أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان
2004\ 04 \14
E-MAIL: TAYSEER1954@naseej.com
ارتكب
نظام الطاغية
الدموي
أشكالا من
الجرائم مثله مثل
غيره من
الجبابرة
المرضى بهوس
القتل والتدمير.
ولكنَّه
انفرد عن غيره
من هؤلاء
المجرمين في
ارتكاب جرائم
بشعة أقل ما
يمكن وصفها كونها
جرائم إبادة
جماعية
ميزتها في ظل
شهوة الموت
السادية عند
الدكتاتور
أنَّه
ارتكبها بخصوصية
دلَّت على
استهتاره حتى
بوجوده بوصفه
جسما بشريا أو
كائنا ينتمي
بتكوين بنية
جسده للبشر,
لكنَّه في ضوء
ما ارتكب من
حماقات مستهترة
بحق الشعب
والإنسانية
لم يكن ينتمي
حتى لأشرس
أنواع
حيوانات
الغاب التي
عادة ما تكتفي
بتمزيق أشلاء
ضحيتها حدَّ
الشبع فقط
لاغير...
أما
دكتاتور الدم
فتفنـَّن في
تعامله مع
ضحاياه وقتل
فرديا
وثنائيا
وبأنفار
بشرية ومجموعات
من الأطفال أو
النساء أو
الرجال ومئات
فآلاف لكنَّه
لم يشعر بشبع
نزواته المرضية
الخطيرة
فأدخل الشعب
العراقي في
أتون حرب تحصد
بجمل ضخمة ولم
يسد ذلك عينه
الفاغرة لمزيد
من الجرائم...
ولأنَّ
حقده تشرَّبه
جسده فقد فاض
على عقله
ليتفتق عن
جريمة بحق
شعبنا الكردي
الذي هبَّ مع
أخوته
العراقيين
للإطاحة بالطاغية
ووقف جرائمه
المخزية.. أما
حقيقة تلك الجريمة
فما عادت
الكلمة
بمستطيعة
التعبير عنها
لأنَّها
جريمة من نوع
فضاعة لم
تـُرتـَكـَب
في عصر من
العصور...
إنَّها ما
أطلق عليه
عمليات
الأنفلة أو
الأنفال!!؟
فما
هي تلك
الجريمة؟
وكيف جرت؟ وما
حقيقة ما جرى؟
ليس أمر
الإجابة عن
وصف هولها
وفضاعتها بحاضر
اللحظة؛ إذ
سنقرأ عبر
جملة كبيرة من
المقابر
الجماعية
وجمل أضخم من
عمليات مسخ
إنسانية
البشر
وإعادتهم
لعصر الرقيق
والعبودية وكل
ذلك هو جزء من
تراجيديا
كارثية لم
تشهدها إلا
عيون الضحايا
وأدوات
الجلاد الذين
يتخبون هنا
وهناك قلقا من
وصول أيدي
أهالي
الضحايا
إليهم...
إنَّ
يوما للحداد
في بلادنا على
ضحايا كل جريمة
سيظل مهما
لزرعه في
الذاكرة
الجمعية العراقية
كي تحذر من كل
محاولة
للعودة إلأى
حيث نقطة عودة
المجرمين
والجلادين
بقبعات جديدة
وأقنعة أخرى.
لكن يوم حداد
لجرائم
عمليات الأنفال
لن يكون بكافِ
ِ ولن يرتقي
لمستوى
التذكير بها
وبمخاطر
الاحتفاظ
بعلامة تشير
إليها من
استهتار بشع
بحقوق
الآدمية
الأولية
المجردة لا
غير!
ونحن
هنا نقف لنرفع
راية الحب
والسلام لكل
اسم من أسماء
الضحايا
كيفما جرت
الكارثة بحقه
ولكننا في
الوقت نفسه
لنؤكد على
خصوصية
انعقاد
محاكمة جدية
أمام شعبنا
وأمام شعوب
العالم لجلاد
طاغية
دكتاتور مريض
لكي يكون عبرة
أخيرة في
مجتمعات
الحضارة
وبالتحديد مجتمع
أرض السواد
العراق
المتمدن أرض
السلام والحرية
والديموقراطية
...
ولنقول
في هذا الموقف
كلمة حق
تاريخية
لشعبنا
الكردي لا
عزاء في
ضحايانا ولكن
إعلاء لمجد الذكرى
ولتكن تلك
الآلام آخر
المطاف في ظل
عراق فديرالي
يحتفظ فيه
الكرد بكامل
حقوقهم في الحياة
الإنسانية
بعيدا عن
الوصايات
والفوقية
والاستعلاء
والاستلاب
والمصادرة
التي كانت
جزءا من أسباب
تلك الكارثة
المهولة
الخطيرة...
ولتكن
لحظة الحزن في
قلوبنا جنينا
للحظات الحب
والسلام
والحرية
الأبدية لنا
جميعا ولنتخلص
من أمراض
الماضي
وشوائبه
فنكون وحدة
راسخة في
عراقنا ضد كل
علامة من
علامات
انتهاك الحقوق
البشرية ومصالح
أبناء شعبنا
العراقي
الكرد
والكلدان, الآشور
والتركمان,
الصابئة
والأيزيديين,
اليهود
والمسيحيين,
الشيعة
والسنّة, وكل
فرد على مذهب
أو دين أو لغة
أو قومية أو
أثنية هو ابن
العراق, ابن
الرافدين, ابن
الحياة الحرة
والعيش الإنساني
الكريم...
وليكن
كل اسم ضحية
بعنق كل عراقي
حر أبي يدافع
عن حقه في
الحياة وعن كرامته
وعِرضه وأمله
في السلم
والديموقراطية,
حتى تتحقق كل
مطالب شعبنا
الكردي
وشعبنا العراقي
جنبا إلى جنب
في بناء عراق
اليوم وغد الحرية
والاستقلال
للطامحين
الخيرين...