أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان
2004\ 02 \ 10
E-MAIL: TAYSEER1954@naseej.com
عراق
اليوم يمر
بمرحلة أبعد
من مسألة
إعادة إعمار
الذات
المخرّبة
روحا وجسدا,
أقصد بناء
الإنسان
ثقافةَ َ وبناء
البلاد جسورا
وشوارع
وعمارات. فإذا
أجلنا البحث
في إعمار
الاقتصاد
والبنى
التحتية وسكبنا
جلّ كلمتنا
هذه في إعمار
الروح والعقل
والقلب أو
البنية
الفوقية حيث
الفكر
والفلسفة
والأيديولوجيا,
فإنَّنا سنجد
المهمة كبيرة
معقدة شائكة
من جهة سهلة
من جهة أخرى.
فهي سهلة من
جهة تلك
الخلفية
الحضارية
المشرقة
والجذور
الثقافية
الراقية
لتاريخنا
العراقي الحافل
بنور المعرفة
والعلم وآداب
المدنية وسلوكياتها..
ولكنَّها
مهمة صعبة لما
لآلية
التعامل مع الفكر
الإنساني
ومشاعره من
تعقيدات
وتداخلات
كثيرة. لذا
كانت المهمة
بحاجة إلى
مرجعيات
اجتماعية
عميقة الصلات
قوية التأثير
في الحياة
الإنسانية
كيما تحقق
النجاح
المرتجى. ولابد لتلك
المرجعيات
السياسية الفكرية
أنْ تكون على
صلة روحية
بالناس
لتداخل مهمة
التغيير
بمشاعرهم
وطقوس
إيماناتهم
واعتقاداتهم
وملامستها
العواطف
الإنسانية
مباشرة..
ولأنَّ
البحث في
إعادة إعمار
الروح
الإنساني هنا,
المقصود من
ورائه إزالة
آثار سنوات
استلاب حرية
التعبير
والرأي ومنطق
التفكير العلمي
الموضوعي
بحياتنا
وبرامج بناء
بلادنا وتوكيد
امتلاكنا قيم
التحضر
والحداثة
التي تستجيب
لمصالحنا بالتحديد
ولقيمنا
السامية
النبيلة, كان
علينا ـ لكلِّ
ذلك ـ أنْ
نلجأ لأفضل
متنورينا في التناول
والمعالجة.
وأجد في
البرلماني
العراقي
[المفترض
أدبيا في هذه
الحالة حتى
تأتي ساعة
الاختيار
والانتخاب]
أجد في هذا
البرلماني
مهمة الكتابة
والفعل
باتجاه تعزيز
روح السلم
الاجتماعي
بوصفه
الأرضية
الأساس
والرئيس للانتقال
إلى لحظة
الحوار
وتبادل الرؤى
والمناظرات
الفكرية
السياسية. حيث
لا فرصة لأي من
تلك الأنشطة
الديموقراطية
إلا في ظلال
لا وعي خطورة
السلم
الاجتماعي
حسب بل
ممارسته بالفعل
وتوطيده في
حياتنا.
وأول
مهماتنا
لتوطيد السلم
الاجتماعي
أرضيةَ َ
للحوار هو في
منع بروز
الانقسامات
الطائفية
وطقوس
التفرقة ومنع أسباب
ظهور المصطلح
الطائفي.. ومن
ذلك التأكيد
على الهوية
الوطنية في
لغتنا
التحليلية وعلى
الشخصية
العراقية في
معالجاتنا
وعلى الانتماء
للعراق
وحضارته
الواحدة وعلى
تمجيد روح المواطـَنـَة
وتفعيل كلّ ما
هو مشترك في
العمل بين
الأطراف كافة
..
كما
سيكون
لاحترام
التعددية
الدينية
والمذهبية
والسياسية من
دون الانزلاق
نحو عصبية وتحزب
وضيق أفق لطرف
دوره المهم في
إعلاء شأن وحدة
الكلمة ومن
ثمَّ السلم
الاجتماعي
المنشود..
فإذا خاض
البرلماني العراقي
مناقشة أمر أو
معالجته
وتناوله وكان
قد وضع نصب
عينيه هذه
الإشكالية
[ولا أقول
عنها حتى هذه
اللحظة
المشكلة]
فسيكون من
المهم أنْ
يقدم نفسه
بوصفه ممثلا
لاسم العراق
بعمومه وليس
لفئة أو جهة
أو طرف..
كما أنَّ
مهمته تكمن في
تقديم برنامج
وطني ديموقراطي
عام لا تقف
مفرداته عند
أرضية خصوصية
الانتماء والهوية.
فالظرف
التاريخي
الذي نمرّ به
يستدعي منه
أنْ يتقدم
اليوم
متجاوزا
الذاتي
والقطاعية
والإقليمية
والطائفية
ليفتح أمام
مجتمعه فرص
التفاهم
والتحاور
والتشارك
وتبادل الرؤى
بأرضية واحدة
من دون تفتت
أو تشقق أو
تفرق..
ولن يقوم
لنا برلمان أو
برلماني بغير
بداية من نمط
يستند فيها
البرلماني
إلى عقلية
متفتحة وفكر
متنور وسعة
صدر وتخلِّ ِ
عن بعض
المطامح الفردية
والحزبية
والطائفية
الفئوية
وتوجهِ ِ إلى
تمثيل عموم
اسم الوطن
والشعب. وهذا
سيكفل
التأسيس على
أرض صلبة
منيعة فحيثما
تأكَّد السلم
الاجتماعي
توطدت روح
التسامح
وترسّخت
مبادئ
التبادلية
والتداولية
الحقة..
وليس من
طرف يمكنه أنْ
يلعب هذا
الدور غير البرلماني
بوصفه
الشخصية التي
تحتل موقعا
أدبيا
اعتباريا بين
أبناء شعبنا
المتطلعين
إلى يوم
يمثلهم
برلمان حر
الإرادة كبير
السلطة مستقلها.
ولابد من
الحذر من سقوط
هذا المسمى من
أعين العراقيين.
وجميع
المثقفين
السياسيين
والشخصيات
الاعتبارية
التي تقع
افتراضيا في
نطاق البرلمان
العراقي
مسؤولة عن
المهمة وعن
النهوض بها
على أتمّ وجه.
ومن بعض
الإجراءات
أنْ تنهض
الصحف وأجهزة
الإعلام
والمواقع
ومنها
بالتحديد
التي تحمل
مسمى
البرلمان
بالذات, أنْ
تنهض جميع تلك
المؤسسات
بوضع المحاور
الرئيسة الكفيلة
بالتركيز على
الاهتمام حتى
بالإخراج الفني
وترتيب
المواد بما
يجعلها تخدم
إنجاز المهمة
التي نشير
إليها في
موضوعنا هذا...
وعلى
الأقلام
المتنورة أنْ
تتذكر
مسؤولية الانتساب
إلى موقع
البرلماني
العراقي
أثناء كتابة
معالجات في
هذا المقترب..
ولتكن دعوات
استفتاء واستطلاع
آراء بوصفها
أدوات شحن
وتفعيل لقيم معينة
مرسوم الوصول
إليها بتوسيع
شعبيتها وتعزيز
فكرة معينة
عبر تأكيدها
ليس بالتكرار بل
بإصرار
موضوعي
وتعزيز
التفاعل مع
جمهورنا في
حوار جدي
مؤثر..
وحيثما
قدمنا
برلمانيينا
للمواطن
بوصفهم شخصيات
معنوية مميزة
نجحنا في
تفعيل
تأثيرهم ومن
ثمَّ في تأكيد
هدفنا الأولي
المباشر ودعوتنا
الصريحة لمنع
ارضية الشقاق
وتوفير أرضية
اللقاء وبناء
السلم الروحي
بالتصالح مع الذات
والتصالح مع
الآخر أي
ببناء أساس
السلم في
مجتمعنا وهو
أساس متين
موجود على
الرغم من
أفعال
التخريب التي
حاولت طمسه وإبعاده
عن ميدان
الحياة
الفاعلة
الناشطة.. ومشهدنا
الحيوي
لوحدتنا
وللسلم الذي
نطمح إليه
موجود بين
الأضلع
والجوانح..
وحيثما
بكّرنا في
المعالجة
وجدنا فعلنا
أنجع وأروع ..
أفلا نجد
في تحضير
أرضية
مجتمعنا
بالطريقة هذه
مهمة أكثر
خطورة تتعلق
بأعناقنا
اليوم قبل الغد..
أم أنّ بعضنا
سيسرع باتجاه
أولويات أخرى
مهملا خطورة
التأسيس؟؟
أثق بحكمة
شخصياتنا الوطنية
العراقية
وأقلامنا
الحرة
النبيلة الشريفة.
وهذه الثقة لا
تنبع من فراغ
بل تستند إلى
شئ موجود
بالفعل في
واقعنا ولنا
أنْ نزيد وننشط
ونفعّل ليس
غير...
www.geocities.com/modern_somerian_slates