استقلال
حقيقي أم
شعاراتية
[تحرير]
زائفة؟!
3 - 4
كيف
تُفهَم
السيادة
الوطنية والاستقلال
الوطني؟ وكيف
يجري الدفاع
عنهما
وحمايتهما؟
وهل السيادة
والاستقلال
مفهومان
يعلوان على
كلّ ماعداهما
من مفاهيم وقيم
إنسانية في
كلّ الظروف
ومن دون
ضوابط؟ لعلَّ
إجابة مباشرة
عن تساؤلنا
غير ممكنة
نظراَ َ لما
يتضمنه
التساؤل من
تداخلات
وتعقيدات, بخاصة
في مرحلة ما
يُدعى
بالعولمة
سواء بجوهرها الإنساني
الطبيعي في
مسار تطوره أم
بما يُفرَض
عليها من
مظاهر سلبية
تخصّ الظرف
الدولي القائم
والتوازنات
الموجودة
فيه..
وهكذا
نجد أنفسنا في
استقراء الإجابة
أمام تأكيد
حقيقة مهمة
أولى ألا وهي
ضرورة بل
أهمية
وخطورة
بناء الدولة
ومؤسساتها
بخاصة منها
السيادية
فذلك يمثل
جزءاَ َ
أساسياَ َ
وجوهرياَ َ من
الاستقلال
الوطني لأية
دولة. فلا
استقلالية
لشعب بغير
دولة بمؤسساتها
.. ولا
استقلالية
لدولة يحصل
شعبها على
قوته بأدوات
وأجهزة أو
بمؤسسات
أجنبية. بمعنى
آخر يمكن
القول: إنَّ
منطلق الشروع
نحو الاستقلال
والبداية فيه
تكمن في تلبية
حاجات الشعب
الأساسية عبر
مؤسسات
وطنية؛
والعمل على
خلق المؤسسات
السيادية
العليا.
وفي
هذا الإطار
نجد تشكيل
الحكومة
العراقية
مهمة حيوية
لرسم علاقات
العراق بالمنطقة
والعالم,
ولإدارة
الحياة
اليومية للشعب.
ونجد مسار
مجلس الحكم
إطاراَ َ
تمثيليا أوليا
نتجه عبره
لصياغة
الدستور
بآليات متفق
عليها يحسم
شرعية ما تؤول
إليه من نتائج
تصويت شعبي
عام على ذلك
الدستور
لنهيِّئ
للمؤسسات
الدستورية
ومن ثمَّ
السيادية
العليا التي
بوساطتها
يمكننا
مخاطبة
المجتمع
الدولي وبوساطتها
يمكننا
متابعة مسيرة
تعزيز
استقلالنا
بأدواتنا
وقوانا
الوطنية
الموحّدة..
ومن الطبيعي
أنْ نمتلك
لحظتها قدرات
لا المفاوضة لإخراج
الأجنبي بل
قوة تحقيق هذا
الهدف...
إذن
فالاستقلال
الوطني ليس
شعارا سرمديا
يخضع لأهواء
أو نزوات
اندفاعات
حماسية
لأولئك الذين
لم يعرفوا من
السياسة إلا
أتون الحرائق
والاقتتال
بلا خطة ولا
خبرة معالجة
وبانقطاع عن
مؤهلات العمل
وجذور منطق
المعالجة
العقلية
الحكيمة. بل الاكتفاء
بما قلَّ مما
يُعرَف على
سبيل مثال شعار
ما أُخِذ
بالقوة لا
يُسترَد إلا
بالقوة
مع تسطيح
للمفهوم
وجعله أكثر
سذاجة في
التناول
والتطبيق
وفهم القوة
بمنطق العنف
وما شابه من
تجريد. وهذا
يخدم أهداف
قوى مريضة
تبتغي الإطاحة
برؤوسنا
واستغلالنا
إلى الأبد...
فمفهوم الاستقلال
ليس غاية
مباشرة في كل
الظروف فقد
تدعو ظروف
لتجاوز جوانب
منه وتأجيل
معالجتها للحظة
تاريخية
تالية وهذا
ليس معيبا في
مسار شعب
ينتزع
استقلاله
شيئا فشيئا
وجزءا فجزءا بحسب
الوقائع
المحيطة التي
تحكم أولويات
حركته نحو
إتمام
مبتغاه.. وإذا
كان هدف شعبنا
النهائي
والأخير
استكمال كلّ
أهدافه في
الاستقلال
وفي غيره
فإنَّ من
الطبيعي أنْ
يعني له هذا استذكار
ما استراتيج
المرحلة وما
تكتيكاتها؟
ويعني مما
يعني تحديد
وسائل وأدوات
المعالجة
والتناول
لأية قضية
وامتلاك روح
الصبر والمبادرة
فيما يختار
للحظته من
تناول مباشر وتوفير
شروط تحقيق
المستَهْدَف
المباشر والنجاح
فيه.
وعليه
فللاستقلال
أوجه ومفردات
متنوعة
وآليات
للوصول إليه.
وللاستقلال
ماهية أو
حقيقة وجوهر
لا يُخْتَلَف
في التناول ولكن
في استهداف
كلّ مفردة منه
سنقع في كوارث
إذا لم نختَرْ
المناسب
توقيتا وإذا
خضعنا لأولوية
أهواء واندفاعات
لا أرضية
سياسية لها..
وإذا كنّا
نعرف معنى
الاستقلال
وانتقاصه في
الظرف القائم
وما ينجم عنه
من أوضاع
لبلادنا
فإنَّنا نعرف
أيضا كيفية
الوصول إليه
مع تجنيب
شعبنا ويلات
متصلة
متفاقمة أخرى
لأنَّ
مَنْ ينهض
بهذه المهمة
هم أبناء
شعبنا أنفسهم
الذين
عُزِلوا من قوتهم
الحقيقية
ودرع
استقلالهم
الحقيقي ألا وهي
مؤسسات
دولتهم, ونحن
نعرف ما هو
منقوص من أوجه
استقلالنا
وما ينبغي
ويتحتم علينا
النهوض به
اليوم عبر الاستجابة
لحساسية
الحاجات
المباشرة هنا
في الساحة
العراقية, هنا بالضبط
فيما يمسّ
الإنسان
العراقي
مباشرة وليس
في مخيلة
مريضة أو
صاحبة أهداف
لا تستجيب
لهذه الحقيقة
بل تبحث عن
تحقيق رغبات
خارج حدود
جغرافية
العراقي
الإنسان
وحريته بل
حياته الحرة
الكريمة..
ومن
الطبيعي أنْ
يعتري عملية
بناء
مؤسساتنا
الدولتية
الخدمية
والسيادية كثير
من النواقص والعوائق,
وسيكون ذلك
أدعى لإشارة
تشفي ومسبَّة
بل سيكون (عند
أعداء شعبنا)
أدعى لاختلاق
أعذار خطأ
الأولوية
التي يختارها
شعبنا وقواه
الحية
الشريفة في
ضوء قراءة
الوضع
المأزوم واستجابة
للحاجات
الخطيرة
والكارثية
التي نجابهها
وليس بناء على
أمزجة أو
خيارات حرة لا
تخضع لشروط
الواقع الذي
يتغافله
أعداء شعبنا عن
قصد وعمد وهم
يعملون بذلك
على التشويش
وعلى خلق
ذرائع تخدم
أهدافهم
المريضة
القريبة والبعيدة.
وإذ نعرف ما
سيجابه عملية
ولادة مؤسسات
تشكِّل أرضية
راسخة لإعادة
تأهيل حركة الحياة
في بلادنا ومن
ثمَّ
استقلالنا
التام, يصبح
من واجبنا
تحمّل مصاعب
وثغرات قد
يكون بعضها
خطيرا إلى
درجة بعيدة
ولكنَّ
الضرورة والحتم
التاريخيين
تدعوان
لتجاوز مثل
هكذا مجابهات
من دون إغفال
العمل على
تقليل مصاعب
العملية و
مخاطرها..
فكلّ مرحلة
مخاض وولادة
تجابه مثل ذلك
وإنْ تباينت
الخصوصيات
نسبيا.
لكننا
في قراءتنا
هذه لا نجد
للرحيل
الفوري سببا
في ظل تداعيات
الظروف ومعطياتها
القائمة في
بلادنا.
وإنَّما نسعى
لتحقيق ذلك في
أقرب فرصة
تحقق مصالح
شعبنا الآنية
والبعيدة, مع
فرض سلطاتنا
الوطنية
وتوسيع
إمكاناتها
وقدرات
أدائها من أجل
الغد مكتمل
شروط
الاستقلال
والاستجابة
لحاجاتنا الكاملة.
بينما
الانشغال
بالحديث عن
موضوع السيادة
والاستقلال
والخطابات
النارية
والمغامِرة
لإخراج
القوات
العسكرية
وطردها بقوة البنادق
وبوضع مصير
شعب وحياته
ووجوده تحت مقصلة
إعدام مثل
هكذا انشغال
غير موضوعي في
خيار التوقيت والأسلوب,
فمثل هكذا
إشغال ليس
مؤداه لا الاستقلال
ولا حتى تطمين
أبسط حاجات
الإنسان العراقي
لا في يومه
ولا في
مستقبله.
أكاديمي
ومحلّل سياسي
\ ناشط في حقوق
الإنسان
2003\ 10 \
10
E-MAIL: TAYSEER1954@naseej.com