أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان
2004\ 02 \ 27
E-MAIL: TAYSEER1954@naseej.com
خاض
العراق بحار
الحروب
ومآسيها فكان
من نتيجة ذلك
ما انعكس ليس
على الإنسان العراقي
وإنَّما شمل
بيئته
بالخراب
والدمار عبر
تغيرات خطيرة
فيها. ومن تلك
التغييرات البيئية
ما نجم عن حرب
الخليج
الأولى
وحرائق آبار
النفط التي
أشعلها جند
الطاغية في
الكويت. ومنها
أعمال تجفيف
الأهوار
وعمليات
تسميم كيمياوية
طاولت السهول
والجبال
وتجاريب غير مهتمة
بضوابط
الأمان
لأسلحة
الدمار
المختلفة. وتوّجت
العملية ظروف
الحرب
الأخيرة من
استخدام
اليورانيوم
وآثاره من
تلوث إشعاعي
خطير..
وفي كل تلك
الأعمال كان
لابد من العمل
الدائب على
فضح الجريمة
من جهة وعلى
العمل من أجل
قياس أشكال
التلوث
والتغييرات
التي جرت عن
قصد وإصرار ..
وتلك مهمة لا
يمكن أنْ تكون
بسيطة عابرة
يمرون عليها
مر الكرام..
بتسجيلها في
مفردات
الأحزاب
والجماعات
العراقية
بوصفها من نقاطهم
البرامجية
ولكنّها لا
ترقى إلى
مستوى الاهتمام
المتناسب مع
حجمها...
وأبرز
تلك القوى
جماعات الخضر
والبيئة في العراق
وهؤلاء ينبغي
أنْ يبرروا
وجودهم بهذه
التسمية وأنْ
يبرزوا في
أعمالهم
وأنشطتهم
مواد من قبيل
الحملات
الوطنية
والإقليمية
والدولية
التي تساهم في
معالجة
المشكلة من
جذورها ونحن
نشهد اليوم مآسِ ِ
كبيرة
وكارثية تحيق
بأبناء شعبنا
جراء تشبعهم
بالإشعاعات
الموجودة في
فضاءات
البلاد ..
والكارثة
البيئية
اليوم تصل في
حجمها إلى مستوى
لا يمكن
السكوت عليه
وإلا فشعبنا
في موضع القضاء
عليه وعلى
مستقبله
ومستقبل
الأجيال التالية
بما ستحمله من
تلوث..
وفي الوقت
الذي ينبغي
على جميع
القوى
الوطنية وعلى
علمائنا
والشخصيات
العامة
الاهتمام
بالموضوع
بجدية
وأولوية
مناسبة فإنَّ
جماعات الخضر
ينبغي أنْ
تتركز
مهمتمهم على
هذه القضية..
وبمتابعة
أنشطة هذه
الجماعات
نجدها لمّا تزل
تراوح دون
المهمات
الثقيلة
الملقاة على
عاتقها ولم
تتجاوز
أنشطتها
مستوى حملات
أجرتها من
خلال مواقع
الإنترنت
التي توظفها
في وقت لابد
من التذكير
أنَّ حزب
الخضر وموقعه
ما زال دون
الطموح
المفترض فيه
إذ ينشغل
بمناقشات يغلب
عليها
التركيز في
مهمات بعضها
يشجِّع على ضيق
الأفق
الطائفي وفي
أحيان يصل
الأمر ببعضها
إلى التحريض
على التقاتل
والاصطدام...
وحيث
يعرف الجميع
حقيقة عدم
مسؤولية جهة
النشر عن آراء
أصحاب
المقالات
فإنَّه في
الوقت ذاته لا
يمكن إعفاء
المواقع من
مسؤولية
تمرير بعض الرؤى
والأمور
الخطيرة التي
تعادي مصالح
شعبنا
ومطامحه في
الوحدة
الوطنية
والتفاعل الديموقراطي
أو خلق
التناسب
المطلوب في
حجم التركيز
على موضوع
وآخر.
ولكنَّ
الأهم بهذا
الخصوص يكمن
في ضرورة
التفات أصحاب
المواقع
بخاصة الحزبية
منها إلى فتح
ملفات تخص
السياسات التي
يركزون عليها
وفتح أبواب
المناقشات
الضرورية
الملائمة
لتوجهات تلك
الجماعة أو
الحزب؛
وصحيح ليس
بالضرورة
التوافق مع السياسة
الحزبية ولكن
الحوار سيكون
منصبا على موضوعات
وتوجهات تلفت
نظر المتابع
لمواقع تلك
الأحزاب وإلى
الأهداف
المعني بها
والمقصودة من
وجود تلك
الجماعة أو
ذلك الحزب..
وللإنصاف
فإنَّ بعض
الأصوات
بخاصة هنا في
حالة الخضر
المعنيين
بهذه الإشارة
تركز جل اهتمامها
على تلك
القضايا التي
نحن بصدد الحث
على تنشيطها
وتفعيل العمل
من أجل وضع
الحلول
الجدية لها
وهي مسألة ليست
كافية وليس
صحيحا التوقف
عندها فوجود
الأحزاب
ارتقاء نوعي
بالعمل
المؤسساتي
الجمعي
وتطوير للعمل
الفردي
وتجاوز له إلى
أمام بما
يصعِّد
الحملات
المطلوبة
لإنجازية
أفضل في
الإطار..
ومن
منطلق تحديد
الهوية أيضا
سيكون على
الخضر عدم
الانجراف
وراء تنوعات
القراءات
الأخرى التي
لا تنسجم مع
حقيقة
مهماتهم ومن الستراتيجي
أنْ يضعوا
نسبة
للموضوعات
تجعل تغليب
القراءات
البيئية
واضحة بما
يعكس دورهم في
الإطار
ولأنَّ
الواجهة
الإعلامية هي
الأساس كان
لابد من تحقيق
هذه الغاية في
صحفهم ومواقعهم
الحزبية وهو
أمر لن يخلق
قطيعة بينهم وبين
القراء
وبينهم وبين
الكتّاب بل
بالعكس فسيعمقها
موضحا طبيعة
توجهاتهم
وأدوارهم الوطنية..
لكنَّ ما
يجري ونراه لا
يعبر عن هذه
الحقيقة على
مساحة
المقدَّم
أمام الجمهور
وهو أمر سيكون
من نتائجه
السلبية
المرضية
مشكلات على
مستوى
التعامل مع
صوت الناخب
وتوجهاته ومع
مسؤوليته من
منطلق
النفعية إنْ
لم يلتفت إلى
جوهر ومركز
توجهاته..
ومن
المعتقد أنَّ
هذه
الملاحظات
ستقع موقع التفعيل
والدفع
بالجهود
المسخَّرة
لتنظيف بيئتنا
وتحسينها
خدمة لشعبنا
وأجوائه
النقية
الصحية
وإبعادا
لأناسنا عن
كوارث هائلة
مقبلة ناجمة
عن التساهل في
التناول
والمعالجة.
خاص
بالخضر
www.iraqgreen.de