الحزب
الشيوعي
العراقي:
أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان
2004\ 03 \ 31
E-MAIL: TAYSEER1954@naseej.com
مع
التطور
العميق الذي
جرى في إطار
المجتمع العراقي
مطلع القرن
الماضي نمت
طبقة الشغيلة
في المدينة
والريف. كما
جرت تغيرات
جدية ملموسة
على مستوى
الثقافة وارتقت
المعارف وانتشر
التعليم بما
عمَّق الوعي
السياسي
والاجتماعي.
وقد استدعت أرضية
الانقسامات
ونمو تشكيلة
الدولة
ومؤسساتها,
أنماطا من
الصراعات
التي تجسدت
أولا بتوجه
الفئات الاجتماعية
إلى تنظيم
نفسها في
منظمات وجمعيات
وحركات
وأحزاب
سياسية...
ولقد
كانت البذرة
الأولى
للتحريك
والتنظيم لأولئك
المثقفين
الماركسيين
وللشخصيات الشيوعية
التي راحت
تهيئ الأرض
عبر تكوين
الجمعيات
والنقابات
العمالية
وغيرها. حتى
جاء العام 1934
حيث التقت
الخلايا
الشيوعية في
مؤتمر تأسيسي
لينبثق عنها حزب
الشيوعيين
العراقيين
وتبدأ مسيرة
من الكفاح
الأرقى نوعيا
في تاريخ
النضال
الطبقي والوطني
العراقي...
لقد
سجَّل
الشيوعيون
العراقيون
مفاخر خالدة
وعلامات لا
تمحى في
التاريخ
الوطني
والأممي. وفي
إطار الوطن
أكّد الحزب
الشيوعي
العراقي على
استكمال
التحرر
الوطني ومن
أبرز ملاحمه
تلك التي صبت
في تحرير
الوطن من
الأحلاف
العسكرية
والمعاهدات
التي كبلت الوطن
وانتقصت من
استقلاله
وسيادته. ومثل
ذلك موقفه من
شركات النفط
التي استعبدت
التراب الوطني
حتى جاءت ثورة
14 تموز
لتنهي
استنادا إلى البرامج
النضالية
للحركة
الوطنية
ملكية الشركات
الأجنبية
لامتياز
التنقيب عن
النفط..
وعلى
صعيد العمل
السياسي
الوطني عمل
الحزب الشيوعي
العراقي على
توفير أفضل
الفرص وأمتن أرضية
للتحالفات
السياسية
الديموقراطية
محاولا تجنيب
القوى
الوطنية
صراعات لا
تضعفهم بل
تمزق وحدة
الحركة
الوطنية من
جهة وتنهكها
مستنزفة
قواها
وطاقاتها في
صراعات
هامشية لا تصب
إلا في مصلحة
قوى
الاستغلال
التي تحكمت
بالسلطة
الوطنية عبر
دكتاتوريات
متعاقبة
وتجاوزات على
الدستور
وحقوق
الإنسان ..
وكان
شعار الحزب
الشيوعي الذي
أطلقه القائد الوطني
المعروف (يوسف
سلمان فهد)
"قووا تنظيم
حزبكم .. قووا
تنظيم الحركة
الوطنية"
أداة عملية
أكيدة طرزت جوهر
عمل
الشيوعيين من
جهة حرصهم
الوطيد على عميق
التفاعل مع
نضال جميع
القوى
السياسية الوطنية
المخلصة
للشعب
والوطن.. وتلك
ليست سمة عابرة
بل شكلت درسا
موضوعيا
للقوى
الوطنية الحية...
كما
خاض الحزب
الشيوعي
نضالا عنيدا
من أجل حقوق
العراقيين
فقاد
الإضرابات
والاعتصامات والتظاهرات
وأشكال العمل
الكفاحي,
مثلما طرزته
تلك الأعمال
البطولية
المجيدة في
المعامل
والسكك
الحديد
والكهرباء
والنفط
والموانئ,
وكان رفاقه
الحارس
الأمين الذي
حمى مؤتمر
الطلبة الأول
لاتحادهم في
ساحة السباع
ببغداد وكان
النواة
للجبهة
الشعبية في
انتخابات
الخمسينات ..
والمبادر
الفاعل من أجل
التحالف
الوطني الذي
وجّه خطوات
ثورة الرابع
عشر من تموز.
ولمن
يقرأ تاريخ
الحزب
الشيوعي
العراقي سيجده
حافلا بذياك
الحرص العميق
على وحدة
العراق
الوطنية وعلى
الادفاع عن
حقوق القوميات
والأثنيات
والفئات
والأقليات
العراقية
ولقد درس
الحزب قضايا
شائكة في
تاريخنا الوطني
وقدَّم
تصوراته
البرامجية
لحلها فيما أثبتت
التجاريب صحة
تلك الحلول
ودقة معالجاته.
ومن تلك
القضايا
القضية
الكردية...
إذ
دافع في وثائقه
عن الحل
العادل بما
يكفل الحقوق
القومية
الأساسية في
التكوين
العراقي في
الإطار الفديرالي
الذي يحفظ
حقوق الكرد
ويحافظ على وحدة
العراق ويعزز
توجهه نحو
الديموقراطية
نظاما يستظل
به عراق الغد..
ومثل ذلك أكد
في وثائقه على
التعامل مع
الكلدان
السريان
الآشوريين,
الأرمن
والصابئة,
الأيزيديين
وغيرهم من الطيف
العراقي
المتنوع في
إطار الوحدة
العراقية...
وفي
مسار الحريات
وحقوق
الإنسان تقدم
الشيوعيين
الصفوف دفاعا
عن مصالح
مختلف فئات
الشعب
العراقي من
الكادحين
والفئات
الوسطى والنساء
والطلبة
والشبيبة
وتصدروا
التحالفات الوطنية
فكانوا لولب
قوى اليسار
والديموقراطية؛
ومن أجل ذلك
عانى الحزب
وأعضاؤه من
المطاردة
والمضايقات
وأشكال المنع
ودخل مناضلوه
السجون
وصعدوا أعواد
المشانق
قربانا منهم
لحرية الوطن
وسعادة
الشعب...
ومع
كل تلك الضغوط
والمصادرة
والاستلاب
عمل الحزب على
إشاعة ثقافة
السلم
والتعاضد
والتعاون
وعلى تعايش
قوى المجتمع
مع بعضها
البعض. وفي
منطقة الشرق
الأوسط وعلى
صعيد القضية
الفلسطينية
ظلت الحلول
التي قدمها
الشيوعيون
جوهرا
موضوعيا
سليما للقضية
ويجري تبنيها
اليوم من قبل
أوسع القطاعات
الشعبية فضلا
عن المؤسسات
الرسمية
والدول والمنظمات
الدولية
والإقليمية...
إنَّ
مسيرة سبعين
عاما من
النضال أنضجت
أعلى الخبرات
لدى حزب
العمال
والفلاحين,
حزب الوطن
والشعب.
إنَّها سبعون
نجمة تتلألأ
في سماء العراق,
سبعون قمرا
يضئ عتمة
الطريق الذي
تثيره قوى
الظلام, سبعون
شمسا تنير
يومه الجديد
وتمنح عراق
الغد طاقة
الحياة
والبقاء
والتطور...
من
هنا يظل الحزب
الشيوعي
العراقي قلبا
نابضا في حياة
العراق ويدور
رفاقه نسغا
يرتشفهم العراقيون
في أفكارهم
النيِّرة حتى
يصل عراقنا
مجد رقيِّه
وتحضره
ويسترد
السلام
والحرية
وتعلو شمس
الديموقراطية
والتقدم في
ربوعه...
فهنيئا عيد الكادحين
عيد الشغيلة
عيد تجدد
الأمل في غدنا
العراقي
الأفضل..