مخاطر جديدة تهدد بانهيار سد الموصل متسببة بكوارث مفتوحة بلا حدود
رئيس جامعة ابن رشد في هولندا
كثيراً هم أولئك الذين كتبوا عن التهديدات الكارثية في حال انهار سد الموصل. ولربما رافقت الشكوك وأسباب القلق في إمكانات صمود هذا السد حتى قبيل إنشائه. إذ أن الدراسات أظهرت الطابع الهش لجيولوجيا الأرض المحيطة بالسدّ. ولربما كانت المعالجة بالضخ المستمر لحشو الأرضية بشكل دائم.
ولكن الجديد في الأوضاع المحيطة بالسد تكمن في قرب عناصر الإرهاب منه واحتمال إقدامهم على جريمة غير محسوبة أو غير ممكن الوقاية منها في ضوء وجودهم على مقربة تسمح لهم بالتحرك والمناورة لارتكاب ما لا يمكن نفيه عن أفعالهم الدنيئة التي لا يتورعون عن ارتكابها.
والتهديد الآخر يبقى في إطار بيئة السدّ التي باتت تتعرض لهزات أرضية وارتداداتها المتكررة؛ ومثل هذا التهديد هو الآخر لا يمكن تجنبه بسهولة أو الابتعاد عنه جغرافيا. وقد لا تحتمل أرضية السد وتحدث ثغرة ما تتسبب بالانهيار الكارثي! وطبعا يرافق هذا تداعيات التسرب المائي والتجاويف التي تتولد وتتسع مع الأيام وتقدم عمر السدّ في ظروف تلكؤات وانقطاعات في أعمال الإدامة والصيانة وتحديداً عمليات ضح مواد التقوية والدعم في التجاويف وبأسساسات السدّ!
إنّ هذا الوضع في ظل عدم توافر سدّ الوقاية الذي كان ينبغي بناؤه منذ أول لحظة لبناء سدّ الموصل، إنّ هذا يعني مزيد تعقيد وتهديد بتسونامي أعلى ارتفاعا من تسونامي اليابان بثلاث مرات! ومداه يمكن أن يتجاوز بغداد التي سيغرقها بارتفاع قد يصل العشرين متراً فوق سطح البحر ليصل البصرة في أقصى بقعة يابسة للعراق تطل على البحر!
كما أن السرعة المقدرة لوصول أمواه التسونامي الكارثية إلى بغداد ربما يكفيها أقل من يومين لتقطع المسافة بين الموصل وبغداد! والمدة المقدرة لا تكفي لإخلاء المدن قبل اجتياحها من هذا الطوفان المائي ما يعني تعرض ملايين العراقيين للكارثة وربما ذهاب مئات الآلاف ضحايا لابتلاع مميت قدرته بعض الدراسات بنصف المليون!!
أيتها العراقيات، أيها العراقيون
لقد قرعنا جرس الإنذار مرات ومرات ولا من مجيب.. وأنتم اليوم يُسلَّط على رقابكم سيف تهديد لتسونامي مريب بحجم يقدر أضعاف حجم ما جرى في اليابان وفي جوارها ومع هذا التهديد تتعرضون لتهديدات إشعاعات اليورانيوم المنضب وغيره والتفاعلات الكيمياوية والفضلات والنفايات التي أرسلتها دول جوار في وادي نهر الكارون بدل مياهه التي جرى تحويل مسارها ولا مَن يتحدث عن حقوق العراقيين في الأنهر التي جرى ويجري تحويلها وما زال الوند يبكي بلا دموع بعد جفافه ومازال خريسان وديالى وغيرها عشرات تئن من عمليات التغيير البيئي بكل ما يرافقه من كوارث تلك التغييرات!!
تهديدات تطاولكم مع ترككم لمشهد التصحر وجفاف الأنهر وانهيار الحصة المائية من تركيا ومن غيرها! وتهديدات تطاولكم بسبب التخريب في الزراعة ومشروعاتها وتعطيل الموجود منها! وإعدام يومي لبساتين النخيل أو ما تبقى منها!!
تهديدات لا نعيد سجلها هنا.. ولكننا نتساءل بصرخة استغاثة: ألا يعني لكم صمتكم وسكونكم أنكم تنتظرون التسونامي بلا حراك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه!!!؟
ألا تكفي كل هذه السباب لتصرخوا بوجه من كلفتموهم بالمسؤولية ليوقفوا فسادهم وجريمة عبثهم بمصائر العراقيين!!!؟
ألا يكفي تهديد أقل خطورة من كل هذا الذي ذكرناه لكي يدفعكم للنزول إلى الشوارع ترفضون وضعكم على مذبح إرهابي جديد لن تستطيعوا لحظة وقوعه أن تفعلوا شيئا سوى إطلاق صرخات الوداع باستسلام تعرفون وصفه وربما لا يستطيع مئات آلاف منكم أن يجد فرصة ليصرخ صرخته الأخيرة!!!؟
السمع والإصغاء والتفكر والتدبر هو ما ينبغي أيتها العراقيات أيها العراقيون وإلا فلات ساعة مندم!!!!!!!!!!!