أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان
2004\ 02 \ 05
E-MAIL: TAYSEER1954@naseej.com
عراق
الغد لن يكون
كما هو اليوم
أو بالأمس بشكل
أكثر تميّزا
وتقدما. فقد
ظُلِم بعقود
من المصادرة
والاستلاب
حتى صارت
القاعدة في
العمل الخاص
والعام هي
الكتمان
والسرية
والتخطيط خلف
الكواليس
مخافة افتضاح
أمر العمل على
وفق مصالح
الناس
وأهدافهم
الصحية
الصحيحة, لقوى
الطغيان
والظلام. في
حين ينطلق
عراق اليوم ليؤسس
لغده في العمل
الديمقراطي
الحر..
ومن شروط
الديموقراطية
المكاشفة
والمصارحة
والشفافية
وتلك من
الأمور
المهمة
والجوهرية. إذ
من المعروف ما
ساد في
العلاقات بين
القوى
السياسية من
حذر وشك
واحتياط
مبالغ فيه من إمكان
الوقوع في
مصيدة
مُهلِكة
تنصبها قوة لأخرى.
ولن يزيل هذه
المشكلة
ويغيِّر واقع
التعامل
بالظنون إلا
مزيد من
المصارحة
والمكاشفة..
ولعلَّ
أول أشكال
المصارحة
إعلان
البرامج السياسية
لكلِّ
الأطراف
وتوضيح وسائل
العمل وأدوات
التنفيذ
وأشكال
التعاطي مع
القضايا وكيفيات
أو آليات
التعاطي.
وينبغي
للمصارحة أنْ
تتم بأشكالها
المباشرة
بالمفاوضات
والحوارات
وجها لوجه
وغير
المباشرة عبر
الصحف ووسائل
الإعلام وبوساطة
أطراف وسيطة.
ومن
المصارحة
والمكاشفة
العودة
لوثائق القوى
كافة وكشف
أخطاء
الممارسات
السابقة ومجريات
تاريخ
العلاقات
حيثما تطلب
الأمر ذلك وحيثما
كان الكشف
يخدم التقدم
بالعملية
الديموقراطية
وبالعلاقات
الجديدة نحو
الأفضل
والأحسن.. على
ألا تثار مثل
تلك القضايا
على عواهنها
وفي غير
مواضعها بما
يشعل الحساسيات
ويطلق العنان
لمشكلات
تترتب عليها,
في وقت نحن
أحوج لنسيان
مساوئ ما سلف
وانقضى
وينبغي أنْ
نقول عنه
انتهى وولى
إلى غير رجعة..
كما
سيكون من
المصارحة
والمكاشفة
تبيان المواقف
من الأطراف
الأخرى على
أساس من
الشفافية..
وليس على أساس
من التخطيط في
كواليس الظلمة
للإيقاع
بالآخر بشكل
حياكة
المؤامرات
وبهذا الصدد
فإنَّ مبدأ
التقية
والعمل في
الخفاء
لتحقيق مبادئ
غير معلن عنها
بل يجري التمويه
والتضليل
لإخفاء حقيقة
مطامع ولا
نقول أهداف
قوة بعينها؛
إنَّ هذا
المبدأ لا
يتناسب مع
مفهوم
الشفافية ولا
مع العمل
الديموقراطي بالمرّة
ما يتطلب
إزالته من
مبادئ العمل
السياسي ..
وليس بعد
ذلك ليسار أو
يمين أنْ يرى
في حذره السياسي
ما يجعله
يستطيع تبرير
[وليس تسويغ]
التحول من
الحذر إلى
التقية أو
العمل التضليلي
أو إظهار شئ
وإضمار آخر..
إذ الإيمان بالديموقراطية
يقتضي ممارسة
عناصرها ومبادئ
العمل بها
وليس اختيار
جزئية وترك
أخرى بحسب ما
يتماشى مع
المصالح
الضيقة لطرف
ما..
والشفافية
بعد ذلك تعمّق
الطمأنينة
وتعزّز العمل
الاجتماعي
التعاوني
الجماعي
المشترك وتتجه
إلى تقاسم
مفردات
الحياة على
أساس من التراضي
والتوافق
وقبول
التغاضي أو
التنازل والتخلي
عن بعض جزئيات
خاصة لصالح
المشترك لتمضي
الحياة سليمة
بغير عراقيل..
وليس من
المسار
الديموقراطي
ومن الشفافية
بقاء الشك
المرضي وتداعياته
من الخطط التي
تـُحاك في
العتمة كتآمر
على الآخر ولن
تقف آثار ذلك
عند تعارضه مع
المصارحة
والشفافية
والديموقراطية
بل ستمتد إلى
تخريب المسار
الحقيقي الذي
يضمن للإنسان
مصالحه على
وفق منطق
المشاركة
واحترام الآخر
والتعاطي معه
بثقة أكيدة
وطيدة..
وهكذا
سيكون من
المفترض
لتحقيق
الديموقراطية
اللجوء إلى
التعاطي مع
المحظورات
والقيم
البالية التي
سيظل لأثرها
وجود لزمن غير
معلوم ولكنه
يرتبط
بالقدرة على
معالجة أو
تجاوز تلك
القيم السلبية
.. والانفتاح
في الرؤى وفي
التعامل مع الحياة
الجديدة
ومبادئها هو
المؤشِّر
لتقدمنا وتطورنا
باتجاه
مستقبل عراقي
سعيد..
أما مَن
الذي يمكنه
الدفع بهذا
الاتجاه من المصارحة
والشفافية
فهم
الديموقراطيون
الذين يعملون
بصبر وتحمّل
وهم الذين
يقبلون بعض التجاوزات
من أجل المضي
نحو تقديم
المثال في الحوار
بطرق سلمية
مناسبة
ملائمة. ومن
تلك القوى
الديموقراطية
كل الصحف
والدوريات
ومواقع النشر
الألكترونية
وغيرها وكلما
وجدنا من
تساهل مع أشكال
التعامل
المرضية
القائمة على
الشك وانعدام
الثقة كان
التأسيس يذهب
بنا إلى ما
يخالف توجهاتنا
الديموقراطية
المنتظرة
المؤمّلة...
وللموضوع
مفاصل مهمة
تحتاج
للدراسة
والتمعن والتطلع
إلى ما يعالج
مفرداته بما
يؤكد صحة
المسار
وتطوراته
وتقدمه
ورقيه.. وهو ما
يُنتظر من تفاعل
الآخر مع هذه
القراءة من
أيِّ ِ من
الأصوات التي
تمتلك رؤية
أخرى قد تكون
مختلفة....
خاص بصوت
العراق www.sotaliraq.com
ألواح
سومرية
معاصرة www.geocities.com/modern_somerian_slates