صفحة يكتبها قصّخون عراقي
معالجات: قصَّخون عراقي
صفحة نقدية ساخرة, تعتمد لغة فضح الثغرات والنواقص التي
تطفو على السطح في أحوال زمننا أو تتخفَّى تحت القاع في ثنايا
أقنعة دهرنا.. فهي نقدية لأنَّها تستهدف التغيير والبحث عن
الإيجابي بدل السلبي.. وهي ساخرة كونها فسحة استرخاء بعيدا
عن توتر الصراعات والأزمات...
فهي [الصفحة] نزهة للروح من دون افتقاد منطق العقل
ومعالجاته.. وهي عراقية المُعطى والروح والنـَّـفـَس ولهذا أخذت
من معجم المفردات العراقية عنوانها ـ "قشمريات": وهي مفردة
كثيرا ما استخدمها العراقيون للدلالة على رفضهم أحابيل الزمن
التي تحاول اللعب أو الضحك على الذقون وللدلالة على وعيهم
باللعبة وتفاصيلها، وللتأكيد على سخريتهم من سلطان مهزلة أو
سخرية قدر ما يواجههم وتوكيد قدراتهم وسلطانهم في الحياة..
قشمريات صفحة من الحياة اليومية وتفاصيل ما يجري فيها فلعلها
تفضح قيم الفساد والإفساد، قيم الزمن الرخيص حيث يُباع الإنسان
ويُشترى في سوق النخاسة المعاصر.. قشمريات هي صوت
المستلب المضطهد وهو يسخر من سلطان الاستغلال ويعلن رحابة
الصدر وسعته وقوة الشكيمة على معاندة الدهر والعيش سعيدا
ممتلئا بالأفراح والمسرات وبعالم تملؤه ضحكات أجيال الحب
والسلم والحرية...
لن تبقى هذه المفردة النقدية الساخرة حبيسة المعجم التقليدي
العراقي بل ستصير عنوانا جديدا في عالمنا الجديد وسلطة ضد
مثيري الشحناء والبغضاء والعداوة والاحتراب من أجل الخير
والرخاء والسعادة..
فلـْنضحك، ولـْنسخرْ من سلطة الحزن ومن يريد توكيدها في حياتنا
ولنعلن فرحنا ونحن نعمل من أجل حياتنا.. فكل مآسيهم القادمة إلينا
ستزول حيث فضحناها وجلدناها بسخريتنا منها.. فهي ليست أكثر
من قشمريات دهر زائل فزمننا آتِ ِ بديمومته وأبدية جماله
وروعته...
أهلا وسهلا بكم في صفحة نتوقف عندها حيث محطات قطارنا،
قطار العمر المتجدد، والأمل المتورد كوجنتي صبية جنبدة
وكوريقات زهرة في بستان وادي الرافدين اليانع بشجيراته
المثمرة...
قَصـَّخون عراقي
أعرض ابتسامة وأكبر ضحكة
|