
معروفة
بعدائها
للمجتمع
ولنور
الثقافة والمعرفة..
ولكنهم
يقفون في حيرة
من أمرهم أمام
حالات خطيرة
تصيب عملنا
الجمعي فلا
يجدون ما يبرر
حقيقة
الأمراض
المعيقة التي
تأتي من وسطنا
ذاته وليس من
الأعداء من
قبيل سلبية
بعضنا
واعتكافه
ووقوفه على
التل ولكن هذا
أمره يمكن
تجرعه غير أن
ما لايمكن
قبوله هو
الدخول على خط
الفعل بالنقد
السلبي أو
التجريحي أو اتخاذ
مواقف لا
تنسجمة
ومصداقية
التعامل بين
قوى مثقفة
نزيهة وعناصر
مشهود لها
بالأمانة..
عند
ذاك يكون
الاحباط قد
فعل فعله في
العلاقات وفي
شعور شخصية
المنسحب
بحالة من
اليأس أو بتعارض
وجودها مع
الفعل الجمعي
ولأنَّ ثقافتنا
النزيهة تؤكد
على حال من
التوافق
التام مع
المحيط ولعدم
توافر مثل هذا
التوافق يكون الموقف
أدعى لاتخاذ
قرار
الانسحاب
كليا أو جزئيا
بحسب حالة
التفاعل مع
جهة بعينها..
هذا
فضلا عما
يتحمله اليوم
مثقفونا من
مسؤوليات فوق
الطاقة البشرية
المعتادة...
أسوق
مثل هذا
الكلام وفي
ذهني موقف
اتخذه الزميل
والصديق
العزيز
الأستاذ نوري
علي بخصوص الانسحاب
من العمل في
مجالين قدم
فيهما جهودا
تعادل حجم
جهود عدد من
الشخصيات
مجتمعة في
شخصه وهو الذي
بذل ما بذله
لتوكيد تأسيس
منظمة المجتمع
المدني ما لا
يمكن أنْ يكون
صوابا أنْ تتخلى
المنظمة عن
جهوده وهو
الذي يسير بها
اليوم حثيا
نحو توكيد
شخصيتها
المعنوية
الأدبية بشكل
واسع وطموح!
وإذا
كان للأستاذ
نوري حقه في
كثير مما
اعترضه فضلا
عن أسبابه
"المخصوصة"
فإنَّ لجمهور
الثقافة
والعمل
المؤسساتي حق
التقدم
بالتماس
المواصلة ذلك
أنّ ظروف بلادنا
من التعقيد ما
نحن بحاجة
أكيدة لرؤى الفاعلين
في وسطنا بل
إلى تفعيل
جهودهم أكثر
وهو أمر يجور
على وجودهم
الإنساني
وحقوقهم ولكنها
حالة العراق
المخصوصة
المفروضة
علينا جميعا..
إنني
إذ أقدِّم هذه
القراءة
البسيطة أود
أنْ أفرد هذه
السطور
للزميل
العزيز نوري
العلي وهو
الشخصية
العراقية
غنية عن
التعريف بأنْ
يجد في موقف
عشرات من
شخصياتنا
الوطنية ما
يؤكد به
مواصلة العمل
وتجاوز تلك
الأسباب التي
دفعت به إلى
قراره وهو
الأجدر
للوقوف أمام ظروف
التحدي
والمسؤولية..
ولكنني
فوق ذلك أود
الإشارة هنا
إلى حالات مثيلة
لست بصدد
إعلانها هنا
بغاية تعزيز
فرص المعالجة
وهو أثق بقوة
حرص الزملاء
المعنيين عليه
فعله, ولكن من
الحق في هذا
الأمر ما يوجب
عليَّ تقديم
الطلب ذاته
إلى الشخصيات
المعنية من
أجل تفعيل عملنا
الجمعي الذي
تلكأ لظروف
يعرفها
القريبون من
واقع جمرات
نار الفعل
والحركة
والتغيير..
وأذكر
هنا موقف
التردد
وأحيانا
السلبية من دعوة
إشهار
البرلمان
الثقافي
العراقي في
المهجر الذي
شارك في صياغة
رؤاه ومفردات
برامجه عشرات
من الزملاء
إنْ لم نقل
مئات منهم كما
حصل في
الانتخابات
التي جرت قبيل
أشهر.. وعليه
من الصائب
التحرك سريعا
والتعامل مع
الموضوع بجدية
الفعل
والحركة
وحيوية
التأثير
والبناء
لأنَّ حال
التلكؤ
والتردد
كثيرا ما قتل
مشاريع الخير
والتقدم..
وما
يبشر بالخير
بروز حركة
طيبة من
الاتصالات
على خلفية
مجريات النداء
الأخير الذي
أعلنه زملاء
البرلمان
الثقافي
وهيأته
الاستشارية
وأذكر من ذلك
تلك الكلمات
الشعرية التي
أطلقها
الزميل
العزيز الأستاذ
عبدالإله
الصائغ في
خطابه مع
زملاء الاستشارية
وحضه على
التفعيل
والعودة حيث
مواقع تنتظرنا
وتنتظر ما
نقدمه في
العمل
المؤسساتي
الجمعي بغض
النظر عن
معرقلات
ومعرقلين
فتلك ليست مما
يمكنه وقف فعل
كبير للثقافة
كالبرلمان وصخرته
الثلجية
المتدحرجة
بطاقة مبدعين
كبار..
وجازما
أقول: إنَّ
حالة كهذه لن
تنقطع سريعا وفورا
بعصا موسى
الساحرة
ولكنها واحدة
من مشكلاتنا
التي ينبغي أن
نثابر من أجل
حل ما يثيرها
وتجاوز
مسبباتها
بمناقشات
موضوعية تعلو على
الدعوات
العاطفية
وترتقي على
ظروف معرقلات
الواقع
المحيط بخاصة
تلك المرتبطة
ببعض ما يثيره
فعل زملاء
بعينهم من
وسطنا ذاته..
ما
يعني حاجتنا
باستمرار إلى
التسامح وإلى
حسن الظن
والتأويل
والابتعاد
قدر ما يمكننا
عما يثير
المعوقات
السلبية
بخاصة عندما
يستعجل طرف في
إطلاق أمر
يؤخر ويضر في
جملة واقعنا
وليس في موقف
طرف مهم منا..
وهنا
يمكن تذكر
الروح
الاتهامي غير
المسؤول القائم
على انعدام
ثقة أو ضعفها
أو على الشكوك
المرضية
والاحتمالات
التي لا تستند
إلى أرضية أو
واقع .. وعلينا
بالتأكيد من
أجل تعزيز
عملنا الجمعي
القائم على
الفعل
المؤسساتي
أنْ نكون
حريصين على
توجهاتنا
المشتركة من
أن نصيبها
بمواقف
متعجلة.....
ومن
الطبيعي أن
يتساءل بعضنا
عمَّن يشمله
هذا الأمر
ولكن ليس من
الطبيعي
الخوض في أمور
فردية محدودة
في قراءة عامة
لا يُقصد من ورائها
التعرض لشخص
بعينه بقدر ما
يقصد منها التدقيق
في أمورنا
لعلنا نسطيع
التقدم بفعلنا
سويا مهما
تنوعت وحتى لو
اختلفت الرؤى
فهو أمر أكثر
من طبيعي في
زمننا وما
لدينا من تعددية
يوحده هدف لا
يسمح
بالتقاطع
والاعتزال..
أما
من يُظهر صاحب
الفعل النبيل
من أولئك الذين
انغمسوا في
تأثرهم
بأمراض من
مخلفات ماض نريد
دفنه فهو
الزمن القادم
وأناسنا حيث
سيبدو الذهب
من المعدن
الرخيص ولا
حاجة لنا
اليوم للتوقف
كثيرا إلا
حيثما تطلب
الأمر إعلان
موقف يؤدي بنا
للتقدم
ولإبعاد
نزعات المرض ومحاصرتها
على أقل
تقدير..
وبعد
فإن مجتمعنا
المدني لا
ينهض ولا
يُبنى بغير
جهود متصلة
مثابرة
مسؤولة كجهود
مثالنا الفاضل
الذي أشرت
إليه [الأستاذ
نوري العلي] في
كلمتي هذه
ولعلني بثقة
كبيرة عميقة
على أن ندفع
بعضنا بعضا
للمواصلة وأن
ننتهز كل فرصة
لمعاضدة جهود
بعضنا بعضا في
زمن يتم فيه
اغتيال
مثقفينا
وأساتذتنا
وعلمائنا
بوسائل
متنوعة ليس
أبعدها محاولة
إثارة
الإحباط فيهم
ودفعهم حيث
الانسحاب
وإخلاء
الميدان لقوى
الظلام فهل
سنترك الميدان
فعلا؟!؟