تخضع
محدِّدات
الشخصية
الإنسانية
لعوامل
البيئة التي
تحياها وتؤثر
في تكوينها.
ولعلّنا نجد
ذلك في قراءة
الشخصية العراقية
فهي امتداد حقيقي
للجذور
الحضارية
القديمة
والوسيطة, فمنطق
العقل
السومري
القائم على
التفتح والتنوير
أمر ملموس في
السلوك
الإنساني
للشخصية العراقية
ولمكوّن
العقل
العراقي. ومن
المنطلق ذاته
يمكن أنْ
نتلمَّسَ فعل
عوامل التخلف
والظلام الذي
أصابها عبر
القرون
المتعاقبة الأخيرة
بُعَيد إحراق
أكبر مكتبة
معرفية في
العالم على
عهد بغداد
منارة العلم
والمعرفة
وبُعَيد دويلات
لم تترك
لمجتمعنا
فرصة للتقدم
والتطور
مسجّلة بذلك
عهد الظلام
والتخلف طوال
قرون كانت
فيها بغداد
تحت سلطة
سنابك الموت
والدمار
والجهل. لقد
خلقت مثل تلك
الأوضاع
التاريخية
المعقدة
شخصية عراقية
مختلفة
فوجدنا بعضهم
تتقمصه شخصية
تتسم
بالازدواجية
تنضح قلقها
ومن ثمَّ
تنقلها
الفردي غير
المستقر
(المزاجي سريع
أوكثير
التقلّب) ومن
ثمَّ تأثيرها
على
المسارالعام
لتجعله قسرا
يتقلِّب بتقلّب
ذاك الوجود
الفردي من دون
مقدمات منطقية..
ونجابه
في هذه
الأمثلة
شخصية ما
تنتمي اليوم
لاتجاه
لنجدها بعد
برهة وليس بعد
يوم شخصية
ليبرالية
وفجأة نراها
شخصية إصولية
متشدِّدة ولا
حدود لتقلبات
هؤلاء بخاصة
من ساسة الزمن
الجديد فهم
زعماء ووجهاء
وشيوخ ومراجع
دينية ووجوه
إعلامية تخطف
الأضواء
وتملأ وكالات
الأنباء في
لقاءات
وتصريحات
وتدخلات
وتحليلات لا
طائل لأحدنا
على تغطيتها.
وليس بعد كلِّ
هذه التقلبات
من مشكلة فيها
ذاتها ولكنَّ
المشكلة
الجدية هي في
عدم استقرار
المسار العام
الذي يحتاج
اليوم لتحديد
الهدف
وتثبيته وعدم
إضاعة فرصة
واحدة حتى إنْ
كانت هامشية
فكلّ فرصة
لمسارنا نحن
أحوج إليها
بعد مرار
ومآسي
الأزمات
الأخيرة التي
مرّ بها
عراقنا, إنّنا
اليوم أحوج ما
نكون لمزيد من
الاستقرار
ولمزيد من
الثبات على مسار عام
مشترك ينهي
الأوضاع
الشاذة التي
نمرّ بها. ولا
يمكن
للشخصيات
المزاجية
كثيرة التقلّب
والهامشية
التي يتمّ
تخليقها ودفعها
لمقدمة
الأحداث
ولقيادة
مسيرة شعبنا
في الظرف
القائم.. لا
يمكن لمثل هذه
الشخصيات أنْ تتقدم
المسيرة ولا
يمكن لها إلا
أنْ تخدم ماضي
العتمة
والظلام
والتخلف
لأنّها
امتداد للخلط
والتداخل
الاتلافي
وليس للوضوح
ولا لخدمة مسار
إزالة عوامل
الجهل
والتحجر التي
طالما خذلت
حركة تطور
بلادنا.
فإذا
كان الأمر في
الفن والغناء
وما شابه يمكن
التغاضي عن
عمليات تخليق
أعلام وهمية
في الإطار في
لحظتنا
القائمة
فإنَّنا
لايمكن أنْ
نوافق على ما
يجري اليوم من
تخليق
لمسميات
ودفعها إلى
الحياة
العامة للبلاد؛
وما يترتَّب
على ذلك من
ظهور تصريحات
صبيانية تتسم
بالاندفاعات
المتطرفة
وتخضع للتقلبات
والأهواء
التي كثيرا ما
توقعنا في مشكلات
وأزمات أو
مواقف خطيرة
حادة. ليس لنا
في ظرفنا
القائم أنْ
نلتجئ إلى
مرجعيات
سياسية بلا خبرة
ولا استقرار
لمنهج أو شروط
مسار تحديد أهداف
ووضوح رؤية..
وعلينا
الاهتمام
اليوم بمراجعات
جدية لحالتنا
القائمة
لمزيد من
التحديد
والوضوح
والاستقرار
من أجل تقدمنا
وتطورنا وحلّ
ما يواجهنا من
مشكلات
مستجدة.
أما
على مستوى
العامّة فإنّ
مسألة
السيطرة على
الروح
المزاجي وعلى تقلب
المواقف
والرؤى هي
مسألة مهمة
وملحة لأنَّنا
لايمكن إلا
أنْ نحيا بأسس
ملموسة محددة
واضحة أو أننا
نكلِّف
أنفسنا خسائر
جمة في مثل
هذه السياسة
الرعناء حيث
المزاجية لا أرضية
ثابتة
تحتضنها
لنحدد في
ضوئها مسارنا
وعلاقاتنا بل
سنتوه ونضل
الطريق في
بيداء من الرمال
المتحركة
التي نغرق
فيها قبل أنْ
نجد لبعضنا
مفتاح علاقة
إيجابية..
لنتخلص من مثل
هذه الأمراض
المنتمية
للجهل
والتخلف
ولنمحو تلك
الازدواجية
بل روح
الأهواء
وتقلبات
المزاج
المَرَضي
الذي لا طائل
وراءه غير
مزيد من الأمراض
الاجتماعية
ومزيد من
العقبات
السياسية
والتراجعات
في المسيرة
العامة...
ولعلَّ أول
طريق العلاج
يكمن في
التسامي
والارتقاء
على محيط فيه
كثير من
مسببات
الاحباط وجرح
النفوس
وإيلامها
ولعلّنا
نمتلك القدرة
الكافية على
المقاومة ومن
ثمَّ على وقف
التأثيرات
السلبية
الخطيرة لمثل
هذه الأمراض
وهي في جوهرها
ليست ممّا
اختصّ
العراقيون
بها فلقد
أُصيبت حركات
سياسية كثيرة
في ظروف
تاريخية
متنوعة مختلفة
ما يمكننا من
الإفادة من
تلك التجاريب
ويعزّز من
نجاحنا في
المعالجة
السريعة وعدم
معايشة مثل
هذه الحالات
السلبية
طويلا.. ولنا
في معطيات
ومكوّنات
العقل
العراقي
بوضعه العام
وانتمائه إلى
جذور حضارية
راسخة قوية ما
يساعدنا على
النجاح
الأكيد في هذه
المهمة.
أكاديمي
ومحلّل سياسي
\ ناشط في حقوق
الإنسان
2003\ 08
\ 27
E-MAIL: TAYSEER1954@naseej.com