خَضَعَ
الْعِرَاقُ
لِلْعَسْكَرْتَارِيّةِ
الدّاخِلِيّةِ
والأَجْنَبِيّةِ
مَرَّاتِ
ِعَدِيْدَةَ
َ ولكنَّهُ
دائماَ َ
أخضعَهُم
جميعاَ َ
لحضارتِهِ
السومرية
أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان
2004\ 05 \ 10
E-MAIL: tayseer54@maktoob.com
تـَفـَتـَّحـَتْ أولى
الحضارات
الإنسانية
هنا بين جوانح
وادي
الرافدين.
وكانت تعلو
زقورات المدن
وأسوارها,
منقوش على
ألواحها
الطينية حروف
أول لغة إنسانية
مشيرة إلى
فاعليتها
وعمقها ورسوخ
جذورها. هنا
بين تلك
الجوانح نشأت
مدن الخيرات بعد
ترحـّـُل
وتنقـّل مع
مواضع الصيد
والرعي لتبدأ
زمن الزرع
والاستقرار
والفلاحة
والقرى
وعمليات
التبادل
والتجارة
والتجمعات
الكبيرة حيث
الحاجة
لمبادئ
التنظيم
وللقوانين وللعلوم
والخبرات,
فكانت بحق
أولى ولادات
حضارة
المدينة
والمدنية...
وتكاثرت
مدن الحضارة
السومرية
ونطقت
اللهجات التي
سرعان ما
تـَوَلـَّد عنها
لغة التجاور
والتوحـّد,
لغة اختزان
المعارف
وتبادلها
وانتشارها
وتوارثها.
وانـْظمَّت
تلك المدن
مكوِّنة وحدة
حضارية
مشتركة فكان
أول اتساع
لقيام دولة
الرفاه
وانتاج الخيرات
بأنواعها.
وكانت بعد ذلك
مطامع في تلك
الخيرات
تسوّقها
نزعات الحروب
والاستغلال
التي عشعشت في
ظلال القلة
الشريرة
وأصحاب
الأطماع وأمراض
الشراهة
والنظر إلى ما
في يد الآخر ...
لقد
تعرضت بلاد
النهرين
لسطوة
مستبدين زمنا ولغزوات
أجنبية أزمان
أخرى.
ولكنَّها في
الوقت الذي
دانت لعدد من
الطغاة
ولغيرهم من
الدخلاء
المستعمرين
الأجانب
وجيوشهم
الجرارة, لم تسمح
لحالة كتلك
أنْ تصادر
تمدنهم
وتحضرهم وما
في ذلك من
معارف وخبرات
وقوانين, بل
جعلت الفاتحين
الغزاة
يخضعون لتلك
المبادئ
والمعارف
والقيم
الحضارية...
ألا
نجد آثارهم
المدينية
الحضرية في
كتابات من جاء
إليهم واتصل
بهم فاغترف من
فيض تلك الشمس
الفيّاضة على
محيطها بغير
حدود..
ولطالما أخذت
الأقاليم
المجاورة من
عطاء الحضارة
السومرية
وإنْ كانت مدن
البلاد تابعة
عسكريا لسلطة
تلك
الأقاليم..
وعلى مرِّ
الزمن لم يجد
العراقي نفسه
إلا حالة من
اتلعطاء
والفيض
الفكري
والمعرفي
والأخلاقي الفلسفي.
ولم يكن يوما
تابعا في مثل
هذا الإطار
لجهة من
الجهات
الأربع التي
غزته واحتلته
مستبيحة أرضه
ولكنها
العصية عليهم
فيما تستنبته
من قيمها
السامية..
وحتى
ما أخذناه في
ظرف آني جرت
عليه أعمال
نحت وحفر
وتغيير ومنح
لصياغة خطاب
العراق الإنساني
الحضاري
المخصوص.. ولم
يسمح عراقي من
ابناء سومر
المجد لطرف أنْ
يسابقه فيبزه
ويتقدم عليه
فلم تكن
الريادة وحدها
للسومري بل
وقصب السبق
باستمرار.
ونحن اليوم
بصدد عراقي
يمتلك منطقه
العقلي المخصوص
بهويته
المخصوصة..
ودجل
وتضليل ذاك
الذي يحاول
بعضهم تطبيع
الوضع الطارئ
للقول بأخذ العراقي
لإشكالية
بالفرض
والإكراه
وإخضاعِهِ
لتبعية سلبية
مقيتة رفضتها
حتى تربة العراق
وهي ترفض
استنبات ما
ليس بإنساني
عراقي أصيل...
وهنا لابد من
التذكير
بحفنة المرضى
من طفيليات
دخيلة تدّعي
التفاعل
الإيجابي
ولكنها تخفي
جريمة استلاب
العراقي
هويته
وإخضاعه وجعله
تابعا رخيصا
للغير ممّن هب
ودب ..
ومثال
الأمر
محاولات
اختراق
العراق
المتحضر صاحب
أعلام
التفسير
والقراءات
العلمية والباع
الطويل في
مركز العلوم
ودار الحكمة
والفلسفة
والعقل
العارف,
محاولة
اختراقه
بمرجعية من
خارجه تحاول
التضليل
والتدليس
وتحاول سرقة
العقل العراقي
والحياة
العراقية
وهويتها بله
الإنسان العراقي
نفسه! وبئس ما
فيها من
محاولة خاسرة
فالعراقي
أرسخ في
الدفاع عن
هويته
المعرفية الإنسانية...
سواء كان هذا
في علوم دنياه
أم في علوم
دينه ومذاهبه
وفقهه..
ألم يكن
أوائل
الأنبياء
وكبار المصلحين
وأئمة
الصوفية
والمذاهب
الدينية
الإسلامية
والمسيحية
وغيرها وغيرها
من هنا من ضلع
العراق؟ لا
يمكن ونحن
نملك في يومنا
خيرة الفقهاء
والمراجع
والعلماء والمفكرين
والفلاسفة,
أنْ نضل أبدا
ونترك طريق
الحكمة
والصواب
فنأخذ من صبية
الحضارة وضواري
الحرب على
بُناة السلام
مساوئ الخلال
وردئ المقال!
اليوم
نملك قوة
الرفض لتدخل
التطفل
ولأصابع البؤس
وخناجر السمّ
التي وخزت
قلوب أئمة أطهار
وخلفاء
وزعماء وكانت
في أغلبها
أعجمية معروف
مصادرها وهي
تتواصل اليوم.
فلا نضعنَّ أعيننا
على حالة من
دون أخرى
وننزع إلى حرب
مع طرف وننسى
أو ندير
ظهورنا
لمخاطر أبعد وأعقد
وليكن رفضنا
مؤسَّسا على
حرص وطيد على مسمياتنا
التاريخية
الغالية..
لا
مناص من توافق
عريض على رفض
كل أشكال الذل
والهوان, كل
ما يعرِّض
العراقي
وكرامته وقيمه
للمهانة. لا
يمكن التهاون
في قضية كقضية
الكرامة
ووجودنا
الإنساني ولا
مجال للمهانة
التي وضع
العراق فيها
طاغية
الهزائم
والمظالم..
فالعراقي لا يستكين
لهزيمة
عسكرية ولا
تمسّ وجوده
الكبير العريق
خسارة جيش
بخاصة عندما
يكون الجيش قد
اُستـُلِب
طويلا لصالح
الطغيان
والخراب والعراقي
في حالة من
التواصل عطاء
وحركة وعدم استكانة...
وهكذا
فيومنا في ظل
الاحتلال من
جهة الشكل الرسمي
المسمّى في
القانون
الدولي, وفي
ظل سطوة قطاع
الطرق ومجرمي
الشوارع
الخلفية هو
يوم ملئ
بالضربات
الصعبة ويمنى
عبره وفيه
العراقي
بخسائر كبيرة
وغالية ولكنه
يظل شامخا
بعمق جذوره
الضاربة في
أرض الرافدين
وخصائص بيئتها
وهويتها..
إنَّ العراقي
الأصيل صاحب
العقل والحكمة
لن ينجرَّ إلى
معارك تهين
فكره وتضعه في
حسابات
التابعين
الخاضعين لما
يُراد له من
مخاطر ومآسِ ِ
وهو صاحب
القرار في
مصيره ورسم
حاضره
ومستقبله
وذلك يمرّ في
بوابة جعل الآخرين
يمرون
بمسالكه وبما
يريد ويبتغي
أيّ باقناعهم
برؤاه
وفلسفته
وبجرِّهم إلى
طريقه المتحضـِّر
المتمدِّن...
إنَّ
خيارنا هو
بناء عراق
ديموقراطي
تعددي فديرالي
موحّد عراق
السلام
والتحرر
والتقدم عراق
الإخاء
والعدالة والمساواة
وهو عراق لا
يحتاج
لمتفجرات
الإرهاب
وقنابله
اللئيمة التي
تتخطف حياة
أبنائنا وبناتنا
وخيارنا لا
يحتاج لمواجع
جديدة وحروب
دموية طاحنة
أخرى..
ولتكن
قوتنا كما
كانت دائما في
تحضرنا وحكمتنا
وفي قوة
منطقنا
العقلي
وسلامة حجته
ورجاحة خياره
ففي الحكمة
وحدها القوة
وليس في
العضلة وليس
في الخنجر
وليس في القنبلة
وليس في
الدبابة نعم
قوتنا في
حضارتنا
وجذورها
وحكمتها ..
فلتكن
قوتنا في طريق
السلم
والديموقراطية,
وليس في طريق
التفجيرات
وطيش التخريب
والدمار بل في
البناء
والإعمار.
فلنبدأ
الخطوة الراهنة
وليكن ديدن
حركتنا مثل
تاريخها
الحضاري
غلـَبـَة
وقوة ومتانة ورسوخ
جذور بلا
التفات إلى
خدع وأحابيل
وتضليل...
خاص بعراق
الغد www.iraqoftomorrow.org