حق
الانفعال
وردود فعله
السلبية
وآثار "ثقافة"
الشتيمة!
أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان
2004\ 08 \ 15
E-MAIL: t.alalousi@chello.nl
تشهد
كتابات كاثرة
هذه الأيام
على ما لاتساع
حريات النشر
من توافر فرص التعبير
عن الذات وعن
أوسع أطياف
التعبير عمّا
يعتمل في
النفس من
انفعالات
وتفاعلات مع الحدث
اليومي
المحيط.. ولعل
ذلك مما يثير
عميق الدعم
لمزيد من
توسيع فرص
التعبير لما
لذلك من أثر
جدي مهم في
الكشف عن
الحقائق من
جهة وفي تفاعل
الرؤى حتى
تهدأ الأنفس
المنفعلة وتسير
في إطار خطاب
الحوار
الموضوعي بدل
خطاب الانفعال
والتوتر الذي
يودي لا
بالمصداقية بل
يجمِّد العقل
والوعي
والثقافة..
ولن
يكون من
الحكمة اليوم
مبادلة لغة
الانفعال
الصارخة
وتهجمها وحتى
عدائيتها
بانفعال أو
شدّة مقابلة,
بل الصواب
البحث عمّا
يكمن وراء
الروح العدائي
المعبّر عنه
بلغة الشتيمة
أو التجاوز أو
على أقل تقدير
لغة الاحتقان
والتمرد في
مفردة ولغة
تعطيل
التفاعل
وتبادل الرؤى
لحلِّ أية
مشكلات صغيرة
أو كبيرة..
من
هنا كانت بعض
الأصوات التي
انطلقت وما
تزال في
تمردها وصبِّ
جام غضب
الاحتقان على
الشخصيات
الوطنية المسؤولة
وعلى
توجهاتها
المحافظة على
هدوء النفس
ورجاحة العقل,
إذ يعتقد
هؤلاء
المندفعون إنَّ
علاج الأمور
يكمن في ردود
ثوروية عنفية
وهم يمتلكون
إمكانات
الفعل
الإيجابي
ولكنهم يبعدونه
بسبب من
الخضوع
لتوترات
اللحظة المباشرة...
إنَّ
عمر خطاب
الانفعال لم
يمنح صاحبه فرصة
التوفيق في
معالجة قضية
مهما صغر
حجمها.. ولم
يكن الغضب
والتوتر
والاحتقان
جوّا مناسبا
للحوار أو
تبادل الرؤى
أو بسيط
معالجة أو تناول.
وقد يشتطّ
بصاحبه فيذهب
بعيدا عن
القضية
الأساس ويدخل
في مهاترة ليس
من ورائها
طائل.. ونضل
الطريق ونظل
في جعجعة بلا
طحن..
وعلينا
هنا إذن أن
نشدِّد على
موضوعية
الحوار ومصداقيته
وهدوئه وعلى
ضوابط
عقلانية له
حيث نبتعد عن
"ثقافة"
الشتيمة
والتجاوز
والاعتداء
على الآخر..
والآخر هنا هو
العقل الجمعي
المحقـَّق
لمصالح مجموع
الشعب وفئاته
العريضة..
إنَّ إشاعة
ثقافة الحوار
تستدعي مزيدا
من تحمل وصبر
وتأنِ ِ ومن
مزيد من قراءة
واقع حال العراقي
اليوم..
قالعراقي
بخاصة قطاع
واسع من
شبيبتنا في
حال من الوقوع
تحت ضغوط
خطيرة من
جبهات تحيق به
حرقا وتطيح
بآامله التي
وضعها في
العقل السياسي
وخطابه
الثقافي
المُختزن في
وعي جمعي لمؤسسات
الشعب
المعبرة عنه..
ومن تلك
الضغوط حارت
الاستلاب
للإرادة
بمعنى السيادة
على الذات
بوجود قوى
مدَّت
أصابعها في
بلادنا أو في
وجود شخصيتنا
الوطنية..
وليس
من الصائب
الاعتقاد
بتساوي ردود
الفعل وطبيعة
الحلول
والمعالجات
لمختلف
الأجيال لهذه
القضية أو
تلك.. ومن
الجدير
بالذكر هنا أن
نستذكر حقيقة
كون نجاح
معالجة في
الوصول إلى
مستهدفاتها
يكمن في إقناع
أوسع مكونات
الشخصية الوطنية
بمعني أوسع
فئات الشعب
وهنا الشبيبة
تتقدم
المقياس..
أقول إقناع
أوسع جمهور
بالالتفاف
حول ذياك الحل
أو المعالجة,
ومن دون ذلك
لن نسطيع
الوصول إلى
أفضل ما ينبغي
وأكمله من مصالح
شعبنا..
وصحيح
أن دعوة الصبر
والتحمل ما
عادت سهلة أمام
عميق الضغوط
إلا أننا لا
نملك بدائل
أخرى فضلا عن
كوننا أمام
ضرورات تحقيق
بعض ما يلبي أبناء
جيل اليوم
فليس من
الموضوعي وضع
هذا الجيل في
محرقة من أجل
أجيال لاحقة,
إذ أننا لسنا في
تعامل مع عبيد
نسوقهم
لخياراتنا
حتى لو كانت
لمصلحة غد
أفضل فمن حق
الجيل
الموجود أن
يلبي حقوقه
الإنسانية
وإن كان
بعضها, فمن
دواعي نجاح
عمل الجيل أن
نلبي بعض
مطامحه
لتعزيز
فعاليته
ونشاطه.. من
هنا كان علينا
أن نسعى
لتوفير
توازنات
عقلانية تعود
على الجميع
بالخير عبر
استجابتها
المناسبة
لتوزيع عادل
لمطالب
الجميع..
أما
ما يخص جزئية
التوتر و
"ثقافة"
الشتيمة وما
يأتي منها من
حط من قدر بعض
شخصياتنا
فيمكن تجاوزه
و عدِّه من
آثار ثقافة
الأمس
المرضية ومن
حلقات تحاول
مشاغلتنا في
الهامشي
المتخلف ولن
يضير طلائع
الفكر
والثقافة عندنا
أن يتركوا الردود
الانفعالية
بل يزيدهم
تأثيرا في
محيطهم
الشعبي
ويمنحهم فرص
تأثير أكبر
وقيادة أرقى
لرؤية ثاقبة
من أجل
مستقبلنا
الجديد..
عليه
كانت ثقافة
التسامح وعدم
التوقف عند أخطاء
هامشية بحق
الشخصيات
الوطنية
والتركيز على
الفعل الرئيس
وتعزيز العمل
حيث ينتظرنا جهد
عظيم الحجم
لمعالجة شؤون
بلادنا في
ظروف التداخلات
الخطيرة
الراهنة
وستبقى قوى
شعبنا الحية في
حالة من
التفاعل
بعيدا عن
الانفعال
وتأثيراته
السلبية..
عميقا في صميم
التهدئة
والعمل السلمي
الموضوعي
الهادئ
وبعيدا عن
تبادل مهاترات
غير موضوعية
قريبا من
الموضوعي
الإيجابي الرصين...
فإلى
فطنة العمل
الهادئ
وثقافة البعد
عن الشتيمة
ومعالجة رؤية
الآخر في
وجوده وفي
أفكاره
وتصوراته لا
في توصيفه حسب
حالة احتقان
تلمّ بطرف أو
آخر...