أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان
2004\ 06 \ 03
E-MAIL: tayseer54@maktoob.com
اُعتـُمِدت
الحكومة
العراقية
الجديدة بعد مناقشات
مستفيضة أخذت
بعين الاعتبار
كثيرا من
المحددات
اللازمة
والضرورية لكي
تكون تشكيلة
معبرة عن
الطيف
العراقي عامة.
والعراقيون
ومنهم
بالتحديد
المثقفون
يستبشرون
خيرا
متفائلين
بتأليف
الحكومة
الوطنية من
أجل تسلـّم
السلطة في
الموعد
المحدد ومن أجل
إنهاء
تعقيدات
الواقع
الصعبة..
ولعل
الثقافة هي في
مقدمة
الأنشطة
الإنسانية
التي لا يمكنها
أنْ تحيا إلا
في واقع من
الاستقرار
والعمل السلمي
الديموقراطي..
ما يعني في
نهاية المطاف
ضرورة
التعاطي مع
التحولات
الجديدة بروح
مسؤول مؤداه
البحث في
أهمية دور
الثقافة في خلق
مثل هكذا واقع
جرى تخريبه
طويلا...
إذ
اعتمدت
دكتاتورية
الطاغية على
عمليات
التجهيل والتضليل
والتعتيم على
كل ما هو
معرفي وثقافي
من أجل تمرير
ممارساتها
المرضية وها
هي قوى الظلام
والخراب
تواصل ما
مارسه
الطاغية طوال
عقود من الزمن
وتتابع
مسيرته بكثير
من العنف
الدموي ومن ثم
مشاغلة الناس
في أمنهم
وتأمين سلامة
حيواتهم
بعيدا عن
متابعة ما
يغني الروح
ويملأها
معرفة وعلما
وحركة إبداع
بمعنى ما يجعلها
ملأى بالقيم
الإنسانية
المتمدنة..
إنَّ
عمليات
التخريب
والهدم لم تكن
مقصورة على
الأبنية
والمؤسسات
وما شاكلها بل
كانت بالأساس
قائمة على
النفوذ إلى
دواخل الروح
والعمل على
تخريبها
بالكامل
وتركها هباء
وخرابا وأشلاء
هي ظلال وجود
إنساني لا
يقوى على
التعاطي مع
تفكير ومن ثم
مع وجود
إنساني متحضر
ما يمنع أي
تنشيط لقوى
الآدمية أو
الإنسانية
العاقلة..
من
هنا وجدنا
أنفسنا نحن
العراقيين
ومنهم المثقفين
بالذات أمام
مهمة التعاطي
مع سلطة
الحكومة
الوطنية
الجديدة
انطلاقا من
تفعيل دور
الثقافي
وموقعه في
الحياة التي
نبدأها وشعبنا حياة
العراق
الجديد عراق
التقدم
لعمليات البناء
وأولها بناء
الروح
وعودتها إلى
الحياة الطبيعية
في ربوع
بلادنا وبين
جوانح وأضلع ابناء
شعبنا..
من
هنا تأتي
مسألة وجود
وزارة
للتربية
وأخرى
للتعليم
وثالثة
للتكنولوجيا
والعلوم
لتكون قاعدة
أولية تكتمل
بقاعدتها
التأسيسية
وزارة
الثقافة وهي
الوزارة التي
ينبغي أنْ
تأخذ حصتها من
الاهتمام
والتركيز
والأولوية
وإلا ضعنا في
خضم ظلامية
ليس لها منتهى
سهل وكلنا
يشهد على
مجريات
التخلف التي
تقود كثيرا من
شبيبتنا
المضللة إلى
عوالم غير صحية
ولا صحيحة..
أما
بديلنا
الناجع
لعراقنا
الجديد فهو
مزيد من
الاهتمام
بالثقافة
ورفض التقاعس
أو التقليل من
شأن الثقافي
ودوره ..
وعلينا في هذه
الحال أنْ
نقول بصوت عال
بضرورة
التقدم بسرعة
نحو المشروع
الثقافي
الوطني المتكامل
وهو ما يعني
اعتماد وزارة
الثقافة بالتحديد
على الصوت
الثقافي
الوطني وعلى
ما يقدمه من
مشاريع
ودراسات جدية
كما حصل على
سبيل المثال
لا الحصر فيما
قدّمه ممثلو
البرلمان الثقافي
العراقي في
المهجر
الهولندي من
مشروع متكامل
لمؤسسات
الثقافة
العراقية
ومساراتها..
وكما هو الحال
في مشروع
البرلمان
الثقافي العراقي
في المهجر وفي
كل إسهامات
الثقافة العراقية
في أطرها
المتنوعة
المتعددة..
فإذا
ما أرادت
وزارة
الثقافة أن
تنجح وأن تتقدم
وتتطور في
أنشطتها وفي
فاعليتها
فلابد من تفاعل
مع كل قوى
الثقافة
وأركانها في
بلادنا.. ونحن في
هذا لسنا في
انتظار فكلنا
يعمل ضمن
إمكاناته؛
وما يعقب ذلك
ويُتوِّجُهُ
هو تقدُّم الوزارة
بدعم عملي جدي
مشهود للعمل
الثقافي وسلاحنا
اليوم ليس
البنادق
والسيوف
والمدافع والدبابات
بل الفكر
الموضوعي
والعقل
العلمي وروح
الإبداع
والتنوير
الثقافي
المعرفي...
كما
على أجهزة
الثقافة
والشخصيات
الثقافية
العراقية ألا
تنتظر أعمال
الوزارة
والحكومة بل
أنْ تتجه
لتفعيل أجهزة
أو مؤسسات
المجتمع المدني
بالخصوص
الثقافية
منها
ومجالسها
الوطنية
المتنوعة ومن
هنا سيكون دور
الثقافي
مهمّا وجديا
ومؤثرا في حال
امتلاك روح
المبادرة والفعل
والتفاعل
والتعاطي مع
واقع معقد
بفاعلية عالية
ومناسبة..
إذن
نحن هنا نشير
سريعا لقضية
بحاجة لمؤتمر
وطني موسع لكي
تكون البداية
قائمة على
مجموع الرؤى
بكل تنوعاتها
وأطيافها
وبكل الخبرات
المتوافرة
للعراقيين من
كوادر
الثقافة..
وتجميع
الدراسات
والبحوث
المتخصصة
بغرض تثوير
الفعل
وتنشيطه بما
يرتقي إلى
مستوى المسؤولية
المنتظرة
اليوم..
وكان
مثقفونا قد
اقترحوا
اجتذاب
جمهورنا باحتفاليات
جماهيرية
وبعمل
مؤسساتي واسع
ومفتوح
وبالتقرب من
قوى الفعل
الثقافي
والتفاعل
معها وبتحشيد
الطاقات
بطريقة
مناسبة وبقراءة
آليات الفعل
الثقافي وفصله
عن الخطاب
الإعلامي
التضليلي الذ
طال أمده وهو
يطبل للنظام
والطاغية
ويتحول إلى
ابواق زاعقة
لا غير بمعنى
بتصحيح
المسار
وإعادته إلى
حيث ينتظر
منه..
تلك
هي أوليات
ينتظرها
جمهور
الثقافة عامة
وكل الأطر
المتخصصة
والجميع في
حالة من الفعل
والحركة حتى
تحقيق مستهدفات
ثقافتنا
العراقية
الوطنية...