أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان
2004\ 08 \ 22
E-MAIL: t.alalousi@chello.nl
يُصعِّد
أصحاب قرارات الحرب ومواصلة مسيرة التخريب من قرع طبول الموت والدمار ومارشات
العذابات التي يختلقونها يوميا بفعل تفجيرات قنابل القتل الجماعي التاي تطيح برؤوس
أطفال ونساء وشيوخ وهم يجرون في شوارع المدن المغدورة بخناجر السمّ الآتية من وراء
الحدود ورجال يمضون في طريق السعي وراء أرزاق أبنائهم فإذا هم وجها لوجها أمام
سيارات مفخخة بالموت بدل رزق لعائلة أو طعام لطفل أو دواء لعجوز!!
ويتابع
أبناء وادي الرافدين, وادي السلام صراع إرادتين.. فإرادة التخريب والشر والموت وهي
المأجورة لقوى إقليمية ودولية وأخرى محلية هي وريثة طبيعية لزمن الجريمة , زمن
القبور الجماعية والسجون المكتظة بالأحرار؛ تلك الإرادة الظلامية لا نرى في
أنشطتها سوى خراب في خراب في خراب...
ولقد
صادفت إرادة الموت دعما من قوى وظفت إعلامها وفضائياتها لرسم الموت حياة َ َ ولرسم
الجريمة مقاومة َ َ!!! وليس لنا من تساؤل بوجه مثل هذه التشويهات المريضة الرخيصة
سوى القول بأنَّ أهل مكة أدرى بجراحهم ومعالجتهم لأوجاعهم وأوصابهم. إنَّ كل القوى
الداعمة لشراذم الجريمة في بلادنا يجب أنْ تعي حقيقة ما يجري وأنْ لا مصلحة لها في
بلادنا من دون النظر إلى مصالح شعبنا الحيوية..
ومقابل
إرادة الشر والعدوان توجد إرادة شعبنا, إرادة السلم والأمان والحرية وهي الإرادة
التي نعوَِّل عليها في بناء بلادنا وإعادة الحياة لأرضها الطاهرة التي نسعى لإزالة
الدنس من عليها ونزرعها من جديد بزرع الخير والنماء بما يلبي لا مصالح شعبنا وحده
بل مصالح كل أبناء المنطقة ومحيطنا الإقليمي بعيدا عمّا أثارته قوى الطغيان من
حروب عدوانية..
ومن
الطبيعي أنْ يكون من شأن إعلاء كلمة السلام ما يشدد على رفض تلك القوى التي ترى
علاج أوضاع بلادنا في البندقية التي عفى على وجودها زمن الحرية والانعتاق مما فرضه
دكتاتور الجريمة والموت.. وترك لنا ورثته من قوى الجريمة والعصابات المافيوية تنشد
مزيدا من دمائنا ماء يروي تعطشها الشره لمشهده...
ولسنا
ندري كيف ترى فضائيات زمن العصابات الهمجية القادمة من مغاور الزمن الأظلم في
السيارات المفخخة وسيلة لحل أزمة المواصلات وبنادق القنص علاجا للمتجهين إلى
أعمالهم أو مدارسهم أو جوامعهم ومعابدهم ومتفجرات ألغامهم القذرة علاجا تحت أسرّة
المستشفيات ومقاعد الطلبة في المدارس؟!! بل ندري لماذا كل هذا التوق لرصاص الموت
وخناجر الغدر.
إذ
لن ترصف لنا طريقا أو تعبده ولن تبني مدرسة أو مستشفى أو تزرع حقلا أو تُنبِت شجرا
ولن تثمر شجرة أو تلد أما بسلام بغير الأمن والأمان وبغير الإنصراف إلى العمل حيث
إعادة الإعمار.. وليذهب أولئك الذين يتباكون على كرامة مهدورة إلأى حيث يطمرون
رؤوسهم في وحل هو وحل ما يزعمون مطاردته وهم أنفسهم أبناؤه أبناء الوحل وقذارة
التخريب والتدمير والقتل.
إنَّ
الكرامة التي يبكونها هي كرامة زعيم العصابة الأكبر الدكتاتور المهزوم وهم يشتطون غضبا
من أجلها متمثلة في أنفسهم وهم حماة ذاك الطاغية المهزوم وكيف وقد فشلوا في حمايته
والمحافظة على كرسيه! إنهم يشتطون غضبا لأجل شرف المجرم المهزوم وقد أُهين في
عرينه بجحر تحت الأرض وكيف وقد تلطخت ثياب الطاغية الناصعة بعد أن كان يلبسها لمرة
واحدة ولا يغسلها بالمرة!
أما
كرامة فرد من الشعب شيخ أو امرأة أو طفل أو رجل فليس مما يهم مجرما أو عصابة أو
أجير لها وليس مما يمكن أن يذرفوا له من جمرات عزتهم الرخيصة التي تبكي الأموال
المغدقة عليهم من المهزوم المهان..
فلا
هان أمام مثل هؤلاء رجل ولا شاب ولا امرأة فكلنا نحن العراقيين نغذ السير في طريق
العزة والكرامة حيث تحررنا من زمن الاغتصاب والاختطاف والاعتقال والقتل.. نحن في
زمن لا يمكن أنْ ننشغل بما يريدون أنْ يشاغلونا به من جرائم؛ وسنمضي في طريق
الانعتاق التام طريق الديموقراطية والسلام وهو طريقنا الوحيد للبناء.
إرادتنا
هي إرادة السلام والأمان والخير إرادة شعبنا المؤمن بمبادئ الحرية والديموقراطية
بمبادئ العدل وتحقيق الرفاه والسعادة للجميع.. وليس من سد أو عقبة ستوقف تقدم
إرادة الخير والسلام طالما أكدنا وحدتنا وكشفنا وفضحنا جرائم التشويه والتضليل
التي تضح بها فضائيات مأجورة استشرست متكالبة مع قوى الجريمة لأنها مصدر وجودها
المالي المادي وبالتأكيد المعنوي المعبر عن رؤاها....
عمليا
ليس لنا اليوم سوى صد هجوم الإعلام التخريبي وفلسفة التضليل السياسي عبر أشباه
أحزاب مريضة اسمها أحزاب وجوهرها خلايا الإرهاب وفكر الموت الأسود القادم إلينا
بفيروسات تلك الخلايا والشراذم والعصابات..
علينا
التعرف إلى دعوة كل طرف أو عنصر دخيل يحمل معه أكياس المال الحرام والوعود المزيفة
لنفضح الخطوة الأولى قبل أن تستفحل وتصير مرضا ينخر فينا اليوم بقنابل الموت
ورصاصه وغدا بزلازل الأنشطة السياسية التخريبية.. فهل نحن جميعا واعون لما يحاك من
حولنا؟
علينا
تشديد وتمتين وحدتنا وتحالفاتنا العريضة الشعبية المتجذرة الراسخة فينا. ودفع كل
ما يخترقها بأن نجد لحليفنا أي مسوّغ ولا نخوّنه أو نتهمه أو نختصم معه بل وجب اليوم علينا اتخاذ لغة
الحوار والتفاعل وكشف الأوراق بيننا ومن حولنا بما لا يسمح لتمزق الصفوف وتصدعها
أنْ يحصل ولو بقيد أنملة...
علينا
أنْ نثابر لنفتح الأعين ولنصعّد من حملات التضامن مع بعضنا بعضا حيثما وجدنا طرفا
يتعرض في لحظة لهجوم وعلينا أن نجد في كل أطراف شعبنا وأطيافه القومية وتياراته
السياسية حق الأولوية لا أن نقول لماذا وقفنا مع طرف ولم نقدم وقوفنا مع آخر فكل
أبناء شعبنا أولوية مهمة ...
علينا
أن نسجل حق التفاعل بين تنوعاتنا وحق إيصال صوت الآخر ونضع ذلك بوصفه أولوية لا
يعلى عليها وأن نزيح من طريق تفاعلاتنا حالة المحاصصة واقتسام التركة فذلك لا يودي
بنا إلا إلى طريق الهلاك وزوال وجودنا نهائيا فيجب وقف زمن المحاصصة والتصارع على
حصة أسد تتقدم بنا ولكن أين منا وحصة الأسد إذا ضاع عراقنا فلن يكون لنا لا أسد
ولا حتى أرنب!
أما
الذين يصارعون في طريق المحاصصات فهم جزئية مريضة بين أن تشفى وتُعالَج أو أن
نزيحها من طريق الحل وعيش بلادنا في زمن الوحدة الوطنية زمن التحرر من البطالة
والعوز والوقوف في خدمة السلطان المستبد, زمن العمل الحر لبناء بيوتنا عالية لا
تدخلها عيون التلصص لأجهزة قمع أو لوجود رخيص من أدعياء التأسلم وهم يتهمون الناس
في إيمانهم بنا هم الأدعياء أصحاب المساوئ والفجور..
نحن
في زمن بناء الديموقراطية ولكنها لا تدخل بلادنا ما لم تدخل بيوتنا وأنفسنا وما لم
تدخل بيننا وبين أولادنا بيننا وبين أهالينا وحتى بيننا وبين أنفسنا فلأنفسنا
علينا حق الحياة الحرة الكريمة. والديموقراطية لا تأتي بغير إرادة السلام وبغير
إرادة الأمن والأمان إنها لا تحيا في ظل الموت والتخريب والتدمير ولا تحيا في ظل
سطوة العصابات والميليشيات ..
فلتحيا
إرادة السلام ولتنتهِ إرادة التخريب والموت الزؤام.. ولننشد نشيد بلادنا وشعبنا
ليحلَّ الأمن والأمان والسلام في ربوعنا .. إنَّ نشيد الأمل والسلام لن يأتي
بالتمني بل بالعمل الدائب من أجله بإرادة سلام صلبة فاعلة ناشطة..
خاص
بالبرلمان العراقي www.irqparliament.com