أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان
2004\ 02 \19
E-MAIL: TAYSEER1954@naseej.com
تتصاعد
اليوم وتائر
الهجوم على
العراق والعراقيين
حتى أنَّ
الأمر لم يعد
قاصرا على
التدخلات
الإعلامية
المعروفة عبر
الإذاعات
المشبوهة
الموجهة وعبر
التصريحات
السياسية
المعادية
التي تثير
المشكلات
ومحفزات
الإثارة السلبية,
بل راحت أصابع
قوى التدخل
تحمل متفجرات الموت
الانتحارية
وغيرها
لتهربها عبر
حدود شبه
مفتوحة لتلك
القوى
الظلامية وإذ
لم تجد مَن
يقوم لها
بمهمة
التخريب
والتدمير
راحت تمرر
[سياح الموت]
الذين يفجرون
أنفسهم بين
أطفال المدارس
ومرضى
المستشفيات
وهكذا
دواليك...
ولنركز
على تلك
الأصوات التي
تتصاعد ناهضة
بمهمة محاولة
تمزيق نسيج
المجتمع
العراقي الموحَّد
فمنها تلك
التي تستثمر
الحديث في موضوع
الفديرالية
التي توافق
عليها
العراقيون
طوال عقود من
الزمن من
تاريخهم
المعاصر
لتؤولها
بتوجه كردي
إلى الانفصال
وهي حركة
ساذجة يعرفون
أنَّ أخوة
الوطن من
الكرد لم
يصرِّحوا عبر
قادتهم
وقواهم
السياسية
والاجتماعية
بمثل هذا الأمر
ولم يضعوا في
برامجهم
الحزبية
وأجنداتهم السياسية
أيَّ شئ من
قبيل
الانفصال أو
الاستقلال..
بل يسجل
العراقيون
للكرد
توجهاتهم في
العمل على
وحدة التراب
العراقي
ووحدة شعبنا...
ولطالما
استقبل الكرد
حركة المعارضة
العراقية بين
جوانح
كردستان
عندما كان الطاغية
يسيطر على
أجزاء واسعة
من الوطن.
والمحاولة
الأخرى
لتمزيق وحدة
نسيجنا
الوطني تمرّ
عبر اللعب على
وتر الطائفية
والديانات
والأقليات
فمن ذلك
محاولات
الإيقاع بين
القوى
الكردية والكلدوآشورية
والأيزيدية
والتركمانية
والعربية!
ومحاولة
الإيقاع بين
الصابئة
والمسيحيين
والمسلمين!
وهم يدفعون
الغالي
والثمين لتحقيق
مآرب الفصل
الديني إياه
كما يحصل
بعمليات
تهجير المسيحيين
من مدينة
البصرة
بملاحقتهم
برصاص الموت
والدمار... وهم
ينعقون في
قربة مقطوعة بخصوص
تهجير أبناء
المحافظات
والقصبات
الكردية من
العرب
والتركمان
والكلدوآشور
وهي مشكلة
تركها النظام
البائد بعد
عمليات
التعريب التي
سجلت تهجير
الكرد من
بيوتهم
ومدنهم!
كما
تلعب قوى
سياسية خطيرة
التأثير
بحجمها الدولي
والإقليمي
والعربي بمد
أصابع التدخل ومحاولة
إشعال الفتنة
الطائفية ودق
أسفين بين
أكبر مكونين
في نسيج
المجتمع
العراقي.. وهنا
تصب الزيت في
نار طائفية
بغيضة ظل
شعبنا يرفضها
عبر عصور
متعاقبة من
المحاولات
السقيمة
لتمزيقه...
وللرد
المقابل
ينبغي على قوى
شعبنا
العراقي المتجذرة
تاريخا وفكرا
ومنهجا
وسياسة أنْ تؤكد
في مفردات
عملها على ما
يوقف أعمال
العنف ويقطع
الطريق على
أدواته بعدم
الاكتفاء بردِّ
الفعل من شجب
واستنكار
ورفض, وينبغي
لفئات شعبنا
وطوائفه ألا
تستجيب
لمنزلقات
خطيرة تريد
قوى العنف
جرّها إليها..
وبالضد من
التدخلات
الأجنبية من
دول مختلفة
ومن قوى
متنوعة بمصالحها
ومآربها
وأطماعها
لابد من تعزيز
الهوية
الوطنية
والتمسك
بوحدة التراب
الوطني والنسيج
الاجتماعي
والسياسي
العراقي...
وهكذا
سيكون الرد
العراقي على
تدخلات
إقليمية
مزيدا من
الهوية
الوطنية
تمسكا وتوثيق
عرى وبمزيد من
تقديم
المواطَنَة
العراقية على
كلِّ ما عداها
أيا كانت
أهمية
المرجعيات
الأخرى وقوة الجذب
نحوها إذ
سيكون
لاهتمام أكبر
بالخصوصية
الطائفية
مقدمة لتمزيق
وحدتنا
وتمهيدا للحرب
الأهلية
المزعومة
المدعومة!!
ولكنَّ
الحديث عن
أنفسنا
بوصفنا
عراقيين أولا
يفتح الطريق واسعا
عن الحديث عن
أنفسنا
بخصوصياتنا
الأخرى بكل
تفاصيلها
ومفرداتها..
بينما
سيكون تقديم
الهوية
الطائفية
الدينية على
الروح الوطني
وسمة الهوية
الوطنية مقدمة
وتمهيدا
للتمزق والتشتت
والتناحر
والاقتتال
ولن نجد ولا
فرصة واحدة
حينها لكي
نمارس
خصوصياتنا
لأننا حينها سنكون
مشغولين بحرب
طاحنة لها
بداية وسبب ولكنها
بلا نهاية
وبلا سبب للحل
المباشر ...
وإلا فلماذا
نبدأ اقتتالا
وننهيه بسرعة
مع قبول بخسائر
وضحايا جديدة
وهذه المرة
بأيدينا نحن أبناء
الشعب
المقتتلين
بالإكراه
وبالخديعة
والتضليل!!!
إنَّ
الردَّ على
قلق بعض
الشخصيات
التي تحلل الشأن
العراقي هو
بمزيد من
العقلانية
والموضوعية
والهدوء
ورسوخ الحل
الوطني
وتجذيره في
التعاطي مع
قضايانا
المتنوعة.
وبمزيد من الامتناع
على أصابع
التدخل ورفض
السماح لها
بالوصول إلى
مبتغيات
مغرضة تخص
مصالح ضيقة
وفوق ذلك تقوم
على جثث
العراقيين
وضحاياهم...
وهكذا
فإنَّ حديث
بعضهم عن عراق
يعود لطائفة الأغلبية
أو عراق يعود
لطائفة
متنورة متعلمة
أوعن عراق
يعود لطائفة
تلتقي مع هذه
الجهة الإقليمية
أو الدولية أو
القوى
الخارجية أو
تلك.. وحديث عن
تكفير
العلمانيين
وحكم الشريعة
على الطريقة
الإيرانية! أو
البطرياركية الأبوية
كما في بعض
دول المنطقة
أو النظم الإسلامية
من التاريخ أو
من زمننا حيث
ضيم فئة تدعي
القدسية باسم
المرجعية
تارة وباسم
النسب الشريف
أخرى وباسم
أية قدسية
المهم ادعاء يمنع
ويحظر
المناقشة
ويصادر الرأي
الآخر بمعنى
العودة مرة
أخرى لدوامة
عراق تحكمه
فئة وتـُضام
فيه بقية
الفئات!!؟
أما
بديلنا فهو
يكمن في عراق
الجميع من دون
استثناء
وعراق لا
تحكمه فئة أو
طائفة أو جهة
أو طرف
وتـُصادر فيه
الأطراف
الأخرى
عراقنا الجديد
عراق
الديموقراطية
الحقيقية
التي يطرز
أشعتها أبناء
شعب العراق
جميعا بلا
ولاءات
أجنبية دولية
أو إقليمية
وبلا مرجعيات
مطلقة
الصلاحيات
تصادر رأي
المواطن
والوطن لصالح
قدسيتها
المستنزلة من
سماوات
أو من أراضين
فليس من يحكم العراق
إلا إدارة
مختارة من
الشعب على وفق
توافقات وتواضعات
دستورية حرة
غير مقيدة
بشروط تمييز
لديانة أو عرق
أو قومية أو
طائفة أو لغة
أو اعتقاد أو
سياسة وليس من
صوت يعلو فيه
إلا صوت العراق
والعراقيين
ووحدة كلمتهم
وسلامتهم جميعا
بتكافل
وتعاضد
وتفاعل
وتشارك وليس
لجهة أنْ تفرض
قيمها على
أخرى إلا بما
تواضعت عليه مع
الآخرين من
قيم مشتركة
توحِّد ولا
تفرِّق وتكون
سفينة سلامة
لا عبارة
ندامة..
وليس
من كلمة بعد
غير دعوة لوقف
كلمات الحماس الطفولية
والاندفاعات
الانفعالية
الرخيصة لقوى
الراديكالية
المتطرفة
المتشنجة التي
لا ترى في
الحياة
الإنسانية
إلا ميدان
اختبار لا
مناص ولا مفرّ
إلا بمزيد من
أضحيات بلا
ثمن يدفعها شعبنا
على مذبح
أولئك الذين
لا يفقهون مما
يُفتون فيه
إلا ما ينطقه
ببغاء عديم
عقل فينصبون أنفسهم
وصاة على
حيوات الناس
يصادرون حياة
هذا ويفتون
بذبح ذاك .. وما
ينبغي لنا هو
تعبئة شعبية
عامة ضد
المرجعيات
المزيفة وضد
أفكار
المصادرة
والاستلاب
وضد سطوتها لا
على الشارع
بقوة عصاها
الغليظة
وعنفها
ودمويتها بل
ولنوقفْ
سطوتها على
عقول الناس
البسطاء الذين
يبحثون عن
العدل
والتقوى
والمنهج
المستقيم وهو
ما ينبغي أنْ
نقدمه للناس
صحيحا غير معوج
أو ظالم..
وتلك
من مهماتنا
الجوهرية
الكبرى.. قبل
أنْ تندلع
مشكلات لا
نسطيع وقفها
بغير هيلمان
عظيم من
الكوارث
والضحايا..
فهلا أقبلنا
على عمل
الصواب؟؟!
خاص
بالحوار
المتمدن www.rezgar.com