2003 / 10 / 31
{2 -
2}
[[ تثير
أعمال العنف
الدائرة في
ميدان حياة شعبنا
العراقي
اليوم
استياءَ َ
بالغا في
أوساطنا
النزيهة
المخلصة,
ولكنَّ بعضا
ممَّن يركبون
مركب السياسة
اليوم يقعون
تحت تأثير
تشوشات رؤى
سلبية خطيرة
تلتقي كلّها
في إيذاء شعبنا
في حقوقه
الإنسانية
التي طال
حرمانه منها وامتد
بعيدا. وأول
تأثيراتها
انغلاق
تفكيرهم في
حدود سؤال
واحد وإجابته
وهو هل القوات
الأجنبية
الموجودة في
بلادنا قوات
احتلال..
وبُعيد
الإجابة
يقولون: إذن
فكلّ ما يجري
هو ضد هذه القوات
وهو مشروع
لأنَّها قوات
احتلال.. هنا نحاول
أنْ نتناول
هذه
الإشكالية
ونعالجها على
وفق قراءة
شعبنا
وغالبية
حركاته
السياسية
والاجتماعية
للوضع في
بلادنا...]]
في ظلّ الرفض
الواثق
والعميق من شعبنا
للمجرمين
الساديين
الذين يقومون
بأفعال
التخريب
بالتحديد,
انحسر موقف
(الانفعاليين)
باتجاه
محاولة
(تحديد)
فعالياتهم
المباشرة
اليوم في
مقاومة
الاحتلال أو العسكري
الأجنبي وليس
العراقي الذي
ما عاد يصبر
على ما يجري
من تخريب.
وبعد أنْ كان
هؤلاء من
قاصري
التحليل
السياسي (أو
من قاصديه
عمدا) يتشدقون
بكلّ عملية
تخريبية كما
هو حال هذيان
بعض
الفضائيات
العربية؟
صاروا
يحدِّدون اليوم
مستهدفاتهم
ليؤكدوا
أنَّهم ليسوا
مخرّبين بل
مواطنين
شرفاء حريصين
على
الاستقلال؟ ولا
غيرالاستقلال
ديناَ َ! وليس
من مُعتَقَدِ
ِ لهم سوى
إخراج
الاحتلال فهو
البلاء الأول والأخير
في بلادنا حسب
التباساتهم
التي أدّت إلى
انقطاع
أفعالهم عن
كلّ أولويات
شعبنا
المبتلى
وبلاءاته
ومآسيه
وحاجاته الملحة
الماسّة
لفعاليات
طوارئ وإنقاذ
لمصيره من
الفناء موتا
إذا ما
ركّزنا
بسذاجة على
التوقف عند
إجابة أهي
قوات احتلال
في أرضنا؟ إذن
علينا [حسب
هؤلاء]
التخلي عن كلّ
شئ وأنْ نحصر
أولوياتنا
لتتممثَّل في
اقتلاع
الاحتلال
بروح
انتحاريّ وعقليته
وبإدخال
شعبنا في أتون
محرقة موت
أخرى!!!
ولكنَّ
الأكيد سيأتي
بتأثير ضغط
شعبنا
المطالب
بحقوقه حيث
سيتضح أنَّ
سياسة إنعاش
مؤسسات
الدولة
وإعادة بنائها
من جديد هي
جزء أساس
وجوهري في
طريق إنهاء
بقاء تلك
القوات سواء
ألحَّت
الحاجة
لوجودها لمدة
شهور أم
امتدَّ الأمر
لأكثر من سنة,
فسيّان معيار
زمن الحاجة
لتلك القوات
طالما كان
الأمر بخيار
شعبنا وحركاته
السياسية وإنْ
جاء هذا
الخيار في
ظروف
اضطرارية
قاسية فرضت
صياغة أهون
الشرَّين ..
وليس
لهذه القوى
السياسية
المخلصة وإنْ
اختارت مسيرة
أولويات ليس
من بينها
اليوم
الاصطدام
بقوات احتلال
بل استثمار
وجودها في
مسائل عدة من
بعضها يتعلق
بضمان شروط
معيشة
الإنسان
العراقي؛ وهي
جزء من حقوق
الإنسان التي
يتباكى عليها بعض
المغرضين أو
ينفعل معها
بعض طيبي
النية من
الذين
خلّفَهم
النظام بلا
دراية سياسية
كافية
يتسلحون بها
ضد غوائل
الوضع المعقد
الناجم عن
رحيله غير
مأسوف عليه,
نقول ليس لهذه
القوى
المخلصة
الشريفة أنْ
تسكت عن
تجاوزات قوات
الاحتلال في
أمور إنسانية
كثيرة من مثل
جلَف التعامل
مع العراقي
وفظاظته وحتى
مستوى القتل
العمد
واستسهال هذه
الفعلة
الشنعاء في سياق
ما يسمى
المطاردة
والصراع
بينهم وبين
المخربين..
ولا يوجد
عراقي شريف
يقبل ليس بقتل
عراقي
وإنَّما
بإيذائه أو
الاعتداء على
حقّ من حقوقه..
(ولا
يوجد أدنى شك
عندنا) في أنَّ
العراقيين
الشرفاء لا
يقومون
بتبرير قتل
العراقي ولا حتى
حالة غض
الطرْف عن
الاعتداء على
أبسط حقوقه
كما يحاول بعض
المحللين
إلصاقه جزافا
بحركاتنا
السياسية
التي اختارت
أولويات
إعادة بناء
حياة العراقي
وإبعاد شبح
الكارثة
الإنسانية في
إبادته كليّا
إذا ما اتخذت
نهج الاندفاع في
مسالك مهلِكة
وانتحارية..
وليس منَّا مَنْ
نسيَ الحديث
عن حقوق
الإنسان في
ظلّ الاحتلال
سواء على وفق
اتفاقية جنيف
الرابعة ومتابعة
تنفيذ بنودها
أم على وفق
مشروعية
النضال
الوطني بكلّ
أشكاله
وخياراته.
وإنْ كانت بعض
الخيارات
مؤجلة اليوم
فذلك عائد
لقراءة الوضع
واتخاذ النهج
المناسب
الأقل كلفة في
حياة العراقي
الذي أُنهِك
طويلا بما كان
يُسمى تضحيات
مَرَّة وجهاد
مرة أخرى وما
إلى ذلك من مبرّرات
لا طائل من
ورائها سوى
مهالك ودمار
وخراب ..
نعم
القوات قوات
احتلال ومنها
ما يقوم
بتجاوزات
صغيرة وأخرى
خطيرة
كاستباحة
حرمات أو
القتل العمد
بل مجرد وجود
تلك القوات هو
انتقاص للسيادة
ولأكثر منها...
ولكن مَنْ
سيُنهِي تلك
الممارسات؟
وكيف؟ وهل
خيار
الاصطدام
المسلًَّح
والعنف
الدموي هو
خيارنا الأول
والأخير ولا
خيار لشعبنا
دائما وأبدا
إلا اللهاث
وراء هذا
السادي
المتعطِّش
للدم وذاك
الساذج الذي يريد
وضعنا في مآزق
أخرى لا
تستوعب
الظروف القائمة
لشعبنا ولا
تتحمَّل
مزيدا من
المغامرات
الطائشة
ومزيدا من
تداعيات
بطولات زعران السياسة
أو متفيقهيها
وأشباههم
والحمد لله في
أنَّهم قلة
القليل...
إنها
حقيقة
نكرِّرها لا
حياء في تعاملنا
مع الظرف,
الناشئ بغير
إرادة شعبنا
وقواه
الوطنية, ولا
تردّد في
تسمية
الحقائق بأسمائها
ولا تراجع عن
حقوقنا كاملة
غير منقوصة. ومنطق
الأمور يقول:
إنَّ الأشياء
لها بداية
ونهاية ولا
تؤخذ مرة
واحدة إلا إذا
كان أصحابُنا
ممَّن
يزدردون أو
يلتهمون
طعامَهم مرة واحدة!
بلا تقطيعه
على أجزاء
لتناوله على
مراحل؟ ولا
يوجد بيننا
مَنْ يرى أنَّ
دوام الحال غير
محال فبعملنا
الدائب
الصبور
المتأني سنصل
اللحظة التي
نخلّص شعبنا
من مآسيه ومن
آفة الاحتلال
أو على أقل
تقدير نهيِّئ
الظروف المؤاتية
لكلِّ أشكال
مناضلة هذا
الوجود وطبعا
المؤاتية
لتقليل
الخسائر قدر
ما يسمح لنا
نهجنا في
التعاطي مع
الحالة وفي
كلّ لحظة
تاريخية ..
وقبيل
اختتام
إجابتي أو
مقالتي أودّ
فقط التساؤل ما
الذي فعلته
عمليات تفجير
دبابة لجلب
الخبز لشعبنا
ولدرء امتهان
الكرامات؟
وما الذي فعله
قتل جندي
أمريكي
لإعادة
الحياة
لعشرات الذين
يذهبون ضحية
مثل هذه
الفعاليات؟
وما الذي
فعلته كلّ
فعالية تُسمى
جزافا
واستهتارا
بمنطق العقل
البشري
(مقاومة) وهي
ليست سوى تخريبا
وتقتيلا آخر
وصفحة جديدة
من صفحات النظام
المهزوم قبيل
إخلائه
الميدان وإلى
الأبد!؟!
ليتساءل
المخلصون
وكلّ نزيه
وليتعظ
بتجارب الإنسانية
وخبراتها.
ولا
يغرنَّكم
أساليب
المخادعة
والاستدراج
بمصيدة
المشابهة
ببطولات فيتنام
والجزائر
وثوار مثل تشي
جيفارا وهوشي
منه
وغير ذلك..
ألا ترون إنَّ
لكلِّ حالة وظرف
شروطه الخاصة
ومنطق
معالجته
وتناوله أم
أنَّ أصابع
المفتون
كلّها سواء!
ولا فرق بين
مرحلة ومرحلة
ولا بين ظرف
وآخر ولا بين
قضية وقضية.. وسبحان
تشابه
المسائل
وتداخلها
اتلافيا حتى نجد
العاقل منّا
لا يرى الفرق
بين وظيفة
يدِهِ ووظيفة
قدمِهِ!
وبعد كلّ
هذا وذاك
فليست كلّ
حالة عنف مما
يندرج في
التخريب وإنْ
كان يندرج في
سوء تقدير
العواقب وليس
كل شخص اضطر
إلى موقف قويّ
شجاع ممن
يندرجون في
إطار
المخرّبين
وإنْ وقع في
مصيدة
تناقضات
الواقع
وتعقيداته
والتباسه.
وعلى حركة شعبنا
النهضوية المتنورة
أنْ تستثمر
الواقع بما
يحصل من تقاطعات
ومن ضمنها
وقائع العنف
المسلّح وألا
تسمح بتأثيراتها
السلبية بقدر
ما تجيّرها
لمسيرة
مستقبل رحيل
قوات
الاحتلال
وانهاء كل ما
ينتقص من
استقلالنا
الحقيقي
الناجز.
أما خلاصة ما
نقول فإنَّ
حقوق الإنسان
العراقي
منتهكة أولا
من طبيعة
الوضع الردئ
الذي خلَّفه
النظام السابق
ومن تعقيد
التداخلات
التي نجد
أنفسنا فيها حيث
لا مؤسسات
دولة تحمي
شعبنا وأمنه
ولا مؤسسات
دولة تدير
حياته
وحاجاته وليس
من جهة منظِّمة
تحمي حقوقه
وتصونها وتضع
نصب عينيها تلبيتها
وأول تلك
الحقوق حق
العراقي في
الحياة وألا
يصادر هذا
الحق كائنا من
كان بعد أنْ
ولَّى عهد
مصادرة حقوق
الإنسان في
بلادنا .. أما أشكال
التعامل مع
مفردة أو
جزئية قوات
أجنبية في
بلادنا فهي
ليست نهاية
الأرب في
حقيقة ما يريده
شعبنا من عزِّ
الطلب...
أما
المؤسسات
التي تولد
وتتشكّل اليوم
فهي الجهة
الأكيدة التي
تنهض بتمثيل الصوت
العراقي
والمطالبة
بحقوقه بل
العمل النزيه
المخلص
والوطيد من
أجل انتزاع
تلك الحقوق من
فم السبع كما
يقولون...
وبالطرق التي
يسمح بها منطق
العقل لا منطق
المغامرة..
ولا منطق
اليساروية
الطفولية ولا
منطق أصحاب
الأغراض
الرخيصة من
أقصى اليمين
ومن المتطرفين
من وراء فلتان
الشارع
بعمليات العنف
الدموي
وكوارثية
الاصطدامات
المسلحة بما
تخلقه من
أجواء غير
مستقرة
لايكون فيها
لحقوق
الإنسان من
قيمة أو من
وجود ولو
ببصيص أثر.