بين
الأمس واليوم:
صفحات مجيدة
من تاريخ
اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية
أكاديمي
ومحلّل سياسي
\ ناشط في حقوق
الإنسان
2004 / 04 / 14
E-MAIL: tayseer54@maktoob.com
"إهداء إلى
العيد السادس
والخمسين
لاتحاد
الطلبة العام
في الجمهورية
العراقية..
إلى
طلبة العراق
المتنورين من
ورود العراق
الجميلة
صانعي ربيع
السلام"
يُجابهُ اليوم
طلبتُنا
كثيراَ َ من
التعقيداتِ
والمصاعبِ من
آثار
خلَّفَها
النظام
المقبورُ فضلا
عن الأدوار
التي تلعبُها
بقاياه من
العصاباتِ
الإجرامية
المتحالفةِ
مع القوى
الظلامية
التي طَفَتْ
على السطح في
أعمالِ ِ
واضحة
الأهدافِ
مريضتها, متمثّلةَ
َ في إرعاب
طلبتنا
وطالباتنا
وإرهابهم حتى
يتخلوا عن
مسيرة اكتساب
العلم
والمعرفة. ولعلَّ
الحلّ الأنجع
لمجابهة هذه
الأعمال الظلامية
العدائية
تكمن في مزيد
من وحدة
الحركة الطلابية
وفي تعزيز
تنظيمها
وتقويته
ليكون حارسهم
والأداة
الكفيلة
بحماية مسيرة
الحياة الطلابية
العلمية
والاجتماعية...
وهو الكفيل بالتصدي
للعناصر
الهزيلة
والمريضة في
أوساطهم
بخاصة منهم
أولئك الذين
يقفون في
بوابات المدارس
من البلطجية
للتعرض
للطالبات
ومنعهن من ممارسة
حقوقهن في
العلم
والمعرفة
ونور الثقافة...
وبغاية
دعم حركة
الطلبة
و(بخاصة) منها
المتنورة
التقدمية
الفاعلة في
الدفاع عن
الحريات والحقوق
المشروعة؛
نتناول هنا في
لمحة خاطفة شيئا
من تاريخنا
الطلابي, فيما
سيشكِّل دفعاَ
َ جديا
وموضوعيا
لإعادة
التوسع وغرس
القيم
الإيجابية
بين طلبتنا..
ففي النصف
الأول من سبعينات
القرن الماضي
عمل اتحاد
السلطة البعثية
الطلابي على
فرض سطوته
وسلطته على
الطلبة
بالقوة ـ كما
يجري اليوم من
بلطجة ـ
وراح يدير
انتخابات
طلابية تحت
سلطة العنف وسلطة
تعامله وفتحه
الحرم العلمي
(الجامعات
والمدارس)
لأجهزة
(الأمن) أو
بالأحرى
أجهزة
الإرهاب والبلطجة
, بغية انتزاع
سلطته
بانتزاع
أصوات الطلبة
بالإكراه
والقوة في
حركة
استعراضية أمام
طلبة العالم
الذين لم
يعترفوا به..
ولكنَّ ما
جرى من طلبة
العراق
الشرفاء هو
التفافهم حول
دعوة اتحاد
الطلبة العام
في الجمهورية
العراقية
القاضية
بمقاطعة
انتخابات
تجري في ظروف
سطوة العنف
والإكراه
فضلا عن حظر
العمل العلني
لاتحاد
الطلبة العام
الذي فاز في
آخر انتخابات طلابية
التي جرت
العام 1967
وهوالممثل
الشرعي لطلبة
العراق في
اتحاد الطلبة
العالمي
ولكنَّ
المقاطعة
ليست إلا حالة
أخرى من التصويت
الحقيقي
الفاعل
والمؤثّر إذ
كانت الأغلبية
الطلابية قد
قاطعت
انتخابات
الأجهزة
(الأمنية)
الإرهابية
فيما وضع كثير
من الطلبة
الذين حضروا
التصويت
أوراقاَ َ
بيضاء تعبيراَ
َ عن عدم
قناعة باتحاد
السلطة الذي
مثّل أعضاؤه
وكلاء أو
عملاء
الأجهزة
الأمنية!
والتجربة
تقول أنَّ
تنظيم اتحاد
الطلبة العام
لم يكن في عدد
أعضائه
متضخماَ َ
حجماَ َ ولكنَّه
اعتمد
العضوية
النوعية لا
الكمية أي أنّه
في الوقت الذي
كان على صلة
وطيدة
بالقاعدة
الطلابية
محرِّكاَ َ
لها وموجّها
إياها على وفق
ما تفرضه
الظروف من
سياسات
وأهداف كان
يتعمّد عدم
التوسع في
العضوية كميا
إلا بعد دربة
وحنكة
وتمرّسِ ِ بما
يجعل من
الأعضاء
فاعلين في محيطهم
الطلابي
ومؤثرين فيه
وقادرين على
قيادة العمل
وتوجيهه وعلى
التصدي
للهجمات الإرهابية
لأجهزة أمن
النظام
الدكتاتوري
وعملائها من
أعضاء
الاتحاد
(الوطني
البعثي)..
وأتذكر
بفخر لكلِّ
مدرسة
سأذكرها هنا
في بغداد
العاصمة (على
سبيل المثال
لا الحصر
لأنَّ الذاكرة
لا تسعف
أحيانا
لتدقيق كلّ
الأسماء والمسميّات)
عمل لجنة
التضامن التي
قادت العمل
الطلابي
لمدارس
الكاظمية
ولجنة الحجاج
التي قادت العمل
الطلابي
لمدارس الكرخ
وفي كلتيهما
كان العمل على
أشدّه
في تلك
المرحلة
وكانت اللجنتان
قد أدت
دوريهما
بفاعلية
ونجاح ليس فيما
يخصّ
الانتخابات
فحسب بل في
الدفاع عن مصالح
الطلبة
وحقوقهم
وحماية
مكتسباتهم..
حتى أنَّ
الزميل فتحي
الذي تسلّم
اللجنة العليا
في إعدادية
الكاظمية (واسمه
الحقيقي حسن ...)
كان قد تعرض
لاعتداءات
البلطجة
والمطاردة
عدة مرات ما
كان يدفع
لغيابه عن
الدراسة
عندما يصل التهديد
لمسألة
الاعتقال..
وحصل هذا مع
زملاء آخرين
من أعضاء
اتحاد الطلبة
العام (ا.ع)
وكان أعضاء
الاتحاد
البعثي أو
وكلاء أجهزة
أمن النظام
يدورون فى
الصفوف
الدراسية في
تلك الأيام
ليحذروا
الطلبة من أنْ
يرددوا
[كالببغاوات :
كما يتلفظ
الوكلاء
المأجورون] ما
يقوله الزميل
جمال (واسمه
الحقيقي
تيسير...) بخصوص
مطالب الطلبة
وحقوقهم وهم
بذلك كانوا
يمثلون
استلاب
السلطة
البعثية
لحقوق الطلبة
ويريدون
ترويع الطلبة
وإخضاعهم
لسياسة الأمر
الواقع, ولكن
من دون أنْ
يفلِحوا في
كسب صوت ليقف
ضد نفسِهِ وضد
مصالحِهِ
الحقيقية
التي دافع عنها
أعضاء اتحاد
الطلبة
العام(ا.ع) ...
ولقد اضطر
الزميل جمال
كما عدد من
الأعضاء الآخرين
أنْ يحضروا
بعض دروسهم في
مدارس أخرى عند
مدرّسين
تقدميين
كانوا
يساعدونهم
على تلقي العلم
وتحصيل الدرس
في ظرف
اضطرارهم
التخفي والغياب
عن مدارسهم
لمدة من
الزمن.. فكان
مثلا يحضر
دروس
الفيزياء
والكيمياء في
مدرسة التأميم
في الحرية
لوجود أساتذة
متنورين هناك
وفي الوقت
نفسه يتصل
بالزملاء من
الأعضاء ويقومون
بممارسة
مهامهم
الطلابية
النبيلة.
وبنقيض
ذلك وخلافه
كان المدرسون
البعثيون يقومون
بمطاردة
الزملاء
الذين
يستضيفون زملاء
من خارج
المدرسة
فعندما زار
الزميل جمال إعدادية
الأمين كادت
الزيارة تكون
كارثة على الزميل
مسؤول اللجنة
العليا فيها
وقد كان شابا
ناشطا متحمّسا
وإنْ كانت
تجربته لم
تتعمّد بعد
آنذاك. ولكنّ
مثل هذه
الممنوعات لم
توقف زملاءنا
من تحديها
واختراقها
فلطالما
تزاور
الزملاء في قيادة
لجنة الحجاج
أو مكتب
اللجنة (ملح:
أي مكتب لجنة
الحجاج
والاسم من اسم
الشهيد فيصل
الحجاج أحد
قادة الاتحاد
الذي أعدمه
الفاشست البعثيون
في انقلابهم
الأسود عام 1963)
ولطالما زار
الزميل جمال
مدرسة الكرخ
لوجود أبرز
زميلين معه في
قيادة ملح
هناك [الزميل
ماجد (واسمه
فاضل...)
والزميل ماجد
(واسمه إبراهيم):
لقد كانا من
الوعي
والثقافة
والصلابة
الكفاحية ما
تجاوز
عمريهما
وجيليهما] وكانا
في أعلى حالات
التصدي لأشرس
تهديدات
اتحاد البعثيين
وإدارة مدرسة
الكرخ التي
حاولت تبعيث
المدرسة
بالتهديد
والوعيد
ولكنها لم
تفلح في مساعيها
المفلسة..
نتيجة الوعي
الطلابي
والصمود
وصلابة اتحاد
الطلبة العام
وقوة أعضائه وخبرتهم
وقيادتهم
الذكية للعمل
وفي التعامل مع
تكتيكات
الهجمات
الرخيصة ضدهم
..
لقد قاد
الزميل (سلام)
واسمه
الحقيقي مال
الله لجنة
الحجاج
والزميل
شيروان واسمه
الحقيقي فاضل
طاهر حسن
العمل بشجاعة
ونكران ذات
حتى أنَّهما
مع الزميل
جمال وعدد آخر
من الزملاء لم
يتفرغوا من
العمل
الاتحادي
وواصلوا
العمل في
قيادة اللجان
الاتحادية في
الكرخ
والكاظمية..
إذ كان الاتحاد
يعفي الزملاء
من
المسؤوليات
عندما تقترب
مواعيد
الامتحانات
الوزارية
ولكنهم في وقت
واصلوا فيه
زخم العمل
وزحمته
استطاعوا تحقيق
النجاح
والانتقال
إلى الدراسة
الجامعية على
الرغم من
مصاعب أخرى
جمة تفوّقوا
عليها..
لقد كانت
عزيمة كبيرة
تلك التي
حملها زملاء
اتحاد الطلبة
العام
فالسلطة
أصدرت حكم
الإعدام على
كلّ عضو
اتحادي يواصل
العمل
الطلابي وظروف
الحياة
المعيشية
ليست مريحة
بخاصة لتحدّرهم
في الغالب من
فئات فقيرة أو
معدمة واضطرارهم
للعمل
للمساعدة على
غوائل العيش
والحياة وفوق
ذلك هم في
حالة مطاردة
داخل مدارسهم
ومستهدفون من
وكلاء
الأجهزة
القمعية ومن
المدرسين
المتعاملين
مع القمع
البعثي. ومن
أبسط ما جوبهوا
به هو وضع
درجات راسبة
بأية حال من
أحوال
إجابتهم
الامتحانية
في درس
المجتمع
العربي أو
الثقافة
القومية وهو
درس التبعيث
ومن ثمَّ كان يتمّ
طردهم من
الكليات
وإحالتهم إلى
المعاهد وهذه
واحدة من
العقوبات
التي تعرّضوا
لها ...
ومع كلّ
ذلك كان هؤلاء
الزملاء
أقوياء الشكيمة
متفردين في
تصديهم
وكفاحهم ضد
الطغيان بل في
التصدي للقمع
والدفاع عن
حقوق الطلبة
وحماية
مصالحهم. إنَّ
إيراد هذه
الأسماء لا
يلغي دور
عشرات ومئات
الزملاء في
إعداديات
المأمون
الكندي
والمنصور وهي
التي كان يُعتقد
أنَّ الزملاء
فيها من
المشدودين
إلى عالم
الأفلام
واللهو
الرخيص منها
ومن الأنشطة.. بينما
أثبتوا
بكفاحهم كفاءة
نضالية وطيدة
ومدارس
الأمين
والقدس
والكرخ التي
قاومت وكافحت
بنضال رائع
ومشرّف على
الرغم من
أفعال محاولة
تبعيثها
وجعلها مغلقة
للفاشست
بوسائل معقدة
..
قد لا
يحضرني عبر
تعب الذاكرة
كل الأسماء
ولكن ما
يحضرني الآن
هو النجاح
الأكيد لنضال
اتحاد الطلبة
العام
وإصرارهم على
تجديد العمل كلما
تعرّضوا
لضربة (أمنية:
قمعية) وكلما
تعرض الزملاء
لاعتداء من
بلطجية
مأجورين يقفون
في بوابات
المدارس والجامعات
ولذا كان على
طلبتنا اليوم
استحضار تلك
اللمحات
النضالية في
مقارعة العنف
الأسود
والبلطجة
الرخيصة
بمزيد من
الصلابة
والالتفاف
حول اتحادهم
اتحاد الطلبة
العام في
الجمهورية العراقية
طريق عَمار
الحياة
الطلابية
وتنويرها
ووضعها على
مسار المعرفة
ونور العلم.
ولنا
وقفات أخرى من
الذاكرة
تستحث في
طلبتنا جهاديتهم
وابتعادهم
عمّا يلهيهم
عن واجباتهم
الجدية
والفاعلة في
مجتمع اليوم من أجل
غد أفضل.
وألا يخضعوا
للتهديدات
وألا يتركوا
الساحة للأوباش
من أزلام
النظام
السابق
ولأولئك
الذين يزعمون
تمثيل
المرجعيات
الدينية أو
السياسية وهم
بعيدين عن
الدين وعن
صواب الفكر
السياسي وإلا
فهل من مصلحة
طلبتنا منع
زميلاتهم من
ممارسة حقوقهن
وحياتهن
الدراسية
والاجتماعية؟
وهل من الصائب
تركهن
لعدوانية
شقاوات
ومجرمين وأفاعيلهم
القذرة؟! ..
قد يكون من
المجدي أنْ
ينتظم الطلبة
في مجموعات
الدفاع عن
الزميلات وعن
المدارس ولكن
من المفيد
والأجدى أنْ
يتدارس
الطلبة والطالبات
اليوم
أوضاعهم عن
كثب وهم
يعيشونها ليقرروا
ما ينبغي فعله
في اللحظة
الراهنة لمنع
وقف مسيرة
الحرية
والتقدم
وللابتعاد عن
الانجرار
وراء أوهام
المرجعيات
الجديدة المزعومة
وهي لم ترقَ
حتى لمستوى
طالب متنور في
معهد علمي حيث
لا يستطيعون
فك حرف من
أسمائهم فكيف
بالافتاء
واتخاذ
أنفسهم
مرجعيات تأمر
بمعروف ما
أنزل الله بها
من سلطان
وتنهى عن منكر
تأتيه هي ألف
مرة في اليوم
ولا تمنعه بحقيقة
ما تقوم به بل
تزيده في
مواضع أخرى
عبر سياستها
الرعناء
وتخبطها
وعدوانيتها تجاه
المجتمع
المتحضّر ..
إنَّ ورثة
التاريخ
المجيد من
طلبة اليوم
يمكنهم أنْ
يعبروا عن
تواصل
واستمرار في
مسيرة عطاء
اتحاد الطلبة
العام بمزيد
من الالتحام والتضامن
وبفعاليات
كبيرة عليهم
الاحتفاء بها
وتفعيلها
اليوم في ساحات
مدارسهم
وسيظل طلابنا
أبناؤنا
ينشدون
دوما [[عاش
اتحادي رغم
الأعادي]]
ليكون بينهم
الناشطون
الفاعلون
والمميزون
علوما وأنشطة
وفعاليات... ومثلما
شارَكَنا أساتذتنا
يومها نشارك
اليوم طلبتنا
أحلامهم وأفراحهم
ونضالهم من أجل
الغد الأفضل ..
الحوار
المتمدن www.rezgar.com